
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وافــت تبخـتر فـي سـنىً وسـناء
ليــرى الأنـام نمـوذج الحـوراء
أقلادةٌ فــي جيـدها اتسـقت فمـا
تركــت جمــال النظـم للجـوزاء
أم ثغرهـا اللألاء أو مـاء برقـه
لــو صـال مضـناها وقعـد جفـاء
مـاذا السـواد أذي ذوائب فتنـةٍ
بــرزت لتصــبي كمــل العظمـاء
أم ذي عيــون كـواعبٍ صـفت لكـي
تغتــال أسـداً وهـي سـرب ظبـاء
كلّا وفهــم الجـد فـافهم إن فـي
ذوق المعــاني نشــوة الصـهباء
فـي عـالم الأفكـار أضـعافٌ لمـا
يهــواه جسـمٌ إذ يـراه الـرائي
ولكـــل مرتبــةٍ وكــل درايــةٍ
أهـــلٌ فجـــد بالعــذر للجهلاء
إيـهٍ أخا النصح المبين فهات لي
مــا يسـتطاب لـدي ذوي الأحجـاء
يـا ذا الحـبيب تحركـت بك غيرةٌ
دينيـــةٌ فـــي همـــةٍ شـــماء
لمــا رأيـت مراسـم الإسـلام فـي
نقـصٍ وكـانت فـي انتظـام نمـاء
وتلاوة القـــرآن ثـــم صــلاتنا
قــد ضـيعا فـي السـر والإبـداء
قــد ضـيعا بالجهـل أو بتسـاهلٍ
إثــار حــظ النفــس والأهــواء
فطفقـت ترشـد معربـاً سنن الهدى
بالجهــد سـالك مسـلك النصـحاء
تبغـي المعيـن وأنـت في زمنٍ به
ذو الـدين وفق النص في الغرباء
من أجل ذا استفتيت والفتوى بما
تــراه ليســت عنــك ذات خفـاء
فقريضــكم يحــوي مبـاحث خمسـةً
تــدقيقها للــروح خيــر غـذاء
فقريضـكم صـيفٌ عزيـزٌ مـا ارتضى
نـــزلاً بغيــر منصــة الأحشــاء
لكــن بمــا يقـري قنـوعٌ هكـذا
أخــذاً وتركــاً عــزة الكــبرا
فخـذ الجـواب وكـل علـمٍ إجابـةٍ
بـــدأت مزيتـــه بالإســـتفتاء
تحريـف لفـظٍ مـن كتـاب اللَه عن
عمــدٍ ضــلالٌ فيــه كــل شــقاء
ومــن التعمـد مـن تلا مسـتعجلاً
عجلاً يخـــالف مجمـــع القــراء
ولعــادةٍ ولــرب تــابع عــادةٍ
ضـــلت مراشـــده بظــن نجــاء
مـن ذاك قلـب الذال زاياً صافراً
والســين يجعلــه محــل الثـاء
لـو كـان فاعـل شـبه ذلك أعجماً
لا يســـتطيع تلفـــظ العربــاء
أو كـان يخطـئ ذاهلاً فالشـرع قد
منــح المكلــف عــثرة الإخطـاء
ولقـد سـمعنا قـارئاً فـي مسـجدٍ
يتلــوه أعجــم راكـب الهوجـاء
وبـــذلك النــادي تلاه محــرراً
مثــل الأعــارب معـدن الفصـحاء
هــذا تلاعــب عامــدٍ أم جاهــلٍ
بمكانــة القــرآن ذي اسـتزراء
قـال الرضا القاضي عياضٌ والرضا
منلا علـى القـاري قـري الكرماء
تبــديل حــرفٍ مجمــعٍ عنـه إذا
عمــداً جــرى كفـرٌ بلا اسـتثناء
وأفادنـا النـووي هذا الحكم من
إجمــاع هــذي الأمــة الغــراء
تجويـــده لا ســـيما بصـــلاتنا
حتـــمٌ ومـــأمورٌ بالاســـتيفاء
وصــلاة ذي لحـنٍ علـى خطـرٍ ففـي
بطلانهــا خلــفٌ لــدي العلمـاء
