
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إن لـم أكـن باكياً يوم الحسين دماً
لا والهـوى لـم أكـن أرعـى له ذمما
لا أشــكر العيــن إلا أن بكـت بـدمٍ
أولا فيـا ليتهـا تشـكو قـذاً وعمـا
وأنـت يـا قلـب إن لـم تنتثر قطعاً
فـي أدمعـي لم تكن في الحب منتظما
إن كنــت مرتضــعاً مـن حـب فاطمـة
لا تـترك الـدمع مـن أحشـاك منفطما
فقــد جــرت لحســين دمعهــا بـدم
فجارهـا في البكا وابك الحسين دما
كيـف العـزاء لـرزء لـم يـدع حجراً
إلا رآه ومــا قــد فــاض وانسـجما
يـا وقعـة أبـدلت منها النهار دجىً
ولـم يضـيء كـوكب فـي ليلـه سـئما
ونكبــة زلزلــت فـي الأرض سـاكنها
وأوقفـت فـي السـما أفلاكهـا عظمـا
تنسـى الحوادث في الدنيا إذا قدمت
وحــادث الطــف لا ينسـى وإن قـدما
يـا ابـن النبي الذي في نور طلعته
زان الهـدى وأزال الظلـم والظلمـا
أصـات ناعيـك فـي الـدنيا فأوقرها
مســامعاً واشــتكت أسـماعها صـمما
قـد جـل رزؤك حـتى ليـس يعظـم لـي
فـي الـدهر مـن بعده رزء وإن عظما
قـد كنـت أعـذر مـن يبكـي فصرت به
أبكـي وأعـذر مـن يبكـي ومـن لطما
لـم أنـس حاميـة الإسـلام حيـن غـدا
دون الفـواطم عـدوى الليث دون حمى
بــاد المقاتــل فـي يـوم لغـبرته
تخــال وجـه ذكـاء الليـل ملتثمـا
يــوم بــه القـرن لا ترجـي سـلامته
ولا يلام الــذي ألقــي بـه السـلما
مشــى بـه ابـن علـي مشـي ذي لبـدٍ
مـــدله تـــابه لمــا رأى غنمــا
فمــا رأى فرقــة إلا غــدت فرقــاً
فلــم تعــد فرقــاً منـه فتلتئمـا
يســل أبيــض مثـل النـار ملتهبـاً
كـأنه قلبـه النـار الـذي اضـطرما
كـالبرق حيـن سـرى والزنـدحين ورا
والنجـم حيـن هـوى والغيث حين هما
قـد رق طبعـاً وفيـه المـوت مكتمـن
كـالرقش رقـت وفيهـا السم قد كتما
مــا زال يفلـق فيـه هـام فيلقهـم
حــتى أزال بـه الهامـات والقممـا
كالأســد بأسـاً وكـانت دونـه كرمـاً
إذ كـان لـم يتبع في الحرب منهزما
لا عيـــب فـــي بأســه إلا تبســمه
فـي موقـف لـم يكـن من فيه مبتسما
ضــنك تــزل بـه الأقـدام مـن ذهـب
راع الأســود فلـم تثبـت بـه قـدما
كــأن ســمر القنـا تحنـي بأضـلعه
قـد ود سـمر الضـبا تثنـي له ودمي
فمــا انثنـى عزمـه رعبـاً وصـارمه
لـم ينـب حـتى على هام العدى ثلما
ومـذ رأى الـدين مرفوعـاً علـى علم
لرأسـه شـاء نصـباً فـي القنا علما
فخــر للــترب صـنو المجـد تحسـبه
بـدراً تكـور أو رضـوى قـد انهـدما
بكـا لـك السـيف إذ كنت النديم له
ومـا ينادمـك يـوم الـروع من ندما
مـا زلـت تـورده مثـل الأقـاح فـإن
تصــدره عـاد شـقيقاً فـي دم سـجما
لقـد وقفـت بـه والشـمس فيـه ضـبا
والأفـق فيـه فنـا والنقـع فيه سما
حــتى مضـيت بثـوب الفخـر مرتـدياً
عـار علـى العار لم تذمم ولم تلما
لـم أبـك يومـك إذ أرداك سـيف رداً
إنـي أعـد الـردى بالسـيف مغتنمـا
وإنمــا هجـت مـن وجـد غـداة علـى
بيـت النبـوة جنـد البغـي قد هجما
كــم حــرة أبرزوهــا منـه حـايرةً
مـا طاف فكر بها في النوم أو وهما
كـادت تـرى العيـن منا مغمضاً ويداً
لـولا العفـاف ونور اللَه ما اعتصما
اللَــه قتلـك كـم ثلمـا سـددت بـه
وإن يكـن منـه ركـن الدين قد هدما
قـد كـان فـي الدين داء قد أمض به
لـولا حسـامك داء الـدين ما انحسما
ولـم تكـن معلمـا في السيف في رهج
مـن الغوايـة نهـج الرشـد ما علما
أو ضـحت نهـج الهـدى لـولاك لاندرست
آثـــاره وغـــدت أيـــامه وهمــا
إن يسـلبوا يـا حمى الإسلام منك ردا
فــإن فيــه ردا الإسـلام قـد سـلما
اللَــه يـا مضـر الحمـراء إن لكـم
سمر القنا اللدن والمصقولة الخذما
لمـن تعـد المهـارى القـب تحسـبها
ظبــاء رامــة أو آرامهــا الأدمـا
طلــق الأعنــة كـادت يـوم غارتهـا
مـن زهوهـا تنقـض الأمـراس واللجما
عهــدي لكــم شــيم مضــروبة مثلاً
معــدودة شــهبا إن عــدت الشـيما
كــم تحلمــون وقــد نـابتكم ثـوب
منهـا يشـيب الـذي لم يبلغ الحلما
فـارموا العمـائم إذ قـد حـل حيكم
خطـب يحـل الحـبى أو ينقـص العمما
واستأصـلوا حـرب فـي حـرب حروبهـم
دور الرحـى لـم تـذر طفلاً ولا هرمـا
فــإنهم لكــم لــم يـتركوا أحـداً
الشـيخ ذاق رداً والطفـل ضـاق ظمـا
مــا نبهتكــم بيـوم الطـف واعيـةً
يـذوب مـن نـدبها حـتى الصفا ألما
تنعـى لكـم فتيـة قتلى قد انتدبوا
علـى الفـرات عطاشـى بـالعرا جثما
للَــه مـن حكـم كيـف القنـا دفعـت
رؤوسـها وهـي تتلـو فوقهـا الحكما
وكيـــف تبقــى بلا دفــن جســومهم
ثلاثــة لا تــواري تطعــم الرخمــا
يقــاد قــائدكم عــانٍ وليــس لـه
عـون ولـم يلـق مـن أرحـامه رحمـا
الشيخ باقر بن علي بن محمد بن علي ين حيدر بن خليفة بن كرم الله بن دفانة بن مذكور بن غانم بن أوثال البطايحي الشهير بآل حيدر.علامة كبير وشاعر مطبوع، وأديب معروف من أسرة علمية.ولد في النجف ونشأ بها، واشتغل بتحصيل العلم، ثم رحل مع والده إلى سوق الشيوخ ثم سامراء ثم عاد إلى النجف.تحصلت له الرياسة والزعامة، وله مطارحات مع الشعراء والعلماء.توفي في سوق الشيوخ بعد مرض أثناء استعداده لقتال الإنكليز.له آثار كثيرة ومنظومات في الفقه والأصول والتجويد والمنطق، له ديوان شعر في أكثر من ثلاثة آلاف بيت.