
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا يـــا دار لــولا تنطقينــا
فإنـــا ســـائلون ومخبرونــا
بمـا قـد غالنـا مـن بعـد هند
ومـاذا مـن هواهـا قـد لقينـا
فضــفناك الغــداة لتنبئينــا
بهـا أيـن انتـوت نبـأً يقينـا
وعنــك فقـد تَـراك بليـتِ حـتى
لكــدت مــن التغيـر تُنكَرينـا
أمـن فقـد القطيـن لبسـت هـذا
فلا فقــدت مرابعــك القطينــا
أم الأرواح جـــرَّت فضــلَ ذيــلٍ
علـى الآيـات منـك فقـد بلينـا
بكــل غمامــة ســجمت عليهــا
تُرَجِّـــعُ بعـــد إرزامٍ حنينــا
فــأبقت منــك آيَـكِ مثـلَ سـطرٍ
علــى مــدفون رق لــن يبينـا
فخلــت دواديَ الولــدان هــاء
إلـى أخـرى وخلـت النَّـوْيَ نونا
إلــى شــعث الــذوائب ذي غلال
يبــث النــاظرين لــه شـجونا
وســـفع عاريــات حــول هــابٍ
شــكونَ القُـرَّ إن لـم يصـطلينا
تــرى أقفاءهــا بيضـاً وحُمـراً
وأوجههــا لمــا صــُلِّينَ جونـا
وبــدلك الزمــان بمثــل هنـد
لطـــول العهــد أطلاء وعينــا
وإلا ترجعـــن لنـــا جوابـــاً
فإنـــا بــالجواب لعارفونــا
كــأني بــالحمول وقـد ترامـت
بأمثــال النعـاج وقـد حُـدِينا
وقـد جعلـوا مطـارَ لهـا شمالاً
كمـا جعلـوا لهـا حضـناً يمينا
فخلــت وقــد زهاهـا الآلُ نخلاً
بمســلكها دوالــجَ أو ســفينا
فأضــحت مـن زُبالـةَ بيـن قـومٍ
إلــى عُلْيــا خزيمـةَ يعتزونـا
وظــنَّ قبيلُهــا أســيافَ قـومي
يهبـن الخِنـدَفينَ إذا انتضـينا
لقـد جهلـوا جهالـة عَيْـرِ سـوءٍ
بســفرٍ عــاشَ يحملُــه ســنينا
لقـد جعلـوا طعـام سـيوف قومي
فمــا بســوى أولئك يَغتــذينا
كمــا الجــرذان للسـنَّور طعـمٌ
وليــس بهــائبٍ منهــا يَبينـا
كمــا جعلــت دمــاؤهم شـراباً
لهــن بكــل أرض مــا ظَمِينــا
فلـو ينطقـن قلـن لقـد شـبعنا
بلحــم الخنـدفينَ كمـا روينـا
وأضــحكنا الســباع بِمُقعصـيها
وأبكينـا بهـا منهـا العيونـا
فصــار اليــأس بينهـمُ رديـداً
لعُــدْمِهمُ مِـنَ الخلـق القرينـا
كأكـل النار منها النفس إن لم
تجــد حطبـاً وبعـضَ الموقـدينا
إذا لــم تسـكن الغـبراء خلـق
مـن الثقليـن علمـي مـا بقينا
ســوانا يـالَ قحطـان بـن هـودٍ
لأنـــــا للخلائق قاهرونـــــا
ونحـــن طِلاعُ عامرهـــا وإنــا
عليـــه للــثراء المضــعفونا
وصــرنا إذ تضــايق فـي سـواه
مـن العـافي الخراب لها سكونا
فأصـبح مَـن بهـا مـن غير قومي
بهــا حيـث انتهـوا متخفِّرينـا
كـــأنهم إذا نظــروا إلينــا
لـــذلتهم قـــرود خاســـئونا
نــذم لهـم بِسـَوطٍ حيـث كـانوا
فهــم مــا دام فيهـم آمنونـا
فـإن عـدموه أو عـدموا مقامـاً
لواحـــدنا فهـــم متخطِّفونــا
ولـــولا نبتغــي لهــمُ بقــاءً
لقـد لاقـوا ببطشـتنا المنونـا
أو اســتحيوا علـى ذل فكـانوا
كأمثــال النعــال لواطئينــا
ولكــن الفــتى أبــداً تــراه
بمــا هـو مالـك حـدباً ضـنينا
فــروَّى عظــم يعـرب فـي ثـراه
مــن الفَرْغَيــنِ واكفـةً هتونـا
أبِ الفرعيــــن كهلانٍ أبينـــا
وحميــرَ عمِّنــا وأخــي أبينـا
كمــا نَجَـلَ الملـوكَ وكـلَّ ليـثٍ
شـديد البـأس مـا سكن العرينا
ولكــن قـد تـرى منـه إذا مـا
تعصـَّى السـيفَ ذا الأشـبال دونا
وذاك إذا نســبنا يــوم فخــرٍ
ينــال ببعضـه العُلْيـا أبونـا
بــه صــرنا لأدنـى مـا حبانـا
مــن المجــد الأثيـل مُحَسـَّدينا
تمنَّـــى معشـــرٌ أن يبلغـــوه
فأضــحوا للســها متعاطيينــا
وأهـل الأرض لـو طـالوا وطالوا
فليســـوا للكــواكب لامســينا
فلمـا لـم ينـالوا مـا تمنـوا
وصـــاروا للتغيُّــظ كاظمينــا
أبـانو الحِسـْدَ والأضـغان منهـم
فصــاروا للجهالــة ســاقطينا
وغرهــم نبــاحُ الكلــب منهـم
وظنونـــا لكلـــب هائبينـــا
وإن تنبـــح كلاب بنــي نــزار
فإنـــا للنوابـــح مُجحرونــا
ونلقمهــا إذا أشــَحَتْ شــجاها
ليَعــدِمْنَ الهريــرَ إذا شـجينا
ونحــن لنــاطحيهم رعــنُ طـود
بــه فُلَّــت قــرونُ الناطحينـا
ولـو علمـوا بـأن الجـور هُلـكٌ
لكـانوا فـي القضـية عادلينـا
وليــس بشـاهد الـدعوى عليهـا
ولا فيمــا يفــوز الخاصــمونا
ولـو علمـوا الـذي لهـمُ وماذا
عليهــم منـه كـانوا منصـفينا
ولـو عرفـوا الصـواب بما أتوه
لمــا كــانوا بجهـل ناطقينـا
وكـانوا للجـواب بمـا أذاعـوا
علـــى أخـــوالهم متوقعينــا
فكــم قـوم شـروا خرسـاً بنطـق
لمرغمــه الجــوابَ محاذرينــا
فمـا وجـدوا رعاعـاً يـوم حفـل
ولا عنـــد الهجــاء مفحَّمينــا
ولا وجـدوا غـداة الحـرب عُـزلاً
لحـــد ســـيوفهم متهيِّبينـــا
ولكــــن كـــل أروعَ يعربـــيٍّ
يهـــز بكفــه عَضــْباً ســنينا
يعـادل شخصـه فـي الحـرب جيشاً
وأدنــى كيــده فيهــا كمينـا
ودامغــة كمثــل الفهـر تَهـوي
علــى بَيــضٍ فتــتركه طحينــا
تــرد الطــولَ للأســديِّ عَرْضــاً
وتقلــب منــه أظهــره بطونـا
فيـا أبنـاءَ قيـذرَ عُـوا مقالي
أيحســن عنــدكم أن تشــتمونا
ونحـن وُكـورُكُم فـي الشرك قدماً
وفــي الإسـلام نحـن الناصـرونا
ونحــن لعِلْيَــة الآبــاء منكـم
ببعـــض الأمهـــات مشــاركونا
كمــا شــاركتمُ فـي حـل قـومي
بحــور العيـن غيـر مسـافحينا
فلا قربــى رعيتــم مــن قريـب
ولا للعـــرف أنتــم شــاكرونا
وكلفتــــم كُمَيْتَكُـــمُ هجـــاءً
ليعــربَ بالقصــائد معتــدينا
فبــاح بمــا تمنَّـى إذ تـوارى
طرمَّــــاح بملحـــده دفينـــا
وكــان يعــز وهـو أخـو حيـاةٍ
عليـــه الــذم للمُتَقَحْطنينــا
ولســتم عــادمين بكــل عصــرٍ
لنـــا إن هجتـــمُ متخمِّطينــا
وســوف نجيبــه بســوى جــواب
أجــاب بــه ابـن زرٍّ موجزينـا
وغيــر جـواب أعـور كلـب إنـا
مــن المجـد المؤثـل موسـعونا
وقــد قَصـَرا ولمـا يبلغـا مـا
