
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أحمد بن إبراهيم الضبي أبو العباس الملقب بالكافي الأوحد، الوزير بعد الصاحب أبي القاسم بن عباد، لفخر الدولة أبي الحسن علي ابن ركن الدولة بن بويه، مات في صفر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ببروجرد، من أعمال بدر بن حسنويه، على ما نذكره، ذكره الثعالبي فقال: هو جذوة من نار الصاحب أبي القاسم، ونهر من بحره، وخليفته النائب منابه في حياته، القائم مقامه بعد وفاته، وكان الصاحب استصحبه منذ الصبا، واجتمع فيه الرأي والهوى، فاصطنعه لنفسه، وأدبه بآدابه، وقدمه بفضل الاختصاص على سائر صنائعه وندمائه، وخرج منه صدراً يملأ الصدور كمالاً، ويجري في طريقه ترسماً وترسلاً، وفي ذرا المعالي توقلاً، وتحقققول أبي محمد الخازنفيه من قصيدة:تزهى بأترابها كما زهيت ضبة بالماجد ابن ماجدهاسمائها شمسها غمامتها هلالها بدرها عطاردهايروى كتاب الفخار أجمع عن كافي كفاة الورى وواحدها (1)وقد كانت بلاغة العصر بعد الصاحب والصابئ بقيت متماسكة بأبي العباس، فأشرفت على التهافت بموته، وكادت تشيب بعده لمم الأقلام، وتجف غدر محاسن الكلام، لولا أن الله سد ببقاء الأمير أبي الفضل عبيد الله بن أحمد ثلم الآداب والكتابة، ثم وصفه بكلام كثير.قال:قال هلال: في عصر الجمعة لست بقين من صفر سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، توفي الصاحب كافي الكفاة أبو القاسم إسماعيل بن عباد بالري، ودفن من غد في داره، ونظر في الأمور بعده أبو العباس أحمد بن إبراهيم الضبي، المتلقب بالكافي الأوحد، ومنزلة الصاحب، وعلو قدره، وما شاع من ذكره، يغني عن الإطالة، في وصف أمره.فحدثني القاضي أبو العباس أحمد بن محمد البارودي قال: اعتل الصاحب أبو القاسم، فكان أمراء الديلم، ووجوه الحواشي، وأكابر الناس يغادون بابه ويراوحون، ويخدمونه بالدعاء، وتقبيل الأرض وينصرفون، وجاءه فخر الدولة عدة دفعات، فيقال إن الصاحب قال له وهو على يأس من نفسه: قد خدمتك أيها الأمير الخدمة التي استفرغت فيها الوسع، وسرت في دولتك وأيامك السيرة التي حصلت لك حسن الذكر بها، فإن أديت الأمور بعدي على رسومها علم أن ذلك منك، ونسب الجميل فيه إليك، واستمرت الأحدوثة الطيبة لك، ونسيت أنا في أثناء ما يثنى به عليك، وإن غيرت ذلك وعدلت عنه وسمعت أقوال من يحملك على خلافه، وتسلك به في طريقه، كنت المذكور بما تقدم والمشكور عليه،وقدح في دولتك ما يشيع أنفاً عنك، فقال له في جواب ذلك ما أراه به قبول رأيه. فلما كان وقد غروب الشمس من ليلة الجمعة المذكورة قضى نحبه.وكان أبو محمد خازن الكتب ملازماً داره على سبيل الخدمة له، وهو عين لفخر الدولة في مراعاة الدار وما فيها، فأنفذ في الحال وعرفه الخبر، فأنفذ فخر الدولة خواصه وثقاته حتى أحاطوا على الدار والخزائن، ووجد له كيس فيه رقاع أقوام بمائة ألف وخمسين ألف دينار مودعة عندهم، فاستدعاهم وطالبهم بذلك، فأحضروه، وكان فيه ما هو بختم مؤيد الدولة، ورجمت الظنون فيه، فقيل: إنه أخذه من خيانة، وقيل إنه أودعه مؤيد الدولة عن وصية منه إليه، ونقل ما كان في الدار والخزائن إلى دار فخر الدولة، وجهز الصاحب وأخرج تابوته وسط الناس، وقد جلس أبو العباس الضبي لعزائه، فلما بدا على أيدي الحاملين له قامت الجماعة إعظاماً له وقبلوا الأرض، ثم وقفت الصلاة عليه، وعلق بالسلاسل في بيت كبير إلى أن نقل إلى تربته بإصبهان.