
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أحمد بن صُمادح أبو جعفر البنّي (1) وزير، من الشعراء الأدباء، من أهل قرية "بنّة" من قرى بلنسية نسبه الفتح بن خاقان إلى الإلحاد وتناقل المؤرخون عن الفتح ذلك، والمعروف أنه لا عبرة بالتهمة إذا كان مصدرها الفتح بن خاقان، لأنه كان يكتب حسب ما يأخذ من الجوائز والصلات، وكان أبو جعفر قد ترك بلنسية إلى ميورقة فانخرط في خدمة صاحبها ناصر الدولة، وترقى في المناصب حتى بلغ الوزارة، ثم غضب عليه ناصر الدولة لأسباب لا تعرف على وجه الدقة فنفاه من ميورقة ثم عاد إليها بشفاعة الرئيس أبي عبد الرحمن (1). وقد نسب إليه المراكشي في "المعجب" القطعة:أهـل الريـاء لبسـتمو ناموسـكم كالـذئب أدلج في الظلام العاتمفملكتمـو الـدنيا بمـذهب مالـك وقسـمتمو الأمـوال بابن القاسموركبتمــو شـهب الـدواب بأشـهب وبأصـبغ صـبغت لكـم في العالموفي المؤرخين من نسبها إلى ابن سارة (ت 517هـ) وفيهم من نسبها إلى خصمه ابن الأبيض الإشبيلي (ت 520 هـ) والقصيدة اشبه بشعر أبي جعفر البني وهي أخت قصيدته (قل للإمام سنا الأئمة مالك)وذهب المقري في "نفح الطيب" إلى أن أبا جعفر احمد بن عبد الولي البلنسي غير أبي جعفر البني قال معلقا على القطعة:غصبت الثريّا في البعاد مكانها وأودعـت فـي عينـيّ صادق نوئهاوفـي كـلّ حـالٍ لـم تزالي بخيلةً فكيـف أعـرت الشـمس حلّة ضوئهاقال ابن الأبار: أنشد مؤلف "قلائد العقيان" هذين البيتين لأبي جعفر البني اليعمري، وأحدهما غالط من قبل اشتباه نسبهما، والتفرقةُ بينهما مستوفاة في تأليفي المسمى "هداية المعتسف في المؤتلف والمختلف" انتهى. وأبو حعفر ابن عبد الولي المذكور أحرقه القنبيطور - لعنه الله تعالى - حين تغلبه بالروم على بلنسية. قال ابن الأبار: وذلك في سنة ثمانٍ وثمانين وأربعمائة، وقيل: إن إحراقه كان سنة تسعين وأربعمائة، انتهى.وجدير بالذكر هنا ان الحافظ ابن حجر قال في كتابه تبصير المنتبه" كلاما مختلفا في مادة البني ونصه (وبكسر أوله: أبو جعفر بن البِنِّي اليعمري ذكره الفتح في القلائد، وأنشد له شعراً؛ وضبطهابنُ عبد الملك في التكملة وأشار إلى أنه يلتبس بأبي جعفر البَتي - بفتح ثم مثناة)ويذكر ابن خلكان في ترجمة صاحب المغرب يوسف بن عبد المؤمن اختلاف المؤرخين في اسم أبيه فيقول معلقا على قطعة تنسب إلى ابن مردنيش اولها:وحقهـــــا إنهـــــا جفــــون تســـل مــن لحظهــا المنــون(ثم وجدت هذه الأبيات في كتاب - الملح - لابن القطاع وقد نسبها إلى أبي جعفر أحمد بن صمادح البني، والله أعلم. وقال البياسي في - حماسته -: هو أبو جعفر أحمد بن الحسين بن خلف بن البني اليعمري الأبدي، والله أعلم، إلا أنه لم يذكر هذه الأبيات) انظر بقية كلام ابن خلكان في صفحة القطعة حيث يورد قطعا أخرى لا خلاف في كونها من شعر صاحبنا أبي جعفر البني.