أرادا مــن جــواب الفاضـلينا
وكُثِّــرَ حَشــْوُ مـا ذَكَـرَا ولمَّـا
يُصـــــيبا مقتلاً للآفكينـــــا
وخيــر القـول أصـدقه كمـا إن
نَ شـر القـول كـذب الكاذبينـا
ومـا عطـب الفـتى بالصدق يوماً
ولا فـات الفـتى بالكـذب هونـا
فلا يعجبكــم قــول ابــن زيـد
فمــا هــو قــائد للشـاعرينا
ولا وســـطاً يعـــد ولا إليـــه
ولكــن كــان بعــض الأزدلينـا
لقـد سـرق ابـن عـابس بعض شعر
قفـوا بالـدار وقفـة حابسـينا
ومـا قِـدَمُ الفـتى إن كان فدماً
يكــون بــه مــن المتقـدمينا
ومــا تــأخيره إن كــان طِبّـاً
يكــون بــه مــن المتأخرينـا
ونحــن محكَّمــون معــاً وأنتـم
بمــا قلنــا وقلتــم آخرينـا
فـإن حكمـوا لنـا طلنا وإن هم
لكــم حكمـوا فنحـن الأقصـرونا
ألا إنــا خلقنــا مــن تــراب
ونحــن معــاً إليــه عائدونـا
وأن لســتم بـأنقص مـن رأيتـم
ولا أهـــل العلــو بكاملينــا
ومـا افتخـر الأنـام بغيـر ملك
قـــديم أو بـــدينٍ مســلمينا
ومــا بســواهما فخــر وإنــا
لـــذلك دون كـــلٍّ جامعونـــا
ألســنا الســابقين بكـل فخـرٍ
ونحـــن الأولـــون الأقــدمونا
ونحــن العــاربون فلا تعـاموا
وأنتــم بعــدنا المسـتعربونا
تكلمتـــم بألســـننا فصــرتم
بفضــل القــوم منـا مفصـحينا
ملكنــا قبـل خلقكـم البرايـا
وكنـــا قبلهـــم متأمرينـــا
فلمــا أن خلقتـم لـم تكونـوا
لنــا فــي أمرنـا بمخالفينـا
وكنتـم فـي الـذي دخل البرايا
بطـــوع أو بكـــره داخلينــا
ومـا زلتـم لنـا فـي كـل عصـر
ملكنــا أو ملكتــم تابعينــا
لِفــاقتكم إلينــا إذ حســرتم
وإنــا عــن معــونتكم غنينـا
أعنـــاكم بـــدولتكم ولمـــا
نُــرِدْ منكــم بـدولتنا معينـا
وإنـــا للـــذين عرفتمـــوهم
لكــم فــي كـل هيـج قاهرونـا
وإنـــا للـــذين علمتمـــوهم
لكــم فــي كــل فخـر فائتنـا
يراكـم بيـن قـومي مـن يراكـم
كملــح الـزاد لا بـل تنزرونـا
ونحــن أتــم أجســاماً ولبّــاً
وأعظــم بطشـةً فـي الباطشـينا
ســـننّا كــلَّ مكرمــة فأضــحت
لتابعِنــا مــن الأديـان دينـا
ولــولا نحــن لـم يَعـرِفْ جميلاً
ولا قبحــاً جميــعُ الفاعلينــا
وعرَّفنــا الملــوك بكــل عصـرٍ
بأســـاس الملـــوك منعمينــا
وعودنـــا التحيــة تــابعيهم
ومــا كــانوا لهـا بمُعَوَّدينـا
وإلا فـــانظروا الأملاك تلقــوا
جميعهـــم بقـــومي مقتــدينا
وســنَّانا النشــيطة والصـفايا
ومربــاع الغنــائم غانمينــا
وبحَّرنـــا وســـيَّبنا قـــديماً
فمــا كنتــم لــذاك مغيِّرينـا
فكنتـــم للَّحِـــيِّ كطــوعِ كــفٍ
وكنتـــم للنـــبي مســاندينا
وأحــدثنا الأســنة حيـن كـانت
أســـنة آل عـــدنان قرونـــا
وآلات الحـــروب معــاً بــدعنا
وفينـــا ســنة المتبارزينــا
وأنتــم تعلمــون بـأن ملكنـا
بســاط الأرض غيــر مشــاركينا
ونصــف السـقف منهـا غيـر شـك
إلينـــا للـــتيمُّن تنســبونا
مـن الغفريـن حـتى الحوت طولاً
وعرضـاً فـي الجنـوب بما ولينا
وملقحــة الســحاب لنـا ومنـا
مخارجهـــا ومنـــا تمطرونــا
ومــا بحـذاء ضـرع الجـو قـومٌ
ســـوانا منجــدين ومتهمينــا
لنــا مطــر المقيـظ بشـهر آبٍ
وتمـــوزٍ وأنتـــم مجـــدبونا
يظــل بصــحوة ويصــوب فينــا
زوال الشــمس غيــر مقتّرينــا
ونــزرع بعــد ذاك علـى ثـراه
ونحصـد والـثرى قـد حـال طينا
علــى إن لــم يصـبه سـوى طلال
شــهوراً ثــم نصــبح ممطرينـا
وأنفــس جـوهر فـي الأرض فينـا
معـــادنه غنـــائم غانمينــا
وأطيــب بلــدةٍ لا حــر فيهــا
ولا قـــر الشــتاء محاذرينــا
بهـا إرم الـتي لـم يخلـق اللَ
هُ مشــبهها بــدار مفاخرينــا
وإن عــدت أقــاليم النــواحي
فأولهـــا بزعــم الحاســبينا
لنــا ولنـا جنـان الأرض جمعـاً
ونــار الحكــم غيـر مكـذبينا
فــأي المجــد إلا قــد ورثنـا
وأي العـــز إلا قـــد ولينــا
وأوضــحنا ســبيل الجـود حـتى
أبـانت فـي الـدجى للسـالكينا
ولــولا نحــن مــا عرفـت لأنـا
إلــى سـبل المكـارم سـابقونا
ومــا أموالنــا فينـا كنـوزاً
إذا كنــز الوفـور الكانزونـا
ولكـــن للوفــود وكــل جــار
أرقَّ وللضــــيوف النازلينـــا
نعـد لهـم مـن الشـيزى جفانـاً
كأمثـــال القلات إذا مُلينـــا
فمــن شـق ينـال الركـب منهـا
ومــن شــق ينــال القاعـدونا
تلهَّــم نصــفَ كــرٍّ مــن طعـام
وكومــاءَ العريكــة أو شـُنونا
عبيطــةُ معشــرٍ لمــا يكونـوا
بـــأزلامٍ عليهـــا ياســـرينا
ومـا نزلـت لنـا في الدهر قِدرٌ
عــن الأثفـاه أجـل الطارقينـا
فمـا ليـل الطهـاة سـوى نهـار
لـــدينا ذابحيــن وطابخينــا
وأكلبنــا يبتــن بكــل ريــعٍ
لِمَــن وخَّــا المـازلَ يتلقينـا
فبعـــض بالبصـــابص متحفــوه
وبعـــض نحونـــا كمبشـــرينا
لمــا قــد عـودت وجـرت عليـه
لوقـــد عنـــدنا لا يفقــدونا
تراهــم عنــد طلعتهــم سـواءً
وأملاكـــاً علينـــا منزلينــا
ومــا كنــا كمثـل بنـي نـزارٍ
لأطفـــال المهــود بوائدينــا
ومــا أموالنـا مـن بعـد هـذا
سـوى بيـض الصـفائح مـا عشينا
وأرمــــــاح مثقفـــــة رواءٍ
بتـامور القلـوب مـع الكلينـا
ومشـــطرة مــن الشــريان زور
كســـوناهن مربوعـــاً متينــا
بــه عنــد الفـراق لكـل سـهم
يكـون بزورهـا يعلـى الرنينـا
وجــرد كــان فينــا لا سـوانا
معارقهـا معـاً ولنـا افتلينـا
ومنــا صــرن فـي سـلفي نـزارٍ
لمــا كنــا عليــه حاملينــا
ربطناهـــا لنحملهــم عليهــا
إذا وفـدوا ونحمـي مـا يلينـا
ولـولا نحـن مـا عرفـوا سـروجاً
ولا كـــانوا لهـــن ملجِّمينــا
علونــاهن قبــل الخلــق طـراً
وصـــيرنا مرادفهـــا حصــونا
تـراث شـيوخ صـدق لـم يزالـوا
لهــا ممــن تقــدَّم وارثينــا
