
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هارون بن محمد الطُّهَوي التميمي الطبري أبو الغمر: أول شاعر من شعراء العرب استخدم في شعره عبارة (فلسفتي) يقصد فلسفته في الحياة وهو قوله بعدما ذكر خلاصه من لصوص اعترضوه (الله خلّصني منهم وفلسفتي) وقد أسقط لفظة (وفلسفتي) ناشر كتاب "المعاني الكبير" مستبعدا أن يكون قالها شاعر من أهل القرن الثاني الهجري. (حسب ترجمة المرزباني له) ووردت قصيدته هذه كاملة في كتابَيْ: "الأضداد" و"المحاسن والمساوئ" ولا تزال ترجمته تفتقر للتحرير.وأما نسبته "الطهوي" فهو ما رجحته وبذلك سماه ابن المعتز في كتابه البديع، وهي عند المرزباني "الطمري" وقد انفرد المرزباني بذكر هذه النسبة، ولم أجد لها ذكرا في غير كتابه. (1) ,وهو في كتاب التحف والهدايا للخالدين (أبو الغمر الطبري) وهو الصواب، لأن أبا هلال نص في "ديوان المعاني" على أن أصله من "آمل" وهو في الكامل لابن الأثير (أبو الغمر الطبري) أيضا في وفيات سنة (230) في ترجمة عبد الله بن طاهر.ولم أقف على ذكر له في كتاب الأغاني لأبي الفرج. ولم يذكره ابن ماكولا فيمن كنيته (أبو الغمر)وهو أحد الشعراء الذين قدّر ابن النديم حجم دواوينهم في الفهرست قال: (أبو الغمر هارون بن محمد كاتب الحسن بن زيد: خمسون ورقة)وذكره سوزكين (4/ 259) تحت عنوان (شعراء وكتاب شعراء آخرون في فارس، ممن عُرف له ديوان، أو وصل إلينا من شعره أكثر من خمسين بيتا) وأحال في ترجمته إلى معجم الشعراء للمرزباني (485) وسمط اللآلي (443) وابن النديم (166) قال: (وثمة أبيات لشخص اسمه أبو الغمر في محاضرات الراغب (2/ 333 ، 345 ، 410، 445، و3/ 163، 164، 185) ولشخص اسمه أبو الغمر الرازي في الدر الفريد.وفي إعتاب الكتاب لابن الأبار: ترجمة مفردة له تثير الاشتباه والتساؤل، فقد جعله كاتب عامل أبي جعفر المنصور على المدينة المنورة، وهو ما حكاه ابن عبد البر القرطبي في "بهجة المجالس" بينما يذكر صاعد البغدادي في كتابه الفصوص أنه كاتب مؤسس الدولة العلوية في طبرستان وفيما يلي نص ما حكاه ابن الأبار قال:(كاتب الحسن بن زيد: روى أبو سليمان الخطابي في المعالم له: أن الحسن بن زيد وهو زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكان أمير المدينة من قبل أبي جعفر المنصور عتب على كاتب له، فحبسه وأخذ ماله، فكتب إليه من الحبس:أشــكو إلــى اللـه مـا لقيـت أحببـــت قومــاً بهــم شــقيتلا أشـــتم الصـــالحين جهــراً ولا تشــــيّعت مــــا بقيــــتأمســـح خفـــي ببطـــن كفـــي ولـــو علـــى جيفـــةٍ وطيــتقال: فدعا به من الحبس، فرد عليه ماله وأكرمه.قال الخطابي: والعجب من الروافض، تركوا المسح على الخفين، مع تظاهر الأخبار فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، واستفاضة علمه على ألسنة الأمة؛ قال: ثم اتخذوه شعاراً حتى إن الواحد من غلاتهم ربما تألى فقال: برئت من ولاية أمير المؤمنين ومسحت على خفي إن فعلت كذا...)