وذكره مرة ثانية في ترجمة البياسي صاحب الحماسة لما نقل مختارات من الحماسة البياسية قال:وقال أحمد بن الحسين بن خلف المعروف بابن البني اليعمري وكان قد أخرجه صاحب ميورقة،وسير في البحر، فساروا يومهم، فهبت عليهم الريح فردتهم فقال:أحبتنا الأولى عتبوا علينا= فأقصونا وقد أزف الوداعإلى آخر القطعة:وذكره ياقوت في "معجم البلدان" في مادة بنة قال:(وبِنْةُ أيضاً حصن بالأندلس من أعمال الفَرَج عمره محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ينسب إليه أبو جعفر البِنيالقائل في صفة قنديل:وقِنْــديل كــأن الضــَوءَ فيــه محاســن مَــن أحـب وقـد تَجلـىأشـار إلـى الـدجى بلِسَانِ أفْعى فشـــمرَ ذَيلَــه خوفــاً وولــىاكتفى ابن سعيد في "المغرب" بترجمته فيما سماه "كتاب المِنًّه، في حلى بِنَّه" وذكر ان الحجاري ترجم له "المسهب" فقال: من سوابق حَلْبَة عصره، وغُرَر دهره، خَلَع عِذاره في الصِّبا، وهَبَّ مع غرامه جَنُوباً وصَباً.قال ابن سعيد: وذكره الفتح في المطمح ثم ذكره في ضمن القلائد وقال: وهو مطبوع النظم نبيله، واضحُ نهجه في الإجادة وسبيله، يضرب في علم الطب بنصيب، وسهم يخطئ أكثر مما يصيب، وكان أليف غلمان، وحليف كفر لا إيمان، ما نطق متشرِّعاً، ولا نظر متورِّعاً، ولا اعتقد حَشْراً ولا صَدَّق بَعْثاً ولا نِشْراً، وربما تنسَّك مجوناً وفتْكاً، وتمسَّك باسم التُّقى وهو يهتكه هتكاً، لا يبالي كيف ذهب، ولا بما تَمَذْهب، وكانت له أهاجٍ جَرَعَ بها صَاباً، وادّرع منها أوصاباً.ونقل المقري كلام الفتح بن خاقان في "مطمح الأنفس" (ومن أغراضه قوله في المطمح في حق الأديب أبي جعفر ابن البني: رافع رايات القريض، وصاحب آيات التصريح والتعريض، أقام شرائعه، وأظهر بدائعه، إذا نظم أزرى بالعقود، وأتى بأحسن من رقم البرود، ...إلى أن قال:وكنت بميورقة وقد حلها متسماً بالعبادة، وهو أسرى إلى الفجور من خيال أبي عبادة، وقد لبس أسمالاً، ولبس منه أقوالاً وأفعالاً، سجوده هجود، ولإقراره بالله جحود، وكانت له رابطة لم يكن للوازمها مرتبطاً، ولا بسكناها مغتبطاً، سماها بالعقيق وسمى فتى كان يتعشقه بالحِمى، وكان لا يتصرف إلا في صفاته، ولا يقف إلا بعرفاته، ولا يؤرقه إلا جواه، ولا يشوقه إلا هواه، فإذا بأحد دعاة حبيبه، ورواة تشبيبه، قال له: كنت البارحة بحماه، وذكر لي خبراً ورى به عني وعماه، فقال:تنفـــس بــالحمى مطلــول أرض فــأودع نشــره نشــراً شـمالافصــبحت العيــون إلــي كسـلى تجــرر فيــه أردانــاً خضـالاأقـول وقـد شـممت الـترب مسـكاً بنفحتهـــا يمينــاً أوشــمالانســيم جـاء يبعـث منـك طيبـاً ويشـــكو مــن محبتــك اعتلالاولما تقرر عند ناصر الدولة من أمره ما تقرر، وتردد على سمعه انتهاكه وتكرر، أخرجه من بلده ونفاه، وطمس رسم فسقه وعفاه، فأقلع إلى المشرق وهو جار، فلما صار منميورقة على ثلاثة مجار، نشأت له ريح صرفته عن وجهته، إلى فقد مهجته، فلما لحق بميورقة أراد ناصر الدولة إماحته، وأخذ ثأر الدين منه وإراحته، ثم آثر صفحه، وأخمدذلك الجمر ولفحه، وأقام أياماً ريحاً علها تزجيه، ويستهديها لتخلصه وتنجيه، وفي أثناء بلوته، لم يتجاسر أحد على إتيانه من إخوته، فقال يخاطبهم:أحبتنــا الألـى عتبـوا علينـا فأقصــرنا وقــد أزف الــوداعإلى آخر ما حكاه الفتح.