يظـل النـاس مـن فـرق إذا مـا
علونــاهن فــي شــكك ثِبينــا
ونمنــع جارنــا ممــا منعنـا
ذوات الــدل منــه والبنينــا
ومــا هـم عنـدنا بـأعز منهـم
نقيهــم بـالنفوس ولـو ردينـا
وتكظـــم غيظنـــا ألا يرانــا
عــــدوٌّ أو محـــبٌّ طائشـــينا
وعــلَّ بكــلِّ قلــب مــن جـواه
لــذاك الغيـظ نـاراً تجتوينـا
نصــون بـذاك حلمـاً ذا أواخـي
رسـا فيهـا حـراء وطـورُ سـينا
نظــل بــه إذا مـا إن حضـرنا
جماعـــة محفـــل متتوِّجينـــا
ولســنا منعميــن بلا اقتــدار
ونعـم العفـو عفـو القادرينـا
وإن نغضـــب بجبـــار عنيـــد
يصــر بعــد التجـبر مسـتكينا
كعصــفتنا بمـن علمـوا قـديماً
مــن الخلفــاء لمـا سـاورونا
ولســنا حــاطمين إذا عصــفنا
ســــوى الأملاك والمتعظِّمينـــا
كعصــف الريــح يعقـر دوح أرض
وليــس بعاضـدٍ منهـا الغصـونا
ونغـدو باللهـام المَجْـر يغشـى
بلمـع الـبيض منـه الناظرينـا
فنــترك دار مــن سـرنا إليـه
تـأنُّ لـدى القفـول بنـا أنينا
وقـد عركـت فسـاوى الحزن منها
سباســـبها بكلكــل فاحســينا
كمــا دارت رحـا مـن فـوق حَـبٍّ
تـــداولها أكــف المســغبينا
فأصـبح مـا بهـا للريـح نهبـاً
كمـا انتهبـت لخفتـه الـدرينا
سـوى مـن كـان فيهـا مـن عروب
تفــتر عنـد نظرتهـا الجفونـا
فإنــا منكحــو العُــزَّاب منـا
بهـــن لأن يــبيتوا معرســينا
بلا مهـــرٍ كتبنـــاه علينـــا
ومـــا كنــا لــه بمحضــرينا
ســوى ضــرب كأشـداق البخـاتي
مـن الهامـات أو يـرد المتونا
تــرى أرجاءهــا ممــا تنــأَّتْ
وأرغـــب كَلْمهــا لا يلتقينــا
وطعــنٍ مثــل أَبْهـاءِ الصياصـي
وأفــواه المــزاد إذا كفينـا
تـرى منهـا إذا انفهقـت بفيها
مــن الخضـراء باعـاً مسـتبينا
ولســنا للغــرائب منــذ كنـا
بغيـر شـبا الرمـاح بناكحينـا
ومــا بـرزت لنـا يومـاً كعـابٌ
فتلمحهــا عيــون الناظرينــا
ولا أيــدي مخلخلهــا ارتيــاعٌ
لأنـــا للكـــواعب مانعونـــا
ولا ذهــب العــدو لنــا بـوتر
فأمســـينا عليـــه مغمِّضــينا
نضـــاعفه إذا مـــا تقتضــيه
كإضــعاف المُعَيّنــةِ الــديونا
وقــد تـأبى فتـاة بنـي يمـانٍ
علـى غمـز العـداة بـأن تليـا
كمـا تـأبى الصـدوع لهـم صفاة
يحيــط بهـا فـؤوس القارعينـا
وكبــش كتيبــة قــد عــادلته
بــألف فــي الحديـد مـدججينا
أتيــح لــه فــتى منــا كمـيٌّ
فـــأرداه وأركبــه الجبينــا
وغــادره كــأنَّ الصــدر منــه
وكفَّيــــه بقنديـــد طُلينـــا
تظــل الطيــر عاكفــة عليــه
ينقـــرن البضــيع وينتقينــا
وأبقينـــا مـــآتم حاســـرات
عليـــه يَنْتَريـــنَ ويســتفينا
فكيـف يكـون فـي زعـم ابن زيد
علــى هــذا كشــحمةِ مشـتوينا
ونحــن للطمــة وجبــت علينـا
دخلنـا النـار عنهـا هازئينـا
ونحـــن المرجفــون لأرض نجــد
بـــأنف قضــاعة والمــذحجينا
فمــادت تحتنــا لمــا وطئنـا
عليهــا وطــأة المتثاقلينــا
أبلنـا الخيـل فيهـا غيـر يوم
وظلــت فــي أطلتهــا صــفونا
ورُحْــنَ تظــنُّ مـا وطـأتْهُ مـاءً
تمـوج من الوجا في الخطو طينا
ورحنــا مردفيــن مَهــا رُمـاحٍ
يُقعقـع عيسـُنا منهـا البَرينـا
تَنَظَّــرُ وفــدَ معشــرِها علينـا
لِمَـــنٍّ أو نكــاحٍ تــمَّ فينــا
فإنــا منكحــو العــزَّاب منـا
بهـــن لأن يــبيتوا معرســينا
ونحــن المُقْعِصــون فـتى سـُليمٍ
عمـــارة بــالغُميرِ مُصــَبِّحينا
وحَمَّلنـــا بنــي العلَّاق جمعــاً
بعتـــق أخيهـــمُ حِملاً رزينــا
وطوَّقنــا الجعــافرَ فـى لَبيـدٍ
بطــوق كــان عنــدهم ثمينــا
ولــم نقصــُد لِــوَجٍّ إن فيهــا
فلا قربـــت محــلُّ الراضــعينا
وغادرنــا بنــي أســدٍ بحُجْــرٍ
وقــد ثرنــا حصـيداً خامـدينا
كمثـل النخـل مـا انقعرت ولكن
بـــأرجلهم تراهــم شــاغرينا
تقـــوِّتهم ســباع الأرض حــولاً
طريّــاً ثــم مُخْتَزنــاً قَيينــا
وزلزلنـــا ديـــارهم فمـــرت
تبادرنـــا بأســفل ســافلينا
بمضـــمرة تَفِــلُّ ليــوثَ هَيــجٍ
علـــى صــهواتها مُســتلمميتا
تظــل علــى كواثبهــا وشــيجٌ
كأشـــطانٍ بأيـــدي ماتحينــا
ومـا قتلـوا أخانـا يـوم هَيـجٍ
فنُعـــذِرَهم ولكـــن غادرينــا
ومــا كـانت بنـو أسـد فغـرّوا
بجمـــرة ذي يمــانٍ مصــطلينا
أليســوا جيـرة الطـائين منـا
بهــم كـانوا قـديماً يعرفونـا
وهـم كـانوا قـديماً قبـل هـذا
لأرثهـــم لهـــالكهم قيونـــا
وحَســْبُك حلفهــم عـاراً عليهـم
وهــم كــانوا لـذلك طالبينـا
ولــو قــامت علـى قـوم بِلُـؤمٍ
جــوارحُهم مقــام الشــاهدينا
إذا قــامت علــى أســدٍ وحـتى
ثيــابهم اللــواتي يلبســونا
بِلـــؤْمٍ لا تحـــل بـــه صــلاةٌ
بــه أضــحوا لهــن مُدَنِّســينا
وليــس بــزائل عنهـم إلـى أن
تراهـــم كالأفــاعي خالســينا
ولا ســيما بنــي دودان منهــا
وكاهلهــا إذا مــا يخبرونــا
وهـــم منــوا بإســلام رقيــقٍ
علــى ربِّــي وليسـوا مخلصـينا
وثرنـا بـابن أصـهب وابـن جون
فكنــا حيــن ثرنــا مجحفينـا
فخــرت جعــدةٌ بســيوف قــومي
وضــبةُ حيــن ثرنــا سـاجدينا
وآل مُزَيْقِيـــا فلقــد عرفتــم
قراعهـــمُ فكـــروا عايــدينا
ويــوم أوارةَ الشــنعاءِ ظِلنـا
نحــرِّق بــابن ســيدنا مئينـا
ودان الأســود اللخمــيُّ منكــم
بنــــي دُوّان والمتربِّبينــــا
بيــوم يــترك الأطفــال شـيباً
وأَبكــار الكـواعِب منـة عونـا
وصـار إلـى النسـار يدير فيكم
مُطحطحــةً لمــا لَهِبَــت طحونـا
فقــام بثــأر بعضــكمُ ببعــضٍ
أحـــلَّ بــه مشرشــرةً حُجونــا
وأشـــرك طيِّئاً فيهــا فجــارت
رمــاحهمُ علــى المتمعــددينا
أداروا كــأسَ فــاقرةٍ عليكــم
فرحتـــم مســكَرين ومثمَلينــا
وأبـروا بـابن مالـكٍ القُشـيري
