
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دمعــة حــرى علـى وطـن
خطبــه واللَــه آلمنــي
كلمــا حــاولت انــدبه
خـانني دمعـي فلـم يعـن
تنضـب العيـن إذا غشـيت
هـا قطـوب الحزن والشجن
ويجـف الـدمع فـي المقل
مثل ماء المزن في القنن
فكـأن العيـن مـا وجـدت
وكــأن الـدمع لـم يكـن
وطنــي واللَــه أعبــده
وافــديه مــدى الزمــن
بالـذي أحـويه مـن ألـم
والـذي ألقـاه مـن محـن
بفــؤادي بالحشـا بـدمي
بأمـــــاني بلا ثمــــن
مـــاؤه عــذب واربعــه
غضــة بــالمنظر الحسـن
والنسـيم الطلـق منتشياً
بأريــج الزهـر ينعشـني
وربــاه فــي مرابعهــا
حلـوة فـي العيـن والاذن
والمواشـي فـي مراتعهـا
ثــرة بالصــوف واللبـن
نفحــات الشــعر شـائعة
فــي حواشــيه بلا هــدن
يطيبنــي همــس طــائره
ســحرا يشـدو علـى فنـن
وشــعاع الصـبح يطربنـي
وظلام الليـــل يؤنســني
كـل مـا فـي مـوطني فتن
هــو حقـاً فتنـة الفتـن
انــا فيــه هـائم دنـف
دنفــي بـالفرض والسـنن
وطنــي اقــوت مرابعــه
وعرتـــه هــزة الــوهن
كــل مـا يحـويه ملتفـع
بــدثار البـؤس والحـزن
سـكرة المـوت وحشرجة ال
روح ادرجتـاه فـي الكفن
هــو حــي ميــت ولقــد
فـــارقته ســـورة الارن
انظــروه كيــف تصــرعه
نزعـات الـروح في البدن
غلـــه مــن صــحبه فئة
اعجبتهــا خضـرة الـدمن
الامــاني فيــه ضــائعة
والمنايـا فيـه لـم تهن
وطنـــي اصــباحه ظلــم
واماســــيه تــــؤرقني
والــدراري فـي مجرتهـا
خفيــت فـي حلّـة الـدكن
فبـدت فـي الليـل قائمة
كقتــام السـهل والحـزن
وشــخوص الحــي جامــدة
فـي ظلام الليـل كـالوثن
خرســت لا صــوت تســمعه
غيـر صـوت القيد والرسن
كـل مـا تطـويه باصـرتي
دجــن تختــال فـي دجـن
فاصـطفق يـا قلب من الم
واصـخبي يـا روح من شجن
واذرفـي يـا عين من حرق
ادمعـاً كالعـارض الهتـن
أدمعــاً البـأس رائدهـا
لا دمـوع اليـأس والجبـن
دمعـة يـا عيـن أذرفهـا
شـجناً فـي السـر والعلن
لا تضــني وارفقـي بفـتى
بـالحمى المنكـوب مفتتن
ارق قــد حـار فـي وطـن
ســـاغب حــران ممتهــن
دمعـة بالـدم قـد مزجـت
فاسـتحالت عـبرة للزمـن
دمعــة الطهــر لحمتهـا
وســداها الحــب للـوطن
مطلق بن عبد الخالق الناصري.شاعر فيه صوفية، وفي شعره فلسفة.من أهل الناصرة (بفلسطين) ولد وتعلم ابتدائياً بها، وأكمل تحصيله الثانوي في روضة المعارف بالقدس.وعمل في الصحافة محرراً ورئيساً للتحرير، وفي التدريس فكان مديراً لإحدى المدارس الوطنية بحيفا.قتل بحادث سيارة في حيفا. ودفن في بلده.له (الرحيل-ط) ديوان شعره، جمع وطبع بعد وفاته.