والظاهر أن ابن الأبار لم يطمئن إلى اسم كاتب الحسن بن زيد فلم يسمه، واما ابن عبد البر فقال في باب الشجاعة والجبن: (ولأبى الغمر كاتب الحسن بن زيد أمير المدينة: (ثم أورد أرجوزته التي أولها: لست غداة الكر ّبالكرار)وفي مجلة الفيصل بحث مطول عنه بعنوان "أبو الغمر المدني الشاعر الجبان" بقلم عبد الله بن سليم الرشيد. اعتمد فيها ما حكاه ابن الأبار وابن عبد البر فقال ما ملخصه كان أبو الغمر المدني كاتب الحسن بن زيد العلوي أمير المدينة المنورة من عام 150هـ حتى 155هـ ويقال في اسمه "هارون بن موسى" واستمر في خدمة الحسن بن زيد بعد عزله حتى وفاته عام 168هـ )أما ما حكاه صاعد في الفصوص (ج 1 ص 196 نشرة التازي) فيخالف كل ذلك من حيث الزمان والمكان قال: وأنشدنا أبو الحسن علي بن مهدي قال أنشدنا أبو الغمر وكان على عهد الحسن بن زيد العلوي (2) صاحب طبرستان لنفسه يرثي ابنا له وكان شاعرا مفوهّاً (ثم أورد القطعة) ثم قال: (وهو الذي يقول في الحسن بن زيد يخاطب بناته في قصيدة أولها:رأت عللا تنقــض منــه الأضــالعوإنـي منهـا خيفـة المـوت جازعقال: وحدثنا عنه أنه دخل إلى الحسن بن زيد يوما في جماعة من الشعراء فأنشأ يقول:اللــه فــردٌ وابــن زيـد فـردٌ..فنزل ابن زيد عن سريره وخر على التراب ساجدا ما شاء الله، ثم رفع رأسه وقال: يا ابن اللخناء فض اللهُ فاك وأبعد مثواك ألا قلت:اللــه فــردٌ وابــنُ زيـد عبـد..والله لو علمت أنك قلته على غير مذهب الشعراء في بُعد الإغياء والتناهي في الإطراء لأحرقتُك واكتحلت بسحيق عظامك. والله لا سمعتك تنشدني أبدا، ثم أخرجه وحرمه وحرم الشعراء معه.وحدثنا علي بن مهدي انه دخل إلى أبي الحسن (3) ابن الناصر الأصمّ العلوي الذي أسلم الديلم على يده وكان أديبا شاعرا يهاجي ابن المعتز ويناقضه فأنشده قصيدة حسنة يتغزل في اولها بغلام اسمه صاف ويلغز به فيقول: (ثم اورد البيت) ثم قال:فأعجب أبا الحسن شعرُه فقرّبه ونادمه وأحسن صلته وباتا ليلتهما يتعاطيان ملح الأشعار ويتقارضان البديهة ويتذاكران أخبار الإمامية الشيعة وسخف مذهبها في اعتقاد إمامة منتظر لم يولد، وما أشبه ذلك من حمقهم حتى انفجر عمود الصبح ..إلخ.وذكره المرزباني في "معجم الشعراء" ولم يحك من أخباره شيئا، وأورد له قطعة في رثاء الحسن بن زيد وأخرى في الاعتذار عن هروبه من القتال، قال:أبو الغمر الطمري كاتب الحسن بن زيد العلوي واسمه هارون بن موسى ويقال هارون بن محمد . وهو القائل يرثي الحسن بن زيد من قصيدةوسـألت عنـه فقيـل مات لما به قلـت النـدى لا شـك مات لما بهوكأنمـا ضـن الزمـان على الورى ببقــائه أو هــابه فبـدا بـهوله يعذر من هربه عن جيش أنفذه معه الحسن للقاء بعض أعدائه:هانت علي سبال العار والعذل = فلست آنف من حيني ومن فشليوفي محاضرات الراغب أبيات مفردة وعدة قطع اكتفى الراغب بقوله في التقديم لها بقوله (قال أبو الغمر). ومنها القطعة التي نص المرزباني أنها لأبي الغمر في رثاء الحسن بن زيد (وسألت عنه فقيل مات لما به) وهذا يعني أن أبا الغمر صاحب كل القطع التي حكاها الراغب هو أبو الغمر صاحب هذا الديوان. ومنها قوله:قال أبو الغمر وقد مات له خمس بنين وحصلت له خمس بنات:مضـى خمسةٌ وجهي بهم كان مشرقاً بخمـسٍ بهـن الـوجه أسـود سافعوحكى مرتين قصة أمير كان يلي بعض كور خراسان اسمه بحر وكنيته أبو الغمر قال:ولي رجل يقال له البحر أبو الغمر بعض كور خراسان فمدحه شاعر فأعطاه درهمين فقال:تركـت لبحـرٍ درهميـن ولـك يكن ليـدفع عنـي فـاقتي درهما بحروقلـت لبحـرٍ: خـذهما واصـرفهما سريعين في نقص المروءة والفخروقال في المرة الثانية: فردهما إليه ثم قال:رددت لبحــر درهميـه ولـم يكـن ليـدفع عنـي فـاقتي درهما بحرفقلـت لبحـر: خذهما واصطرفهما وأنفقهمـا فـي غيـر حمد ولا أجرأتمنــع سـؤال العشـيرة بعـدماتسميت بحراً، واكتنيت أبا الغمروالقطعة نفسها اوردها الجاحظ في الحيوان ولم يبين من شان بحر ابي الغمر شيئا.