
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا مَنــزل الآيــاتِ وَالفُرقــانِ
بينــي وَبينَــك حرمــةُ القــرآنِ
إِشـرَح بـه صـَدري لمعرفـةِ الهُـدى
واِعصــم بِـهِ قَلـبي مِـن الشـيطانِ
يَســِّر بِــهِ أَمــري وَأَقـضِ مـآربي
وَأَجــرِ بــه جَسـَدي مِـنَ النيـرانِ
واحطُــط بِــهِ وِزري وَأَخلِـص نِيَّـتي
واِشــدُد بــه أَزري وأصـلح شـاني
واكشــُف بــه ضـُرّي وَحَقِّـق تَوبـتي
واربــح بِــهِ بَيعــي بِلا خُسـراني
طَهِّــر بِــهِ قَلــبي وَصـَفِّ سـَريرَتي
أَجمِــل بــه ذِكـري واعـلِ مَكـاني
واِقطَــع بِــهِ طَمَعـي وَشـَرِّف هِمَّـتي
كَثِّــر بِــهِ وَرَعــي واحـيِ جَنـاني
أَســهِر بـه لَيلـي وأظـمِ جَـوارحي
أَســبِل بِفَيــضِ دَموعهــا أَجفـاني
أُمزُجــهُ يـا ربِّ بِلَحمـي مَـع دَمـي
واِغســِل بِـهِ قَلـبي مِـنَ الأضـغاني
أَنــت الَّــذي صــَوَّرتَني وَخَلَقتَنـي
وَهَـــدَيتَني لِشـــَرائِعِ الإِيمـــانِ
أَنــتَ الَّــذي عَلَّمتَنــي وَرَحمتَنـي
وَجَعَلــتَ صــَدري واعــيَ القُــرآنِ
أَنــتَ الَّــذي أَطعَمتَنـي وَسـَقَيتَني
مِــن غَيــرِ كَســبِ يَــدٍ وَلا دُكّـانِ
وَجَبَرتَنـــي وَســَتَرتَني وَنَصــَرتَني
وَغَمَرتَنـــي بالفَضـــل وَالإِحســانِ
أَنــتَ الَّــذي آويتنــي وَحَبَـوتني
وَهَــدَيتَني مــن حَيــرَةِ الخِــذلانِ
وَزَرَعــتَ لـي بَيـنَ القُلـوبِ مَـوَدَّةً
وَالعَطــف منــك بِرَحمــةٍ وَحَنــانِ
وَنَشـَرتَ لـي فـي العالمينَ محاسناً
وَســَتَرتَ عَــن أَبصــارِهِم عِصـياني
وَجَعَلـتَ ذِكـري فـي البَريَّـةِ شائِعاً
حَتّــى جَعَلــتَ جَميعَهُــم إِخــواني
وَاللَـه لَـو عَلِمـوا قَبيـحَ سَريرَتي
لأَبــي الســَلامَ عَلَـيَّ مَـن يَلقـاني
وَلأَعرَضــوا عَنّــي وَمَلّــوا صـُحبَتي
وَلَبُـــؤتُ بَعــدَ كَرامَــةٍ بِهَــوانِ
لَكِــن ســَتَرتَ مَعــايبي وَمَثــالي
وَحَلمــتَ عَـن سـَقَطي وَعَـن طُغيـاني
فَلَــكَ المَحامِـدُ وَالمَـدائِحُ كُلُّهـا
بِخَـــواطِري وَجَـــوارِحي وَلِســاني
وَلَقَــد مَنَنــتَ عَلــيَّ رَبِّ بِــأَنعُمٍ
مـــالي بِشـــُكرِ أَقَلِّهِــنَّ يَــدانِ
فَوَحَــقَّ حِكمَتِــكَ الَّــتي آتيتنــي
حَتّــى شــَدَدتَ بِنورِهــا بُرهــاني
لَئن اِجتَبَتنــيَ مِـن رِضـاكَ مَعونَـةٌ
حَتّـــى تُقــوّي أَيــدُها إِيمــاني
لأُســـــَبِّحَنَّكَ بُكــــرَةً وَعَشــــيَّةً
وَلَتَخــدُمَنَّكَ فــي الـدُجى أَركـاني
وَلاذكُرنَّـــكَ قائِمـــاً أَو قاعِــداً
وَلأَشــــكُرَنَّكَ ســــائِرَ الأَحيـــانِ
وَلاكتُمَـــنَّ عَــنِ البَريَّــةِ خَلَّــتي
وَلاشـــكُوَنَّ إِلَيــكَ جَهــدَ زَمــاني
وَلأَقصــِدَنَّكَ فــي جَميــعِ حــوائجي
مِــــن دونِ قَصـــدِ فُلانَـــةٍ وَفُلانِ
وَلأَحســِمنَّ عَــنِ الأَنــامِ مَطــامِعي
بِحُســامِ يــأسٍ لَـم تَشـُبهُ بَنـاني
وَلأَجعَلَـــنَّ رِضــاكَ أَكبَــرَ هِمَّــتي
وَلاضــرِبَنَّ مِــنَ الهَــوى شــَيطاني
وَلأَكســُوَنَّ عُيــوبَ نَفســي بِـالتُقى
وَلأَقبِضــَنَّ عَــن الفُجــورِ عِنــاني
وَلأَمنَعَــنَّ النَفــسَ عَــن شـَهواتِها
وَلأَجعَلَــنَّ الزُهــدَ مِــن أَعــواني
وَلأَتلُـوَنَّ حُـروفَ وَحيِـكَ فـي الـدُجى
وَلأُحرِقَــــنَّ بِنــــورِهِ شـــَيطاني
أَنــتَ الَّـذي يـا رَبِّ قُلـتَ حُروفَـهُ
وَوَصـــَفتَهُ بـــالوَعظِ وَالتِبيــانِ
وَنَظَمتَــــهُ بِبَلاغَــــةٍ أَزَليــــةٍ
تَكييفهــا يَخفــى عَلــى الأَذهـانِ
وَكَتَبـتَ فـي اللَـوحِ الحَفيظِ حُروفَهُ
مِـن قبـل خلـق الخلـق فـي أَزمان
فــاللَهُ رَبّــي لَـم يَـزَل مُتَكَلِّمـاً
حَقّــاً إِذا مــا شــاءَ ذو إِحسـانِ
نــادى بِصــَوتٍ حيــنَ كَلَّـمَ عَبـدَهُ
موســــى فأَســـمَعَهُ بِلا كِتمـــانِ
وَكَـذا يُنـادي فـي القيامَـةِ رَبُّنا
جَهـــراً فَيســـمَعُ صــَوتَهُ الثَقَلانِ
أَن يـا عِبادي أَنصِتوا لي واِسمَعوا
قــولَ الإِلَــهِ المالــكِ الــدَّيّانِ
هَــذا حَــديثُ نَبيِّنــا عَــن رَبِّـهِ
صــــِدقاً بِلا كَـــذِبٍ وَلا بُهتـــانِ
لَســـنا نُشــَبِّهُ صــَوتَهُ بِكَلامِنــا
إِذ لَيــسَ يُــدرَكُ وَصــفُهُ بِعيــانِ
لا تَحصــُرُ الأَوهــامُ مَبلَــغَ ذاتِـهِ
أَبَــداً وَلا يَحــويهِ قُطــرُ مَكــانِ
وَهُــوَ المُحيــطُ بِكُـلِّ شـَيءٍ عِلمُـهُ
مِـــن غَيــرِ إِغفــالِ وَلا نِســيانِ
مَــن ذا يُكَيِّــفُ ذاتَــهُ وَصــِفاتِهِ
وَهُــوَ القَــديمُ مُكَــوِّنُ الأَكــوانِ
سـُبحانَهُ مَلِكـاً عَلـى العَرشِ اِستَوى
وَحَــوى جَميــعَ المُلـكِ وَالسـُلطانِ
وَكَلامُـــهُ القُــرآنُ أَنــزلَ آيَــهُ
وَحيـاً عَلـى المَبعـوثِ مِـن عَـدنانِ
صــلى عَليــه اللَــه خَيـرَ صـَلاتِهِ
مــا لاحَ فــي فَلَكيهِمـا القَمَـرانِ
هُـوَ جـاءَ بـالقُرآنِ مِـن عند الَّذي
لا تَعتَريـــهِ نَـــوائِبُ الحَــدَثانِ
تَنزيـــلُ رَبِّ العــالمينَ وَوحيُــهُ
بِشـــَهادَةِ الأَحبـــارِ وَالرُهبــانِ
وَكَلامُ رَبّـــي لا يَجيـــءُ بِمِثلِـــهِ
أَحَــدٌ وَلَــو جُمِعَــت لَــهُ الثَقَلانِ
وَهُـوَ المَصـونُ مِـنَ الأَباطـل كُلِّهـا
وَمِــنَ الزِيــادَةِ فيـهِ وَالنُقصـانِ
مَـن كـانَ يَزعُـمُ أَن يُبـاري نَظَمَـهُ
وَيَــراهُ مِثــلَ الشـَعرِ وَالهَـذَيانِ
فَليــأتِ مِنــهُ بِســورَةٍ أَو آيَــةٍ
فَــإِذا رأى النَظمَيــن يَشــتَبِهانِ
فَليَنفَـرِد باسـمِ الألوهيَّـة وَليَكُـن
رَبَّ البَريَّـــةِ وَليَقُـــل ســُبحاني
فَــإِذا تَنــاقَضَ نظمُــهُ فَليَلبَسـَن
ثَــوبَ النَقيصــَةِ صــاغِراً بِهَـوانِ
أَو فَليُقِــرَّ بِــأَنَّهُ تَنزيــلُ مَــن
ســَمّاهُ فــي نَـصِّ الكِتـابِ مَثـاني
لا رَيـــبَ فيــهِ بِــأَنَّهُ تَنزيلُــهُ
وَبدايَــةُ التَنزيــلِ فــي رَمَضـانِ
اللَـــهُ فَصـــَّلَهُ وأَحَكَـــمَ آيــهُ
وَتَلاهُ تَنــــــزيلاً بِلا أَلحـــــانِ
هُـــوَ قَـــولُهُ وَكَلامُــهُ وَخِطــابُهُ
بِفَصــــاحَةٍ وَبَلاغَــــةٍ وَبيــــانِ
هُــوَ حُكمُـهُ هُـوَ عِلمُـهُ هـو نـوره
وَصــِراطُهُ الهـادي إِلـى الرِضـوانِ
جَمَــعَ العُلـومَ دَقيقَهـا وَجَليلَهـا
فيــهِ يَصــولُ العــالِمُ الرَبّـاني
قَصــَصٌ عَلــى خَيــرِ البَريَّـةِ قَصـَّهُ
رَبّـــي فأَحَســـَنَ أَيَّمــا إِحســانِ
وَأَبـــانَ فيــهِ خَلالَــهُ وَحَرامَــهُ
وَنَهــى عَــن الآثــامِ وَالعِصــيانِ
مَــن قـالَ إِنَّ اللَـه خـالِقُ قَـولِهِ
فَقَــدِ اِســتَحَلَّ عِبــادَةَ الأَوثــانِ
مــن قــالَ فيـه عِبـارَةٌ وَحِكايَـةٌ
فَغَـــداً يُجَـــرَّعُ مِــن حَميــمٍ آنِ
مَــن قــالَ إِنَّ حُروفَــهُ مَخلوقَــةٌ
فــالعَنهُ ثــم اِهجُــرهُ كُـلَّ أَوانِ
لا تَلـــقَ مُبتَــدعِاً وَلا مُتزَنــدِقاً
إِلّا بِعَبســـَةِ مالِـــكِ الغَضـــبانِ
وَالوقـفُ فـي القُـرآن خُبـثٌ باطِـلٌ
وَخِـــداعُ كُـــلِّ مُذَبــذَبٍ حَيــرانِ
قُــل غَيــرُ مَخلــوقٍ كَلامُ الهِنــا
واعجـل وَلا تَـكُ فـي الاجابَـةِ واني
أَهــلُ الشـَريعَةِ أَيقَنـوا بِنُزولِـهِ
وَالقــــائِلونَ بِخَلقِـــهِ شـــَكلانِ
وَتَجَنَّـــبِ اللَفظَيــنِ إِنَّ كِلَيهِمــا
وَمَقـــالُ جَهـــمٍ عِنــدَنا ســيّانِ
يــا أَيُّهــا السـُنّيُّ خُـذ بِوَصـيَّتي
وَاِخصــُص بِــذَلِكَ جُملَــةَ الإِخــوانِ
واقبَـــل وَصــيَّةَ مُشــفِقٍ مُتَــوَدِّدٍ
واِســـمعَ بِفَهــمٍ حاضــِرٍ يَقظــانِ
كُــن فــي أُمـورِكَ كُلِّهـا مُتَوَسـِّطاً
عَــــدلاً بِلا نَقــــصٍ وَلا رُجحـــانِ
واعلَــم بِــأَنَّ اللَــه ربٌّ واحِــدٌ
مُتَنَـــزِّهٌ عَـــن ثـــالِثٍ أَوثــانِ
الأَوَّلُ المُبـــدي بِغَيـــرِ بِدايَــةٍ
وَالآخيــرُ المُفنــي وَلَيــسَ بِفـانِ
وَكَلامُـــهُ صـــِفَةٌ لَـــهُ وَجَلالَـــةٌ
مِنــــهُ بِلا أَمَــــدٍ وَلا حِـــدثانِ
رُكـنُ الدِيانَـةِ أَن تُصـَدِّقَ بالقَضـا
لا خَيـــرَ فــي بَيــتٍ بِلا أَركــانِ
اللَـهُ قَـد عَلِـمَ السـَعادَةَ وَالشَقا
وَهُمــــا وَمَنزِلتاهُمـــا ضـــِدَّانِ
لا يَملِــكُ العَبـدُ الضـَعيفُ لِنَفسـِهِ
رُشـــداً وَلا يَقــدِرُ عَلــى خِــذلانِ
سـُبحانَ مَـن يُجـري الأُمـورَ بِحِكمَـةٍ
فــي الخَلـقِ بـالأَرزاقِ وَالحِرمـانِ
نَفــذَت مَشــيئَتُهُ بِســابِقِ عِلمِــهِ
فـــي خَلقِـــهِ عَــدلاً بِلا عُــدوانِ
وَالكُــلُّ فــي أُمّ الكِتــابِ مُسـَطَّرٌ
مِـــن غَيــرِ إِغفــالِ وَلا نُقصــانِ
فاِقصــِد هُـديتَ وَلا تَكُـن مُتَغاليـاً
إِنَّ القُـــدورَ تَفــورُ بالغَليــانِ
دِن بالشــَريعَة وَالكِتـابِ كِلَيهِمـا
فَكِلاهُمــــا لِلـــدينِ واِســـِطَتانِ
