
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألـم تـر ركـن الـدين كيـف تضعضعا
وعــارض غيــث الجـود كيـف تقشـعا
ومــن حســن أمســت خلاءاً ربوعهــا
وأوحـش مغنـى بالنـدى كـان ممرعـا
أصـات بـه النـاعي فلـم نـدر أنـه
له النعي أم للجود أم للدين مسمعا
ســرى جبــل الــدنيا وثقـل محمـد
وعيبــة أســرار النــبيين أجمعـا
لقـد كنـت مـن نهلان أرسـى قواعـداً
فكيـف بـك الأقـدام قـد سـرن سـرعا
وقبلــك لــم نعهــد لثهلان حفــرةً
لعمـري ولا خطـو إلـى البـدر مضجعا
فليــت ســهام الحادثــات تريحنـي
فقــد أثخنتنــي بــالجراح لأجزعـا
أفــي كــل يــومٍ فـي بيـوت محمـدٍ
نــواع بــه تنعـى ونـاعٍ لـه سـعى
ولـم تنـدمل منـا الكلـوم ولا عفـت
مصـــيبتهم إلا أصـــبنا بأوجعـــا
تفنــن ريــب الـدهر فـي آل أحمـدٍ
فنونــاً مــن الأرزاء لــن تتجمعـا
فمـا بيـن مـن يلقـى المنون بصارم
ومـا بيـن مـن يسقي من السم منقعا
سـقوه مـدام الـذل صـرفاً لـم يـزل
يــود بـأن يسـقي الحمـام مشعشـعا
فليـس الـذي قـد مـات بالسيف ميتاً
إذا كــان يــأبى أن يـذل ويخضـعا
ومــا المــوت إلا أن يعيــش بذلـةٍ
ومــن دونهــا تهـوي الأسـنة شـرعا
تعــود طعــم المــوت حــتى حلالـه
فـإن لـم يكـن طبعـاً عليـه تطبعـا
ودافـوا لـه السـم الـذعاف فليتني
أكــون الـذي مـن دونـه المتجرعـا
تواصـل فيـه السـم حـتى انتهـى به
فـــذاب وألقـــى قلبــه متقطعــا
أبــوا قربــه مــن جــده بضـريحه
وقــد كـان منـه قـد تبـوأ أضـلعا
أيطــرد مــروان ابــن بنـت محمـد
ويقـــرب داراً للنـــبي وأربعـــا
أكـــان جـــزاءً للنـــبي محمـــدٌ
بـأن يحفظـوا مـن كـان قبـل مضيعا
رمــوا نعشــه نبلاً فشــلت أكفهــم
وبـانت يـد الرامـي بنانـاً وإصبعا
ألا إن قوســاً شــك نعشــك نبلهــا
شــكا حربهـا قلـب الهـدى فتصـدعا
وشــق فــؤاداً مــن شــقيقك لوعـةً
فلــولا وصــاة منـك للحـرب أسـرعا
ويقــع فــي دسـت الخلافـة وهـي لا
تكــون لمــن كــانت أبـوته أدعـا
بنــي فــاطم إن الخلافــة بردكــم
أبــى اللَــه إلا أن تحــط وتنزعـا
وللَــه صــبر ابـن البتـول وقلبـه
فلـو كـان مـن صـم الصـفا لتصـدعا
أجــامع شــمل الـدين فرقـت شـمله
وهيهــات مــا فرقــت أن يتجمعــا
ويــا راحلاً قــد زود الـدين عـبرةً
وأقـــرح أكبــاداً أســىً وتوجعــا
لقـد كنـت صـلب العـود تأبى قناته
إذا غمـــزت أن تســتلين وتصــدعا
أرتنـا بـك الأقـدار كيـف اقتدارها
وكيـف ابتكـار الخطـب يطـرق مفزعا
وكيـف الصـخور الصـم يـوهي صفاتها
وكيـف النجـود الفعـم تصـبح بلقعا
فقــدناك للراجــي غمــاً كنهــوراً
وللخـــائف الاجـــي ملاذاً ومفزعــا
وأزكـى بنـي عـدنان نبعـاً ومحتـداً
وأطيــب فــرع مــن قريــشٍ تقرعـا
لتقضـي علـى الأقـذاء أجفـان هاشـم
وتـدمي متـون النجـب بعـدك أجمعـا
نعيــت لهــم غيثـاً مريعـاً وملجـأ
منيعـاً إذا ريعوا وفي الروع أروعا
فكـالغيث أو كـالليث تحتشي وترتجي
أبــى اللَــه إلا أن تضــر وتنفعـا
أيعلـم بطـن الأرض مـا فيـه من ندىً
وجـود ومـن فـي رمسـه بـات مودعـا
فيــا جــدثاً فـي طيـه فـاح طيبـه
فليــس الثريـا مـن ثـراه بأرفعـا
ففــاخر بقـاع الأرض شـرقاً ومغربـاً
فقـد صـرت للـدنيا وللـدين مضـجعا
لعمـرك قـد أثريـت مـن ثمـر الندى
فلـو ينبـت المعـروف أصـبحت منبعا
الشيخ باقر بن علي بن محمد بن علي ين حيدر بن خليفة بن كرم الله بن دفانة بن مذكور بن غانم بن أوثال البطايحي الشهير بآل حيدر.علامة كبير وشاعر مطبوع، وأديب معروف من أسرة علمية.ولد في النجف ونشأ بها، واشتغل بتحصيل العلم، ثم رحل مع والده إلى سوق الشيوخ ثم سامراء ثم عاد إلى النجف.تحصلت له الرياسة والزعامة، وله مطارحات مع الشعراء والعلماء.توفي في سوق الشيوخ بعد مرض أثناء استعداده لقتال الإنكليز.له آثار كثيرة ومنظومات في الفقه والأصول والتجويد والمنطق، له ديوان شعر في أكثر من ثلاثة آلاف بيت.