وترجم له العماد في الخريدة قال:أبو جعفر عبد الولي البني الكاتب معروف من أهل الفضل، ولم يقع إليّ أيضاً شيء من شعره، لكنني قرأتُ في ديوان أبي الصّلت أمية الأندلسي، أنه كتب الى عبد الولي البنّي مجاوباً عن قصيدة خاطبه بها، ومنجملة أبيات أبي الصّلت فيه يصفه بكثرة الأسفار:مجـــدُك عُلـــويّ يـــا جعفــرُ والشـُهبُ لا تعـرِفُ سـُكنى القرارْأنِســْتَ بــالبيْن وطــولِ السـّرى فالنّـــاسُ أهلُـــوك والأرضُ دارْإنْ سـِرْت كنـتَ الشّمسَ أو لم تسِرْ فــأنتَ كــالقُطبِ عليـه المَـدارْثم طالعت كتاب الجِنان لابن الزبير، وذكر أنّه خليعُ العِذار، قليل المحاشمة في اللهو والاعتذار، لا يبالي أيّ مذهب ذهب، ولا يفكّر فيمن عذر أو عتب، وله أهاجٍ أرغمت المعاطس، وبدائع أخّرت المُنافس، وأخذت المنافِس. (ثم اورد العماد أربع قطع له اشتملت على عشرة ابيات فقط)(1) وللرئيس الأجل ابي عبد الرحمن محمد بن طاهر وهو من كبار كتاب الإنشاء في الأندلس (ت 507هـ) رسالة توصية منه بأبي جعفر إلى صاحب ميورقة ناصر الدولة، أوردها الفتح بن خاقان في القلائد في ترجمة محمد بن طاهر قال: (وله إلى صاحب ميورقة ناصر الدولة:أطال الله بقاء الأمير منيفا حرمه، رفيعا علمه، إن الذي بينته الدنيا من مناقبك العليا فتجلت منه أقاصيها، وتكللت به نواصيها، لجاذب نحوك أحرارها، وجالب إلى ظلكأعيانها، وأخيارها، بقلوب تملكها هواها، وحركها نهاها، وهذا الوزير الكاتب أبو جعفر ابن البني عبدك الآمل صممت به إلى ذراك همم عوال، كأنها للرماح عوال يحملها السفينوالعزم النافذ المكين، وريح جد ما تلين، إلى حلي من البيان يتقلدها، يكاد السحر يحسدها، وخلائق محمودة كأنها الخلوق، تنفح مسكا وتشوق، وإن للوشي ماخطه، وربماأزرى به أو حطه، والخبر يغنيه عن الخبر، ويعلمه بالعين لا بالأثر لازلت كلفا بالإحسان، منصفا من الزمان، إن شاء الله تعالى)وأبو عبد الرحمن هذا ترجم له الفتح بن خاقان في "القلائد" ترجمة مطولة اشتملت على مجموعة كبيرة من رسائله. وأول ترجمته:(الرئيس الأجل أبو عبد الرحمن محمد بن طاهر رحمه الله تعالى: به بدئ البيان وختم، ولديه ثبت الإحسان وارتسم، وعنه افتر الزمان وابتسم، واستقر الملك لديه، استقرار الطرس في يديه، واختال التاج بمفرقه، اختيال اليراع في مهرقه، وتمنى المسك أن يستمده، كما رجا القطر أن يمده، إن جد رأيت الطود وقارا، وأن هزل خلته يعاطيك عقارا، إلا ان نكباته تتابعت ولاء، وأعقبت الانتهاب جلاء، فخلع عن سلطانه وما سوغ المقام في أوطانه، .... فبقي في قبضة ابن عمار محبوساً، ولقي من دهره المبتسم عبوساً، ...