
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـدق الظـن واستبان الخفاءُ
يـا اخـي هـذه الحياة هباءُ
ومـن الهـون اننا مذ وجدنا
مـا انتهينـا واننـا احياء
نحـن لـولا هواننا ما درجنا
فوق هذي الثرى ولولا الغباء
مـا رضـينا بالارض إلا لنشقى
في حياة اقصى مناها الشقاء
ولو انا رمنا السماء صعودا
مــا اسـتطعنا لأننـا سـفلاء
والشـياطين فـي أخـس مناها
وبنـو الأرض في الحياة سواء
يا أخي عاود الفؤاد اضطراب
حيـن فـارقتكم ومات الرجاء
كـان لـي بينكم ليالي هناء
اترعتهــــا محبــــة وولاء
سـمت الـروح في ذراها وآضت
يزدهيهـــا تــألق وســناء
وســرت فــي عواطـف وميـول
فتســامت ومــاتت الاهــواء
فــإذا شـقوة يليهـا هنـاء
وإذا ظلمــة يليهــا ضـياء
وإذانـا نمـوت حينـاً ونحيا
واذانــا بموتنــا احيــاء
بؤسـاء نفيـض بالـدمع حزناً
غيــر انـا ببؤسـنا سـعداء
بـي حنين لعود تلك الليالي
يـا أخـي انهـا ليـال وضاء
يـا اخـي هكذا الحياة شجون
وفـــراق نخـــافه ولقــاء
لا تسـلني عـن الحيـاة فإني
بي منها في القلب سقم وداء
وعـن النـاس لا تسلني فعندي
عنهـم مـا يضيق عنه الفضاء
كلمـا رمـت أن أبـوح بشـيء
اذهلتنـي فـي أمرهـم أشياء
لا يغرنـك مـا تـرى من أناس
جللتهــــم مظـــاهر ورداء
يصـدعون الاذان بالكلم الهز
ل وهـم فـي كلامهـم أدعيـاء
ومـن الهـزل انهم يدعون ال
فضل ظلماً والفضل منهم براء
يـا أخـي قيل لي حياتك يأس
وعـــذاب وشـــقوة وعنــاء
ضـلة يا أخي لهم قد اساءوا
فهـم حـالي وانهـم اغبيـاء
ولـم اليأس يا أخي من حياة
كلهــا باطــل وقـول هـراء
وعلام البكـاء يا صاح والدن
يـا دوي يضـيع فيـه البكاء
انـا ما كنت في حياتي شقيا
بــل سـعيداً تحفنـى نعمـاء
ســاخر هــازل امـر مـرورا
بحيــاة ألفاظهــا جوفــاء
خاشـع القلـب ذاهل عن أمور
طرفاهــا السـراء والضـراء
وجهـتي اللَـه والسماء طلابي
وكـذا الموت غادتي الغيداء
كخيـال يطـوف في هدأة الفك
ر يمـوج كمـا يمـوج الضياء
أو كحلـم سـرى فكـان عنـاء
مبتــداه ومنتهــاه هبــاء
يـا أخـي أننـي وحقـك مشتا
ق إليـك وعنـك مـالي غنـاء
بـي داء سـل اصـفراري عنـه
وشـحوبي وفـي لقـاك الدواء
يـا أخي قد تلا اللقاء فراق
فمـتى يتبـع الفـراق لقـاء
مطلق بن عبد الخالق الناصري.شاعر فيه صوفية، وفي شعره فلسفة.من أهل الناصرة (بفلسطين) ولد وتعلم ابتدائياً بها، وأكمل تحصيله الثانوي في روضة المعارف بالقدس.وعمل في الصحافة محرراً ورئيساً للتحرير، وفي التدريس فكان مديراً لإحدى المدارس الوطنية بحيفا.قتل بحادث سيارة في حيفا. ودفن في بلده.له (الرحيل-ط) ديوان شعره، جمع وطبع بعد وفاته.