
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زهرون الصابي أبو إسحاق صاحب الرسائل المشهورة باسمه: أشهر كتاب الإنشاء على الإطلاق، وقد يكون الصواب في اسم أبيه (هلّيل) انظر في ذلك ما أدلى به من وثائق د. إﺣﺳﺎن ذﻧون ﻋﺑد اﻟﻠطﻳف اﻟﺛﺎﻣري (صاحب الإصدار الأخير لرسائل الصابي: أيلول 2017م) في بحث له منشور في المجلة الأردنية للتاريخ والآثار المجلد 12 ص 22 وما بعدهاقال ياقوت:(أوحد الدنيا في إنشاء الرسائل، والاشتمال على جهات الفضائل، وقد تغنت برسائله الشعراء فقال بعضهم:أصــبحت مشــتاقاً حليــف صـبابة برســائل الصــابي أبــي إسـحاقصــوب البلاغــة والحلاوة والحجـى ذوب البراعـــة ســلوة العشــاقطــوراً كمــا رق النســم وتــارة يحكـي لنـا الأطـواق فـي الأعناقلا يبلــغ البلغــاء شــأو مـبرز كتبــت بــدائعه علــى الأحـداقوقال آخر:يـا بـؤس مـن يمنـى بـدمع سـاجم يهمـى علـى حجـب الفـؤاد لا واجـملـــولا تعللـــه بكـــأس مدامــة ورســائل الصــابي وشـعر كشـاجمتولى كتابة الرسائل لعز الدولة بختيار ابن معز الدولة ابن بويه ومعظمها كانت موجهة إلى خصمه (ابن عمه) عضد الدولة ابن بويه فلما سقطت دولة بختيار وآلت بغداد إلى عضد الدولة تولى أبو إسحاق الكتابة لعضد الدولة، بعد محن جرت عليه وأعوام قضاها في سجن عضد الدولة. وهو من شعراء يتيمة الدهر، انظر في الصفحة القصيدة الأولى من شعره ما حكاه الثعالبي في ترجمته وأولها: (أوحد العراق في البلاغة ومن به تثنى الخنصر في الكتابة وتنفق الشهادات له ببلوغ الغاية من البارعة والصناعة وكان قد خنق التسعين في خدمة الخلفاء وخلافة الوزراء وتقلد الاعمال الجلائل مع ديوان الرسائل وحلب الدهر أشطره وذاق حلوه ومره ولابس خيره ومارس شره و رئس ورأس وخدم وخدم ومدحه شعراء العراق في جملة الرؤساء وسار ذكره في الآفاق ودون له من الكلام البهي النقي ما تتناثر درره وتتكاثر غرره ...) ثم قال بعدما ذكر قصة اعتقاله ثم الإفراج عنه: (ولما خلى عنه وأعيد الى عمله لم يزل يطير ويقع وينخفض ويرتفع الى أن دفع في أيام عضد الدولة الى النكبة العظمى والطامة الكبرى إذ كانت في صدره حزازة كبيرة من إنشاءات له عن الخليفة الطائع في شأن عز الدولة بختيار نقمها منه واحتقدها عليه...)وقد اختار الأمير شكيب أرسلان ما اصطفاه من رسائله وعلق عليها وحققها ونشرت هذه المختارات لأول مرة عام 2010م (منشورات دار التقديمة) بعنوان المختار من رسائل أبي إسحاق إبراهيم بن هلال بن زهرون الصابيوكان أول نبوغه في مجلس الوزير المهلبي وفيما رواه عنه ابنه المحسّن قوله:(وُصِفتُ وأنا حدث، للوزير أبي محمد المهلبي، وهو يومئذ يخاطب بالأستاذ، فاستدعى عمي أبا الحسن، ثابت بن إبراهيم، وسأله عني والتمسني منه، ووعده فيّ بكل جميل، فخاطبني عمي في ذلك، وأشار علي به، فامتنعت، لانقطاعي إلى النظر في العلوم، وكنت مع هذه الحال شديد الحاجة إلى التصرف، لقرب العهد بالنكبة من توزون، التي أتت على أموالنا، فلم يزل بي أبي، حتى حملني إليه، فلما رآني تقبلني، وأقبل علي، ورسم لي الملازمة، وبحضرته في ذلك الوقت جماعة من شيوخ الكتاب، فلما كان في بعض الأيام، وردت عليه عدة كتب من جهات مختلفة، فاستدعاني، وسلمها إلي، وذكر لي المعاني التي تتضمنها الأجوبة، وأطال القول، فمضيت، وأجبت عن جميعها، من غير أن أخل بشيء من المعاني التي ذكرها، فقرأها حتى أتى على آخرها، وتقدم