وَكَـذا الشـَريعَةُ وَالكِتـابُ كلاهمـا
بِجَميــعِ مــا تــأتيهِ مُحتَفِظــانِ
وَلِكُــلِّ عَبــدٍ حافظــانِ لِكُـلِّ مـا
يَقَــعُ الجَــزاءُ عَلَيــهِ مَخلوقـانِ
أُمِـــرا بِكَتــبِ كَلامِــهِ وَفِعــالِهِ
وَهُمـــا لِأَمــرِ اللَــهِ مــؤتَمِرانِ
وَاللَـــهُ صــِدقٌ وَعــدُهُ وَوَعيــدُهُ
مِمّــا يُعــاينُ شَخصــَهُ العَينــانِ
وَاللَــهُ أَكبَــرُ أَن تُحَــدَّ صـِفاتُهُ
أَو أَن يُقـــاسَ بِجُملَــةِ الأَعيــانِ
وَحَياتُنـا فـي القَـبرِ بَعدَ مَماتِنا
حَقّــاً وَيَســألنا بِــهِ المَلكــانِ
وَالقَــبرُ صــَحَّ نَعيمُــهُ وَعَــذابُهُ
وَكِلاهُمــــا لِلنّــــاسِ مُـــدَّخَرانِ
وَالبَعـثُ بَعـدَ المَـوتِ وَعـدٌ صـادِقٌ
بِإِعـــادةِ الأَرواحِ فــي الأَبــدانِ
وَصـــِراطُنا حَــقٌّ وَحــوضُ نَبيِّنــا
صــِدقٌ لَــهُ عَـدَدَ النُجـومِ أَوانـي
يُســقى بهـا السـُنيُّ أَعـذَبَ شـَربَةٍ
وَيُـــذادُ كُـــلُّ مُخـــالِفٍ فَتّــانِ
وَكَــذَلكَ الأَعمــالُ يَــومَئذٍ تُــرى
مَوضـــوعَةً فــي كِفَّــةِ الميــزانِ
وَالكُتـبُ يَـومَئذٍ تَطـايَرُ في الوَرى
بِشـــَمائلِ الأَيـــدي وَبالأَيمـــانِ
وَاللَــهُ يَــومَئذٍ يَجيــءُ لعرضـنا
مَــعَ أَنَّــهُ فــي كُـلِّ وَقـتٍ دانـي
والأَشــعَريُّ يَقــولُ يــأتي أَمــرُهُ
وَيَعيــبُ وَصــفَ اللَــهِ بالإِتيــانِ
وَاللَــهُ فـي القـرآنِ أَخبَـرَ أَنَّـهُ
يـــأَتي بِغَيـــرِ تَنَقُّــلٍ وَتَــدانِ
وَعَلَيـهِ عَـرضُ الخَلـقِ يَـومَ مَعادِهِم
لِلحُكــم كَــي يَتَناصــَفَ الخَصـمانِ
وَاللَــهُ يَـومَئذٍ نَـراه كَمـا نَـرى
قَمَــراً بَــدا لِلســِتٍّ بَعـدَ ثَمـانِ
يَـومُ القِيامَـةِ لَـو عَلِمـتَ بِهَـولِهِ
لَفَــرَرتَ مِــن أَهــلٍ وَمِـن أَوطـانِ
يَــومٌ تَشــَقَّقَتِ الســَماءُ لِهَــولِهِ
وَتَشــيبُ فيــهِ مَفــارِقُ الوِلـدانِ
يَـــومٌ عَبـــوسٌ قَمطَريـــرٌ شــَرُّهُ
فـي الخَلـقِ مُنتَشـِرٌ عَظيـمُ الشـانِ
وَالجَنَّــةُ العُليــا وَنــارُ جَهَنَّـمِ
دارانِ لِلخَصـــــمَينِ دائِمَتــــانِ
يَــومٌ يَجيــءُ المُتَّقــونَ لِرَبِّهِــم
وَفــداً عَلــى نُجُـبٍ مِـنَ العِقيـانِ
وَيَجيـءُ فيـهِ المُجرِمـونَ إِلـى لَظى
يَتَلَمَّظــــونَ تَلَمُّـــظَ العَطشـــانِ
وَدخــولُ بَعـضِ المُسـلمينَ جَهَنَّمـاً
بِكَبـــائِرِ الآثـــامِ وَالطُغيـــانِ
وَاللَــهُ يَرحَمُهُــم بِصــِحَّةِ عَقـدِهِم
وَيُبَــدَّلوا مِــن خَــوفِهِم بِأَمــانِ
وَشــَفيعُهُم عِنــدَ الخُــروجِ مُحَمَّـدٌ
وَطُهــورُهُم فــي شـاطيءِ الحَيَـوانِ
حَتّــى إِذا طَهـرو هُنالِـكَ أُدخِلـوا
جَنّــاتِ عَــدنٍ وَهــي خَيــرُ جِنـانِ
فــاللَهُ يَجمَعُنــا وَإِيّــاهُم بِهـا
مِــن غَيــرِ تَعــذيبٍ وَغَيـرِ هَـوانِ
وَإِذا دُعيــتَ إِلــى أَداءِ فَريضــةٍ
فاِنشـَط وَلا تَـكُ فـي الإِجابَـةِ واني
قُـم بالصـَلاةِ الخَمـسِ واعرِف قَدرَها
فَلَهُــنَّ عِنــدَ اللَــهِ أَعظَـمُ شـانِ
لا تَمنَعَــنَّ زَكــاةَ مالِــكَ ظالِمـاً
فَصــــَلاتُنا وَزَكاتُنـــا أختـــانِ
وَالــوِترُ بَعـدَ الفَـرضِ آكَـدُ سـُنَّةٍ
وَالجمعَــةُ الزَهــراءُ وَالعيــدانِ
مَــعَ كُــلِّ بَــرٍّ صــَلِّها أَو فـاجِرٍ
مــا لَـم يَكُـن فـي دينِـهِ بِمُشـانِ
وَصــيامُنا رَمَضــانَ فَــرضٌ واجِــبٌ
وَقيامُنــا المَســنونُ فـي رَمَضـانِ
صــَلّى النَــبيُّ بِــهِ ثَلاثـاً رَغبَـةً
وَروى الجَماعَـــةُ أَنَّهــا ثِنتــانِ
إِنَّ التَــراوِحَ راحَــةٌ فــي لَيلِـه
وَنَشـــاطُ كُـــلِّ عُـــوَيجزٍ كَســلانِ
وَاللَـهِ مـا جَعَـلَ التَـراوِحَ مُنكَراً
إِلّا المَجـــوسُ وَشــيعَة الصــُلبانِ
وَالحَــجُّ مُفتَــرَضٌ عَلَيــكَ وَشــَرطُهُ
أَمــنُ الطَريــقِ وَصــِحَّةُ الأَبــدانِ
كَبِّـر هُـديتَ عَلـى الجَنـائِزِ أَربَعاً
واســأل لَهـا بـالعَفوِ وَالغُفـرانِ
إِنَّ الصـَلاةَ عَلـى الجَنـائِزِ عِنـدَنا
فَــرضُ الكِفايَــةِ لا عَلـى الأَعيـانِ
إِنَّ الأَهِلَّــــةَ لِلأَنـــامِ مَـــواقِتٌ
وَبِهــا يَقــومُ حِســابُ كُـلِّ زَمـانِ
لا تُفطِــرنَّ وَلا تَصــُم حَتّــى يَــرى
شــَخصَ الهِلالِ مِــنَ الـوَرى إِثنـانِ
متثبتــان عَلــى الَّــذي يَريـانِهِ
حُـــرّانِ فــي نَقلَيهِمــا ثِقَتــانِ
لا تَقصـــِدَنَّ لِيَــومِ شــكٍّ عامِــداً
فَتَصـــومَهُ وَتَقــولَ مِــن رَمَضــانِ
لا تَعتَقِــد ديــنَ الروافـض إِنَّهُـم
أَهــلُ المَحــالِ وَحِزبَـةُ الشـَيطانِ
جَعَلـوا الشـُهورَ عَلى قياسِ حِسابِهِم
وَلربمــــا كملا لنـــا شـــهران
وَلَرُبَّمــا نَقَـصَ الَّـذي هُـوَ عِنـدَهُم
وافٍ وَأَوفـــى صـــاحِبُ النُقصــانِ
إِنَّ الرَوافـض شـَرُّ مَـن وَطىءَ الحَصى
مِــن كُــلِّ إِنــسٍ نــاطِقٍ أَو جـانِ
مَــدَحوا النَـبيَّ وَخوَّنـوا أَصـحابه
وَرَمـــوهُمُ بـــالطُلمِ وَالعُــدوانِ
حَبّــوا قَرابَتَــهُ وَســَبّوا صــَحبَهُ
جـــدلان عنــد اللَــه منتقضــان
فَكأَنَّمـــا آلُ النَـــبيِّ وَصـــَحبُهُ
روحٌ يَضــــُمُّ جَميعَهـــا جَســـَدانِ
فِئَتــانِ عَقــدُهُما شــَريعَةُ أَحمَـدٍ
بِــأَبي وَأُمّــي ذانِــكَ الفِئَتــانِ
فِئَتـانِ سـالِكَتانِ فـي سـُبلِ الهُدى
وَهُمــا بِــدينِ اللَــهِ قائِمَتــانِ
قُــل إِنَّ خَيــرَ الأَنبيــاءِ مُحَمَّــدٌ
وَأَجَــلَّ مَـن يَمشـي عَلـى الكُثبـانِ
وَأَجَــلَّ صــَحبِ الرُسـلِ صـَحبُ مُحَمَّـدٍ
وَكَــذاكَ أَفضــَلُ صــَحبِهِ العُمَـرانِ
رَجُلانِ قَــد خُلِقــا لِنَصــرِ مُحَمَّــدٍ
بِــدَمي وَنَفســي ذانِــكَ الــرَجُلانِ
فَهُمــا اللَـذانِ تَظـاهَرا لِنَبيِّنـا
فــي نَصــرِهِ وَهُمــا لضـهُ صـِهرانِ
بِنتاهُمــا أَســنى نِســاءِ نَبيِّنـا
وَهُمــا لَــهُ بــالوَحي صــاحِبَتانِ
أَبَواهُمــا أَســنى صــَحابَةِ أَحمَـدٍ
يــا حَبَّــذا الأَبــوانِ وَالبِنتـانِ
وَهُمـا وَزيـراهُ اللَـذانِ هُمـا هُما
لِفَضـــائِل الأَعمـــالِ مُســـتَبِقانِ
وَهُمــا لِأَحمَــدَ نــاظِراهُ وَســَمعُهُ
وَبِقُربِــهِ فــي القَــبرِ مُضـطَجِعان
كانــا عَلـى الاسـلامِ أَشـفَقَ أَهلِـهِ
وَهُمــــا لــــدينِ مُحَمَّـــدٍ جَبَلانِ
أَصـــفاهُما أَقواهُمــا أَخشــاهُما
آتقاهُمـــا فـــي الســِرِّ وَالإِعلانِ
آســـناهُما أَزكاهُمـــا أَعلاهُمــا
أَوفاهُمــا فـي الـوَزنِ وَالرُجحـانِ
صـِدِّيقُ أَحمَـدَ صـاحِبُ الغـارِ الَّـذي
هُـوَ فـي المَغـارَةِ وَالنَـبيُّ اثنانِ
أَعنـي أَبـا بَكـرِ الَّـذي لَم يَختَلِف
مِـــن شــَرعِنا فــي فَضــلِهِ رَجُلانِ
هُـوَ شـَيخُ أَصـحابِ النَـبيِّ وَخَيرُهُـم
وامــــــامُهُم حَقّـــــاً بِلا بُطلانِ
وَأَبــو المُطَهَّـرَةِ الَّـتي تَنزيهُهـا
قَـد جاءَنـا فـي النـورِ وَالفُرقانِ
آكــرِم بِعائِشـَةَ الرِضـى مِـن حُـرَّةٍ
بِكــــرٍ مُطَهَّـــرَةِ الازارِ حَصـــانِ
هــيَ زَوجُ خَيــرِ الأَنبيـاءِ وَبِكـرُهُ
وَعَروســُهُ مــن جُملَــةِ النِســوانِ
هــي عِرسـُهُ هـيَ أُنسـه هـيَ إِلفُـهُ
هـــيَ حِبُّـــهُ صــِدقاً بِلا أَدهــانِ
أَوَلَيــسَ والِــدُها يُصـافي بَعلَهـا
وَهُمــا بِــروحِ اللَــهِ مُؤتَلِفــانِ
لَمّــا قَضــى صــِدِّيقُ أَحمَـدَ نَحبَـهُ
دَفَــعَ الخِلافَــةَ للإِمــامِ الثـاني
أَعنــي بِـهِ الفـاروقَ فَـرَّقَ عَنـوَةً
بِالســَيفِ بَيــنَ الكُفـرِ وَالإِيمـانِ
هُــوَ اظهَــرَ الإِسـلامَ بَعـدَ خَفـائِهِ
وَمَحــا الظَلامَ وَبــاحَ بالكتمــانِ
وَمَضـى وَخَلّـى الأَمـرَ شـورى بَينَهُـم
فـي الأَمـرِ فـاِجتَمَعوا عَلـى عُثمانِ
مَـن كـانَ يَسـهَرُ لَيلَـةً فـي رَكعَـة
وِتــراً فَيُكمِــلُ خَتمَــةَ القُــرآنِ
وَلــيَ الخِلافَـةَ صـِهرُ أَحمَـدَ بَعـدَهُ
اعنــي علــيَّ العــالِمَ الرَبّـاني
زَوجَ البَتـولِ أَخـا الرَسـولِ وَرُكنَهُ
لَيــثَ الحُــروبِ مُنــازِلَ الأَقـرانِ
ســُبحانَ مَـن جَعَـلَ الخِلافَـةَ رُتبَـةً
وَبَنــي الإِمامَــةَ آيَّمــا بُنيــانِ
واِســـتَخلَفَ الأَصــحابَ كَيلا يَــدَّعي
مِـن بَعـدِ آحمَـدَ فـي النُبُوَّةِ ثاني
آكــرِم بِفاطِمَـةَ البَتـولِ وَبَعلِهـا
وَبِمَـــن هُمـــا لِمُحَمَّــد ســِبطانِ
غُصــنانِ اصــلهما بِرَوضــَةِ أَحمَـدِ
لِلَّــــه دَرُّ الأَصـــلِ وَالغُصـــنانِ
آكــرِم بِطَلحَـةَ وَالزُبَيـرِ وَسـَعدِهِم
وَســـَعيدِهِم وَبِعابِـــدِ الرَحمَـــنِ
وَأَبـي عُبَيـدَةَ ذي الدِيانَةِ وَالتُقى
واِمــدَح جَماعَــةَ بَيعَـةِ الرِضـوانِ
قُـل خَيـرَ قَـولٍ فـي صـَحابَةِ أَحمَـدٍ
وامـــدَح جَميــعَ الآلِ وَالنِســوانِ
دَع ما جَرى بَينَ الصَحابَةِ في الوَغى
