
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا عَمْرُو ما لِي عَنْكَ مِنْ صَبْرِ
يا عَمْرُو يا أَسَفِي عَلَى عَمْرِو
للَّــهِ يـا عَمْـرًا وَأَيُّ فَـتىً
كَفَّنْـتُ يَـوْمَ وُضِعْتَ فِي الْقَبْرِ
أَحْثُـو التُّـرابَ عَلَى مَفارِقِهِ
وَعَلَـى غَضـارَةِ وَجْهِـهِ النَّضْرِ
حِيـنَ اسْتَوَى وَعَلا الشَّبابُ بِهِ
وَبَـدا مُنِيـرَ الْوَجْهِ كَالْبَدْرِ
وَرَجــا أَقــارِبُهُ مَنــافِعَهُ
وَرَأَوْا شــَمائِلَ ســَيِّدٍ غَمْـرِ
وَأَهَمَّـــهُ هَمِّـــي فَســاوَرَهُ
وَغَدا مَعَ الْغادِينَ فِي السَّفْرِ
تَغْــدُو بِـهِ شـَقْراءُ سـامِيَةٌ
مَرْطَـى الْجِـراءِ شَدِيدَةُ الْأَسْرِ
ثَبَـتَ الْجَنـانُ بِهِ، وَيَقْدُمُها
فَلْــجٌ يُقَلِّــبُ مُقْلَتَـيْ صـَقْرِ
رَبَّيْتُـــهُ دَهْـــراً أُفَتِّقُــهُ
فِي الْيُسْرِ أَغْذُوهُ وَفِي الْعُسْرِ
حَتَّـى إِذا التَّأْمِيـلُ أَمْكَنَنِي
فِيــهِ قُبَيْـلَ تَلاحُـقِ الثَّغْـرِ
وَجَعَلْــتُ مِـنْ شـَغَفِي أُنَقِّلُـهُ
فِـي الْأَرْضِ بَيْـنَ تَنـائِفٍ غُبْرِ
أَدَعُ الْمَـزارِعَ وَالْحُصـُونَ بِهِ
وَأُحِلُّـهُ فِـي الْمَهْمَـهِ الْقَفْرِ
مــا زِلْـتُ أُصـعْدِهُ وَأُحْـدِرُهُ
مِـنْ قَتْـرِ مَوْمـاةٍ إِلـى قَتْرِ
هَرَبـاً بِـهِ وَالْمَـوْتُ يَطْلُبُـهُ
حَيْـثُ انْتَـوَيْتُ بِـهِ وَلا أَدْرِي
مـا كـانَ إِلَّا أَنْ هَجَعْـتُ لَـهُ
وَرَمَـى فَـأَغْفَى مَطْلَـعَ الْفَجْرِ
وَرَمَـى الْكَرَى رَأْسِي وَمالَ بِهِ
رَمْـسٌ يُسـاوِرُ مِنْـهُ كَالسـُّكْرِ
إِذْ رَاعَنِـي صـَوْتٌ هَبَبْـتُ لَـهُ
وَذُعِــرْتُ مِنْــهُ أَيَّمـا ذُعْـرِ
وَإِذا مَنِيَّتُــــهُ تُســـاوِرُهُ
قَـدْ كَدَّحَتْ فِي الْوَجْهِ وَالنَّحْرِ
وَإِذا لَــهُ عُلَــقٌ وَحَشــْرَجَةٌ
مِمَّـا يَجِيـشُ بِـهِ مِـنَ الصَّدْرِ
وَالْمَــوْتُ يَقْبِضــُهُ وَيَبْسـُطُهُ
كَـالثَّوْبِ عِنْـدَ الطَّيِّ وَالنَّشْرِ
فَــدَعا لِأَنْصــُرَهُ وَكُنْـتُ لَـهُ
مِـنْ قَبْـلِ ذَلِـكَ حاضِرَ النَّصْرِ
فَعَجِــزْتُ عَنْـهُ وَهْـيَ زاهِقَـةٌ
بَيْـنَ الْوَرِيـدِ وَمَدْفَعِ السَّحْرِ
فَمَضـَى وَأَيُّ فَـتىً فُجِعْـتُ بِـهِ
جَلَّــتْ مُصـِيبَتُهُ عَـنِ الْقَـدْرِ
لَـوْ قِيـلَ تَفْـدِيهِ بَـذَلْتُ لَهُ
مـالِي وَمـا جَمَّعْـتُ مِـنْ وَفْرِ
أَوْ كُنْـتُ مُقْتَـدِراً عَلَى عُمُرِي
آثَرْتُـهُ بِالشـَّطْرِ مِـنْ عُمْـرِي
قَـدْ كُنْـتُ ذا فَقْـرٍ لَهُ فَعَدا
وَرَمَـى عَلَـيَّ وَقَـدْ رَأَى فَقْرِي
لَـوْ شـاءَ رَبِّـي كـانَ مَتَّعَنِي
بِــابْنِي وَشـَدَّ بِـأَزْرِه أَزْرِي
بُنِيَـتْ عَلَيْـكَ بُنَـيَّ أَحْوَجَ مَا
كُنَّـا إِلَيْـكَ صـَفائِحُ الصـَّخْرِ
لا يُبْعِـدَنْكَ اللَّـهُ يـا عُمُرِي
أَمَّــا مَضـَيْتَ فَنَحْـنُ بِـالْإِثْرِ
هَــذِي سـَبِيلُ النَّـاسِ كُلِّهِـمُ
لا بُــدَّ سـالِكُها عَلَـى سـَفْرِ
أَوَ لا تَراهُــمْ فِـي دِيـارِهِمُ
يَتَواقَعُـونَ وَهُـمْ عَلَـى ذُعْـرِ
وَالْمَـوْتُ يُـورِدُهُمْ مَـوارِدَهُمْ
قَسـْراً فَقَـدْ ذَلُّـوا عَلَى قَسْرِ
أُمُّ عَمْرٍو، شاعِرَةٌ جاهِلِيَّةٌ لا يُعْرَفُ إِلَّا أنَّها رَثَتْ ابْنَها عَمْرًا الَّذِي تُوُفِيَّ فِي سَفَرِها، فَبَكَتْهُ بِقَصِيدَةٍ مِنْ اثنينِ وَثلاثِينَ بَيْتاً أَنْشَدَها المُفَضَّلُ الضَّبِيّ.