إلي في الحال بإحضار دواتي، والجلوس بين يديه متقدماً على الجماعة، فلزم بعضهم منزله وجداً وغضباً، وأظهر بعضهم التعالل، فلم أزل أتلطف وأداري، وأغضي على قوارص تبلغني، حتى صارت الجماعة إخواني وأصدقائي)قال: راسلت أبا الطيب المتنبي - رحمه الله - في أن يمدحني بقصيدتين، وأعطيه خمسة آلاف درهم، ووسطت بيني وبينه رجلاً من وجوه التجار، فقال له: قل له: والله ما رأيت بالعراق من يستحق المدح غيرك، ولا أوجب علي في هذه البلاد أحد من الحق ما أوجبت، وإن أنا مدحتك، تنكر لك الوزير، يعني - أبا محمد المهلبي، - وتغير عليك، لأنني لم أمدحه، فإن كنت لا تبالي هذه الحال، فأنا أجيبك إلى ما التمست، وما أريد منك منالاً، ولا عن شعري عوضاً، قال والدي: فتنبهت على موضع الغلط، وعلمت أنه قد نصح، فلم أعاوده).وترجم له القفطي في (إخبار العلماء بأخبار الحكماء) وأعقب ترجمته بترجمة جده إبراهيم بن زهرون قال:(إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زهرون الصابي أبو إسحاق صاحب الرسائل أصل سلفه من حران ونشأ إبراهيم ببغداد وتأدب بِهَا وَكَانَ بليغاً فِي صناعتي النظم والنثر وَلَهُ يد طولى فِي علم الرياضة وخصوصاً الهندسة والهيئة ولما عزم شرف الدولة بن عضد الدولة عَلَى رصد الكواكب ببغداد واعتمد فِي ذَلِكَ عَلَى وَيجن بن رستم القوهي كَانَ فِي جملة من يحضره من العلماء بهذا الشأن إبراهيم بن هلال وكتب بخطه فِي المحضر الَّذِي كتب بصورة الرصد وإدراك موضع الشمس من نزولها فِي الأبراج وَلَهُ مصنف رأيته بخطه فِي المثلثات وَلَهُ عدة رسائل فِي أجوبة مخاطبات لأهل العلم بهذا النوع وخدم ملوك العراق من بني بُوَيه وتقدم بالرسائل والبلاغة وديوان رسائله مجموع واختلفت بِهِ الأيام مَا بَيْنَ رفع ووضع وتقديم وتأخير واعتقال وإطلاق وأشد مَا جرى عَلَيْهِ مَا عامله بِهِ عضد الدولة فإنه عند دخوله إِلَى العراق الدفعة الأولى أكرمه وقدمه وحاضره وذاكره وسامه الخروج معه إِلَى فارس فعزم عَلَى ذَلِكَ ووعده بِهِ ثُمَّ نظر فِي عاقبة الأمر وأن أحوال أهله والصابئة تفسد بغيبته فتأخر عنه ولما تقرر الصلح بينه وبين ابن عمه عز الدولة بختيار تقدم عز الدولة إِلَى الصابي بإنشاء نسخة يمين فأنشأها واستوفي فِيهَا الشروط حق الاستيفاء فلم يجد عضد الدولة مجالاً فِي نكثها وألزمته الضرورة الحلف بِهَا فلما عاد إِلَى العراق وملكها آخذه بما فعله وسجنه مدة طويلة فقال إِن أراد الخروج من سجنه فليصنف مصنفاً فِي أخبار أل بويه فصنف. الكتاب التاجي (1) فظهرت بلاغته فِي العبارة وَلَهُ إِلَيْهِ من سجنه عدة قصائد وَلَمْ يزل فِي أيام عضد الدولة ووزرائهم يتولى الإنشاء إِلَى أن توفي ببغداد فِي يوم الاثنين الثاني عشر من شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة (الموافق: 18/ 11/ 994م) ودفن في الموضع المعروف بالجنينية المجاور للشونيزية وَكَانَ مولده فِي ليلة يوم الجمعة لخمس خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشر وثلاثمائة وللشريف الرضي أبي الحسن الموسوي فِيهِ مراثي منها:أعَلمــت مـن حملـوا عَلَـى الأعـواد أرأيـت كَيْـفَ خبـا ضـياء النـاديوهي قصيدة طويلة ولما سمع المرتضى أخو الرضى وَكَانَ متقشفاً هَذَا المطلع قال نعم علمنا أنهم حملوا عَلَى الأعواد كلباً كافراً عجل بِهِ إِلَى نار جهنم. وعاتبه الناس في ذلك لكونه شريفاً ورثى صابئاً، فقال: إنما رثيت فضله. قال ابن خلكان: وجهد فيه عز الدولة أن يسلم فلم يفعل. وكان يصوم شهر رمضان مع المسلمين ويحفظ القرآن الكريم أحسن حفظ). ا.