فســرَّح منكـم الـداء الكنينـا
وهـم منعـوا الجـراد أكـف قوم
دعوهـــا جـــارهم متحفظينــا
وعنــترة الفــواس قـد علمتـم
بكــف رهيصــنا لاقـى المنونـا
ويســَّرنا شــباة الرمـح تهـوي
إلـى ابـن مُكـدّم فهـوى طعينـا
وأوردنـا ابـن ظـالمٍ المنايـا
ولســـنا للختــور مناظرينــا
فــذاق بنــا أبـو ليلـى رداه
وكنّــا لابــن مُــرَّةَ خافرينــا
أجرنـــاه مــراراً ثــم لمــا
تَكَــرَّهَ ذمــةَ الطــائين حينـا
وعبــاسٌ بــن عــامرٍ السـُّلَيمي
يِ مــن رُعْـلٍ قتيـلُ الخثعمينـا
فليــس بمنكــر فيكــم وهــذا
ســـُليكٌ قتلـــه لا تنكرونـــا
وغادرنــا الضـباب علـى صـُمِيل
يجــرُّون النواصــيَ والقرونــا
وفــاتِكَكم تــأبَّطَ قــد أسـرنا
فـــأُلبِسَ بعـــدها ذلاً وهونــا
وطـاح ابـنُ الفجـاء مطـاحَ سوء
تُقَســِّمُه رمــاح بنــي أبينــا
وكــانوا للقمــاقم مـن تميـم
علـــى زرق الأســنة شــايطينا
هـوى والخيـل تعـثر فـي قناها
لحُــرِّ جــبينه فـي التاعسـينا
ومــا زلنــا بكـل صـباح حَيـفٍ
نُكِـبُّ علـى السـروج الـدارعينا
ولمَّـــا حـــاسَ جــوَّابٌ كلابــاً
تمنَّـــع فَلُّهـــم بالحارثينــا
وهــم عركــوهمُ مـن قبـل هـذا
كمــا عـرك الأهـابَ الخالقونـا
وأَســقوا يـومَ معركهـم دُريـداً
بعبــد اللَـه فـي كـأسٍ يَرُوْنَـا
وهـم وردوا الجفـار علـى تميم
لأبحُــــرِ كـــلِّ آلٍ خايضـــينا
فأســجر بينهــم فيهــا وطيـسٌ
فَصـــُلُّوها وظلـــوا يصــطلونا
وفــي يـوم الكلاب فلـم يـذمّوا
علـى أن لـم يكونوا الظافرينا
وقلَّــدَ تَيْــمَ أســرُهُمُ يغوثــاً
مخــازيَ مــا دَرَسـْنَ ولا مُحينـا
لشــدِّهِمُ اللســانَ بثنــيِ نسـعٍ
فكــانوا بالشــريف ممثِّلِينــا
وهـم منعـوا القبـائل من نزار
حمـــى نجـــران إلا زائرينــا
ونحــن المرحلــون جمـوعَ بكـرٍ
وتغلــبَ مــن تهامـة ناقلينـا
ومــا فتكـت معـدُّ كمـا فتكنـا
فتقمــص بالرمــاح التبَّعينــا
أو الأقــوال إذ بـذخوا عليهـا
بمــا كـانوا لهـا مسـتمهنينا
وكيــف وهـم إذا سـمعوا بجيـش
يســـيرٍ أصـــبحوا متخيّســينا
يَـــرودون البلادَ مــرادَ طيــرٍ
تــرود لمــا تفرِّخُــه وُكونــا
فــإن زعمــوا بــأنهم لقــاحٌ
وليســوا بالأتــاوة مســمحينا
فقــد كـذبوا لأعطوهـا وكـانوا
بهــا الأبنـاء دأبـاً يرهنونـا
ولِــمْ صـبروا علـى أيـام بـؤس
لأهـــل الحيــرة المتجبرينــا
يســومهم بهـا النعمـان خسـفاً
وهــم فــي كـل ذلـك مـذعنونا
ويبعــث كبشــه فيهــم منوطـاً
بــــه ســـكينه للـــذابحينا
فمــا ألقــاهم بـالكبش يومـاً
فكيـف بـذي الجمـوع بفاتكينـا
فلمــا مــات لـم ينـدبه خلـق
ســواهم بالقصــيد موتبنينــا
وقـد كـانوا لـه إذ كـان حيـاً
وخـــادمه عصـــام مادحينـــا
ويــوم قراقــر لمــا غــدرتم
بعــروة لـم تكونـوا مفلتينـا
علونــــاكم بهـــنَّ مجـــردات
كأمثــال الكــواكب يرتمينــا
فمــا كنتــم لمــاء قُراقــريٍّ
مخافــة تلــك يومـاً واردينـا
وقــد همــت نــزارٌ كــل عصـر
بــأن تضــحي بعقوتنـا قطينـا
لمَـا نظـروا بهـا حـتى تولـوا
وهــم منــه حيــارى باهتونـا
وقـد نظـروا جنانـاً مـن نخيـل
ومــن كــرم وبينهمــا معينـا
وأســفلها مــزارع كــل نبــت
وأعلاهــا المصــانع والحصـونا
وحلــوا دار ســوء ليـس تلقـى
بهــا للطيـر مـن شـظفٍ وكونـا
فثرنــا فــي وجــوههمُ بــبيضٍ
يُطـرنَ الهـامَ أمثـال الكِرينـا
وإن خســفت مفـارقُ طـار منهـا
فــراش الهــام شـاردة عِزينـا
وقـــالت تحتهـــنَّ قُــبٍ وَقُــقٍّ
وقــد وردت مضـاربها الشـؤونا
وأظهرْنـــا علــى الأجلاد منــا
لمـوعَ الـبيض والحلـق الوضينا
ســـرابيلاً تخـــال الآل لمـــا
ترقـرق فـي الفلا منها الغصونا
بِكَــــدْيُونٍ وكُــــرٍّ أشـــعرته
ســحيقاً فــي مصـاونها حُلِينـا
ووقاهــا النــدى والطـل حـتى
أضــأن فمــا طَبِعْـنَ ولا صـدينا
وطرنــا فـوق أكتـاد المـذاكي
كأنــــا جنـــةٌ متعبقرونـــا
فولــوا حيــن أقبلنـا عليهـم
نهــز الــبيض منــا يركضـونا
يــود جميعهــم أن لـو أُمِـدّوا
بأجنحـــة فكــانوا طائرينــا
بـذا عرفـوا إذا مـا إن لقونا
لأثـــواب المنيـــة مظهرينــا
فلمــا أن أراد اللَــه خيــراً
بكـم بعـث ابـنَ آمنـةَ الأمينـا
يعلِّمكــم كتابــاً لـم تكونـوا
لــه مــن قبـل ذلـك قارئينـا
ويخـبركم عـن الرحمـن مـا لـم
تكونــوا للجهالــة تعقلونــا
فــأظهرتم لــه الأضـغان منكـم
وكنتــم مــن حجــاه سـاخرينا
ولـــولا خفتــمُ أســياف غُنْــمٍ
لكــان ببعــض كيــدكمُ مُحِينـا
فأمـا الحَصـر والهجـران منكـم
لــه وجسـيم مـا قـد تمهنونـا
فقـــد أوســـعتموه مــن أذاةٍ
فـــأمحلتم بـــدعوته ســنينا
وقــابله بنــو ياليــل منكـمُ
بـــوجٍّ والقبـــائل حاضــرونا
بـأن قـالوا تَـرى مـا كان خلقٌ
ســوى هــذا لــرب العالمينـا
رســـولاً بـــالبلاغ وإن يكنــه
فنحــن بــه جميعــاً كافرونـا
وقلتــم إن يكــن هـذا رسـولاً
لــك اللهــم فينـا أن نـدينا
فصــب مــن السـماء سـِلامَ صـخرٍ
علينـا اليـوم غيـر مناضـلينا
وعـــذبنا عـــذاباً ذا فنــونٍ
فكنتـــم للــردى مســتفتحينا
وخبرنــا الإلــه بمــا عمرتـم
بـــه وبـــدينه تســـتهزئونا
أهــذا ذاكــر الأصــنام منــا
بمــا يضــحي لــه مُتَكَرِّهينــا
فلمــا أن حكيتُــم قــومَ نـوحٍ
دعانــا فاســتجبنا أجمعينــا
وســار خيارنــا مــن كـل أوب
إليـــه مـــؤمنين موحـــدينا
فآســـوه بأنفســـهم وأصــفوا
لـــه مــا ملَّكــوه طايعينــا
وكنتـم مثـل مـا قـد قـال ربي
مـتى تُحْفَـوا تكونـوا باخلينـا
وكــان المصــطفى بـأبي وأمـي
بــــأفخر مفخـــر للآدمينـــا
ولــم يـك فـي معـدَّ لـه نظيـر