وكان القاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد، قد قال: لا أرى الرحمة عليه، لأنه مات عن غير توبة هرت منه، فطعن عليه بذلك، ونسب إلى قلة الرعاية فيه،وقبض فخر الدولة على القاضي عبد الجبار وأصحابه، وقرر أمرهم على ثلاثة آلاف ألف درهم، فأدوا ذلك ورقاً وعيناً وقيمة عقار سلموه، وباع في جملة ما باع ألف طيلسان محشي، وألف ثوب مصري، وقلد القضاء بعده علي بن عبد العزيز، وطالب أبا العباس الضبي أن يحصل من الأعمال والمتصرفين فيها ثلاثين ألف ألف درهم، وقال له: إن الصاحب أضاع الأموال، وأهمل الحقوق، وينبغي أن يستدرك ما فات، ويتبع ما مضى، فامتنع من ذاك مع تردد القول فيه.وكتب أبو علي الحسن بن أحمد بن حمولة وكان من أعلام الكتاب المتقدمين، الذين استخصهم الصاحب وأقر لهم بالفضل، وقد قاد الجيوش الكثيرة فهزمهم، فقامت له الهيبة التامة في قلوب العساكر، والملوك المجاورين، وكان عند موت الصاحب بجرجان، مقيماً مع الجيوش لمدافعة قابوس بن وشمكير، وجيوش خراسان، فكتب يخطب الوزارة ويضمن ثمانية آلاف ألف درهم عنها، فأجيب بالحضور، فلما قرب، قال فخر الدولة لأبي العباس الضبي: قد ورد أبو علي وعزمت على الخروج من غد لتلقيه، وأمرت الجماعة من قوادي وأصحابي بالنزول له، ولا بد من خروجك وفعلك مثل ذلك، فثقل هذا القول على أبي العباس، وقال له خواصه وأصحابه: هذا ثمرة امتناعك عليه، وتقاعدك عما دعاك له، وسيكون لهذه الحال ما بعدها، فراسل فخر الدولة وبذل له ستة آلاف ألف درهم على إقراره على الوزارة، وإعفائه من تلقي أبي علي، وخرج فخر الدولة وتلقاه، ولم يخرج أبو العباس. ورأى فخر الدولة أن من الصلاح لأمره الإشراك بينهما في وزارته، فسامح أبا علي بألفي ألف درهم من جملة الثمانية التي بذلها، وسامح أبا العباس بألفي ألف درهم من جملة الستة التي ذكرناها، وقرر عليهما عشرة آلاف ألف درهم، وجمع بينهما في النظر، وخلع عليهما خلعتين متساويتين، ورتب أمرهما على أن يجلسا في دست واحد، ويكون التوقيع لهذا في يوم، والعلامة للآخر، ويجعل الكتب باسمهما، فقدم هذا على عنواناتهما يوماً، ووقع التراضي بذلك، وجرت الحال عليه، ونظرا في الأعمال، وتحصيل الأموال، وقبضا على أصحاب الصاحب أبي القاسم ومن لحقته المسامحة في أيامه، وقررا عليهم المصادرات.وذكر القاضي أبو العباس عن أبي العلاء بن المقرن أنه حدثه أنهما استخرجا من إصبهان وحدها جملة وافرة، وجرت حال غيرها من النواحي إلى مصادرة أهلها على مثل هذه الصورة، وأنفذا أبا بكر بن رافع إلى إستراباذ ونواحيها لاستيفاء ما يستوفيه من المعاملين والتناء فيها، فقيل: إنه جمع الوجوه، وأرباب الأحوال، وأخر الإذن لهم حتى تعالى النهار، واشتد الحر، ثم أطعمهم طعاماً أكثر ملحه، ومنعهم الماء عليه وبعده، وقدم إليهم الدواة والكاغد وطالبهم بكتب خطوطهم بما يصححونه، ولم يزل يستام عليهم فيه وهم يتلهفون عطشاً، إلى أن ألزموا له عشرة آلاف ألف درهم، وتوقف العمال والمتصرفون عن الخروج إلى قزوين، لأن أهلها أهل امتناع وقوة، فبذل القاضي ابن شيرمردي الخروج إليها، وذكر أنه يعرف وجوه أموال فيها، وخرج وحاول مطالبة أهلها، ومعاملتهم بمثل ما عومل به غيرهم، فاجتمعوا وهجموا عليه في داره وقتلوه.