إلى أن سعى له الوزير الأجل أبو بكر بن عبد العزيز، فتسنى انطلاقه، وانفرجت أغلاقه، (إلى أن قال: وشهدت وفاته سنة سبع وخمسمائة وقد نيف على التسعين، وجف ماء عمره المعين، المعين، وحين قضى دخل عليه الوزير أبو العلاء ابن ازرق شبيهه في التعمير، وحليفه منذ خلع عن تدمير، وهو يبكي ملء عينيه، ويقلب على ما فاته:كــان الــذي خفــت أن يكونـا إنّــا إلــى اللــه راجعونــافوضع على أعواده، وودع من القلب بسويدائه ومن العين بسواده، وصلي عليه ببلنسية، ودفن بمرسية، فانقرض الكلام بانقراضه، وبكت البلاغة على أغراضه، وقد اثبت من نثره ما ترده عذباً نميراً، وتروده روضاً نضيراً، (ثم أورد منتخبا من رسائله). ثم حكى نكبته وما جرى عليه من المحن قال: ولم تزل الشعراء تسليه عن نكبته، وتمنيه بالعودة إلى رتبته، بأفصح مقال: وأملح انتقال: فمن ذلكقول الوزير أبي جعفر البني:أترضـى عـن الـدنيا فقد تتشوق لعمـر المعـالي أنهـا بك تكلفانظر القصيدة في ديوانه.(1) كذا سماه ابن القطاع ، وهو في المغرب لابن سعيد (أحمد بن عبد الولي) وفي الحماسة البياسية (أحمد بن الحسين بن خلف بن البني اليعمري الأبدي) وسماه المراكشي في"المعجب في تلخيص أخبار المغرب" أحمد بن محمد، وذكر أنه من أهل مدينة جيان ! وذكره ابن ظافر (ت 613هـ) في "بدائع البدائه" في قصة من طرائف الدهر، وكناه (ابا العباس) انظرها في القطعة التي رواها ياقوت: (وقنديل كأن الضوء فيه)وذكره الزبيدي في تاج العروس في مادة (بتت) قال: (وَبتَّة، بالهاءِ: بِبَلَنْسِيَةَ، بفتح المُوَحَّدة واللاّم وسكون النُّون، وهي من مُدُن الغَرْب، مِنها أبو جَعْفَرٍ أحمدُ بن عبد الوَلِيِّ بن أحمد بن عبد الوليِّ، الكاتبُ الشّاعرُ الأديبُ، ومن شعره:غَصَبْت الثُّرَيّا في اليِعادِ مَكانَها=وأَوْدَعْت في عَيْنَيَّ صادِقَ نَوْئِهاوفي كُلِّ حالٍ لم تُضِئْ لي بحيلَةٍ=فكيف أَعرْت الشَّمْسَ حُلَّةَ ضَوْئِهاأحرقه النّسطور بها سنة ثَمان وثمانينَ وأربعمائة.ورجحت رواية ابن القطاع لأنه من اهل بلده ميورقة.
إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق. شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه. شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.
إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الجعواري الأندلسي. شاعر غَزِل، من الكتاب البلغاء، غلب على شعره وصف الرياض ومناظر الطبيعة. وهو من أهل جزيرة شقر من أعمال بلنسية في شرقي الأندلس. لم يتعرض لاستماحة ملوك الطوائف مع تهافتهم على الأدب وأهله. قال الحجاري في كتابه (المسهب): (هو اليوم شاعر هذه الجزيرة، لا أعرف فيها شرقاً ولا غرباً نظيره)
إبراهيم بن سهل الإشبيلي أبو إسحاق.شاعر غزل، من الكتّاب، كان يهودياً وأسلم فتلقّى الأدب وقال الشعر فأجاده، أصله من إشبيلية، وسكن سبتة بالمغرب الأقصى. وكان مع ابن خلاص والي سبتة في زورق فانقلب بهما فغرقا.
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).