ولا قحطـــان غيــر مجمجمينــا
فممـا قـد جهلتـم لـم تكونـوا
لمـــا أعطيتمـــوه آخـــذينا
وناصــره ذووا الألبــاب منــا
فأقبلنـــا إليــه مبادرينــا
فأحرزنـــاه دونكـــم وأنتــم
قيـــام كالبهــائم تنظرونــا
تــرون ضـنينكم فـي كـف ثـاني
وذلــك سـوء عقـبى الجاهلينـا
فتمَّمنـــا مفاخرنـــا بــذاكم
فزدنــا إذ نـرا كـم تنقصـونا
ولـــو لقِّيتــم فيــه رشــاداً
فتتبعـــون دون بنــي أبينــا
إذاً نلتــم بـه فخـراً وكـانوا
علــى قــدر الـولادة تشـركونا
وكــان دعــاءه يــا رب إنــي
بقريــة قــوم ســوء فاسـقينا
فأبــدلني بهــم قومـاً سـواهم
فكنــا هــم وأنتــم مبعـدونا
وآوينـــــاه إذ أخرجتمــــوه
وكنــا فيــه منكــم ثائرينـا
وأســلمتم بحــد ســيوف قـومي
علــى جـذع المعـاطس صـاغرينا
وأذعنتــم وقــد حَــزَّت ظباهـا
بأيـــدنا عليكـــم كارهينــا
وقــال اللَــه لمـا أن أبيتـم
كرامتــه بنــا لكــم مهينــا
وصـيَّرَنا لمـا لـم تقبلـوا مـن
كرامتــه الجســيمة وارثينــا
وكنتــم حيـن أرمـس فـي ثـراه
لـه فـي الأهـل بئس الخالفونـا
غـــدرتم بـــابنه فقتلتمــوه
وفتيانـــاً مــن المُتَهَشــِّمينا
وأعليتـــم بجثَّتِـــه ســـناناً
إلــى الآفـاق مـا إن ترعوونـا
وكنتــم لابنــه كــي تنظــروه
أأنبـــتَ تقتلـــوه كاشــفينا
وأشخصـــتم كرائمــه اعتــداء
علــى الأقتـاب غيـر مسـاترينا
أكلتــم كِبْـدَ حمـزة يـوم أحـد
وكنتــم باجتــداعه ماثلينــا
وهـا أنتـم إلـى ذا اليوم عمَّا
يســوء المصـطفى مـا تُقلعونـا
فطــوراً تطبخــون بنيـه طبخـاً
بزيــت ثــم طــوراً تســمرونا
فهـم فـي النجـل للأخيـار دأباً
وأنتــم غيــر شــك تحصــدونا
كــأن اللَــه صــيَّرهم هــدايا
لمنســـككم وأنتــم تنســكونا
وأنتــم قبــل ذلــك مســمعوه
قبيــحَ المحفظــات مواجهينــا
وهـــاجوه ومَــرْوُوا ذاك فيــه
قيــانَ ابـن الأخيطـل عامـدينا
وقلتــم أبــتراً صــنبورَ نخـلٍ
وقلتــم بـابن كبشـة هازئينـا
وطــايرتم عليـه الفَـرْثَ عمـداً
وكنتـــم للثنيـــة ثارمينــا
وكنــا طــوعه فــي كــل أمـر
مطاوعــة الــبرود اللابســينا
ومــا قلنــا لـه كمقـال قـومٍ
لموســى خيفــة المتعملقينــا
ألا قاتـــل بربـــك إن فيهــا
جبـــابرة وإنَّـــا قاعـــدونا
وقلنــا ســر بنـا إنـا لجمـع
أراد لــك القتــال مقاتلونـا
فلـو بـرك الغمـاد قصـدت كنـا
لــه مــن دون شخصـك سـائرينا
وكـــل مؤلـــف فيكــم ولمــا
يكــن فـي اليعربيـن مؤلفينـا
وآتينــا الزكــاة وكــل فـرض
وأنتــم إذ بخلتــم مانعونــا
ومـــا حـــاربتم إلا عليهـــا
ولــولا تلــك كنتــم مؤمنينـا
فــأي المعشــرين بـذاك أولـى
علـى مـا قـد ذكرنـا واصدقونا
وفخركــــم بــــإبراهيم جهلاً
فإنـــا ذاك عنكــم حائزونــا
ونحــن التــابعون لـه وأولـى
بــه منكـم لعمـري التابعونـا
دعانــا يــوم أذَّن فاســتجبنا
بــأن لبيــك لمــا أن دعينـا
وإن تفخـــر ببُرديـــه نــزارٌ
فنحــن بــه عليكــم فاخرونـا
وإن كـانوا بنيـه فنحـن أولـى
لأنــا التــابعون العاضــدونا
وقــد يزهــو ببُـردِ مُحَـرِّقٍ مِـن
تميــمٍ وهــو منـا البهـدلونا
وهـم نـادوا رسـول اللَـه يوماً
مــن الحجــرات غيـر موقرينـا
ويفخــر بالــدخول علـى بنيـه
أميـــة ريِّـــسُ المتدعمصــينا
ويعلــو قســُّكم بــالفخر لمـا
رأى منــا الملـوك الباذخينـا
وطــال بكــف ذي جــدن عليكـم
وكـان مـن الملـوك الواسـطينا
فــدل بــإنكم لمَّــا تكونــوا
بكـــف للملـــوك مصـــافحينا
ونفخــر بالردافــة مـن تميـم
ريـــاحٌ دهرهــم والــدارمونا
وقـد طلـب ابـن صـخر يـوم قيظٍ
إلــى عبـد الكلال بـأن يكونـا
لــه ردفــاً فقـال لـه ترانـا
نكـون لـذي التجـارة مُردفينـا
فقــال فَمُــنَّ بــالنعلين إنـي
رميــضٌ قــال لســتم تحتـذونا
حــذاء ملــوك ذي يمــن ولكـن
تفيَّــا إنَّنــا لــك راحمونــا
ونحـن بنـاة بيـت اللَـه قـدما
وأهــــل ولائه والســــادنونا
وخيــف منــىً ملكنــاه وجمعـاً
ومشــتبكَ العتــايرِ والحُجونـا
ومعتلـــم المواقــف مــن إلالٍ
بحيــث تـرى الحجيـج مُعَرِّفينـا
فصـــاهرنا قصـــيٌّ ثــم كنــا
إليـــه بالســدانة عاهــدينا
وأصـــرخه رزاح فـــي جمـــوع
لعــذرة فـي الحديـد مقنَّعينـا
فكـاثر فـي الجميـع بهم خُزاعاً
فأجـذم باليسـار لنـا اليمينا
ولــولا ذاك مــا كــانت بـوجه
خزاعـة فـي الجميـع مكاثرينـا
ومــا فخــر لعــدنان علينــا
بمــا كنـا لهـم بـه محتفينـا
ومــا كنـا لهـم مـن غيـر مـنٍّ
طِلاب الشـــكر منهــم واهبيــا
ونحــن غـداة بـدر قـد تركنـا
قــبيلاً فـي القليـب مكبكبينـا
ويــوم جمعتــمُ الأحـزاب كيمـا
تكونــوا للمدينــة فاتحينــا
فـآل ابـن الطفيـل وُسـُوق تمـرٍ
يكــون بهــا عليكـم مسـتعينا
فقلنــا رام ذاك بنــو نــزار
فمــا كــانوا عليـه قادرينـا
وان طلبـوا القـرى والبيع منا
فإنـــا واهبـــون ومطعمونــا
فلمــا أن أبــوا إلا اعتسـافاً
وأضــحوا بالأتــاوة طامعينــا
فلينــا هــامهم بـالبيض إنـا
كـــذلك للجمـــاجم مفتلونــا
وذاك المُوعــد الهــادي بخيـل
وفتيـــان عليهـــا عامرينــا
فقــال المصــطفى يكفيـه ربـي
وأبنـــاءٌ لقيلـــة حاضــرونا
ومــا إن قــال يكفيــه قريـش
ولا أخواتهــــا المتمضـــِّرونا
وأفنينــا قريظــة إذ أخلــوا
وأجلينــا النضــير مطردينــا
وســرنا نحـو مكـة يـوم سـرنا
بصـــيدٍ دارعيـــن وحاســرينا
فأقحمنــا اللــواء بكـفِّ ليـث
فقــال ضــرارُكم مـا تعرفونـا
فآثرنــا النــبيَّ بكــلِّ فخــرٍ
وســـمَّانا الإلــهُ المؤثرينــا
وحــان بنـا مسـيلمةُ الحنيفـي
ي إذ ســرنا إليــه موفضــينا
