
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لسـائل الـدمع عـن بغـداد أخبار
فمـا وقوفـك والأحبـاب قـد ساروا
يـا زائرين إلى الزوراء لا تفدوا
فمـا بـذاك الحمـى والـدار ديار
تاج الخلافة والربع الذي شرفت به
المعـــالم قــد عفــاه إقفــار
أضـحى لعطـف البلـى في ربعه أثر
وللــدموع علــى الآثــار آثــار
يـا نـار قلـبي من نار لحرب وغى
شـبت عليـه ووافـي الربـع إعصار
علا الصـليب علـى أعلـى منابرهـا
وقــام بـالأمر مـن يحـويه زنـار
وكـم حريـم سـبته الـترك غاصـبة
وكـان مـن دون ذاك السـتر أستار
وكـم بـدور علـى البدرية انخسفت
ولــم يعــد لبـدور منـه إبـدار
وكــم ذخـائر أضـحت وهـي شـائعة
مــن النهـاب وقـد حـازته كفـار
وكــم حـدود أقيمـت مـن سـيوفهم
علــى الرقـاب وحطـت فيـه أوزار
نــاديت والســبي مهتـوك يجرهـم
إلـى السـفاح مـن الأعـداء دعـار
وهـم يسـاقون للمـوت الذي شهدوا
النـار يـا رب مـن هذا ولا العار
يــا للرجــال بأحــداث تحـدثنا
بمــا غـدا فيـه إعـذار وإنـذار
مـن بعـد أسـر بنـي العباس كلهم
فلا أنــار لــوجه الصـبح إسـفار
مـا راق لـي قـط شـيء بعد بينهم
إلا أحـــاديث أرويهـــا وآثــار
لم يبق للدين والدنيا وقد ذهبوا
سـوق لمجـد وقد بانوا وقد باروا
إن القيامـة فـي بغـداد قد وجدت
وحــدها حيــن للإقبــال إدبــار
آل النـبي وأهـل العلم قد سبيوا
فمـن تـرى بعـدهم تحـويه أمصـار
مـا كنـت آمل أن أبقى وقد ذهبوا
لكـن أبـى دون مـا أختـار أقدار
إليـكَ يـا ربنا الشكوَى فأنتَ ترَى
مـا حـل بالـدينِ والبـاغونَ فُجارُ
بهاء الدين إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله التنوخي الشافعي.شاعر، ولي قضاء المعرة خمسة أعوام.