بِســيوفِهِم يَـومَ التَقـى الجَمعـانِ
فَقَــتيلُهُم مِنهُــم وَقـاتِلُهُم لَهُـم
وَكِلاهُمــا فــي الحَشــرِ مَرحومـانِ
وَاللَـه يَـومَ الحَشـرِ يَنـزِعُ كُلَّ ما
تَحـــوي صــُدورُهُم مِــنَ الأَضــغانِ
وَالوَيـلُ لِلرَكـبِ الَّـذينَ سَعوا إِلى
عُثمـانَ فـاِجتَمَعوا عَلـى العِصـيانِ
وَيــلٌ لِمَــن قَتَـلَ الحُسـَينَ فَـإِنَّهُ
قَــد بــاءَ مِـن مَـولاهُ بِالخُسـرانِ
لَســنا نُكَفِّــرُ مُســلِماً بِكَــبيرَةٍ
فـــاللَهُ ذو عَفـــوٍ وَذو غُفــرانِ
لا تَقبَلَــنَّ مِــنَ التَــوارِخِ كُلَّمـا
جَمَــعَ الــرُواةُ وَخَــطَّ كُـلُّ بَنـانِ
اِروِ الحَـديثَ المُنتَقـى عَـن أَهلِـهِ
ســــِيَما ذَوي الأَحلامِ وَالأَســــنانِ
كــابنِ المُســَيِّبِ وَالعَلاءِ وَمالِــكٍ
وَاللَيـــثِ وَالزُهــريِّ أَو ســُفيانِ
واحفَــظ روايَـةَ جَعفَـرِ بـنِ مُحَمَّـدٍ
فَمَكـــانَه فيهـــا أَجَــلُّ مَكــانِ
واِحفَـظ لِأَهـلِ البَيـتِ واجِـبَ حَقِّهِـم
واعـــرِف عَليّــاً أَيَّمــا عِرفــانِ
لا تَنتَقِصــهُ وَلا تــزد فــي قَـدرِهِ
فَعَلَيــهِ تُصــلى النـارَ طائِفَتـانِ
إِحـــداهما لا ترتضـــيه خليفــة
وَتَنُصـــُّهُ الأُخــرى الهــاً ثــاني
وَالعَــن زَنادِقَـةَ الجَهالَـةِ انَّهُـم
آعنــاقُهم غُلَّــت إِلــى الأَذقــانِ
جَحَـدوا الشَرائِعَ وَالنُبُوَّةَ واِقتَدوا
بِفَســـادِ مِلَّــةِ صــاحِبِ الايــوانِ
لا تَركَنَــنَّ إِلــى الروافِـضِ إِنَّهُـم
شـَتَموا الصـَحابَةَ دونَ مـا بُرهـانِ
لَعَنـوا كَمـا بغضـوا صـَحابَةَ أَحمَد
وَوِدادُهُــم فَــرضٌ عَلــى الإِنســانِ
حُــبُّ الصــَحابَةِ وَالقَرابَــةِ سـُنَّةٌ
أَلقــى بِهــا رَبّــي إِذا أَحيـاني
إِحــذَر عِقـابَ اللَـهِ وارجُ ثَـوابَهُ
حَتّــى تَكــونَ كَمَــن لَــهُ قَلبـانِ
إِيماننــا بــاللَهِ بَيــنَ ثَلاثَــةٍ
عَمَـــلٍ وَقَــولٍ واِعتِقــادِ جَنــانِ
وَيَزيـدُ بِـالتَقوى وَيَنقُـصُ بِـالرَدى
وَكِلاهُمــا فــي القَلــبِ يَعتَلِجـانِ
وَإِذا خَلَــوتَ بِرِيبَــةٍ فــي ظُلمَـةٍ
وَالنَفــسُ داعيَــةٌ إِلـى الطُغيـانِ
فاِسـتَحي مِـن نَظَـرِ الإِلَـهِ وَقُل لَها
إِنَّ الَّـــذي خَلَــقَ الظَلامَ يَرانــي
كُـن طالِبـاً لِلعِلـمِ واِعمَـل صالِحاً
فَهُمــا إِلـى سـُبُلِ الهُـدى سـَبَبانِ
لا تَتَّبِــع عِلــمَ النُجــومِ فَــإِنَّهُ
مُتَعَلِّــــقٌ بِزَخــــارِفِ الكُهّـــانِ
عِلــمُ النُجـومِ وَعِلـمُ شـَرعِ مُحمَّـدٍ
فــي قَلــبِ عَبــدٍ لَيـسَ يَجتَمِعـانِ
لَـو كـانَ عِلـمٌ لِلكَـواكِبِ أَو قَضـا
لَـم يَهبِـطِ المريـخُ فـي السـَرَطانِ
وَالشـمس فـي الحمل المضيء سَريعة
وَهُبوطُهــا فــي كَــوكَبِ الميـزانِ
وَالشــَمسُ مُحرِقَــةٌ لِســِتَّةِ أَنجُــمٍ
لَكِنَّهــــا وَالبَـــدرُ يَنخَســـِفانِ
وَلَرُبَّمــا اســودّا وَغـابَ ضـياهُما
وَهُمــا لِخَــوفِ اللَــهِ يَرتَعِــدانِ
أُردُد عَلــى مَــن يَطمَئِنُّ إِلَيهِمــا
وَيَظُــــنُّ أَنَّ كِلَيهِمــــا رَبّـــانِ
يـا مَـن يُحِـبُّ المُشـتَري وَعُطـارِداً
وَيَظُـــنُّ أَنَّهُمـــا لَـــهُ ســَعدانِ
لــم يهبطــان وَيعلــوان تشـرفاً
وَبِوَهــجِ حَــرِّ الشــَمسِ يَحتَرِقــانِ
أَتَخـافُ مِـن زُحَـلٍ وَتَرجـو المُشتَري
وَكِلاهُمــــا عَبـــدانِ مَملوكـــانِ
وَاللَـهِ لَـو مَلَكـا حَيـاةً أَو فَنـا
لَســـَجَدتُ نَحوَهُمـــا لِيَصـــطَنِعانِ
وَلِيَفســَحا فــي مُــدَّتي وَيوســِّعا
رِزقـــي وَبالإِحســـانِ يَكتَنِفــاني
بَـل كُـلُّ ذَلِـكَ فـي يَـدِ اللَهِ الَّذي
ذَلَّــــت لِعِـــزَّةِ وَجهِـــهِ الثَقَلانِ
فَقَـدِ اِسـتَوى زُحَـلٌ وَنَجـمُ المُشتَري
وَالـرأسُ وَالـذَنبُ العَظيـمُ الشـانِ
وَالزَهــرَةُ الغَــرّاءُ مَـع مَرِّيخِهـا
وَعُطــارِدُ الوَقّــادُ مَــع كيــوانِ
إِن قـــابَلَت وَتَرَبَّعَـــت وَتَثَلَّثَــت
وَتَسَدَّســــَت وَتَلاحَقَــــت بِقِـــرانِ
أَلَهــا دَليــلُ ســَعادَةٍ أَو شـَقوَةٍ
لا وَالَّــذي بَـرأى الـوَرى وَبَرانـي
مَــن قـالَ بالتـأثيرِ فَهـوَ مُعَطِّـلٌ
لِلشـــَرعِ مُتَّبِـــعٌ لِقَـــولٍ ثــانِ
إِنَّ النُجــومَ عَلــى ثَلاثَــةِ أَوجُـهٍ
فاِســمَع مَقـالَ الناقِـدِ الـدِهقانِ
بَعـضُ النُجـومِ خُلِقـنَ زينـةِ للسَما
كالــدُرِّ فَــوقَ تَــرائِبِ النِسـوانِ
وَكَـواكِبٌ تَهـدي المُسافِرَ في السُرى
وَرُجـــومُ كُـــلِّ مُثــابِرٍ شــَيطانِ
لا يَعلَـمُ الإِنسـانُ مـا يُقضـى غَـداً
إِذ كُــلُّ يَــومٍ رَبُّنــا فــي شـأنِ
وَاللَــهُ يُمطِرُنـا الغُيـوثَ بِفَضـلِهِ
لا نَــــوءَ عَــــوّاءٍ وَلا دَبَـــرانِ
مَـن قـالَ إِنَّ الغَيـثَ جـاءَ بِهَنعَـةٍ
أَو صـــَرفَةٍ أَو كَــوكَبِ الميــزانِ
فَقَـدِ اِفتَـرا إِثمـاً وَبُهتانـاً وَلَم
يُنــزِل بِــهِ الرَحمَـنُ مِـن سـُلطانِ
وَكَــذا الطَبيعـةُ لِلشـَريعَةِ ضـِدُّها
وَلَقـــلَّ مـــا يَتَجَمَّــعُ الضــِدانِ
وَإِذا طَلَبــتَ طَبائِعــاً مُستَســلِماً
فـاِطلُب شـواظَ النـار في الغَدرانِ
عِلــمُ الفَلاســِفَةِ الغُـواةِ طَبيعَـةٌ
وَمَعـــــادُ أَرواحٍ بِلا أَبـــــدانِ
لَــولا الطَبيعَـةُ عِنـدَهُم وَفِعالُهـا
لَــم يَمـشِ فَـوقَ الأَرضِ مِـن حَيـوانِ
وَالبَحــرُ عُنصـُرُ كُـلِّ مـاءٍ عِنـدَهُم
وَالشـــَمسُ أَوَّلُ عُنصــُرِ النيــرانِ
وَالغَيــثُ أَبخِــرَةٌ تَصــاعَدَ كُلَّمـا
دامَــت بِهَطــلِ الـوابِلش الهَتّـانِ
وَالرَعــدُ عِنـدَ الفَيلَسـوفِ بِزَعمِـهِ
صـَوتُ اصـطِكاكِ السـُحبِ فـي الأَعنانِ
وَالبَــرق عِنــدَهُم شــواظٌ خــارِجٌ
بَيـنَ السـِحابِ يُضـيءُ فـي الأَحيـانِ
كــذب ارسطاليســهم فــي قَــولِهِ
هَـــذا وَأَســـرَفَ أَيَّمــا هَــذَيانِ
الغَيـثُ يُفَرَغُ في السَحابِ مِنَ السَما
وَيَكيلُـــهُ ميكـــالُ بـــالميزانِ
لا قَطـــرَةٌ إِلّا وَيَنـــزِلُ نَحوَهـــا
مَلَــكٌ إِلــى الآكــامِ وَالفَيضــانِ
وَالرَعـدُ صـَيحَةُ مالِـكٍ وَهُـوَ اسـمُهُ
يُزجــي الســَحابِ كَسـائِقِ الأظعـانِ
وَالبَـرقُ شـوظُ النـارِ يَزجُرهـا بِهِ
زَجــرَ الحُـداةِ العيـسِ بِالقُضـبانِ
أَفَكــانَ يَعلَــمُ ذا ارسطاليســُهُم
تَـدبيرَ مـا اِنفـرَدَت بِـهِ الجَهَتانِ
أَم غـابَ تَحـتَ الأَرضِ أَم صَعِدَ السَما
فَــرأى بِهـا المَلَكـوتَ رأيَ عيـانِ
أَم كــانَ دَبَّــرَ لَيلَهـا وَنَهارَهـا
أَم كــانَ يَعلَــمُ كَيــفَ يَختَلِفـانِ
أَم ســارَ بطلمــوس بَيـنَ نُجومِهـا
حَتّــى رأى الســَيّارَ وَالمُتَــواني
أَم كــانَ أَطلَــعَ شَمسـَها وَهِلالَهـا
أَم هَــل تَبَصــَّرَ كَيــفَ يَعتَقِبــانِ
أَم كــانَ أَرسـَلَ ريحَهـا وَسـَحابَها
بِـــالغَيثِ يُهمِـــل أَيّمـــا هَمَلانِ
بَـل كـانَ ذَلِـكَ حِكمَـةَ اللَـهِ الَّذي
بِقَضــــائِهِ مُتَصــــَرَّفُ الأَزمـــانِ
لا تَسـتَمِع قَـولَ الضـوارِبِ بِالحَصـا
وَالزاجِريــنَ الطَيــرَ بــالطَيَرانِ
فالفِرقَتـانِ كَـذوبَتانِ عَلـى القَضا
وَبِعلــمِ غَيــبِ اللَــهِ جاهِلَتــانِ
كَــذَبَ المُهَنــدِسُ وَالمُنَجِّـمُ مِثلُـهُ
فَهُمـــا لِعِلــمِ اللَــه مُــدّعيانِ
الأَرضُ عِنـــدَ كِلَيهِمـــا كُرَويَّـــةٌ
وَهُمــا بِهَــذا القَــولِ مُقتَرِنـانِ
وَالأَرضُ عِنـدَ أُولـي النُهـى لَسَطيحَةٌ
بِـــدَليلِ صــِدقٍ واضــِحِ القُــرآنِ
وَاللَــهُ صــَيَّرَها فِراشــاً لِلـوَرى
وَبَنــى السـَماءَ بِأَحسـنَ البُنيـانِ
وَاللَــهُ أَخبَــرَ أَنَّهــا مَســطوحَةٌ
وَأَبـــانَ ذَلِـــكَ أَيَّمــا تِبيــانِ
أَأَحــاطَ بـالآرضِ المُحيطَـةِ عِلمُهُـم
أَم بالجِبـــالِ الشــُمخِ الأَكنــانِ
أَم يُخبِــرونَ بِطولِهــا وَبِعَرضــِها
أَم هَـل هُمـا فـي القَـدرِ مُستَويانِ
أَم فَجَّــروا أَنهارَهــا وَعُيونَهــا
مــاءً بِــهِ يُـروى صـَدى العطشـان
أَم أَخرَجــوا أَثمارَهــا وَنَباتَهـا
وَالنَخــلَ ذاتَ الطَلــعِ وَالقِنـوانِ
أَم هَــل لَهُـم عِلـمٌ بِعـدِّ ثِمارِهـا
أَم بـــاختلافِ الطَعــمِ وَالأَلــوانِ
الَلَــهُ أَحكَــمَ خَلــقَ ذَلِــكَ كُلِّـهَ
صـــُنعاً واتقَــنَ أَيَّمــا إِتقــانِ
قُــل لِلطَــبيبِ الفَيلَسـوفِ بِزَعمِـهِ
إِنَّ الطَبيعَـــة عِلمُهـــا بُرهــانِ
أَيـنَ الطَبيعَـةُ عِنـدَ كَونِـكَ نُطفَـةً
فـي البَطـنِ إِذ مُشـِجَت بِهِ الما آنِ
أَيـنَ الطَبيعَـةُ حيـنَ عـدت عليقـة
فــي أَربَعيــنَ وَأَربَعيــنَ تَـواني
أَيـنَ الطَبيعـةُ عِنـدَ كَونِـكَ مُضـغَةً
فـي أَربَعيـنَ وَقَـد مَضـى العَـدَدانِ
أَتُــرى الطَبيعَــةَ صـَوَّرَتكَ مُصـَوَّراً
بِمَســــامِعٍ وَنَــــواظر وَبَنـــانِ