وزار الأســـودَ العنســيَّ قيــسٌ
بجمــع مــن غطيــف مردفينــا
فعمـــم رأســَه بــذباب ســيف
فطــار القحــف يسـمعه حنينـا
وهــل غيـر ابـن مكشـوح همـامٌ
يكــون بــه مــن المتمرسـينا
وطــار طليحــة الأســدي لمــا
رآنـــا للصـــوارم مصــلتينا
ونحــن الفــاتحون لأرض كســرى
وأرض الشــام غيــر مـدافعينا
وأرض القيــروان إلــى فرنجـا
إلــى السـوس القصـيِّ مغربينـا
وجربـــيُّ البلاد فقــد فتحنــا
وســرنا فــي البلاد مشــرقينا
كأنــا نبتغــي ممــا وغلنــا
وراء الصـين فـي الشـرقيِّ صينا
وغادرنـــا جبابرهــا جميعــاً
هُمــوداً فـي الـثرى ومصـفَّدينا
وتـــابعهم يــؤدي كــل عــام
إليكــم مــا فرضـنا مـذعنينا
ووازرنــا أبــا حســن عليــاً
علـى المُـرَّاق بعـد الناكثينـا
وسـار إلـى العـراق بنا فسرنا
كمثـل السـيل نحطـم مـا لقينا
علينــا اللام ليـس يـبين منـا
بهــا غيـر العيـون لناظرينـا
فأرخصـنا الجمـاجم يـوم ذاكـم
ومــا كنــا لهــن بمثمنينــا
وأجحفنــا بضــبة يــوم صـلنا
فصــاروا مـن أقـل الخنـدفينا
وطايرنــا الأكــف علــى خطـام
فاشـــــبهتها إلا القُلِينــــا
وعنَّانـا الخيـول إلـى ابن هند
نطــالب نفســه أو أن يــدينا
وطلنــا نفتــل الزنـدين حـتى
أطـــارا ضـــرمة للمضــرمينا
وروَّحنـــا عليهــا بــالعوالي
وبيـض الهنـد فاسـتعرت زبونـا
ونادينــا معاويــةَ اقتربنــا
بجمعــك أننــا لــك موقـدونا
فصـــدَّ بـــوجهه عنــا كأنــا
ســـألناه شـــهادةَ مُزْوِرِينــا
وحــامت دونــه جمــرات قـومي
ومــن دون الوصــي محافظينــا
فأبهتنــا نــزاراً بالـذي لـم
يكونـوا فـي الوقـائع يعرفونا
فطــار فــؤادُ أحنفكــم فـولَّى
ببعــض تميــمَ عنّــا مرعبينـا
ويــوم النهــروان فــأي يـوم
فَلَلْنــا فيـه نـاب المارقينـا
ولاقــى مصــعبٌ بالــدير منــا
شــباة مُــذَلَّق بتــك الوتينـا
وإنــا للأولــى بـالمرج مِلنـا
علــى الضــحاك والمُتقيِّســينا
وولــى خوفنــا زُفَــرٌ طريــداً
براهـــطَ والأحبـــة مقعصــونا
وقوَّمنـــا أميـــة فاســتقامت
وكـــانوا قبلهــا متأوِّدينــا
فلمَّــا رفَّعــوا مضــراً علينـا
جعلنــا كلهــم فـي الأسـفلينا
وقلنــا الهاشـمون أحـق منكـم
ونحــن لهــم عليكـم مايلونـا
فقــام بنصــرهم منــا جُــدَيعٌ
وكــان لحربهــم حصـناً حصـينا
وقحطبــة الهمــام همــام طـي
ومـا المُسـْلِيُّ عـامرُ منـه دونا
شـفا بـالزاب مـن مـروان غيظاً
وغـــادره ببوصـــيرٍ رهينـــا
وأثكلْنــا زبيــدةَ مـن فتاهـا
وغِلْناهـــا محمــدَها الأمينــا
وأردينــا الوليـد بِقَـرم قَسـرٍ
ولـم نـك فيـه ذاكـم مرتضـينا
ورب فـــتى أزرنـــاه شــَعوباً
إذا يُــدعَى أميــر المؤمنينـا
وجـــدَّعنا بنــي مطــرٍ بمعــنٍ
ونحــن بمثــل ذلــك جادعونـا
سـما مـن حضـرموت له ابن عمرو
يطــالب مـن بنـي مطـرٍ ديونـا
فحيَّـــره ببُســتَ لهــم وولَّــى
وكـان بهـا ابـن زائدةٍ قمينـا
وفـي يـوم البصـيرة يـوم ثارت
وفتنــة مصـر كنـا القائدينـا
وأيــام الـدبا لِـمْ نحـنُ كنـا
وقزويــــنٍ لكـــل قامعينـــا
ونحــن لكــل حــي منــذ كنـا
إذا خــاف المهالــكَ عاصـمونا
كعصــمتنا ربيعــة يـوم طـالت
علــى إخوانهـا بـالحلف فينـا
وصــاروا فــي تعـاظمه لـديهم
بـه فـي الشـعر دأبـاً يفخرونا
وقــد جعلـت معـد الصـهرَ منـا
لهــم فخــراً بــه يتطاولونـا
بــذا نطـق القريـضُ لِمُعظميهـم
وكنــا فيــه منكــم زاهـدينا
وقــد طلبــت تميـمٌ صـهرَ جـارٍ
لهــم منــا فأضـحوا مبعـدينا
ومــا كــانوا لغســان بكفــء
لربّـــات الحجـــال مقــدمينا
ونحــن النــاكحون إلــى عـديٍّ
كرائمَـــه ونعــم المنكحونــا
فأمهرنــا الـذي جعلـوه فيهـم
رضــىً لجميعهــم مَسـْكاً دهينـا
ولمــا يجــنِ جــانيكم علينـا
فنقصـد غيرنـا فـي المُعربينـا
فمــن لخــم إلـى غسـان تجـري
ومــن غســان فـي لخـمٍ لعينـا
يُنَقِّـــلُ وُلْــدَهُ كجــراء كلــبٍ
يُنقِّلهـــا حــذارَ الراجمينــا
ونحـن الواهبـون الـدرع قيسـاً
ومــا كنــا لشــيء خازنينــا
فلــم تعظـم لـدينا واسـتَثرتم
بهــا مـا بينكـم شـراً مهينـا
وعُـدَّ بهـا الربيـعُ ربيـعُ عبـسٍ
إذا افتخروا بها في السارقينا
ونحـن الواهبـو الصمصـامِ يوماً
لبعــض ســمادعِ المتعبشــمينا
فـآلت حـالُهُ فـي النسـك فيهـم
وكــان بنــا مـن المتمردينـا
ورب خزايـــة فيكـــم كَنينــا
يشــق بهــا رؤوس الســامعينا
ينبِّـــه ســعدُ حســانٌ عليهــا
إذا أنشـــدتموه القاطنينـــا
وقــد قـال النـبي لـه أجبهـم
تجــد روح الهـدى فيـه معينـا
فقولــك كالعــذاب يُصــبُّ صـباً
عليهـــم مصــبحين ومعتمينــا
ودونــك مــن أبـي بكـر هنـات
تــرد بهــا نــزاراً خاملينـا
فعيَّركـــم برايــات البغايــا
ومــا كنتــم قـديماً تَمهنونـا
وخبَّــرَ أن قومــاً نســلُ قبــطٍ
وأقوامـــاً ســـلالةُ أســودينا
وألحــق ســاقطاً ونفــا سـواه
فـــألحقه بقـــوم أبعـــدينا
وأخــبر بـاللقيط بمـا علمتـم
ولــم يــك غيـر حـق قابلينـا
ومنكـم ذو الخويصـرة المنـادي
رســول اللـه عـدلَ القاسـمينا
وســيدكم عيينــة قــد علمتـم
يعــد بحمقــه فـي المرضـعينا
وســـيد منقـــرٍ لمَّــا يَزَعْــهُ
حجـــاه عــن خلال الطامعينــا
وقـد نهـب الزكـاة وقـال يهجو
أبــا بكـر فمـا أضـحى مشـينا
وأحبــلَ بنتَــه والبـدعُ يُـدعَى
وغـادر منقـراً فـي المرتـدينا
وأقــرع وابــن ضـمرة رَيِّسـاكم
فـذا فـدْمٌ وذا فـي المرتشـينا
وبعــض بنـي أبـي ذبّـان منكـم
فكـــان يعــد رأس الأحمقينــا
وأظهــرت القصــائد مـن وليـدٍ
عظيـــم الكفــر للمتوســمينا
ووافــد ضــبة نحـو ابـن هنـد
فمـــن أعجوبــة المتعجبينــا
