
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَزانِــي جَــزاهُ اللَّـهُ شـَرَّ جَـزائِهِ
جَــزاءَ سـِنِمَّارٍ وَمـا كـانَ ذا ذَنْـبِ
ســِوَى رَصـِّهِ الْبُنْيـانَ عِشـْرِينَ حِجَّـةً
يُعَلِّــي عَلَيْـهِ بِالْقَرامِيـدِ وَالسـَّكْبِ
فَلَمَّــا رَأَى الْبُنْيــانَ تَـمَّ سـُمُوقُهُ
وَآضَ كَمِثْـلِ الطَّوْدِ ذِي الْباذِخِ الصَّعْبِ
فَــأَتْهَمَهُ مِــنْ بَعْــدِ حَـرْسٍ وَحِقْبَـةٍ
وَقَـدْ هَـرَّهُ أَهْـلُ الْمَشـارِقِ وَالْغَـرْبِ
وَظَـــنَّ ســِنِمَّارٌ بِــهِ كُــلَّ حَبْــرَةٍ
وَفــازَ لَــدَيْهِ بِــالْمَوَدَّةِ وَالْقُـرْبِ
فَقـالَ اقْذِفُوا بِالعِلْجِ مِنْ فَوْقِ بُرْجِهِ
فَهَـذا لَعَمْـرُو اللهِ مِنْ أَعْظَمِ الْخَطْبِ
وَما كانَ لِي عِنْدَ ابْنِ جَفْنَةَ فَاعْلَمُوا
مِـنَ الـذَّنْبِ ما آلى يَمِيناً عَلَى كَلْبِ
لَيَلْتَمِســَنْ بِالْخَيْــلِ عُقْــرَ بِلادِهِـمْ
تَحَلَّـلْ أَبَيْتَ اللَّعْنَ مِنْ قَوْلِكَ الْمُزْبِي
وَدُونَ الَّـذِي مَنَّـى ابْـنُ جَفْنَـةَ نَفْسَهُ
رِجـالٌ يَـرُدُّونَ الظُّلُـوَم عَـنِ الشـِّعْبِ
وَقَـدْ رامَنـا مِـنْ قَبْلِكَ الْمَرْءُ حارِثٌ
فَغُـودِرَ مَسـْلُولاً لَـدَى الْأَكَـمِ الصـَّعْبِ
عَبْدُ العُزَّى بنُ امْرِئِ الْقَيْس بنِ عامِر بنِ النُّعمانِ بنِ عامِر بن عَبْدِ وُدّ بنِ كِنانة، شاعِرٌ جاهِلِيُّ من قَبيلَةِ "كَلْب"، وَفَدَ على الحارِثِ بنِ مارِيَّةَ المَلِكِ الغَسَّانِيّ، وَأَهْدَى لهُ أفْراساً فَقَبِلَها، ونادَمَهُ لجمالِهِ وشرفِهِ وَحُسنِ حديثِه، وكان للملِكِ ابنٌ مسترضَعٌ في بنيِ الحميم بن عبد ود، فنهشَتْهُ حيّةٌ فظَنَّ أنَّهُم قتلُوه، فطلب من عبدِ العُزَّى أن يأتِيَ بهم، فاعتذرَ لهُ عن ذلك، فكتبَ مَعَ ولدَيْهِ شراحيلَ وعبدِ الحارثِ إِلَى قَوْمِهِ يُحَذِّرُهُم من غَضَبِ المَلِك، ومنها قولُه: (جَزانِي جزاهُ اللهُ شَرَّ جَزائِه..) ثُمَّ غَدَرَ بِهِ الملكُ فقتَلَه.