أَتَــرى الطَبيعَـةَ أَخرجتـك منكَّسـاً
مِــن بَطــن أمِّــك واهـي الأَركـان
أَم فَجَّــرَت لَــكَ باللِبـانِ ثَـديَها
فَرَضــَعتَها حَتّــى مَضــى الحَــوَلانِ
أَم صــَيَّرت فــي والــدَيكَ مَحَبَّــةً
فَهُمــا بِمــا يُرضــيكَ مُغتَبِطــانِ
يـا فَيلَسـوفُ لَقَـد شُغِلتَ عَن الهُدى
بِــالمَنطِقِ الرومــيِّ وَاليونــاني
وَشــَريعَةُ الإِســلامِ أَفضــَلُ شــِرعةٍ
ديــنُ النَــبيِّ الصـادِقِ العَـدنانِ
هُــوَ ديــنُ رَبِّ العـالَمينَ وَشـَرعُهُ
وَهُــوَ القَــديمُ وَســيِّدُ الأَديــانِ
هُـــوَ ديــنَ آدَمَ وَالمَلائِكِ قَبلَــهُ
هُــوَ ديــنُ نـوحٍ صـاحبِ الطوفـانِ
وَلَــهُ دَعــا هـودُ النَـبيُّ وَصـالِحٌ
وَهُمــا لِــدينِ اللَــهِ مُعتَقِــدانِ
وَبِــهِ أَتــى لــوطٌ وَصـاحِبُ مَـديَنٍ
فَكِلاهُمــا فــي الــدينِ مُجتَهِـدانِ
هُـوَ ديـنُ إِبراهيـمَ وابنَيـهِ مَعـاً
وَبِــهِ نَجــا مِـن نَفحَـةِ النيـرانِ
وَبِـهِ حَمـى اللَهُ الذَبيحَ مِنَ البَلا
لَمّــا فَــداهُ بِــأَعظَمِ القِربــانِ
هُــوَ ديـنُ يَعقـوبَ النَـبيِّ وَيُـونُسٍ
وَكِلاهُمــا فــي اللَــهِ مُبتَليــانِ
هُــوَ ديـنُ داودَ الخَليفَـةِ وابنِـهِ
وَبِـــهِ أَذلَّ لَــهُ مُلــوكَ الجــانِ
هُـوَ ديـنُ يَحيـى مَـعَ أَبيـهِ وَأُمِّـهِ
نِعَــمَ الصــَبيُّ وَحَبَّــذا الشـَيخانِ
وَلَـهُ دَعـا عيسـى بـنُ مَريـمَ قَومَهُ
لَــم يَــدعُهُم لِعبــادَةِ الصـُلبانِ
وَاللَــهُ أَنطَقَــهُ صــَبيّاً بِالهُـدى
فـي المَهـدِ ثُـمَّ سَما عَلى الصِبيانِ
وَكَمــالُ ديــنِ اللَـهِ شـَرعُ مُحَمَّـدٍ
صـــَلى عَلَيـــهِ مُنــزلُ القُــرآنِ
الطَيِّـبُ الزاكـي الَّـذي لَـم يَجتَمِع
يَومــاً عَلــى زَلَــلٍ لَــهُ أَبـوانِ
الطـاهر النسـوان وَالولـد الَّـذي
مــن ظهــر الزَهــراء وَالحسـنان
وَأولـو النُبـوَّةِ وَالهُـدى ما مِنهُمُ
أَحَــــدٌ يَهــــوديُّ وَلا نَصـــراني
بَــل مُســلِمونَ وَمؤمِنــونَ بِرَبِّهِـم
حُنَفـــاءُ فـــي الإِســرارِ وَالإِعلانِ
وَلِمِلَّـــةِ الإِســلامِ خَمــسُ عَقــائِدٍ
وَاللَــهُ أَنطَقَنــي بِهــا وَهَـداني
لا تعــصِ رَبَّــكَ قــائِلا أَو فـاعِلاً
فَكِلاهُمــا فــي الصــُحفِ مَكتوبـانِ
جَمِّــل زَمانَــكَ بالســُكوتِ فَــإِنَّهُ
زَيــن الحليــم وَسـترة الحيـرانِ
كُـن حِلـسَ بَيتِـكَ إِن سـَمِعتَ بِفتنَـةٍ
وَتَـــوَقَّ كُـــلَّ مُنـــافِقٍ فَتّـــانِ
أَدِّ الفَــرائِضَ لا تَكــنُ مُتَوانيــاً
فَتَكــونَ عِنــدَ اللَــهِ شـَرَّ مُهـانِ
أَدِمِ الســِواكَ مَـعَ الوضـوءِ فَـإِنَّهُ
مرضـــى الإِلَــهِ مُطَهِّــرُ الاســنانِ
ســَمِّ الإِلَــهَ لَـدى الوضـوءِ بنيَّـةٍ
ثُــمَّ اِسـتعِذ مِـن فِتنَـةِ الوَلهـانِ
فَأَســاسُ أَعمــالِ الـوَرى نيّـاتُهُم
وَعَلــى الأَســاسِ قواعِـدُ البُنيـانِ
أَســبِغ وُضــوءَكَ لا تفــرِّق شــمله
فـــالفَورُ والإِســـباغُ مُفتَرضــانِ
فَــإِذا اِنتشـقت فَلا تبـالغ جيـدا
لكنـــــه شـــــم بلا إِمعــــان
وَعَلَيــكَ فَرضــاً غسـَلِ وَجهِـكَ كُلِّـهِ
وَالمــاءُ مُتَّبِــعٌ بِــهِ الجِفنــانِ
واغسـل يَـدَيكَ إِلى المَرافِقِ مُسبِغاً
فَكِلاهُمــا فــي الغَســلِ مَــدخولانِ
وامســَح بِرأَســِكَ كُلِّــهِ مُسـتَوفياً
وَالمــاءُ مَمســوحٌ بِــهِ الأُذنــانِ
وَكَـذا التَمضـمُضِ فـي وُضـوئِكَ سـُنَّةٌ
بِالمــاءِ ثُــمَّ تَمُجُّــهُ الشــَفَتانِ
وَالــوَجهُ وَالكَفّـانِ غَسـلُ كِلَيهِمـا
فَــرضٌ وَيَــدخُلُ فيهِمــا العَظَمـانِ
غَسـلُ اليَـدَينِ لَـدى الوُضوءِ نَظافَةٌ
أَمـرَ النَـبيُّ بِهـا عَلـى اِستِحسـانِ
سـِيَّما إِذا مـا قُمتَ في غَسَقِ الدُجى
واِســتَيقَظَت مِــن نَومِـكَ العَينـانِ
وَكَــذَلِكَ الــرِجلانِ غَســَلُهُما مَعـاً
فَــرضُ وَيَــدخُلُ فيهِمــا الكَعبـانِ
لا تَســتَمع قَــولَ الرَوافـضِ إِنَّهُـم
مِــن رأَيهــم أَن تُمســَحَ الـرِجلانِ
يَتــــأَوَّلونَ قِـــراءةً مَنســـوخَةً
بِقِــــراءَةٍ وَهُمــــا مُنَزَّلَتـــانِ
إِحــداهُما نَزَلَــت لِتنسـَخَ أُختَهـا
لَكِــن هُمـا فـي الصـُحفِ مُثبَتَتـانِ
غَســَلَ النَــبيُّ وَصــَحبُهُ أَقـدامَهُم
لَــم يَختلــف فــي غِســلهم رجلان
والسـُنَّةُ البَيضاءُ عِند أُولي النُهى
فـي الحُكـمِ قاضـيَةٌ عَلـى القُـرآنِ
فَــإِذا اِسـتَوَت رِجلاكَ فـي خُفَّيهِمـا
وَهُمــا مــنَ الأَحــداثِ طاهِرَتــانِ
وَأَرَدتَ تَجديــدَ الطَهــارَةِ مُحـدِثاً
فَتَمامُهـــا أَن يُمســـَحَ الخُفّــانِ
وَإِذا أَرَدتَ طَهــــارَةً لِجَنابَــــةٍ
فَلتُخلَعـــا وَلتُغســـَلِ القَــدَمانِ
غُسـلُ الجَنابَـةِ فـي الرِقابِ أَمانَةٌ
فَأَداءُهــا مِــن أَكمَــلِ الإِيمــانِ
فَــإِذا ابتُليـتَ فَبـادرنَّ بِغَسـلِها
لا خَيـــرَ فـــي مُتَثبِّـــطٍ كَســلانِ
وَإِذا اغتَسـَلتَ فَكُـن لِجِسـمِكَ دالِكاً
حَتّـــى يَعُـــمَّ جَميعُــهُ الكَفّــانِ
وَإِذا عَـدِمتَ المـاءَ فَكُـن مُتَيمِّمـاً
مِــن طيــب تُـربِ الأَرضِ وَالجُـدرانِ
مُتَيَمِّمـــاً صـــَلَّيتَ أَو مُتَوَضـــِّئاً
فَكِلاهُمــا فــي الشــَرعِ مُجزيَتـانِ
وَالغُســلُ فَــرضٌ والتَــدلك ســُنَّةٌ
وَهُمـــا بِمَــذهَبِ مالِــكٍ فَرضــانِ
وَالمـاءُ مـا لَـم تسـتَحِل أَوصـافُهُ
بِنَجاســـَةٍ أَو ســـائِر الأَدهـــانِ
فَــإِذا صـَفى فـي لَـونِهِ أَو طَعمِـهِ
مَــع ريحِــهِ مِــن جُملَـةِ الأَضـغانِ
فَهُنــاكَ ســُمّيَ طــاهِراً وَمُطَهِّــراً
هَـــذانِ أَبلَـــغُ وَصـــفِهِ هَــذانِ
فَــإِذا صـَفى فـي لَـونِهِ أَو طَعمِـهِ
مِــن حَمــأةِ الآبــارِ وَالغــارانِ
جـازَ الوضـوءُ لَنـا بِـهِ وَطُهُورُنـا
فاِســـمَع بِقَلــبٍ حاضــِرٍ يَقظــانِ
وَمَـتى تَمُـت في الماءِ نفسٌ لَم يَجُز
مِنــهُ الطُهــروُ لِعِلَّــةِ الســَيلانِ
إِلّا إِذا كــانَ الغَــديرُ مُرَجرِجــاً
غَــــدَقاً بِلا كَيـــلٍ وَلا ميـــزانِ
أَو كـانَتِ المَيتـاتُ مِمّـا لَـم تَسلِ
وَالمـــا قَليــلٌ طــابَ لِلغُســلانِ
وَالبَحــرُ اجمَعُــهُ طَهــورٌ مــاءُهُ
وَتَحـــلُّ مَيتَتُــهُ مِــنَ الحيتــانِ
إِيّــاكَ نَفســَكَ وَالعَــدوَّ وَكَيــدَهُ
فَكِلاهُمــــــا لأذاكَ مُبتَـــــديانِ
واحــذر وُضــوءَكَ مُفرِطـاً وَمُفرِّطـاً
فَكِلاهُمــا فــي العِلــمِ مَحـذورانِ
فَقَليــلُ مـائِكَ فـي وُضـوئِكَ خَدعَـةٌ
لِتَعـــودَ صـــِحَّتُهُ إِلـــى البُطلانِ
وَتَعــــودُ مَغســـولاتُهُ مَمســـوحَةً
فاِحــذَر غُــرورَ المـارِدِ الخَـوّانِ
وَكَــثيرُ مـائِكَ فـي وُضـوئِكَ بِدعَـةٌ
يَــدعو إِلــى الوَســواسِ وَالهملان
لا تُكثِّـــرنَّ وَلا تُقَلِّـــل واِقتَصــِد
فالقَصـــدُ وَالتَوفيــقُ مُصــطَحِبانِ
وَإِذا اِسـتَطَبتَ فَفـي الحَـديثِ ثَلاثَةٌ
لَـــم يُجزِنــا حَجَــرٌ وَلا حَجَــرانِ
مِــن أَجــلِ أَنَّ لِكُـلِّ مَخـرَجِ غـائِطٍ
شـــَرَجاً تَضــُمُّ عَلَيــهِ ناحيتَــانِ
وَإِذا الأَذى قَـد جـازَ مَوضـعٍ عـادَةٍ
لَــم يُجــزِ إِلّا المــاءُ بالإِمعـانِ
نَقــضُ الوضــوءِ بِقُبلَـةٍ أَو لَمسـَةٍ
أَو طــولِ نَــومٍ أَو بِمَــسِّ خِتــانِ
أَو بَـــولِهِ أَو غــائِطٍ أَو نُومَــةٍ
أَو نَفخَـــةٍ فـــي الســِرِّ والإِعلانِ
وَمِــنَ المَــذيِّ أَو الـوَديِّ كِلاهُمـا
مِـن حَيـثُ يَبـدو البَـولُ يَنحَـدِرانِ
وَلَرُبَّمــا نَفَــخَ الخَــبيثُ بِمَكـرِهِ
حَتّـــى يَضــُمَّ لِنَفخَــةِ الفَخــذانِ
وَبَيــانُ ذَلِــكَ صــَوتُهُ أَو ريحُــهُ
هاتــــانِ بيِّنَتـــانِ صـــادِقَتانِ
وَالغُســلُ فَــرضٌ مِـن ثَلاثَـةِ أَوجُـهٍ
دِفــقُ المَنــيِّ وَحَيضــَةُ النِسـوانِ
إِنزالُــهُ فــي نَــومِهِ أَو يَقظَــةٍ
حــــالانِ لِلتَطهيـــرِ مُوجِبَتـــانِ
وَتطَهُّــرُ الزَوجَيــنِ فَــرضٌ واجِــبٌ
عِنـدَ الجِمـاعِ إِذا اِلتَقى الفَرجانِ
فَكِلاهُمــا إِن انــزلا أَو اكســَلا
فَهُمــا بِحُكــمِ الشــَرعِ يَغتَســِلانِ
واغســِل إِذا أَمــذَيتَ فَرجَـكَ كُلَّـهُ
والانُثيـــانِ فَلَيـــسَ يُفتَرَضـــانِ
وَالحَيــضُ وَالنُفســاءُ أَصـلٌ واحِـدٌ
عِنــدَ اِنقطــاعِ الــدَمِ يَغتَســِلانِ
وَإِذا أَعـادَت بَعـد شـَهرينِ الـدِما
تِلـكَ اِستَحاضـَةٌ بَعـدَ ذي الشـَهرانِ
فَلتَغتَســـِل لِصـــَلاتِها وَصــيامِها
وَالمُستَحاضـــَةُ دَهرُهـــا نِصــفانِ
فالنِصــفُ تَــترُكُ صـَومَها وَصـَلاتَها
وَدَمُ المَحيـــضِ وَغَيـــرِهِ لَونــانِ
وَإِذا صــَفا مِنهــا واشـرَقَ لَـونُهُ
فَصـــَلاتُها وَالصـــَومُ مُفتَرَضـــانِ
تَقضــي الصـِيامَ وَلا تُعيـدُ صـَلاتَها