وفي أمالي القالي من كنيته أبو الغمر الجبلي قال: وأنشدني بعض أصحابنا لأبي الغمر الجبلي (في وصف السحاب):نســجته الجنــوب وهــو صـناع فـــــترقى كــــأنه حبشــــيوقــرى كــل قريـة كـان يقـرة هــاقرىً لا يجــف منــه القـريولم يفرق سوزكين بين ابي الغمر الجبلي وبين هارون بن محمد (كما نقلت عنه آنفا)وفي الأمالي أيضا قصة لأعرابي مع رجل يكنى أبا الغمر كان بوابا لبعض الملوك.وفي الفهرست لابن النديم في قائمة الشعراء الشاميين: (الخليع الرقي ويقال حراني إلا أنه من تيك النواحي واسمه محمد بن أبي الغمر القرشي شاعر مجود يسلك في شعره التجنيس روالتطبيق قل ما خلا له بيت من ذلك وشعره غير معمول نحو ثلاثمائة ورقة وقيل إن بعض الأدباء في عصرنا عمله على الحروف واختار قطعة من شعره أبو محمد المهلبي).وهذا الخليع ترجم له الآمدي في المؤتلف فيمن يقال له الخليع من الشعراء قال: (ومنهم الخليع الشامي متأخر اسمه الغمر بن أبي الغمر قرشي فيما يقال شاعر خبيث كان بينه وبين عامر الكلبي لحاء وهجاء وهو صاحب القصيدة المشهورة التي أولها:شــتمت مواليهــا عبيـد نـزار شــيم العبيـد شـتيمة الأحـرار..)وأبو الغمر كنية الأخنس بن شهاب ممدوح يزيد بن بدر.وأبو الغمر العقيلي من أئمة اللغة، وفي كتب اللغة نقول كثيرة عنه. ينقل عنه ابن السكيت، كما ينقل عن ابي الغمر الكلابي وورد اسمه في البصائر والذخائر (ابن الغمر) لعله تصحيفوأبو غمر الكلابي ناهض بن ثومة كذا كناه صاحب كتاب "نسمة السحر" وكنيته في كتاب الأغاني "أبو العطاف" قال أبو الفرج: (هو من بادية البصرة وكان شاعرا لغويا فارسا شجاعا .. وكان إذا قدم البصرة يكتب عن شعره وتؤخذ عنه اللغة)،وأبو الغمر الهلالي: شاعر ذكره المرزباني، في قائمة شعراء حرف الغين باب الكنى.وإسماعيل بن الغمر شاعر من أصدقاء يعقوب بن إسحاق الكندي، وفي البصائر والذخائر قطعة له في ذم بخيل.وأبو الغمر الرازي شاعر أيضا أورد له أبو حيان في البصائر قطعة من ثلاثة أبيات في وصف سحاب أنقلها هنا لندرتها قال:مكفهـــر ترتـــج أعطـــافه رججــاً كمـا جـاوب المطـي المطـيوتـــولى كأنمــا فــي حشــاه جبـــل حـــان وضـــعه حــوليظــل يحكــي بجــوده جـود كفـيملــــك ســـيبه هنـــي مـــريوالغَمْر بفتح الغين: الرجل الجواد الذي يغمر الناس بمعروفه. والغُمْر بالضم الرجل الغر قال أبو حيان: وهو الذي لم تسمه الأيام بصروفها ولم يعان فيها غِيَرها.وأبو الغمر سليمان بن هشام بن عبد الملك الذي قتله السفاح وكان صديقه وقصته في الأغاني.والغمر بن يزيد بن عبد الملك من مشاهير أمراء بني أمية وفي كتاب الأغاني الكثير من أخباره.وفي رجال الحديث الغمر وابن الغمر وأبو الغمر كثيرون انظرهم في كتب رجال الحديث.(1) وفي طُهَيّة شعراء كثر، كان يجمعهم كتاب "أشعار بني طهية" ذكره الصاغاني ونقل ذلك الزبيدي في مادة (جدع)وأشهرهم: جندل بن المثنى الطُهوي ، كان معاصرا للراعي وبينهما مهاجاة،ويليه في الشهرة أبو الغول الطهوي وله كنيتان أبو الغول وأبو البلاد (أحد شياطين العرب) وهو صاحب القصيدة المشهورة في وصف غول التقاها. وفيها قوله:لقيــتُ الغــول تسـرِى فـي ظلامٍ بســـهبٍ كالعبايـــة صحصــحانِوالرائية في هجاء زوجته والتي يقول فيها:لهــا سـاعِدَا غُـولٍ ورجلا نعامـةٍ ورأسٌ كمسـْحاة اليهُـوديِّ أزعَـرَاقال الآمدي في "المؤتلف" : وهو من قوم من بني طهية يقال لهم بنو عبد شمس بن أبي سود، يكنى أبا البلاد وقيل له أبو الغول لأنه فيما زعم رأى غولاً فقتله ..