وخليــل أفهـم فـي إمامـة لاحـنٍ
تفصـــيل حكــمٍ ضــيق الأرجــاء
إن كـان فـي أم الكتـاب عثـاره
لا خلــف فــي البطلان للفقهــاء
واختـــار بنــاني فــاسٍ صــحةً
ميلاً ليســـر الملــة الســمحاء
لكـن مـع التحريـم إن وجد الذي
يــدري حــدود مــبيني الإقـراء
ومتـابعو النعمـان أرجـح قولهم
لغـــانمي المشـــرق الأضـــواء
بطلانهــا إن كــان أهــل تعلـم
أم العـــوام فــأفت بالإعفــاء
وشبيهها فتوى الرضات النووي في
شـــرح المهــذب درة العرفــاء
والهيتمــي الفــذ عــالم مكـةٍ
أبـــداه معتمـــداً بحســن جلاء
ثـم امتيـاز الضـاد سهلٌ عند من
عانـــاه بــالتلقين والإلقــاء
ولـه التبـاسٌ غـالبٌ بالظـا فمن
عــرف الحـدود يفـوز بالعليـاء
ألضــاد مخرجــه بحافــة مقـولٍ
يمنــي أو اليسـري بغيـر عنـاء
بلصــوقه الأضــراس وهـو بمخـرجٍ
فـردٌ علـى الجهـتين فـي الأنحاء
فــردٌ بوصــف الاتطالــة مــاله
زحــمٌ كمثــل الأحــرف الشـركاء
وبكــونه لمقــدم الفــم عنـده
قــربٌ قليــلٌ جــاوزوا للظــاء
والحـال بيـن المنطقيـن تغـايرٌ
فــرقٌ جلــيٌّ مثــل شــمس ضـحاء
فالظـاء لـولا الميز بالإطباق جا
ذالاً كمثــل الطـاء حـول التـاء
والصــاد بالأطبـاق فـارق سـينه
فــأولا أمــام الفـم خـط سـواء
ومـن الخطا في الضاد يلفظ حرفه
دالاً يفخمــــه مـــع اســـتعلاء
أو باللسـان يمـس جلد الحنك أو
شــفةً عـن الأضـراس نطقـاً نـائي
والبعـــض يلفظـــه كلامٍ فخمــت
والكــل منعــوتٌ بنعــت عــداء
اللفظ بذله مع المعنى وذا التح
ريــف مـن يرضـي عـدا البلـداء
للضــاد شــرطٌ لا يكــون لغيـره
فاســـمعه فيــه العــون للأملاء
ريـحٌ مـن الفـم بانضـغاطٍ بـارزٌ
معـــه فتســفعه كنقــر إنــاء
لكـــن نعيـــر تعســفٍ كتعمــدٍ
بالنفــخ والغــالي رهيــن بلاء
ويظـن بعـض المعتنيـن وأخطـأوا
أن اســـتطالته بطـــول بطــاء
يمضــي زمانـاً فـي تكلـف نطقـه
فيفـــوته قصــدٌ مــع الأعيــاء
فالإســتطالة فــي مكــان حـازه
لافــي الزمــان ولا بصـوت هـواء
صفة التفشي ما فشت ومفيدها الط
طـود الخليـل مـن القدا الفضلاء
فتعقبـــوه ورد فـــالأحري بــه
شـينٌ هـو المقـروء فـي الأنـداء
الضــاد مضــبوطٌ مـتينٌ مـا رأت
فيــه التفشــي دقــة البصـراء
ووجــوبه نطقــاً بلا ريــبٍ فمـن
يلغيــه زهــداً يلـق شـر جـزاء
أمـا الوقـوف فتركهـا لا ينبغـي
وبعيــن جاهلهــا عظيــم غشـاء
لـولا المواقـف مـا استبان تعلقٌ
لكـــثير آي الــذكر والأنبــاء
كــان الصـحابة يحفظـون وقـوفه
كالحــل والتحريــم باســتقراء
وجمــال رونقــه يزيــد بـوقفه
والخلــط شــأن بصــيرةٍ عمشـاء