هـقلت أنا بيان: انظر هذه القصيدة في صفحة القطعة رقم 153 وفي الباحثين من يرى أنها أصدق مراثي الشريف الرضي وأهم مراثي العرب، وقدم لها الثعالبي بقوله:(وتوفي أبو إسحاق يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة من شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وكانت سنوه إحدى وتسعين سنة قمرية. فرثاه أبو الحسن بهذه القصيدة الفريدة التي أفصح بها عن بعد شأوه في الشعر. وعلو محله في كرم العهد، وقد كتبتها كلها لحسن ديباجها كثرة رونقها، وجودة ألفاظها ومعانيها، واستهلالها)وفي ديوان أبي إسحاق حسب جمع الثعالبي له باب خاص للقصائد المتبادلة بين الشريف الرضي وبين أبي إسحاق يبدأ بالقطعة رقم (151) واهمها القصيدة التي كتبها أبو إسحاق قبل موته ب 12 يوما ويظهر فيها الحب الكبير الذي كان يجمع بين الرجلين، وأولها:أبـا كـل شـيء قيـل فـي وصفه حسن إلى ذاك ينحو من كناك أبا الحسنواتبعها برد الشريف الرضي عليها ثم بالدالية التي رثاه بها ثم باليائية التي وقف بها على قبره وتقع في 34 بيتا وفيها قوله:تطـامنت كيمـا يعـبر الخطب جانبي فـألقي علـى ظهـري وجـر زماميـاملأت بمحيــــاك البلاد مســـاعياً ويملأ مثــــواك البلاد مناعيـــاكمـا عـم عـالي ذكـرك الخلق كلّه كــذاك أقمـت العـالمين نواعيـاوفي المجلة الأردنية للتاريخ و الآثار المجلد 12 /العدد 1/2018م بحث مطول عن رسائل الصابي والرضي أشار فيها كاتب المقال إلى أن في ديوان رسائله ما يدل على بقائه على دينه وتواصله مع أبناء طائفته من حران الذين أطلق عليهم أهل الايمان وعبر عن ضعف الطائفة في احدى رسائله معزيا بعض أفراد طائفته بقوله:(قد جعلنا الله معشر أهل الايمان به على ثقة....... وأضاف ....لأننا أهل شريعة قد ضاقت حلقتها وخمدت جمرتها)وعثرت في بعض أخبار أبي إسحاق على كتاب من تأليفه سماه (بدائع ما نجم من مختلفي كتاب العجم) ويبدو أن حفيده غرس النعمة (416- 480هـ) حذا حذوه في كتابه االذي سماه: (الهفوات النادرة من المغفلين المحظوظين والسقطات البادرة من المعقلين الملحوظين) وهو مطبوع، وولد غرس النعمة على دين أجداده، ثم أسلم مع أبيه هلال، وكان هلال قد أسلم في آخر عمره، فيقال في ترجمته (وسمع العلماء في حال كفره) ووفاته يوم الخميس 17/ رمضان/ 448 ومولده عام 359 ومولد غرس النعمة عام 416 ويبدو أنه تسمى محمدا بعد إسلامه وضاع اسمه الأول ؟ ولهلال مؤلفات أيضا منها: (كتاب الأمثال والأعيان ومبتدى العواطف والاحسان) ومنها تاريخه الذي سماه (عيون التواريخ) وجعله ذيلا على ذيل خاله ثابت بن سنان على تاريخ الطبري، ولابنه غرس النعمة ذيل عليه. (ويلاحظ أن ياقوتا جعل سنان بن ثابت خال أبي إسحاق إبراهيم بن هلال صاحب هذا الديوان وعنه نقل الصفدي، وهو حسب كلام القفطي وابن أبي أصيبعة خال هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال) وهلال بن المحسن هو الذي كتب له ابن بطلان رسالته التي يصف فيها رحلته سنة نيف وأربعين واربعمائة واستفرغ ياقوت الرسالة في أماكن متفرقة من معجم البلدان أولها في مادة أنطاكية.ثم حلب ثم عمّ (قرية بين حلب وأنطاكية) ثم هزو (جزيرة عربية تقع مقابل كيش)(1) الكتاب وصلتنا قطعة منه وصفها .