ونوكــاً لســت أحصـيهم إليكـم
وقــد كــذبوا بِطَيـءٍ ينتمونـا
وفينـا الحكمـة الغـراء تطمـو
علـــى أفواهنـــا متكلمينــا
وإيمــانُ القلــوب وكــلُّ صـدق
وركـــن الــبيت للمتيمِّنينــا
وقـد قـال النـبي أمـا رضـيتم
بــأن تضــحي نــزارٌ غانمينـا
بشـــاء أو بعيـــر أو عبيــد
وأنتــم بـي الغُدَيَّـةَ تـذهبونا
وأنتـم فـي الـدناة أقـل قـوم
وفـي الهيجـاء علمـي تكثرونـا
وقــال اللَــه لمـا أن كفرتـم
وكنتــم عــن كتـابه تنفرونـا
لقــد وكلــت بالإيمــان قومـاً
فكنــا هــم وليــس بكافرينـا
فخلـوا الفخـر يـا عدنان لستم
وقــد رحنــا بأحمـد تحسـنونا
وكيــف يعــد مثلكــم وأنتــم
بقــول إلَهنــا المستضــعفونا
ســواء كنتــمُ أو لــم تكنـوا
علــى الـدنيا فكيـف تفخَّمونـا
ولســتم للمســائل أهــل نفـعٍ
ولســـتم للمُبــائن ضــائرينا
ونحـن النـاحتون الصـخر قـدماً
مســـاكن فســحةً والشــائدونا
كغمــدان المنيــف وقصـر هكـرٍ
وبينــونِ المنيفــةِ محكمينــا
وصــرواح ومــاربَ نحــن شـدنا
عليهـــا بالرخــام معمِّــدينا
فأهلكهــا الإلــه ببثــقِ سـيلٍ
ونجّانــا فلــم نــكُ مهلكينـا
وأهلــك مـن عصـاه مـن سـوانا
بــــأنواع البلاء مباكرينـــا
وقـال لنـا اشـكروني واحمدوني
فــإني غــافرٌ مــا تجرحونــا
وقـال لغيرنـا كونـوا علـى ما
زويــتُ إلــى سـواكم صـابرينا
وقصـر ظفـار قـد شـدنا قـديماً
وبعــد براقــش شــدنا مَعينـا
وأنكحنـــا ببلقيـــسٍ أخانــا
ومــا كنــا ســواه مُنكحينــا
ولــم تطلـب بـذي بقـع بـديلاً
ولــو أنــا بتنزيــلٍ أتينــا
وكــان لهـا بقـول اللَـه عـرش
عظيـــم والبريـــة مقتوينــا
وشــدنا ناعطــاً فـي رأس نيـقٍ
وكنـــا للخورنـــق شــائدينا
ونصــَّبنا علــى يــاجوج ردمـاً
فمــا كــانوا عليـه ظاهرينـا
بلبــن مــن حديــد بيـن قَطـرٍ
ونحـــن الآن فيـــه حارســونا
وخولنــا النجــائب نمتطيهــا
فـــذلت بعـــدنا للممتطينــا
ومنـــا ســرها فــي آل كلــب
ومهـــرة قصــره والــداعرينا
وفينـا العيـش راح وهـو فيكـم
أعــز مــن الشـفاء لمسـقمينا
تظلــون النهــار علــى لَـبينٍ
وطــول الليــل عنـه مخمصـينا
وقـد قـال ابـن ظالم كم ترانا
لآثـــار الســـحائب ناجعينــا
وقــال لكـم أبـو حفـص ألا قـد
عرفنــا طيـب عيـش العائشـينا
لبــاب الــبر يكســوه ثريـداً
صـغار المعـز واللبـن الحقينا
وقـــال متمــم يحكــي أخــاه
وينعتـــه لبعــض الســائلينا
بشــملته الفلــوت علـى ثِفـالٍ
فويـــقَ مَـــزادةٍ للمســتقينا
وقـــال مُنَخِّــلٌ يحكــي غنــاه
ويحســب أنــه فـي المالكينـا
أنــا ربُّ الشـُوَيهةِ فـي بِجـادِي
ورب النضـــوتين الظاعنينـــا
وأعظــم ســيد فيكــم يُفــادَى
بعُشــرِ فــداءِ أشـعثَ تعلمونـا
وأشــعثُ ليــس أرفـع ذي يمـانٍ
ومـا هـو إن عـددت من الذوينا
ومــا فـادت يميـن أبـي تـراب
بغيـــرة مخطــم المتيمِّنينــا
وهــرول يــوم صــفين عجــولاً
فســار العســكران مهرولينــا
لإعظــام الجميــع لــه فلمــا
توقـــف وقَّفـــوا لا يحركونــا
وكنتـم بيـن عابـدِ مـا هـويتم
وبيـــن زنـــادق وممجَّســـينا
كـــآل زُرارة نكحـــوا بجهــل
بنـــاتَهم بكســـرى مُقتــدينا
ونَبَّــوا منهــمُ أنـثى وقـالوا
نكـون بهـا الـذكورة مشـبهينا
وضــارطهم فلــم يخجــل ولمّـا
يكــن ليشـيده مـل ألقاطنينـا
ولا تنســوا طلاب هــذيل منكــم
لتحليــل الزنــا مســتجهدينا
وبكـراً يـوم بـالوا فـي كتـاب
أتـى مـن عنـد خيـر المنذرينا
وكـــانت عــامر بكتــاب حــق
أتــى منــه لــدلوٍ راقعينــا
وعكــلٌ يــوم أشــبعهم تِـراراً
برســـل لقـــاحه متغبقينـــا
فكــافوه بــأن قتلــوا رعـاه
وشــــلوهن شــــلّاً مســـرعينا
ونحــن بصــالح والجــد هــود
وذي القرنيـــن والمتكهفينــا
وفَيصــَلُ مُرْســَلِي ربِّــي شــعيبٌ
وذي الـرس بـنِ حنظـل فاخرونـا
وبالســعدَينِ ســعدٍ ثــم ســعدٍ
وعمــار بــن ياســر طائلونـا
ولقمــان الحكيــم فكـان منـا
ومـولى القـوم في عدل البنينا
ومنــا شــبه جبريــل ومنكــم
ســراقة شــبه إبليــس يقينـا
ببــدر يــوم ولَّـى ليـس يلـوي
علـى العقـبين أولى الناكصينا
ومنــا زيــد المشــهور باسـم
مـن التنزيـل بيـن العالمينـا
وردف المصـــطفى منــا ومنــا
فأنصـــار لـــه ومهاجروينــا
ومنــا ذو اليمينيـن الخزاعـي
وذو السـيفين خيـر المصـلتينا
ومنــا ذو الشـمالين المحـامي
وذو العينيـن عجـب الناظرينـا
وذو التمــرات منــا ثـم حُجـرٌ
وخبَّـــابٌ إمـــام الموقنينــا
وذو الـرأي الأصـيل وكـان منـا
خزاعــة عـدل شـفع الشـافعينا
ومنـــا أقــرأ القُــرَّا أبــيٌّ
ومنــا بعــد رأسُ الفارضــينا
ومنــا مــن تكلــم بعـد مـوت
فــأخبر عــن مصـير الميتينـا
وأول مــن بثلـث المـال أوصـى
ليفــرق بعـده فـي المقترينـا
ومــن أُرِيَ الأذان وكــان منــا
معــاذ رأسُ رســل المرســلينا
ومنــا مــن رأى جبريـل شـفعاً
ومنــا فـي النـبي الغائلونـا
ومنــا مــن أبــرَّ اللَـه ربـي
لــه قســماً وقــل المقسـمونا
ومــن بســط النــبي لـه رداء
وأوصـــاكم بـــه للســـيدينا
ومنـا ذو المخيصـرةِ ابـنُ غنـمٍ
ومنـــا للقُــرَان الحافظونــا
ومنــا المكفنــون وذاك فخــر
بقمــص المصــطفى إذ يـدفنونا
كصــيفي بـن سـاعد وابـن قيـس
وعبــد اللَــه رأس الخزرجينـا
ومـا ابـن أبـي سـلولٍ ذا نفاق
فــإن قلتـم بلـى فاسـتخبرونا
أليــس القــول يظهـر كـل شـر
لـــه كـــل الخلائق كاتمونــا
ونحـن نـراه عـاذ بمـا يُصـالي
بجلــد الهاشــمي ولـن يكونـا
بغيـــر حقيقـــة إلا شـــققنا
لكــم عــن قلبــه تسـتيقنونا
كمـا قـد قـال أحمـد لابـن زيد
لقتــل فـتى مـن المستشـهدينا