وقفـوا من أنفسكم عزيزٌ وابتدوا
بعليــه مــا بـدأً حليـف جفـاء
فاختـل فهـو القصد واعجب أسسوا
ذافـي المصـاحف منه مسرى الداء
وسـواه قـس وهـل التـدبر ممكـنٌ
مــع خلـط نسـق إمامهـا بـوراء
أمـا الأغـاني فـي التلاوة مبتلى
أصـــحابها بمصـــيبةٍ دهمـــاء
إلا بجمــع شـروطها فاسـمع لمـا
يتلـــى عليــك وشــده بوكــاء
أن لا يقـدم صـنعة التحسـين فـي
صــوتٍ علــى قــانون علـم أداء
مــدّاً لمقصــور وقصــر مديــده
كالإدغــــام وغنــــةٍ إخفـــاء
وســواه مــن آدابهــا فمفــرطٌ
تبعـــاً لأنغــامٍ مــن الجنــاء
هــذي الشـروط بالاتفـاق لقـارئٍ
أمــا الــذي ينحــوه للإصــغاء
وافــى لســمع الــذكر إلا أنـه
يختــار صــوتاً راق أهـل ذكـاء
فالقصـد يسـتمع الكتـاب تـدبراً
لا لاشــتهاء النفــس صـوت غنـاء
ودليلـــه أن لا يفــارق قلبــه
معنـــى الكلام بنغمــةٍ حســناء
ومـن المشـاهد أن مسـتمعي أولا
يتــــأوهون كمشــــتكى الأزراء
والبعـض يطربـه السـماع وربمـا
يهــتز صــائح صــيعة الســراء
سـلهم أمعنـي الذكر وقتئذٍ دروا
كلّاً ورب الغيـــــث والأنــــواء
مـا ثـم جـوفٌ يحتـوي قلـبين دع
تلــبيس أهــل الغــي والإغـواء
مــا جيــئ بـالقرآن إلا للهـدي
بحضـــور قلــب تخشــعٍ وبكــاء
مــا يسـتحون مـن اتخـاذ كلامـه
ســـبحانه للهــو ســتر وقــاء
وســماعه مــن آلــةٍ وآذانهــا
لعبــاً وتتلــو خطبـة الخطبـاء
هــزؤا بــدينهم لطمــس بصـيرةٍ
تبّـــاً لمعشــر شــقوةٍ ســفهاء
واردفــه ذكــر معقبـات صـلاتهم
يزقــى مســبحهم كهــزل مكــاء
فالـذاكرون تلعثمـوا غلطـاً بـه
والمنصــتون لهـوا بسـمع حـداء
واســمع لبـدعيٍّ ينـادي بالـدعا
تنميقــه فــي ســجعة الورقـاء
آميــن آميــن المغنـي باسـمها
أجمـــال صــوتٍ مســرعٌ بعطــاء
أوربــك الرحمـن فـي بعـدٍ غـدا
وتضــــرعٍ ذي خفيـــةٍ بـــدعاء
وبــه كتـاب اللَـه جـاء مصـرحاً
أيثـــاب ذكــر تصــنعٍ وريــاء
لـم يعلموا من كان يعمل مثل ذا
للإقـــتراب يجـــاب بالإقصـــاء
والعلة الكبرى التي منها البلا
داء التعــــود معضـــل الأدواء
كــم بدعـةٍ ورذيلـةٍ سـهلت علـى
قـومٍ بهـا اعتـادوا بلا استحياء
كــم ســنةٍ وفضـيلةٍ سـيقت لمـن
مـا اعتـاد ينظرهـا من البلواء
أيـن التقـى يـا خير أمةٍ أخرجت
للنـــاس ذات شـــريعةٍ زهــراء
أمــراً بمعــروفٍ ونهــى منـاكرٍ
يــا فــوز شــهمٍ آمــرٍ نهــاء
أمــا الــذين يفســرون كلامــه
ســـــبحانه بالحــــدث والآراء
ولعــوا بفلســفةٍ رأوهــا حجـةً
معصـــومةً مـــن زلــةٍ وخطــاء
شــموا روائحهــا وبعـضٌ قلـدوا
صــبغ القريـن بصـبغة القرنـاء
وتجـرؤا حـتي بهـا وزنـوا لهـم