إِنَّ الصــَلاة تَعــودُ كُــلَّ زَمــاني
فالشـَرعُ وَالقُـرآنُ قَـد حَكَمـا بِـهِ
بَيــنَ النِســاءِ فَلَيــسَ يُطَّرَحــانِ
وَمَـتى تَـرى النُفَسـاءُ طُهراً تَغتَسِل
أَو لا فَغايَـــةُ طُهرِهـــا شــَهرانِ
مَـسُّ النِسـاءِ عَلـى الرِجـالِ مُحَـرَّمٌ
حَــرثُ الســِباخِ خَسـارَةُ الحِرثـانِ
لا تَلــقَ رَبَّــكَ سـارِقاً أَو خائِنـاً
أَو شــارِباً أَو ظالِمــاً أَو زانـي
قُــل إِنَّ رَجـمَ الزانييـنِ كِلَيهِمـا
فَــرضٌ إِذا زَنَيــا عَلــى الإِحصـانِ
وَالرَجــمُ فــي القُـرآنِ فَـرضٌ لازِمٌ
لِلمُحصـــنينَ وَيُجلَـــدُ البِكَــرانِ
وَالخَمــرُ يَحـرُمُ بَيعُهـا وَشـِراؤُها
ســـِيّانِ ذَلِـــكَ عنـــدنا ســيّانِ
فـي الشـَرعِ وَالقُـرآنِ حُـرِّمَ شُربُها
وَكِلاهُمــــا لا شــــَكَّ مُتَّبَعــــانِ
أَيقِــن بِأَشــراطِ القيامَـةِ كُلِّهـا
واِســمَع هُــديتَ نَصـيحَتي وَبَيـاني
كالشـَمسِ تَطلُـعُ مِـن مَكـانِ غُروبِها
وَخـــروجِ دَجَّـــالٍ وَهَــولِ دُخــانِ
وَخُــروجِ يــأجوجٍ وَمــأَجوجٍ مَعــاً
مِــن كُــلِّ صــَقعٍ شاســِعٍ وَمَكــانِ
وَنُــزولِ عيســى قــاتِلاً دَجّــالَهُم
يَقضــي بِحُكــمِ العَــدلِ وَالإِحسـانِ
واِذكُـر خُـروجَ فَصـيلِ ناقَـةِ صـالِحٍ
يَســِمُ الــوَرى بِـالكُفرِ وَالإِيمـانِ
وَالـوَحي يُرفَـعُ وَالصـَلاةُ مِنَ الوَرى
وَهُمــا لِعِقــدِ الــدينِ واِسـطَتانِ
صــَلِّ الصــَلاةَ الخَمـسَ أَوَّلَ وَقتِهـا
إِذ كُـــلُّ واحِــدَةٍ لَهــا وَقتــانِ
قَصـرُ الصـَلاةِ عَلـى المُسـافِرِ واجِبٌ
وَأَقَـــلُّ حَــدِّ القَصــرِ مَرحَلَتــانِ
كِلتَاهُمــا فـي أَصـلِ مَـذهَبِ مالِـكٍ
خَمســـــونَ ميلاً نَقصـــــُها ميلانِ
وَإِذا المُسـافِرُ غـابَ عَـن أَبيـاتِهِ
فالقَصـــرُ وَالإِفطـــارُ مَفعـــولانِ
وَصــَلاةُ مَغــرِبِ شَمســِنا وَصـَباحِنا
فــي الحَضــرِ وَالأَسـفارِ كامِلَتـانِ
وَالظُهــرُ آخِــرُ وَقتِهــا مُتَعَلِّــقٌ
فــالظُهرُ ثُــمَّ العَصــرُ واجِبَتـانِ
لا تَلتَفِـت مـا دُمـتَ فيهـا قائِمـاً
بِالعَصـــرِ وَالوَقتــانِ مُشــتَبِكانِ
وَكَـذا الصـَلاةُ غُـروبَ شـَمسِ نَهارِنا
واِخشـــَع بِقَلــبٍ خــائِفٍ رهبــانِ
وَالصــُبحُ مُنفَــرِدٌ بِــوَقتٍ مُفــرَد
وَعِشــــائِنا وَقتــــانِ مُتَّصـــِلانِ
فَجــرٌ وَإِســفارٌ وَبَيــنَ كِلَيهِمــا
لَكِـــن لَهــا وَقتــانِ مفــرودانِ
واِرقُـب طُلـوعَ الفَجـرِ واِستَيقِن بِهِ
وَقـــتٌ لِكُـــلِّ مُطَـــوّلٍ مُتَـــوانِ
فَجــرٌ كَــذوبٌ ثُــمَّ فَجــرٌ صــادِقٌ
فــالفَجرُ عِنــدَ شــُيوخِنا فَجـرانِ
وَالظِـلُّ فـي الأَزمـانِ مُختَلِـفٌ كَمـا
وَلَرُبَّمــا فــي العَيــن يَشـتَبِهانِ
فـاقرأ إِذا قَـرأَ الإِمـامُ مُخافِتـاً
زَمَــنُ الشــِتا وَالصـَيفِ مُختَلِفـانِ
وَلِكُـــلِّ ســَهوٍ ســَجدَتانِ فَصــَلِّها
وَاســكتُ إِذا مــا كــانَ ذا إِعلانِ
ســُنَن الصــَلاةِ مُبَينــةٌ وَفُروضـُها
قَبـــلَ الســـَلامِ وَبَعــدهُ قَــولانِ
فَــرضُ الصــَلاةِ مُبَينَــةٌ وَفُروضـُها
فاســأَل شــُيوخَ الفِقـهِ وَالإِحسـانِ
فَــرضُ الصــَلاةِ رُكوعُهـا وَسـُجودُها
مـــا إِن تَخـــالَفَ فيهِمــا رَجُلانِ
تَحريمُهـــا تَكبيرُهـــا وَحَلالُهــا
تَســــليمُها وَكِلاهُمـــا فَرضـــانِ
وَالحَمـدُ فَـرضٌ فـي الصـَلاةِ قِراتُها
آياتُهـــا ســـَبعٌ وَهُــنَّ مَثــاني
فــي كُــلِّ رَكعـاتِ الصـَلاةِ مُعـادَةٌ
فيهــا بِبَســمَلَةٍ فَخُــذ تبيــاني
وَإِذا نَســيتَ قِراتَهــا فـي رَكعَـةٍ
فاِســتَوفِ رَكعَتَهــا بِغَيــرِ تَـوانِ
إِتبَــع إِمامَـك خافِضـاً أَو رافِعـاً
فَكِلاهُمــــــا فِعلانِ مَحمـــــودانِ
لا تَرفَعَــن قَبــلَ الإِمـامِ وَلا تَضـَع
فَكِلاهُمــــا آمـــرانِ مَـــذمومانِ
إِنَّ الشـــَريعَةَ ســـُنَّةٌ وَفَريضـــَةٌ
وَهُمـــا لِـــدينِ مُحَمَّــدِ عِقــدانِ
لَكِــن آذانُ الصـُبحِ عِنـدَ شـُيوخِنا
مِــن قَبــلِ أَن يَتَبَيَّــنَ الفَجـرانِ
هـيَ رُخصـَةٌ فـي الصُبحِ لا في غَيرها
مِــن أَجــل يَقظــة غافِـلٍ وَسـنان
أَحســِن صــَلاتَكَ راكِعـاً أَو سـاجِداً
بِتَطَمُّـــــنٍ وَتَرَفُّــــقٍ وَتَــــدانِ
لا تَــدخُلَنَّ إِلــى صــَلاتِكَ حاقِنــاً
فالإِحتِقــــانُ يُخِـــلُّ بِالأَركـــانِ
بَيِّــت مِـن اللَيـلِ الصـيامَ بِنيَّـةٍ
مِــن قَبــلِ أَن يَتَمَيَّــزَ الخيطـانِ
يُجزيــكَ فــي رَمَضـانَ نيَّـةُ لَيلَـةٍ
إِذ لَيــسَ مُختَلِطــاً بِعَقــدٍ ثــانِ
رَمَضــانُ شــَهرٌ كامِـلٌ فـي عقـدنا
مـــا حلَّـــه يَـــوم وَلا يَومــان
إِلّا المُسـافِرُ وَالمَريـضُ فَقَـد أَتـى
تـــأخيرُ صــَومِهِما لِــوَقتٍ ثــانِ
وَكَــذاكَ حَمــلٌ وَالرِضــاعُ كِلاهُمـا
فـــي فِطــرِهِ لِنِســائِنا عُــذرانِ
عَجِّــل بِفِطــرِكَ وَالســُحورُ مُــؤَخَّرٌ
فَكِلاهُمــــا أَمـــرانِ مَرغوبـــانِ
حَصـِّن صـِيامَكَ بِالسـُكوتِ عَـن الخَنا
أَطبِــق عَلــى عَينَيــكَ بِالأَجفــانِ
لا تَمـشِ ذا وَجهَيـنِ مِـن بَينِ الوَرى
شــَرُّ البَريَّــةِ مَــن لَــهُ وَجهـانِ
لا تَحســُدن أَحَــداً عَلــى نَعمـائِهِ
إِنَّ الحَســودَ لِحُكــمِ رَبِّــكَ شــانِ
لا تَســعَ بَيــنَ الصـاحِبينِ نَميمَـةً
فَلأَجلِهــــــا يَتَبـــــاغَضُ الخِلّانِ
وَالعَيــنُ حَــقٌّ غَيـرُ سـابِقَةٍ لمـا
يُقضـــى مِــنَ الأَرزاقِ وَالحِرمــانِ
وَالســَحرُ كُفــرٌ فِعلُــهُ لا عِلمُــهُ
مِـــن هَهُنــا يَتَفَــرَّقُ الحُكمــانِ
وَالقَتــلُ حَـدُّ السـاحِرينَ إِذا هُـمُ
عَمِلــوا بِــهِ لِلكُفــرِ وَالطُغيـانِ
وَتَحَـــرَّ بِــرَّ الوالِــدَينِ فَــإِنَّهُ
فَــرضٌ عَلَيــكَ وَطاعَــةُ الســُلطانِ
لا تَخرُجَــنَّ عَلــى الإِمـامِ مُحارِبـاً
وَلَــو أَنَّــهُ رَجُــلٌ مِـن الحُبشـانِ
وَمَــتى أُمِــرتَ بِبِدعَــةٍ أَو زَلَّــةٍ
فــاِهرب بِــدينِكَ آخِــرَ البُلـدانِ
الـدينُ رأَسُ المـالِ فاِستَمسـِك بِـهِ
فَضــياعُهُ مِــن أَعظَــمِ الخُســرانِ
لا تَخــلُ بِــامرأَةٍ لَــدَيكَ بريبَـةٍ
لَـو كُنـتَ فـي النُسـّاكِ مِثـلَ بَنانِ
إِنَّ الرِجـالَ النـاظِرينَ إِلى النِسا
مِثـــلُ الكِلابِ تَطــوفُ بِاللُحمَــانِ
إِن لَـم تَصـُن تِلـكَ اللُحومَ أُسودُها
أُكِلَــــت بِلا عِـــوَضٍ وَلا أَثمـــانِ
لا تَقبَلَــنَّ مِــنَ النِســاءِ مَــوَدَّةً
فَقُلـــــوبُهُنَّ ســـــَريعَةُ المَيَلانِ
لا تَــترُكَنَّ أَحَــداً بِأَهلِـكَ خاليـاً
فَعَلــى النِســاءِ تَقاتَـلَ الأَخـوانِ
واِغضـُض جُفونَـكَ عَـن مُلاحَظـةِ النِسا
وَمَحاســـِن الأَحـــداثِ وَالصــِبيانِ
لا تَجعَلَـــنَّ طَلاقَ أَهلِـــكَ عُرضـــَةً
إِنَّ الطَلاقَ لأَخبَـــــثُ الأَيمـــــانِ
إِنَّ الطَلاقَ مَــعَ العتــاقِ كِلاهُمــا
قَســَمانِ عِنــد اللَــهِ مَمقوتــانِ
واحفِـر لِسـِرِّكَ فـي فُـؤادِكَ مَلحَـداً
وادفِنــهُ فــي الاحشـاءِ أَيَّ دِفـانِ
إِنَّ الصــَديقَ مَــعَ العَـدوِّ كِلاهُمـا
فـي السـِرِّ عِنـدَ أُولى النُهى شَكَلانِ
لا يَبــدو مِنـكَ إِلـى صـَديقكَ زَلَّـةٌ
واِجعَـــل فـــؤادَكَ أَوثَــقَ الخِلّانِ
لا تَحقِــرَنَّ مِـنَ الـذُونوبِ صـِغارِها
وَالقَطــرُ مِنــهُ تَــدَفُّقُ الخِلجـانِ
وَإِذا نَــذَرتَ فَكُـن بِنَـذرِك موفيـاً
فالنَــذرُ مِثــلُ العَهــدِ مَسـئولانِ
لا تُشــغلنَّ بِعَيــبِ غيــرِكَ غـافِلاً
عَــن عَيــبِ نَفســِكَ إِنَّــهُ عَيبـانِ
لا تُفـن عُمـرَك فـي الجِدالِ مُخاصِماً
إِنَّ الجِـــدالَ يُخِـــلُّ بالأَديـــانِ
واحــذَر مُجادَلَـةَ الرِجـالِ فَإِنَّهـا
تَــدعو إِلــى الشـَحناءِ وَالشـَنآنِ
وَإِذا اِضطَرَرتَ إِلى الجِدالِ وَلَم تَجِد
لَـــكَ مَهرَبــاً وَتَلاقَــتِ الصــَفّانِ
فاِجعَـل كِتـابَ اللَـهِ دِرعـاً سابِغاً
وَالشـَرعَ سـَيفَكَ وابـدُ في المَيدانِ
وَالســُنَّةَ البَيضــاءَ دونَــكَ جُنَّـةً
واركَـب جَـوادَ العَـزمِ فـي الجَولانِ
واثبُـت بِصـَبرِكَ تَحـتَ ألويَةِ الهُدى
فالصــَبرُ أَوثَــقُ عُــدَّةِ الإِنســانِ
واطعَــن بِرُمـحِ الحَـقِّ كُـلَّ مَعانِـدٍ
لِلَّــــهِ دَرُّ الفـــارِسِ الطَعّـــانِ
واحمِـلُ بِسـَيفِ الصـِدقِ حَملَـةَ مُخلصٍ
مُتَجَـــرِّدٍ لِلَّـــهِ غَيـــرِ جَبـــانِ
واحــذَر بِجُهـدِك مَكـرَ خَصـمِكَ إِنَّـهُ
كــالثَعلَبِ البَــريِّ فـي الرَوغـانِ
أَصـلُ الجِـدالِ مِـنَ السـُؤالِ وَفَرعُهُ
حُســنُ الجَــوابِ بِأَحسـَن التَبيـانِ
لا تَلتَفِــت عِنـدَ السـُؤالِ وَلا تُعِـد
لَفــظَ الســُؤالِ كِلاهُمــا عَيبــانِ
وَإِذا غَلَبــتَ الخَصـمَ لا تَهـزأ بِـهِ