فلــولا إذ شــككت شــققت عنـه
فتعلــم أنــه فـي الكافرينـا
وفينــا مسـجد التقـوى وفينـا
إذا اســـتنجيتم المتطهرونــا
ومنــا الرائشــان وذو رعيــن
ومــن طحــن البلاد لأن يــدينا
وقــاد الخيـل للظلمـات تـدمى
دوابرهــا لكــثرة مـا وجينـا
يُطرِّحــنَ الســخالَ بكــل نشــزٍ
حُــداها لـم تُعِـقْ لمـا لَقينـا
طــوين الأرض طــولاً بعــد عـرض
وهــنَّ بهـا لعمـرك قـد طوينـا
فهـــن لواحــق الأقــراب قُــبٌّ
كأمثــال القــداح إذا حنينـا
يطــأن علــى نســورٍ مُفْرَجــاتٍ
لِلَقـطِ المروِ ما اعتلت الوجينا
فَتُحســـــَبُ للتـــــوقُّمِ مُنعلاتٍ
بــأعينهنَّ ممــا قــد حفينــا
تكــاد إذ العضـاريط اعتلتهـا
بلا ثمــن الــثرى ممـا ونينـا
فــدان الخافقــان لـه وأضـحى
ملوكهمـــا لـــه متضــائلينا
أبــو حســان أســعد ذو تَبـان
وذلــك مفــرد عــدم القرينـا
ومنــا الحَبْــر كعـب ثـم منـا
إذا ذكــروا خيـارُ التابعينـا
أخــو خــولان ثــم أبـو سـعيدٍ
وثــالثُهم إذا مــا يــذكرونا
فعـــامر وابــن ســيرين وأوسٌ
وذاك نعــده فــي الشــافعينا
وبـابن الثـامري إذا افتخرنـا
ظللنـــا للكــواكب معقلينــا
ومنـــا كـــل ذي ذربٍ خطيـــب
ومــن الشــاعرون المفلقونــا
ومنــا بعـد ذا الكهـان جمعـاً
وحكّـــام الـــدماء الأولونــا
ومنـا القافـة المبـدون مهمـا
بــه شــكلت عـروق الناسـبينا
ومنـا عـابروا الرؤيـا بما قد
تجيــء بــه ومنـا العائفونـا
ومنــا راويــو خـبر الترايـا
ومنــا العــالمون الناسـبونا
ومنــا أســقفاً نجــران كـانت
برأيهمــا النصــارى يصـدرونا
ونفخــر بالخليــل الأزد منــا
وحــق لهــم حكيـم المسـلمينا
ومنــا ســيبويه وذو القضـايا
أخــو جــرم رئيـس الحاسـبينا
ومنــا كـل أرورع كـابن مَعـدِي
وزيـد الخيـل مـردي المُعْلِمينا
وفــروة وابــن مكشــوح وشـرح
ووعلـــة فــارس المترســِّبينا
ومُســهرُ وابـن زحـرٍ ثـم عمـروٌ
وعبــد اللَـه سـيف اليثربينـا
وسـفيان بـن أبـرد وابـن بحـر
ومنــا الفتيــة المتهلِّبونــا
ومنهـم مـالكوا الأربـاع جمعـاً
وكــانوا اللخــوارج شـاحكينا
ومــا للأشــتر النخعــي يومـاً
ولا قيــس بــن ســعدٍ مشـبهونا
ولا كعـــدي طــيِّ وابــن قيــسٍ
سـعيد الملـك قـرم الحاشـدينا
وشــيبان بـن عـامر عـدلُ ألـفٍ
ومـا مثـل ابـن ورقـا تنجلونا
ومنــا المُتَّلُــون لكــل فتــح
ورائبُ صـــدعكم والراتقونـــا
وبالحسـن بـن قحطبـة افتخـاري
إذا مــا تــذكرون المطعمينـا
فـتى أمـرت ملـوك الـروم لمـا
رأتــه عــدلَ نصـف المُعربينـا
بصــورته علــى بيـع النصـارى
وتمثـــالاً بطــرق الســابلينا
ومـا مثـل ابـن عُلبةَ وابن كرز
وعبــد يغـوث بيـن القاتلينـا
فهـــذا مصــلح شســعاً وهــذا
يقــول قصـيدة فـي الحاذلينـا
وذاك مــؤمر مــن بعــد قتــل
بـأنه لـم يكـن فـي الجازعينا
ومــد يـداك يسـرى بعـد يمنـى
ولــم يــك للمنيــة مسـتكينا
ومــا كجوادنــا فيكـم جـواداً
وكلا ليـــس فيكـــم باذلونــا
وأيــن كحــاتم فيكــم وكعــب
وطلحــة للعفــاة المجتــدينا
وحســان بــن بحـدل قـد تـولَّى
خلافتكـــم وأنتـــم حاضــرونا
ومــن خفتــم غــوائله عليهـا
وكنتــم منــه فيهـا موجلينـا
ومنــا مــن كسـرتم يـوم أودَى
عليــه مــن لــواء أربعينــا
ومــن سـجدت لـه مائتـا ألـوف
وأعتــــق أمـــة يتشـــهدونا
ومنــا مـدرك بـن أبـي صـعيرة
ومُـذكوا الحـرب ثـم المخمدونا
وقاتــل صــمَّة الهنــدي منــا
ومنــا بعــد ذا المتصـعلكونا
كمثــل الشــنفرَى وهمـامِ نهـدٍ
خزيمـــةَ أمــردِ المتمردينــا
ونــدمان الفراقــد كـان منـا
وضــحاك بــن عــدنان أخونــا
ومــن خــدمته جـنُّ الأرض طوعـاً
ومــا كــانوا لخلـقٍ خادمينـا
وبادرنــا فلـم تحصـى إذا مـا
عــددتم أو عـددنا المفردينـا
ووإن قلنـا قـد اتبعـوا لديكم
وكــانوا خلـف قـومي تابعينـا
وفينــا ضـعف مـا قلنـا ولكـن
قصــرنا إذ يعــاب المسـهبونا
ولكنـــي كــويتُ قلــوب قــوم
فظلــوا بالمنــاخر راغمينــا
يعضــون الأنامــل مــن خــزاء
ومــا ذاكـم بِشـافِ النادمينـا
فلا فــرج الإلــه همــومَ قــوم
بفتـح القـول كـانوا مبتـدينا
هـم ولجـوا إلـى قحطـان نهجـاً
فصــادفهم بــه مــا يحـذرونا
وقــد شـيدت فخـراً فـي قـبيلي
يقيــم مخلـداً فـي الخالـدينا
فمــن ذا يضــطلع بعـدي بهـدم
فيهـــدمه بــإذن الشــائدينا
فهــدم الشــيء أيســر غيركـم
مـن البنيـان عنـد الهادمينـا
ولــو أنـي أشـاء لقلـت بيتـاً
تكـاد لـه الحجـارة أن تلينـا
ولكنـــي لرحمتهـــم عليهـــم
بتزكيـــة مـــن المتصــدقينا
فكــم حلـم أفـاد المـرء عـزاً
ومـن جهـل أفـاد المـرء هونـا
وحســبك أن جهـل المـرء يضـحي
عليــه للعــداء لــه معينــا
الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني، أبو محمد.مؤرخ، عالم بالأنساب عارف بالفلك والفلسفة والأدب، شاعر مكثر، من أهل اليمن. كان يعرف بابن الحائك، وبالنسَّابة، وبابن ذي الدُّمينة (نسبة إلى أحد أجداده: ذى الدمينة بن عمرو) ولد ونشأ بصنعاء وأقام على مقربة منها في بلدة (رَيْدة)، وطاف البلاد، واستقر بمكة زمناً، وعاد إلى اليمن فأقام في مدينة صعدة، وهاجي شعراءها، فنسبوا إليه أبياتاً قيل: عرَّض فيه بالنبي (صلى الله عليه وسلم) فحبس ونقل إلى سجن صنعاء.من تصانيفه (الإكيل-خ) في أنساب حمير وأيام ملوكها، عشرة أجزاء، طبع منها الثامن والعاشر، و(سرائر الحكمة -خ)، و(القوي)، و(اليعسوب) في القسي والرمي والسهام، و(الزيج) كان اعتماد أهل اليمن عليه، و(صفة جزيرة العرب -ط) وكتاب (الجوهرتين -خ) في الكيمياء والطبيعة، و(الأيام)، و(الحيوان المفترس)، و(ديوان شعر) في ست مجلدات.