إلخ) وهو غير أبي الغول النهشليويليه في الشهرة ذو الخرق الطهوي صاحب القصيدة التي يقول فيها:ولمـــا رأيـــن بنـــي عاصــم ذكـــرن الــذي كــنَّ أنســينهوذو الخرق لقبه واسمه خليفة بن حَمَلوفي القاموس مادة "خرق" ان ثلاثة لقبوا بذي الخرق، منهم خليفة بن حمل هذا ومنهم النعمان بن راشد ومنهم قُرط أو ابن قرط الطهوي شاعر قديم (وفي المؤتلف للآمدي تفصيل ذلك) وفي مجالس ثعلب: وقال ذو الخرق الطهوي واسمه قرط يصف الذئب:ألــم تعجـب لـذئب بـات يعـوى ليــؤذن صــاحباً لـه باللحـاقإلى آخر القصيدة وهي ستة أبيات.ومنهم الأسلع بن قصاف الطهوي وأبو العَرْف الطهوي، وأبو الغوث الطهوي (ت 254هـ) صاحب البحتري واسمه أسلم بن مهوز. انفرد ابن عياش الجوهري بذكر اخباره في كتابه "مقتضب الأثر"ومنهم شعبة بن قمير الطهوي (ذكره الآمدي في المؤتلف) قال: جاهلي أدرك الإسلام.ومنهم شماس بن أسود الطهوي وعمرو بن الأسود الطهوي وعقبة بن السنيع الطهوي أحد من هاجاهم جرير، وأبوه السنيع من المشهورين بالجمال، ومنهم: ضباب بن واقد الطهوي. وخلف بن جميل الطهوي وذؤيب بن زنيم الطهويوأبو ذؤيب الطهوي (إسلامي) ذكره البلاذري في أنساب الأشرف واورد له أبياتا في الرد على عتيبة بن أسيد وكان قد أغار على بني طهية وأخذ لهم زودا.وطُهَيَّة تصغير طاهية: من كبرى قبائل حنظلة من تميم كانت لها محلة بالكوفة، ومن مياههم "ماسط" ونسبتها إلى طُهَيَّة بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم. وفي النسبة إليها ثلاث وجوه بضم الطاء وسكون الهاء أو بفتحهما معا، أو بفتح الطاء وسكون الهاء. وأبوهم مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم. قال البري في الجوهرة:ومن بني مالك بن حنظلة صُدَيٌ ويربوعٌ وزيد: وهم بنو العَدويَّة. نُسبوا إلى امهم، وبها يُعرفون. وأبوهم مالك بن حنظلة وأخوتهم أبو سودِ بن مالك ، وعوف بن مالك، وخُشيش بن مالك. أمهم طُهيَّة وبها يُعرفون. ويقال لبني طهية وبني العدوية "الجمارُ". منهم: أبو البلاد الطُّهويُّ. ومن طُهية بنو شيطانٍ: بطنٌ فيهم فوارس. "قال الشاعر":فـــوارسُ لا يملُّــون المنايــا إذا دارت رَحـى الحـربِ الزَّبـونِومنهم حبتر بن ضباب بن خشرم الطهوي صاحب القصة مع ذي الرمة انظرها في "الموشح" للمرزبانيومنهم عمرو بن خالد الطهوي الذي يقال إنه قاتل سيدنا الحسين بن علي (ر) وذلك من مفتريات الشعوبية(2) وعلق التازي أن الحسن بن زيد المذكور هو من ترجم له الزركلي في (الأعلام: 2/ 191) قال:الحَسَن العَلَوي (؟ - 270هـ، ؟ - 884م)الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل الحسني العلوي: مؤسس الدولة العلوية في طبرستان. كان يسكن الريّ فحدثت فتنه بين صاحب خراسان وأهل طبرستان (سنة 250هـ) فكتب إليه هؤلاء يبايعونه، فجاءهم وزحف بهم على آمد (دياربكر) فاستولى عليها وكثر جمعه، فقصد سارية (بقرب جرجان) فملكها بعد قتال عنيف، ووجه جيشاً إلى الريّ فملكها - وذلك في أيام المستعين العباسي - ودامت إمرته مدة عشرين عاماً، كانت كلها حروباً ومعارك. أخرج في خلالها من طبرستان وعاد إلى إليها. وتوفي بها. وكان حازماً مهيباً، مرهوب الجانب، فاضل السيرة، حسن التدبير.