محمد بن سعيد بن أحمد بن شرف الجذامي القيرواني، أبو عبد الله: كاتب مترسل، وشاعر أديب.ولد في القيروان، واتصل بالمعز بن باديس أمير إفريقية، فألحقه بديوان حاشيته، ثم جعله في ندمائه وخاصته، واستمر إلى أن زحف عرب الصعيد واستولوا على معظم القطر التونسي (سنة 449 هـ) فارتحل المعز إلى المهدية ومعه ابن شرف.ثم رحل ابن شرف إلى صقلية، ومنها إلى الأندلس، فمات بإشبيلية.من كتبه (أبكار الأفكار) مختارات جمعها من شعره ونثره، و (مقامات) عارض بها البديع، نشرها السيد حسن حسني عبد الوهاب، في مجلة المقتبس، باسم (رسائل الانتقاد) ثم نشرت في رسالة منفردة باسم (أعلام الكلام) وهذا من كتبه المفقودة، ولو سميت (رسالة الانتقاد) لكان أصح، لقول ياقوت في أسماء تصانيفه: (ورسالة الانتقاد، وهي على طرز مقامة) أما الذي سماها (مقامات) فهو ابن بسام، في الذخيرة، وقد أورد جملا منها تتفق مع المطبوعة. ولابن شرف (ديوان شعر) وكتب أخرى.وللراجكوتي الميمني: (النتف من شعر ابن رشيق وزميله ابن شرف - ط) عن الأعلام للزركلي.تنبيه:وهو والد الشاعر أبي الفضل جعفر بن محمد بن شرف، وليس لأبي الفضل (ت 534هـ) ديوان في موسوعتنا وقد اختلط ديوانه بديوان أبيه اختلاطا أفسد ديوان أبيه وسوف أعمل لاحقا إن شاء الله تعالى على تصحيح هذا الخطأ الشنيع، وقد حل اسم الابن مكان اسم الأب في صفحة الشاعر في كل نشرات الموسوعة السابقة، وأما تاريخ المولد والوفاة فصحيحان، تاريخ مولد ووفاة الوالد. قال ابن بسام في ترجمة الولد:(الأديب أبو الفضل جعفر بن محمد بن شرفذو مرة لا تناقض، وعارضة لا تعارض، وطرأ أبوه على جزيرة الأندلس من بلدة القيروان، حسبما نشرحه إن شاء الله في ما يأتي من هذا الديوان؛ وأبو الفضل هذا يومئذ لم يصبّ قطرُه، ولا خرج من الكمامة زهرُه، ومن المرية درج وطار، وباسم صاحبها أنجد ذكره وغار، وهو اليوم بها قد طلق الشعر ثلاثا، ونقض غزله بعد قوة انكاثا، وارتسم في حذاق الأطباء، واشتمل بما بقي له هناك من الجاه والثراء، ولم أظفر من شعره، إلا بما يكاد يفي بقدره، وقد أثبته على نزره، لئلا يخل بكتابي إهمال ذكره).وانظر التعليق في هذا الديوان على القصيدة التي أولها (مطل الليل بوعد الفلق) وهي من شعر أبي الفضل
عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد.شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه.وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره.له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي)، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.
وقال في مكان آخر من الذخيرة أثناء حديثه عن انقلاب المستظهر أبي المطرف الناصري على الخلافة: (وكان رفع مقادير مشيخة الوزراء من بقايا مواليه بني مروان، منهم أحمد بن برد وجماعة من الأغمار، كانوا عصابةً يحل بها الفتاء، ويذهب بها العجب، قدمهم على سائر رجاله، فأحقد بهم أهل السياسة، فانقضت دولته سريعاً، منهم أبو عامر بن شهيد فتى الطوائف، كان بقرطبة في رقته وبراعته وظرفه خليعها المنهمك في بطالته، وأعجب الناس تفاوتاً ما بين قوله وفعله، وأحطهم في هوى نفسه، وأهتكهم لعرضه، وأجرأهم على خالقه. ومنهم أبو محمد بن حزم، وعبد الوهاب ابن عمه، وكلاهما من أكمل فتيان الزمان فهماً ومعرفةً ونفاذاً في العلوم الرفيعة).وفي (بغية الملتمس): وتوفي ضحى يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى سنة 426 بقرطبة ولم يعقب وانقرض عقب الوزير بموته، وكان له من علم الطب نصيب وافر. (عن الأعلام للزركلي والذخيرة لابن بسام وبغية الملتمس لابن عميرة)
الأمير يوسف (ثقة الدولة) أبو جعفر ابن تأييد الدولة عبد الله الكلبي أحد ملوك صقلية. ترجم له ابن القطاع في "الدرة الخطيرة" (1) قال:كتب إليه بعض الكتاب:أنـت مـولى الندى ومولاي لكن رب مـولى يجـور فـي الأحكـامقد وعدت الإنعام فامنن بإنجا زك مـا قـد وعـدت مـن إنعـامفكتب إليه:حــاش اللـه أن أقصـر فيمـا يبتغيــه الـولي مـن إنعـاميأنــا مـوفٍ بمـا وعـدت ولكـن شـــغلتني حـــوادث الأيــامولثقة الدولة ذكر في صفحة القصيدة الثانية من ديوان ابن الطوبي الصقلي قال ابن القطاع: وسأله الأمير ثقة الدولة، وقد حل وسط أرض ناضرة أن يصنع فيها، فقال بديها:روضٌ يحـار الطـرف فـي زهراته ويهيـج المشـتاق مـن زهراتهإلى آخر القطعة.(1) وهو كتاب ضائع جمعه من المصادر وأعاد بناءه وحققه الأستاذ بشير البكوش