إخبـــار غيــبٍ صــح بالإيحــاء
هــذا مــن الإلحـاد فـي آيـاته
والملحــدون معاضـدون والأعـداء
إيماننــا بــالغيب أول مطلــعٍ
فـي المصـحف المتبـوع للسـعداء
تفســيرهم طيـراً أبـا بيلاً بمـك
روبٍ تعــــدٍّ جـــالب الأســـواء
أي اضـــطرارٍ مــوجبٌ لعــدولنا
عـــن ظـــاهرٍ بمحجــةٍ بيضــاء
والشرط في التأويل رد العقل ما
فــي ظـاهرٍ بـالقطع قطـع مضـاء
للعقـل أيضـاً منتهـي مـن جـازه
فـي الحـال يصـم بفتنـةٍ عميـاء
جزمــوا بظنيــاتهم شـغفاً بهـا
والظـن غيـر الحـق فـي الأشـياء
مسـت عقـائد فـي الصريح ورودها
قـالوا اقتضـته قواعـد الحكماء
يـا قـوم مـالكم خلطتـم ذا بذا
لا تعقــدوا عقــداً بغيـر ضـياء
تصـديق مـا شـادوا بنهـج صنائعٍ
لا ضــير تسـليماً إلـى الخـبراء
إذ ثــم مكتشـفاتهم والـدين لا
ينفــي حقائقهــا لــدي العقلاء
أمـا الـذي هـو من وراء فهومهم
حجــرٌ علــى فــم معتــدٍ خطـاء
ســبحانك اللَهــم هــذا منكــرٌ
بهتــان فاكتبنــا مـن الـبراء
شـكراً لمـن أسـدى لنـا أنشـودةً
تـــزرى ببهجــة روضــةٍ غنــاء
هـذا وقـد هيجـت لـي أسـفاً خبا
وأثـــرت لــي أملاً لنجــع دواء
فعسـى نهوضـك فيـه نفـع للـورى
إذ كنــت صــالح نيــةٍ بصــفاء
أهـلٌ لهـا عبـد الحفيـظ وخدنها
فـــي فطنـــةٍ ومعــزةٍ قعســاء
علــمٌ كعلمــك نـافعٌ تهـدي بـه
والنفــع رأس الشــكر للنعمـاء
إقبــل جوابـاً تـم ضـمن قصـيدةٍ
طــاعت قوافيهــا بلا اســتيناء
وافتـك ترفـل فـي مطـارف قدرها
محمـــرة الوجنــات ذات حيــاء
للمصـــلحين تمتـــعٌ وكفيلـــةٌ
ببصـــارة الأنــوار والظلمــاء
ولمـن تعـدى الحـد شـرعاً سـهمه
منهــا شــرارة منــذر الإصــلاء
كعصـا الكليـم لـه متاعٌ والبغا
ت أتتهـــم فــي حيــةٍ رقطــاء
يـا رب وفـق والـذنوب اغفر لنا
وكــن الـولي لنـا وجـد برضـاء
وصـل الصـلاة مع السلام على الذي
ختــم النبــوة ســيد الشـفعاء
محمد مكي بن مصطفى بن محمد بن عزوز الحسني الإدريسي المالكي التونسي.قاض فقيه باحث، ولد ببلدة (نفطة) وتعلم بتونس وولي الإفتاء بنفطة سنة 1297هـ، ثم قضاءها. وعاد إلى تونس سنة 1309 وفي سنة 1313 رحل إلى الآستانة فتولى بها تدريس الحديث في دار الفنون ومدرسة الواعظين، واستمر إلى أن توفي بها.له: (رسالة في أصول الحديث -ط)، و(السيف الرباني -ط)، و(مغانم السعادة في فضل الإفادة على العبادة)، و(طريق الجنة في تحلية المؤمنات بالفقه والسنة)، و(نُظم الجغرافية التي لا تتحول بمغالبة الدول)، و(تعديل الحركة في عمران المملكة)، و(عمدة الإثبات -خ) في رجال الحديث، و(إرشاد الحيران في خلاف قالون لعثمان) في القراءة.