فــالعُجبُ يُخمِــدُ جَمــرَةَ الإِحسـانِ
فَلَرُبَّمـا اِنهَـزَمَ المُحـارِبُ عامِـداً
ثُـمَّ اِنثَنـى قَسـطاً عَلـى الفُرسـانِ
وَاِسـكُت إِذا وَقَـعَ الخُصومُ وَقَعقَعوا
فَلَرُبَّمـــا أَلقــوكَ فــي بَحــرانِ
وَلَرُبَّمــا ضــَحِكَ الخُضــومُ لِدَهشـَةٍ
فــاِثبُت وَلا تَنكــل عَـن البُرهـانِ
فَـإِذا أَطـالوا في الكَلامِ فَقُل لَهُم
إِنَّ البَلاغــــة لُجِّمَـــت بِبَيـــانِ
لا تَغضـــَبَنَّ إِذا ســُئِلتَ وَلا تَصــِح
فَكِلاهُمــــا خُلُقـــانِ مَـــذمومان
واِحــذَر مُنــاظَرَةً بِمَجلــس خيفـة
حَتّـــى تُبَـــدَّلَ خيفَـــةً بِأَمــانِ
نـاظِر أَديبـاً مُنصـِفاً لَـكَ عـاقِلاً
وَانصــِفهُ أَنـتَ بِحَسـبِ مـا تَريـانِ
وَيَكــونُ بَينَكُمــا حَكيــمٌ حاكِمـاً
عَـــدلاً إِذا جِئتـــاهُ تَحتَكِمـــانِ
كُـن طـولَ دَهـرِكَ ماكِنـاً مُتَواضـِعاً
فَهُمـــا لِكُـــلِّ فَضــيلَةٍ بابــانِ
واخلَــع رِداءَ الكِـبرِ عَنـكَ فَـإِنَّهُ
لا يَســـتَقِلُّ بِحَملِـــهِ الكَتِفـــانِ
كُــن فــاعِلاً لِلخَيــرِ قَــوّالاً لَـهُ
فــالقَولُ مِثــلُ الفِعـلِ مُقتَرِنـانِ
مِــن غَــوثِ مَلهـوفٍ وَشـَبعَةِ جـائِعٍ
وَدِثـــارِ عُريــانٍ وَفِديَــةِ عــانِ
فَـإِذا عَمِلـتَ الخَيـرَ لا تَمنُـن بِـهِ
لا خَيـــرَ فـــي مُتَمَـــدِّحٍ مَنّــانِ
أُشـكُر عَلـى النَعماءِ واصبِر لِلبَلا
فَكِلاهُمــــا خُلُقـــانِ مَمـــدوحانِ
لا تَشــــكوَنَّ بِعِلَّــــةٍ أَو قِلَّـــةٍ
فَهُمــا لِعِــرضِ المَــرءِ فاضـِحَتانِ
صــُن حُـرَّ وَجهِـكَ بِالقَناعَـةِ إِنَّمـا
صــَونُ الوجــوهِ مُـروءَةُ الفِتيـانِ
بِـاللَهِ ثِـق وَلَـهُ أَنِـب وَبِهِ اِستَعِن
فَــإِذا فَعَلــتَ فَـأَنتَ خَيـرُ مُعـانِ
وَإِذا عَصــَيتَ فَتُــب لِرَبِّـكَ مُسـرِعاً
حَــذرَ المَمـاتِ وَلا تَقُـل لَـم يـانِ
وَإِذا اِبتُليـتَ بِعُسـرَةٍ فاِصـبر لَها
فالعُســـرُ فَــردٌ بَعــدَهُ يُســرانِ
لا تَحــشُ بَطنَــكَ بِالطَعـامِ تَسـَمُّناً
فَجُســومُ أَهـلِ العِلـمِ غَيـرُ سـِمانِ
لا تَتَّبــع شــَهواتِ نَفســِكَ مُسـرِفاً
فــاللَهُ يُبغِــضُ عابِــداً شـَهواني
اقلِـل طَعامَـكَ مـا اِسـتَطَعتَ فَـإِنَّهُ
نَفــعُ الجُســومِ وَصــِحَّةُ الأَبــدانِ
وَاملِــك هَـواكَ بِضـَبطِ بَطنِـكَ إِنَّـهُ
شــَرُّ الرِجــالِ العـاجِزُ البَطنـانِ
وَمَــن اِســتَذَلَّ لِفَرجِــهِ وَلِبَطنِــهِ
فَهُمـا لَـهُ مَـعَ ذا الهَـوى بطنـانِ
حِصـنُ التَـداوي المَجاعَـةُ وَالظمـا
وَهُمـــا لِفَــكِّ نُفوســِنا قَيــدانِ
أَظمىـء نَهـارَكَ تُروَ في دارِ العُلا
يَومــاً يَطــولُ تَلَهُّــفُ العَطشــانِ
حُسـنُ الغِـذاءِ يَنوبُ عَن شُربِ الدَوا
ســيما مَــعَ التَقليــلِ وَالإِدمـانِ
إِيّـاكَ والغَضـَبَ الشَديدَ عَلى الدوا
فَلَرُبَّمــا أَفضــى إِلــى الخِــذلانِ
دَبِّــر دَواءَكَ قَبــلَ شـُربِكَ وَليَكُـن
مُتَـــــأَلِّفَ الأَجـــــزاءِ وَالأوزانِ
وَتَـداوَ بالعَسـَلِ المُصـَفّى واِحتَجِـم
فَهُمـــا لِـــدائِكَ كُلِّــهِ بُــرءانِ
لا تَــدخُلِ الحَمّـامَ شـَبعانَ الحَشـا
لا خَيــرَ فــي الحَمّــامِ لِلشـَبعانِ
وَالنَـومُ فَوقَ السَطحِ مِن تَحتِ السَما
يُفنــي وَيُــذهِبُ نُضــرَةَ الأَبــدانِ
لا تُفـنِ عُمـرَكَ فـي الجِمـاعِ فَـإِنَّهُ
يَكســو الوجــوهَ بِحُلَّـةِ اليرقـانِ
أحـذركَ مِـن نَفَـسِ العَجـوزِ وَبُضعَها
فَهُمــا لِجِســمِ ضــَجيعِها ســُقمانِ
عــانِق مِــنَ النِسـوانِ كُـلَّ فِتيَـةٍ
أَنفاســـُها كَـــروائِحِ الرَيحــانِ
لا خَيـرَ فـي صـور المَعـازِفِ كُلِّهـا
وَالرَقــصِ والإِيقـاعِ فـي القُضـبانِ
إِنَّ التَقــــيَّ لِرَبِّــــهِ مُتنَـــزِّهٌ
عَــن صــَوتِ أَوتــارٍ وَسـَمعِ أَغـانِ
وَتِلاوَةُ القُــرآنِ مِـن أَهـلِ التُقـى
ســيَما بِحُســن شـَجاً وَحُسـن بَيـانِ
أَشـــهى وَأَوفـــى لِلنُفــوسِ حَلاوَةً
مِــن صــَوتِ مِزمــارٍ وَنَقـرِ مَثـانِ
وَحَنينُـهُ فـي اللَيـلِ اطيَـبُ مَسـمَعٍ
مِــن نَغمَــةِ النايـاتِ وَالعيـدانِ
اعـرِض عَـن الـدُنيا الدَنيَّةِ زاهِدا
فالزُهـدُ عِنـدَ أُولـي النُهى زُهدانِ
زُهـدٌ عَـن الـدُنيا وَزُهدٌ في الثَنا
طــوبى لِمَـن أَمسـى لَـهُ الزُهـدانِ
لا تَنتَهِــب مـالَ اليَتـامى ظالِمـاً
وَدَعِ الرِبـــا فَكِلاهُمـــا فِســقانِ
واحفَــظ لِجــارِكَ حَقَّــهُ وَذِمــامَهُ
وَلِكُـــلِّ جـــارٍ مســـلِمٍ حَقّـــانِ
واضـحَك لِضـَيفِكَ حيـنَ يُنـزِلُ رَحلَـهُ
إِنَّ الكَريـــمَ يَســـُرُّ بالضــَيفانِ
واصـِل ذَوي الأَرحـامِ مِنكَ وَإِن جَفوا
فَوِصــالُهُم خَيــرٌ مِــنَ الهِجــرانِ
واصــدُق وَلا تَحلِــف بِرَبِّـكَ كاذِبـاً
وَتَحَـــرَّ فـــي كَفّــارة الأَيمــانِ
وَتَــوَقَّ أَيمــانَ الغَمــوسِ فَإِنَّهـا
تَــدَعُ الــدِيارَ بَلاقــعَ الحيطـانِ
حَـدُّ النِكـاحِ مِـنَ الحَـرائِرِ أَربَـعٌ
فــاطلُب ذَواتِ الــدين وَالإِحصــانِ
لا تَنكِحَـــنَّ مُحِـــدَّةً فـــي عِــدَّةٍ
فَنِكاحُهـــا وَزِناؤُهـــا شـــِبهانِ
عِـدَدُ النِسـاءِ لَهـا فَـرائِضٌ أَربَـعٌ
لَكِـــن يَضـــُمُّ جَميعَهـــا أَصــلانِ
تَطليـــقُ زَوجٍ داخِـــلٍ أَو مَــوتُهُ
قَبـــلَ الــدُخولِ وَبَعــدَهُ ســِيّانِ
وَحُـــدودُهُنَّ عَلــى ثَلاثَــةِ اقــرُؤٍ
أَو أَشــــهُرٍ وَكِلاهُمـــا جِســـرانِ
وَكَــذاكَ عِــدَّةُ مَـت تَـوَفّى زَوجُهـا
ســَبعونَ يَومــاً بَعــدَها شــَهرانِ
عِــدَدُ الحَوامِــلِ مِـن طَلاقٍ أَوفَنـا
وَضــعُ الأَجِنَّــةِ صــارِخاً أَو فـاني
وَكَـذاكَ حُكـمُ السـَقطِ فـي إِسـقاطِهِ
حُكــمُ التَمــامِ كلاهُمــا وَضــعانِ
مَـن لَـم تَحِـض أَو مـن تقلص حَيضُها
قَــد صـَحَّ فـي كِلتَيهِمـا العَـددانِ
كِلتاهُمــا تَبقــى ثَلاثَــةَ أَشــهُرٍ
حُكماهُمــا فــي النَــصِّ مُسـتَويانِ
عِــدَدُ الجَـوار مِـنَ الطَلاقِ بِحَيضـَةٍ
وَمِــنَ الوَفـاةِ الخَمـسُ وَالشـَهرانِ
فَبِطَلقتَيــنِ تَــبينُ مِـن زَوجٍ لَهـا
لا رَدَّ إِلّا بَعـــــدَ زَوجٍ ثـــــاني
وَكَـذا الحَـرائِرُ فـالثَلاثُ تُبينُهـا
فَيُحِـــلُّ تِلـــكَ وَهَـــذِهِ زَوجــانِ
فَلتَنكحهــا زَوجَيهِمــا عَـن غِبطَـةٍ
وَرِضــــاً بِلا دَلـــسٍ وَلا عِصـــيانِ
حَتّـى إِذا اِمتَـزَجَ النِكـاحُ بِدَلسـَةٍ
فَهُمــا مَــعَ الزَوجَيــنِ زانيتـانِ
إِيّــاكَ وَالتَيــسَ المُحَلِّــلَ إِنَّــهُ
وَالمُســـتَحِلُّ لِرَدِّهـــا تَيســـانِ
لَعَـــــنَ النَــــبيُّ مُحَلِّلاً وَمُحَلَّلاً
فَكلاهُمــا فــي الشــَرعِ مَلعونـانِ
لا تَضــرِبَن أَمَــةً وَلا عَبــداً جَنـى
فَكِلاهُمــا فــي الشــَرعِ مَلعونـانِ
اعـرِض عَـنِ النِسـوانِ جُهدَكَ واِنتَدِب
فَكِلاهُمــــا بِيَـــدَيكَ مأســـورانِ
فــي جَنَّــةٍ طـابَت وَطـابَ نَعيمُهـا
لِعِنـــاقِ خَيــراتٍ هُنــاكَ حِســانِ
أَنهارُهـا تَجـري لَهُـم مِـن تَحتِهِـم
مِــن كُــلِّ فاكِهَــةٍ بِهــا زَوجـانِ
غُرُفاتُهــا مِــن لُؤلــؤٍ وَزَبَرجَــدٍ
مَحفوفَـــةً بِالنَخـــلِ وَالرُمّـــانِ
قُصــِرَت بِهــا لِلمُتَقيــنَ كَواعِبـاً
وَقُصــورُها مِــن خـالِصِ وَالمَرجـانِ
بيــضُ الوجــوهِ شــُعورُهُنَّ حَوالِـكُ
حُمــرُ الخُــدودِ عَواتِــقُ الأَجفـانِ
فُلـجُ الثَغورِ إِذا اِبتَسَمنَ ضَواحِكاً
هيــفُ الخُصــورِ نَــواعِمُ الأَبـدانِ
خُضــرُ الثِيــابِ ثَــديُهُنَّ نَواهِــدُ
صـــُفُر الحُلـــيِّ عَــواطِرُ الأَردانِ
طُــوبى لِقَــومٍ هُــنَّ ازواجٌ لَهُــم
فــي دارِ عَــدنٍ فــي مَحَـلِّ أَمـانِ
يُســقَونَ مِــن خَمـرٍ لَذيـذٍ شـُربُها
بِأَنامِـــلِ الخُـــدّامِ وَالوِلــدانِ
لَـو تَنظُـر الحَـوراءَ عِنـدَ وَليِّهـا
وَهُمـــا فُويـــقَ الفُــرُشِ مُتَكِئانِ
يَتَنازَعــانِ الكـأسَ فـي أَيـديهما
وَهُمـــا بِلَــذَّةِ شــُربها فَرِحــانِ
وَلَرُبَّمــا تَســقيهِ كأســاً ثانيـاً
وَكِلاهُمــــا بِرَضـــابِها حُلـــوانِ
يَتَحَـــدَّثانِ عَلــى الأَرائِكِ خَلــوَةً
وَهُمــا بِثَــوبِ الوَصــلِ مُشــتَمِلانِ
أَكــرِم بِجَنّــاتِ النَعيـمِ وَأَهلِهـا
إِخـــوانُ صـــِدقٍ أَيُّمــا إِخــوانِ
جيـــرانُ رَبِّ العــالَمينَ وَحِزبُــهُ
أَكــرِم بِهِـم فـي صـَفوة الجيـرانِ
هُـــم يَســمَعونَ كَلامَــهُ وَيَرونَــهُ
وَالمُقلَتـــانِ إِلَيـــهِ ناظِرَتــانِ
وَعَلَيهِــمُ فيهمــا مَلابــسُ ســُندُسٍ
وَعَلــى المَفـارِقِ أَحسـَنُ التِيجـانِ
تيجــانُهُم مِــن لؤلــؤٍ وَزَبَرجَــدٍ
أَو فِضــَّةٍ مِــن خــالِصِ العِقيــانِ
وَخَـــواتِمٍ مِــن عَســجَدٍ وَأَســاوِرٍ