واجتمع لفخر الدولة من الأموال في الخزائن والقلاع ما كثره المقللون ثم تمزق بعد وفاته، فلم تبق منه بقية في أسرع وقت، ثم مات فخر الدولة، وولي الأمر بعده ابنه مجد الدولة أبو طالب رستم، واستولت السيدة والدته على الأمر، وأجري أمر الوزيرين على حاله في أيامفخر الدولة من التشارك في تدبير المملكة، ومزقا أموال فخر الدولة، وبذراها غاية التبذير، ثم نجم قابوس، واستولى على جرجان، وضم جيوش خراسان، فدعت الضرورة إلى تجهيز جيش إليه، وأن يخرج معه أحد الوزيرين، فتقارعا على من يخرج منهما، فوقعت القرعة على الجليل أبي علي الحسن بن أحمد بن حمولة، فخرج ومعه العساكر الجمة، ووقعت بينه وبين قابوس وقائع استنفدت الأموال التي صحبته، واحتاج إلى الإمداد من الري، فتقاعد به أبو العباس الضبي، فرجع إلى الري مفلولاً، وأقاما على أمرهما من الاشتراك مدة، ثم سعت بينهما السعاة وقالوا: فساد الأمر إنما هو من اشتراكهما، واختلاف آرائهما، والرأي أن يعزل أحدهما ويبقى الآخر، وكان ابن حمولة شديد الثقة بنفسه، معتقداً أن العساكر لا تختار غيره، ولا تريد سواه، فكان متغافلاً حتى دبر أبو العباس الضبي عليه، وقبض عليه بأمر السيدة، وحمله إلى قلعة استوناوند، ثم أنفذ إليه من قتله.واستبد أبو العباس بالأمر، وجرت له خطوب، وعجز في آخرها ...وأما سبب هربه إلى بروجرد، فإن أم مجد الدولة اتهمته أن سم ابن أخيها، وطلبت منه مائتي ألف دينار، نفقة في مأتمه فلم يفعل، والتجأ إلى بروجرد، وهي من أعمال بدر بن حسنويه الكردي، ثم بدا له في الرجوع إلى الوزارة، فبذل مائتي ألف دينار ليعاد إلى وزارته لمجد الدولة، فلم يجب إلى ذلك، فلما مات احتوى ابنه أبو القاسم سعد على تركته، وكانت عظيمة، ومات بعده بشهور، فاحتوى أبو بكر محمد بن عبد العزيز بن رافع على المال، وورد تابوت أبي العباس إلى بغداد مع أحد حجابه.وكتب ابنه إلى أبي بكر الخوارزمي، شيخ أصحاب أبي حنيفة، يعرفه أنه وصى بدفنه في مشهد الحسين بن علي رضي الله عنهما، ويسأله القيام بأمره، وابتياع تربة له، فخاطب الشريف الطاهر أبا أحمد في ذلك، وسأله أن يبيعهم تربة بخمسمائة دينار، فقال: هذا رجل التجأ إلى جوار جدي، ولا آخذ لتربته ثمناً، وكتب نفسه الموضع الذي طلب منه، وأخرج التابوت إلى برانا، وخرج الطاهر أبو أحمد ومعه الأشراف والفقهاء وصلى عليه، وأصحب خمسين رجلاً من رجاله حتى أوصلوه ودفنوه هنالك.وقد مدحه مهيار بقصائد منها:أجيراننا بالغور والركب منهم أيعلم خال كيف بات المتيم؟؟إلى آخر القصيدة:ولما مات رثاه مهيار أيضاً بقصيدة منها:أبكيك لي ولمن بلين بفرقه ال أيتام بعدك والنساء أراملإلى آخر القصيدة.قال ابن كثير في حوادث سنة 393وفيها: هرب أبو العباس الضبي وزير مجد الدولة بن فخر الدولة من الري إلى بدر بن حسنويه، فأكرمه، وولى بعد ذلك وزارة مجد الدولة أبو علي الخطير.وفي الكامل لابن الأثير وفيات سنة 398:وفيها توفي أبو العباس أحمد بن إبراهيم الضبي، وزير مجد الدولة، ببروجرد، وكان سببمجيئه إليها أن أم مجد الدولة بن بويه اتهمته أنه سم أخاه فمات، فلما توفي أخوه طلبت منهمائتي دينار لتنفقها في مأتمه، فلم يعطها، فأخرجته، فقصد بروجرد، وهي من أعمال بدربن حسنويه، فبذل بعد ذلك مائتي ألف دينار ليعود إلى عمله، فلم يقبل منه، فأقام بها إلىأن توفي، وأوصى أن يدفن بمشهد الحسين، عليه السلام، فقيل للشريف أبي أحمد، والدالشريف الرضي، أن يبيعه بخمس مائة دينار موضع قبره، فقال: من يريد جوار جدي لايباع؛ وأمر أن يعمل له قبر وسير معه من أصحابه خمسين رجلاً، فدفنه بالمشهد.