د تحسين حميد مجيد في كتابه "هلال الصابي مؤلفاته وحياته": قال بعدما تعرض لذكر أبي إسحاق ومؤلفاته: واولها كتاب التاجي: الذي اضطر الى تأليفه في السجن فقد ضاع معظمه وبقي منه قسم محدود يحمل عنوان المنتزع من كتاب التاجي في أخبار الدولة الديلمية ولكن الرجل المجهول الذي انتزع هذا الجزء أضاف اليه بعض الأخبار عن أئمة اليزيدية في طبرستان واليمن حتى القرن السادس تقريبا. وهذا الكتاب موجود بشكل مخطوط من 22 ورقة في آخر الكتاب الجامع الكافي في فقه الزيدية برقم 145 في مكتبة صنعاء باليمن وطبع ضمن منشورات وزارة الاعلام العراقية سنة 1977 بتحقيق محمد حسين الزبيدي قال: ولأبي إسحاق غير هذا الكتاب ديوان الشعر والمراسلات الشريف الرضي وكتاب أخبار أهله وولد ابنه عمله الى بعض ولده وهو ضائع وكتاب اختيار شعر المهلبي ولعل أكبر أثر تاريخي وأدبي تركه إبراهيم الصابي رسائله ومنشآته التي يقول عنها صاحب الفهرست انها بلغت نحو من ألف ورقة
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة، له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي أبو عبد الله.أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبة الشافعية كافة. ولد في غزة بفلسطين وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين، وزار بغداد مرتين وقصد مصر سنة 199 فتوفي بها وقبره معروف في القاهرة.قال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراآت، وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منّة.كان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب ثم أقبل على الفقه والحديث وأفتى وهو ابن عشرين سنة.قال التاج السبكي في طبقاته بعدما أورد منخبا من شعر الإمام الشافعي:حدثنا أبو حاتم حدثنا حرملة سمعت الشافعي يقولولا معنى للإكثار من ذكر شعر الشافعي رضي الله عنه وهو شيء قد طبق الأرض وخلق رداء ليلها المسود ونهارها المبيض
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه.وللشعراء مراث كثيرة فيه.
عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب، أبو محمد، الكلبي.شاعر مُجيد، فيه مجون من شعراء العصر العباسي، سمي بديك الجن لأن عينيه كانتا خضراوين.أصله من (سلمية) قرب حماة ، ومولده ووفاته بحمص، في سورية، لم يفارق بلاد الشام ولم ينتجع بشعره.وقال ابن شهراشوب في كتابه (شعراء أهل البيت): افتتن بشعره الناس في العراق وهو في الشام حتى أنه أعطى أبا تمام قطعة من شعره، فقال له: يا فتى اكتسب بهذا، واستعن به على قولك منفعة في العلم والمعاش.وذكر ابن خلكان في اخباره، أن أبا نواس قصده لما مر بالشام ولامه على تخوفه من مقارعة الفحول وقال له: اخرج فلقد فتنت أهل العراق.
دعبل بن علي بن رزين الخزاعي، أبو علي.شاعر هجّاء، أصله من الكوفة، أقام ببغداد.في شعره جودة، كان صديق البحتري وصنّف كتاباً في طبقات الشعراء.قال ابن خلّكان: كان بذيء اللسان مولعاً بالهجو والحط من أقدار الناس هجا الخلفاء، الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق ومن دونهم.وطال عمره فكان يقول: لي خمسون سنة أحمل خشبتي على كتفي أدور على من يصلبني عليها فما أجد من يفعل ذلكوكان طويلاً ضخماً أطروشاً. توفي ببلدة تدعي الطيب بين واسط وخوزستان، وجمع بعض الأدباء ما تبقى من شعره في ديوان.وفي تاريخ بغداد أن اسمه عبد الرحمن وإنما لقبته دايته لدعابة كانت فيه فأرادت ذعبلا فقلبت الذال دالاً.