مِــن فِضــَّةٍ كُسـيت بِهـا الزَنـدانِ
وَطَعــامُهُم مِــن لَحـمِ طَيـرِ نـاعِمٍ
كــالبُختِ يُطعــم ســائِرَ الأَلـوانِ
وَصــــِحافُهُم ذَهَـــبٌ وَدُرٌّ فـــائِقُ
ســَبعونَ الفــاً فَـوقَ ألـف خـوان
إِن كُنـتَ مُشـتاقا لَهـا كَلِفـاً بِها
شــَوقَ الغَريــبِ لِرؤيَــةِ الأَوطـانِ
كُـن مُحسـِناً فيمـا اِسـتَطَعتَ فَرُبَّما
تُجــزى عَــنِ الاحســانِ بالإِحســانِ
واِعمَــل لِجَنّـات النَعيـمِ وَطيبِهـا
فَنَعيمُهــا يَبقــى وَلَيــسَ بِفــانِ
آدِمِ الصـِيامَ مَـعَ القيـامِ تَعَبُّـداً
فَكِلاهُمــــــا عَمَلانِ مَقبــــــولانِ
قُم في الدُجى واتلُ الكِتابَ وَلا تَنَم
إِلّا كَنَومَــــةِ حــــائِرٍ وَلهـــانِ
فَلَرُبَّمــا تــأتي المَنيَّــةُ بَغتَـةً
فَتُســاقُ مِــن فُـرُشٍ إِلـى الأَكفـانِ
يـا حَبَّـذا عَينـانِ فـي غَسَقِ الدُجى
مِــن خَشــيَةِ الرَحمَــنِ باكِيَتــانِ
لا تَقـــذِفَنَّ المُحصــِناتِ وَلا تَقُــل
مــا لَيــسَ تَعلَمُـهُ مِـنَ البُهتـانِ
لا تَـــدخُلَنَّ بَيـــوتَ قَــومٍ حُضــَّرٍ
إِلّا بِنَحنَحَـــــةٍ أَوِ اِســـــتِئذانِ
لا تَجزَعَـــنَّ إِذا دَهَتـــكَ مُصــيبَةٌ
إِنَّ الصـــَبورَ ثَـــوابُهُ ضـــِعفانِ
فَـإِذا ابتُليـتَ بِنَكبَـةٍ فاِصبِر لَها
اللَـــهُ حَســبي وَحــدَهُ وَكَفــاني
وَعَلَيــكَ بِـالفِقهِ المُبَيِّـنِ شـَرعَنا
وَفَـــرائِض الميـــراثِ وَالقُــرآنِ
عِلــمُ الحِسـابِ وَعِلـمُ شـَرعِ مُحَمَّـدٍ
عِلمــــانِ مَطلوبـــانِ مُتَّبَعـــانِ
لَـولا الفَـرائِضُ ضـاعَ ميراثُ الوَرى
وَجَــرى خِصــامُ الوُلـدِ وَالشـّيبانِ
لَــولا الحِســابُ وَضــَربُهُ وَكُسـورُهُ
لَـــم يَنقَســِم ســَهمٌ وَلا ســَهمانِ
لا تَلتَمِـــس عِلـــمَ الكَلامِ فَــإِنَّهُ
يَــدعو إِلـى التَعطيـلِ وَالهَيَمـانِ
لا يَصـــحبِ البِـــدعيُّ إِلّا مِثلَـــهُ
تَحــتَ الــدُخانِ تأَجُّــجُ النيـرانِ
عِلــمُ الكَلامِ وَعِلــمُ شــَرعِ مُحَمَّـدٍ
يَتَغـــايَرانِ وَلَيـــسَ يَشـــتَبِهانِ
آخَـذوا الكَلامَ عَـنِ الفَلاسِفَةِ الأُولى
جَحَــدوا الشــَرائِعَ غِــرَّةً وَأَمـانِ
حَمَلـوا الأُمـورَ عَلـى قِياسِ عُقولِهِم
فَتَبَلَّـــدوا كَتَبَلُّـــدِ الحَيـــرانِ
مَرجيِّهُــم يُــزري عَلــى قَــدَريَّهُم
وَالفِرقَتـــانِ لَـــدَيَّ كافِرَتـــانِ
وَيَســــُبُّ مُختـــاريُّهم دَوريَّهُـــم
وَالقَرمَطـــيُّ مُلاعِـــنُ الرُفضـــانِ
وَيَعيــــبُ كَرّاميُّهُـــم وَهـــبيَّهُم
وَكِلاهُمــا يَــروي عَـنِ ابـنِ أَبـانِ
لِحِجــاجِهِم شــُبَهٌ تُخــالُ وَرَونَــقٌ
مِثــلُ الســَرابِ يَلــوحُ لِلظَّمــآنِ
دَع أَشـــــعَريَّهُمُ وَمُعتَزِليَّهُـــــم
يَتَنـــاقَرونَ تَنـــاقُرَ الغُربــانِ
كُــلٌّ يَقيــسُ بِعَقلِـهِ سـُبُلَ الهُـدى
وَيضــتيهُ تَيـهَ الـوالِهِ الهَيمـانِ
فَــاللَهِ يَجزيهِـم بِمـا هُـم أَهلُـهُ
وَلَــهُ الثَنـا مِـن قَـولِهِم برانـي
مَــن قـاسَ شـَرعَ مُحَمَّـدٍ فـي عَقلِـهِ
قَــذَفَت بِــهِ أَلأَهـواءُ فـي غَـدرانِ
لا تَفتَكِــر فـي ذاتِ رَبِّـكَ واِعتَبِـر
فيمـــا بِــهِ يَتَصــَرَّفُ المَلــوانِ
وَاللَــهُ رَبّــي مــا تُكَيَّـفُ ذاتُـهُ
بِخَـــواطِرِ الأَوهـــامِ وَالأَذهـــانِ
أمـرِر أَحـاديثَ الصـِفاتِ كَمـا أَتَت
مِـــن غَيــرِ تأويــلٍ وَلا هَــذَيانِ
هُـوَ مَـذهَبُ الزُهـري وَوافَـقَ مالِـكٌ
وَكِلاهُمـــا فــي شــَرعِنا عَلَمــانِ
لِلَّـــهِ وَجـــهٌ لا يُحَـــدُّ بِصــورَةٍ
وَلِرَبِّنــــا عَينـــانِ ناظِرَتـــانِ
وَلَــهُ يَــدانِ كَمـا يَقـولُ إِلَهُنـا
وَيَمينُـــهُ جَلَّـــت عَــنِ الأَيمــانِ
كِلتــا يَــديَ رَبّـي يَميـنٌ وَصـفُها
وَهُمــا عَلــى الثَقَلَيـنِ مُنفِقَتـانِ
كُرســـيُّهُ وَســِعَ الســَمواتِ العُلا
وَالأَرضَ وَهـــوَ يَعُمُّـــهُ القَــدَمانِ
وَاللَــهُ يَضــحَكُ لا كَضــِحكِ عَبيـدِهِ
وَالكَيــفُ مُمتَنِــعٌ عَلــى الرَحمَـنِ
وَاللَــهُ يَنــزِلُ كُــلَّ آخِـرِ لَيلَـةٍ
لِســـَمائِهِ الـــدُنيا بِلا كِتمــانِ
فَيَقــولُ هَــل مِـن سـائِلٍ فَـأُجيبَهُ
فَأَنـا القَريـبُ أُجيـبَ مَـن ناداني
حاشــا الإِلَــهَ بِـأَن تُكَيِّـفَ ذاتُـهُ
فـــالكَيفُ وَالتَمثيــلُ مُنتَفيــانِ
وَالأَصــلُ أَنَّ اللَــه لَيــسَ كَمِثلِـهِ
شــَيءٌ تَعــالى الـرَبُّ ذو الإِحسـانِ
وَحَــديثُهُ القُــرآنُ وَهــوَ كَلامُــهُ
صـــَوتٌ وَحَـــرفٌ لَيــسَ يَفتَرِقــانِ
لَســـنا نُشــَبِّهُ رَبَّنــا بِعِبــادِهِ
رَبٌّ وَعَبــــدٌ كَيــــفَ يَشـــتَبِهانِ
فالصــَوتُ لَيــسَ بِمــوجِبٍ تَجسـيمَهُ
إِذ كـــانَتِ الصــِفَتانِ تَختَلِفــانِ
حَركــاتُ الســُنِنا وَصـَوتُ حُلوقِنـا
مَخلوقَـــةٌ وَجَميــعُ ذَلِــكَ فــاني
وَكَمـا يَقـولُ اللَـهُ رَبّـي لَـم يَزَل
حَيّــا وَلَيــسَ كَســائِرِ الحَيــوانِ
وَحَيــاةُ رَبّـي لَـم تَـزَل صـِفَةً لَـهُ
ســُبحانَهُ مِــن كامِــلٍ ذي الشـانِ
وَكَــذاكَ صــَوتُ الهِنــا وَنِــداؤُهُ
حَقّــاً آتــى فــي مُحكَـمِ القُـرآنِ
وَحَياتُنـــا بِحَـــرارَةٍ وَبُـــرودَةٍ
وَاللَـــهُ لا يُعـــزى لَــهُ هَــذانِ
وَقوامهـــا بِرُطوبَـــةٍ وَيُبوســـَةٍ
ضــــِدّانِ أَزواجٌ هُمــــا ضـــِدّانِ
ســُبحانَ رَبّــي عَـن صـِفاتِ عِبـادِهِ
أَو أَن يَكـــونَ مُرَكَّبــاً جَســَداني
أنّــي أَقــولُ فَأَنصـِتوا لِمَقـالَتي
يــا مَعشــَرَ الخُلَطــاءِ وَالأخـوانِ
إِنَّ الَّـذي هُـوَ فـي المَصـاحِفِ مُثبَتٌ
بِأَنامِـــلِ الأَشـــياخِ وَالشـــُبّانِ
هُــوَ قَــولُ رَبّــي آيُــهُ وَحُروفُـهُ
وَمِـــدادُنا وَالـــرَقُّ مَخلوقـــانِ
مَـن قـالَ فـي القُـرآنِ ضِدَّ مَقالَتي
فـــالعَنهُ كُـــلَّ اقامَـــةٍ وَآذانِ
هُـوَ فـي المَصـاحِفِ وَالصُدورِ حَقيقَةً
ايقِـــن بِـــذَلِكَ ايَّمــا اِيقــانِ
وَكَـذا الحُـروفُ المُسـتَقِرُّ حِسـابُها
عِشــرونَ حَرفــاً بَعــدَهُنَّ ثَمــاني
هــيَ مِــن كَلامِ اللَــهِ جَـلَّ جَلالُـهُ
حَقّــاً وَهُــنَّ اُصــولُ كُــلِّ بَيــانِ
حــاءٌ وَميــمٌ قَــولُ رَبّــي وَحـدَهُ
مِـــن غَيــرِ أَنصــارٍ وَلا أَعــوانِ
مَـن قـالَ فـي القُرآنِ ما قَد قالَهُ
عَبــدُ الجَليــلِ وَشـيعَةُ اللِحيـانِ
فَقَـدِ اِفتَـرى كَـذِباً وَإِثماً واِقتَدى
بِكِلابِ كَلـــبِ مَعَـــرَّةِ النُعمـــانِ
خــالطتهم حينــاً فَلَـو عاشـَرتُهُم
لَضـــَربتُهُم بِصـــَوارمي وَلِســاني
تَعِــسَ العَمــيُّ أَبـو العَلاءِ فَـإِنَّهُ
قَــد كـانَ مَجموعـاً لَـهُ العَمَيـانِ
وَلَقَــد نَظَمــتُ قَصــيدَتَينِ بِهَجـوِهِ
أَبيـــاتُ كُـــلِّ قَصــيدَةٍ مِئَتــانِ
وَالآنَ أَهجـــو الآشـــعَريَّ وَحِزبَــهُ
وَأُذيـعَ مـا كَتَمـوا مِـنَ البُهتـانِ
يــا مَعشــَرَ المُتَكَلِّميــنَ عَـدَوتُمُ
عُـدوانَ أَهـلِ السـَبتِ فـي الحيتانِ
كَفَّرتُــمُ أَهــلَ الشـَريعَةِ وَالهُـدى
وَطَعَنتُـــمُ بِـــالبَغي وَالعُــدوانِ
فَلأَنصـــُرَنَّ الحَـــقَّ حَتّــى أَنَّنــي
اســطو عَلــى ســاداتِكُم بِطِعـاني
اللَــهُ صــَيَّرَني عَصـا مُوسـى لَكُـم
حَتّـــى تَلَقَّــفَ افكَكُــم ثُعبــاني
بِأَدِلَّــةِ القُــرآنِ أُبطِــلُ سـِحركُم
وَبِــهِ أُزَلــزِلُ كَــلَّ مَــن لاقـاني
هُـوَ مَلجَئي هُـوَ مَـدرَئي هُـوَ مُنجني
مِــن كَيــدِ كُــلِّ مُنــافِقٍ خَــوّانِ
إِن حَــلَّ مَــذهَبُكُمُ بِــأَرضٍ أَجـدَبَت
أَو أَصـــبَحَت قَفـــرا بِلا عُمــرانِ
وَاللَــهُ صــَيَّرَني عَلَيكُــم نِقمَــةً
وَلِهتَــكِ ســِترِ جَميعِكُــم أَبقـاني
أَنـا في حُلوقِ جَميعِهِم عودا الحَشا
اعيــى أَطِبَّتَكُــم غُمــوضُ مَكــاني
أَنـا حَيَّـةُ الوادي أَنا اسَدُ الشَرى
أَنـا مُرهِـفٌ ماضـي الغِـرارِ يَماني
بَيـنَ ابـنِ حَنبَـلَ وابنِ إِسماعيلِكُم
ســـخط يـــذيقكم الحَميـــم الآن
دارَيتُـــم عِلـــمَ الكَلامِ تَشــَزُّراً
وَالفِقــهُ لَيـسَ لَكُـم عَلَيـهِ يَـدانِ
الفِقــهُ مُفتَقِــرٌ لِخَمــسِ دَعــائِمٍ
لَــم يضـجتَمِع مِنهـا لَكُـم ثِنتـانِ
حِلـــمٌ وَإِتبـــاع لِســُنَّةِ أَحمَــدٍ
وَتُقــىً وَكَــفُّ أَذىً وَفَهــمُ مَعــانِ
أَثَرتُــمُ الــدُنيا عَلـى اديـانِكُم
لا خَيــرَ فــي دُنيــا بِلا أَديــانِ
وَفَتَحتُـــمُ أَفـــواهَكُم وَبُطــونَكُم
فَبَلَغتُــمُ الــدُنيا بِغَيــرِ تَـوانِ
كَـــذَّبتُمُ أَقـــوالَكُم بِفِعـــالِكُم
وَحَمَلتُــمُ الــدُنيا عَلـى الأَديـانِ
قُرّاؤُكُــم قَــد أَشـبَهوا فُقَهـاءَكُم
فِئَتــــانِ لِلرَحمَـــنِ عاصـــيَتانِ
يَتَكالبــانِ عَلـى الحَـرامِ وَأَهلِـهِ