وتوفي بعده بيسير ابنه أبو القاسم سعد.(1) أورد الثعالبي بعد هذه القصيدة قطعة من قصيدة أخرى لأبي محمد الخازن في مدح أبي العباس أولها:نماه ضبة في أزكى مناصبه فخراً وأوطاه الشعرى وأمطاهأما أبو محمد الخازن فهو أبو محمد عبد الله بن أحمد الخازن الأصفهاني، من كبار شعراء quotيتمة الدهرquot ترجم الثعالبي له فيها ترجمة مطولة وذكره في معظم كتبه.وانظر في ديوان مسكويه الخازن قصيدته الميمية وهي في هجاء أبي العباس الضبي، وأولها:ما كان أغنى أبا العباس عن شرهٍ إلى لحوم سباع كن في الأجموفي يتيمة الدهر في ترجمة ابن الحريش الأصبهاني قصيدة من عيون الشعر في مدح أبي القاسم الضبي أولها:بنفسي وأهلي شعب وادٍ تحله ودهر مضى لم يجد إلا أقلهووفاته في معظم كتب التاريخ ومنها المنتظم لابن الجوزي في صفر من سنة 398هـ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة، له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي أبو عبد الله.أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبة الشافعية كافة. ولد في غزة بفلسطين وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين، وزار بغداد مرتين وقصد مصر سنة 199 فتوفي بها وقبره معروف في القاهرة.قال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراآت، وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منّة.كان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب ثم أقبل على الفقه والحديث وأفتى وهو ابن عشرين سنة.قال التاج السبكي في طبقاته بعدما أورد منخبا من شعر الإمام الشافعي:حدثنا أبو حاتم حدثنا حرملة سمعت الشافعي يقولولا معنى للإكثار من ذكر شعر الشافعي رضي الله عنه وهو شيء قد طبق الأرض وخلق رداء ليلها المسود ونهارها المبيض
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه.وللشعراء مراث كثيرة فيه.
عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب، أبو محمد، الكلبي.شاعر مُجيد، فيه مجون من شعراء العصر العباسي، سمي بديك الجن لأن عينيه كانتا خضراوين.أصله من (سلمية) قرب حماة ، ومولده ووفاته بحمص، في سورية، لم يفارق بلاد الشام ولم ينتجع بشعره.وقال ابن شهراشوب في كتابه (شعراء أهل البيت): افتتن بشعره الناس في العراق وهو في الشام حتى أنه أعطى أبا تمام قطعة من شعره، فقال له: يا فتى اكتسب بهذا، واستعن به على قولك منفعة في العلم والمعاش.وذكر ابن خلكان في اخباره، أن أبا نواس قصده لما مر بالشام ولامه على تخوفه من مقارعة الفحول وقال له: اخرج فلقد فتنت أهل العراق.
دعبل بن علي بن رزين الخزاعي، أبو علي.شاعر هجّاء، أصله من الكوفة، أقام ببغداد.في شعره جودة، كان صديق البحتري وصنّف كتاباً في طبقات الشعراء.قال ابن خلّكان: كان بذيء اللسان مولعاً بالهجو والحط من أقدار الناس هجا الخلفاء، الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق ومن دونهم.وطال عمره فكان يقول: لي خمسون سنة أحمل خشبتي على كتفي أدور على من يصلبني عليها فما أجد من يفعل ذلكوكان طويلاً ضخماً أطروشاً. توفي ببلدة تدعي الطيب بين واسط وخوزستان، وجمع بعض الأدباء ما تبقى من شعره في ديوان.وفي تاريخ بغداد أن اسمه عبد الرحمن وإنما لقبته دايته لدعابة كانت فيه فأرادت ذعبلا فقلبت الذال دالاً.