(3) المقصود هنا أبو الحسن وليس الناصر، وكان أبو الحسن من طبقة ابن المعتزقال ابن الأثير في خاتمة ترجمة الأطروش وهي من التراجم الطوال: (وكان الأطروش زيديَّ المذهب، شاعراً مفلقاً، ظريفاً، علاّمة، إماماً في الفِقه والدين، كثير المجون حسن النادرة) ووفاته في شعبان سنة 304هـ ثم ترجم لابنه أبي الحسن وهو أشهر أبنائه إلا انه حرمه من خلافته قال: (وكان أبو الحسن شاعراً، وله مناقضات مع ابن المعتزّ، ولحق أبو الحسن بابن أبي الساج، فخرج معه يوماً متصيّداً، فسقط عن دابّته فبقي راجلاً، فمرّ به ابن أبي الساج فقال له: اركب معي على دابّتي ! فقال: أيّها الأمير لا يصلح بطلان على دابّة).قال الفخر الرازي: في تسمية أولاد الناصر: (أبو الحسن علي الشاعر الأديب، مارؤي رجل أشبه بأبيه منه، وكان أعور) وهو واخوته عناهم البحتري بقوله:بَنـو الأُطـروشِ لَـو حَضَروا لَكانواأَخَـــصَّ مَـــوَدَّةً وَأَعَـــمَّ رايــاأُنــــاسٌ لا صــــَلاتُهُمُ لِمـــاني تُقــامُ وَلا نَبِيُّهُــمُ ابـنُ بايـا
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة، له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي أبو عبد الله.أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبة الشافعية كافة. ولد في غزة بفلسطين وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين، وزار بغداد مرتين وقصد مصر سنة 199 فتوفي بها وقبره معروف في القاهرة.قال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراآت، وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منّة.كان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب ثم أقبل على الفقه والحديث وأفتى وهو ابن عشرين سنة.قال التاج السبكي في طبقاته بعدما أورد منخبا من شعر الإمام الشافعي:حدثنا أبو حاتم حدثنا حرملة سمعت الشافعي يقولولا معنى للإكثار من ذكر شعر الشافعي رضي الله عنه وهو شيء قد طبق الأرض وخلق رداء ليلها المسود ونهارها المبيض
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه.وللشعراء مراث كثيرة فيه.
عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب، أبو محمد، الكلبي.شاعر مُجيد، فيه مجون من شعراء العصر العباسي، سمي بديك الجن لأن عينيه كانتا خضراوين.أصله من (سلمية) قرب حماة ، ومولده ووفاته بحمص، في سورية، لم يفارق بلاد الشام ولم ينتجع بشعره.وقال ابن شهراشوب في كتابه (شعراء أهل البيت): افتتن بشعره الناس في العراق وهو في الشام حتى أنه أعطى أبا تمام قطعة من شعره، فقال له: يا فتى اكتسب بهذا، واستعن به على قولك منفعة في العلم والمعاش.وذكر ابن خلكان في اخباره، أن أبا نواس قصده لما مر بالشام ولامه على تخوفه من مقارعة الفحول وقال له: اخرج فلقد فتنت أهل العراق.
دعبل بن علي بن رزين الخزاعي، أبو علي.شاعر هجّاء، أصله من الكوفة، أقام ببغداد.في شعره جودة، كان صديق البحتري وصنّف كتاباً في طبقات الشعراء.قال ابن خلّكان: كان بذيء اللسان مولعاً بالهجو والحط من أقدار الناس هجا الخلفاء، الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق ومن دونهم.وطال عمره فكان يقول: لي خمسون سنة أحمل خشبتي على كتفي أدور على من يصلبني عليها فما أجد من يفعل ذلكوكان طويلاً ضخماً أطروشاً. توفي ببلدة تدعي الطيب بين واسط وخوزستان، وجمع بعض الأدباء ما تبقى من شعره في ديوان.وفي تاريخ بغداد أن اسمه عبد الرحمن وإنما لقبته دايته لدعابة كانت فيه فأرادت ذعبلا فقلبت الذال دالاً.