فِعـــلَ الكِلابِ بِجيفَــةِ اللُحمــانِ
يــا اشــعَريَّةُ هَـل شـَعَرتُم أَنَّنـي
رَمَــدُ العُيــونِ وَحِكَّــةُ الأَجفــانِ
أَنــا فـي كُبـودِ الأَشـعَريَّةِ قَرحَـةٌ
آربــو فَأَقتُــلُ كُـلَّ مَـن يشـناني
وَلَقَـد بَـرَزتُ إِلـى كِبـارِ شـُيوخِكُم
فَصــَرَفتُ مِنهُــم كُـلَّ مَـن نـاواني
وَقَلَبــتُ أَرضَ حِجــاجِهِم وَنَثَرتُهــا
فَوَجَــــدتُها قَـــولاً بِلا بُرهـــانِ
وَاللَـــهُ أَيَّــدَني وَثَبَّــتَ حُجَّــتي
وَاللَــهُ مِــن شــُبُهاتِهِم نَجّــاني
وَالحَمــدُ لِلَّــهِ المُهَيمِـنِ دائِمـاً
حَمــداً يُلَقِّــحُ فِطنَــتي وَجَنــاني
أَحَســـِبتُمُ يــا اشــعَريَّةُ أَنَّنــي
مِمَّـــن يُقَعقِـــعُ خَلفَــهُ بِشــنان
أَفتسـتر الشـَمسُ المُضـيئَةُ بِالسُها
أَم هَــل يُقـاسُ البَحـرُ بِالخلجـانِ
عُمــري لَقَــد فَتَّشــتُكُم فَوَجَـدتكم
حمــــرا بِلا عنـــن وَلا أَرســـانِ
احَضـــرَتُكُم وَحَشــَرتُكُم وَقَصــَدتُكُم
وَكَســـَرتُكُم كَســـراً بِلا جُـــبرانِ
أَزَعَمتُـــمُ أَنَّ القُـــرآنَ عِبــارَةٌ
فَهُمـــا كَمــا تَحكــونَ قُرآنــانِ
إِيمــانُ جِبريــلَ وَايمــانُ الَّـذي
رَكِــبَ المَعاصــيَ عِنــدَكُم ســيّانِ
هَـذا الجُـوَيهرُ وَالعُرَيـضُ بِزَعمِكُـم
أَهُمــا لِمَعرِفَــةِ الهُــدى أَصــلانِ
مَـن عـاشَ في الدُنيا وَلَم يَعرِفُهما
وَأَقَــــرَّ بالإِســـلامِ وَالفُرقـــانِ
أَفَمُســلِمٌ هُــوَ عِنــدكُم أَم كـافِرٌ
أَم عاقِـــلٌ أَم جاهِــلٌ أَم وانــي
عَطَّلتُــمُ الســَبعَ السـَمواتِ العُلا
وَالعَــرشَ اخلَيتُــم مِــنَ الرَحمَـنِ
وَزَعَمتُـــــم أَنَّ البَلاغَ لأَحمَـــــدٍ
فــي آيَــةٍ مِــنَ جُملَــةِ القُـرآنِ
هَـذي الشَقاشـِقُ وَالمَخـارِفُ وَالهَوى
وَالمَــذهَبُ المُســتَحدَثُ الشـَيطاني
ســـميتُم عِلـــمَ الأُصــولِ ضــَلالَةً
كاســمِ النَبيــذِ لِخَمـرَةِ الأَدنـانِ
وَنَعَــت مَحــارِمُكُم عَلـى أَمثـالِكُم
وَاللَــهُ عَنهــا صــانَني وَحَمـاني
إِنّــي اِعتَصـَمتُ بِحَبـلِ شـَرعِ مُحَمَّـدٍ
وَعَضَضــــتُهُ بِنَواجِـــذِ الأَســـنانِ
اشـــَعَرتُمُ يــا اشــعَريَّةُ أَنَّنــي
طوفـــانُ بَحـــرٍ أَيُّمــا طوفــانِ
أَنـا هَمُّكُـم أَنـا غَمُّكُم أَنا سُقمُكَم
أَنــا ســُمُّكُم فــي السـِرِّ وَالإِعلانِ
أَذَهَبتُــمُ نــورَ القُــرآنِ وَحُسـنَهُ
مِــن كُــلِّ قَلــبٍ والــهٍ لَهفــانِ
فَوَحَـقَّ جَبّـارٍ عَلـى العَـرشِ اِسـتَوى
مِــن غَيـرِ تَمثيـلٍ كَقَـولِ الجـاني
وَوَحَـقِّ مَـن خَتَـمَ الرِسـالَةَ وَالهُدى
بِمُحَمَّــدٍ فَزَهــا بِــهِ الحَرَمــانِ
لأَقطَعَــــنَّ بِمِعـــولي أَعراضـــَكُم
مــا دامَ يَصــحَبُ مُهجَـتي جُثمـاني
وَلأَهجُــــوَنَّكُمُ واثلِـــبُ حِزبَكُـــم
حَتّـــى تُغَيِّـــبَ جُثَّــتي أَكفــاني
وَلأَهتِكَـــنَّ بِمَنطِقـــي أَســـتاركُم
حَتّــى أُبَلِّــغَ قاصــياً أَو دانــي
وَلأَهجُـــوَنَّ صـــَغيركُم وَكَـــبيركُم
غَيظــاً لِمَــن قَـد سـَبَّني وَهَجـاني
وَلأُنزِلَــــنَّ إِلَيكُـــم بِصـــَواعِقي
وَلَتُحِرقَـــنَّ كُبـــودكُم نيرانـــي
وَلأَقطَعَـــنَّ بِســَيفِ حَقّــي زورَكُــم
وَلَيُخمِـــدَنَّ شـــواظَكُم طوفـــاني
وَلأَقصـــِدَنَّ اللَــه فــي خِــذلانِكُم
وَلَيَمنَعَــــنَّ جَميعَكُـــم خِـــذلاني
وَلأَحمِلَــنَّ عَلــى عُتــاةِ طُغــاتِكُم
حَمــلَ الأُسـودِ عَلـى قَطيـعِ الضـانِ
وَلأَرميَنَّكُــــمُ بِصـــَخرِ مَجـــانقي
حَتّـــى يَهُـــدَّ عُتُــوَّكُم ســُلطاني
وَلأَكتُبَـــنَّ إِلـــى البِلادِ بِســَبِّكُم
فَيَســيرُ ســَيرَ البُـزُلِ بالرُكبـانِ
وَلأُدحِضــــَنَّ بِحُجَّـــتي شـــُبُهاتِكُم
حَتّـــى يُغَطّــي جَهلَكُــم عِرفــاني
وَلأَغضـــَبَنَّ لِقَـــولِ رَبّــي فيكُــمُ
غَضــَبَ النُمــورِ وَجُملَـةِ العُقبـانِ
وَلأَضــــربَنَّكُم بِصـــارِمٍ مِقـــوَلي
ضــَرباً يزَعــزِعُ أَنفُــسَ الشـَجعانِ
وَلأَســعَطَنَّ مِــنَ الفُضــول أُنـوفَكُم
ســَعطاً يُعَطَّــسُ مِنُــه كُــلُّ جَبـانِ
إِنّــي بِحَمـدِ اللَـهِ عِنـدَ قِتـالِكُم
لَمُحكِــمٌ فــي الحَـربِ ثَبـتَ جَنـانِ
وَإِذا ضــَربتُ فَلا تَخيــبُ مَضــارِبي
وَإِذا طَعَنـــتُ فَلا يَــروغُ طِعــاني
وَإِذا حَمَلـتُ عَلـى الكَتيبَـةِ مِنكُـمُ
مَزَّقتُهـــا بِلَوامِـــعِ البُرهـــانِ
الشــَرعُ وَالقُــرآنُ أَكبَــرُ عُـدَّتي
فَهُمــا لِقَطــعِ حِجــاجِكُم ســَيفانِ
ثَقُلا عَلـــى أَبــدانِكُم وَرؤوســِكُم
فَهُمــا لِكَســرِ رُؤوســِكُم حَجَــرانِ
إِن أَنتُـــمُ ســـالَمتُمُ ســـُولِمتُم
وَســـَلِمتُمُ مِــن حَيــرةِ الخِــذلانِ
وَلَئِن أَبَيتُـم واعتَـدَيتُم في الهَوى
فَنِضــالُكُم فــي ذِمَّــتي وَضــَماني
يـا اشـعَريَّةُ يـا أَسـافِلَة الـوَرى
يـــا عُمـــيُ يــا صــُمٌّ بِلا آذانِ
أَنّــي لأُبغِضــَنَّكُم وَأُبغِــضُ حِزبَكُـم
بُغضـــاً أَقَــلُّ قَليلِــهِ أَضــغاني
لَـو كُنـتُ أَعمـى المُقلَتَيـنِ لَسَرَّني
كَيلا يَـــرى إِنســـانَكُم إِنســاني
تَغلـــي قُلــوبُكُم عَلَــيَّ بِحَرِّهــا
حَنَقـــاً وَغَيظــاً أَيَّمــا غَلَيــانِ
موتــوا بِغَيضــِكُم وَموتـوا حَسـرَةً
وَأَســاً عَلَــيَّ وَعَضــوا كُـلَّ بَنـانِ
قَــد عِشــتُ مَسـروراً وَمُـتُّ مخفَّـرا
وَلَقيـــتُ رَبّــي ســرَّني وَرَعــاني
وَأَبـــاحَني جَنّــاتِ عَــدنٍ آمِنــاً
وَمِــنَ الجَحيــمِ بِفَضــلِهِ عافـاني
وَلَقيـتُ أَحمَـدَ فـي الجِنـانِ وَصَحبَهُ
وَالكُــلُّ عِنــدَ لِقــائِهِم أَدنـاني
لَــم أَدَّخِــر عَمَلاً لِرَبّــي صــالِحاً
لَكِــن بإِســخاطي لَكُــم أَرضــاني
أَنـا تَمـرَةُ الأَحبـابِ حَنظَلَةُ العِدا
أَنـا غُصـَّةٌ فـي حَلـقِ مَـن عـاداني
وَأَنــا المُحِــبُّ لِأَهـلِ سـُنَّةِ أَحمَـدِ
وَأَنـا الأَديـبُ الشـاعِرُ القَحطـاني
سـَل عَـن بَنـي قَحطـانَ كَيفَ فِعالُهُم
يَـومَ الهيـاجِ إِذا اِلتَقى الزَحفانِ
ســَل كَيـفَ نَـثرُهُمُ الكَلامَ وَنَظمُهُـم
وَهُمـــا لَهُــم ســَيفانِ مَســلولانِ
نَصـــَروا بِألســِنَةِ حِــدادٍ ســُلّقٍ
مِثـــلَ الآســـِنَّةِ شــُرِّعَت لِطِعــانِ
سـَل عَنهُـمُ عِندَ الجِدالِ إِذا التَقى
مِنهُــم وَمِــن أَضــدادِهم خَصــمانِ
نَحـنُ المُلـوكُ بَنـو المُلوكِ وِراثَةً
أُســدُ الحُـروبِ وَلا النِسـا بِـزَوانِ
يـا أَشـعَريَّةُ يـا جَميـعُ مَـن أَدعى
بِــــدَعاً وَأَهـــواءً بِلا بُرهـــانِ
جــــاءَتكُمُ ســــُنِّيَّةٌ مأمونَــــةٌ
مِــن شــاعِرٍ ذَرِبِ اللِســانِ مَعـانِ
خـرِز القَـوافي بالمَـدائِحِ وَالهِجا
فَكـــأَنَّ جُملَتَهــا لَــديَّ عَــواني
يَهـوي فَصـيحَ القَـولِ مِـن لَهَـواتِهِ
كالصـــَخرِ يَهبِــطُ مِــن ذُرى كَهلانِ
إِنّــي قَصــَدتُ جَميعَكُــم بِقَصــيدةٍ
هَتَكــتَ ســُتوركُمُ عَلــى البُلـدانِ
هــــيَ لِلرَوافِـــض دِرَّةٌ عُمَريَّـــة
تَرَكَــــــت رؤوســـــَهُمُ بِلا آذانِ
هــيَ لِلمُنَجِّــمِ وَالطَــبيبِ مَنيَّــةٌ
فَكِلاهُمــــا مُلقـــانِ مُختَلِفـــانِ
هــيَ فـي رُؤوسِ المـارِقينَ شـَقيقَةٌ
ضــَرِبَت لِفَــرطِ صـِداعِها الصـُدغانِ
هــيَ فــي قُلـوبِ الأَشـعَريَّةِ كُلِّهِـم
صــاب وَفــي الأَجســادِ كالسـَعدانِ
لَكِــن لأَهــلِ الحَــقِّ شـهدٌ صـافياً
أَو تَمــرُ يَــثرِبَ ذَلِـكَ الصـَيحاني
وَأَنــا الَّــذي حَبَّرتُهـا وَجَعَلتُهـا
مَنظومَـــــةً كَقلائِدِ المَرجـــــانِ
وَنَصـَرتُ أَهـلَ الحَـقِّ مَبلَـغَ طـاقَتي
وَصـــَفَعتُ كُـــلَّ مُخــالِفٍ صــَفعانِ
مَــعَ أَنَّهــا جَمَعَــت عُلومـاً جَمَّـةً
مِمّــا يَضــيقُ لِشــَرحِها ديــواني
أَبياتُهــا مِثـلُ الحَـدائِقِ تُجتَنـى
ســَمعاً وَلَيــسَ يَمَلُّهُــنَّ الجــاني
وَكــأَنَّ رَسـمَ سـُطورِها فـي طِرسـِها
وَشـــيٌ تُنَمِّقُـــهُ أَكُـــفُ غَــواني
وَاللَــه أَســأَلُهُ قَبــولَ قَصـيدَتي
مِنّـــي وَأَشـــكُرُهُ لِمــا أَولانــي
صــَلّى الإِلــه عَلـى النَـبي محمـد
مــا نــاحَ قَمــريٌّ عَلـى الأَغصـانِ
وَعَلــى جَميــع بَنــاتِهِ وَنِســائِهِ
وَعَلــى جَميــعِ الصــَحبِ وَالإِخـوانِ
بــاللَه قولــوا كلمــا أَنشـدتُمُ
رَحِــمَ الإِلَــه صـَداكَ يـا قَحطـاني
أبو محمد بن عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني السلفي المالكي.كان فقيها حافظاً جمع تاريخاً لأهل الأندلس وقال أبو سعيد الإدريسي في تاريخ سمرقند أنه كان من أفضل الناس ومن ثقاتهم.وقال السمعاني: كان فقيهاً حافظاً في طلب العلم إلى المشرق والمغرب له (قصيدة نونية مطبوعة).