
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـقى دارهـم مـن صـيب الدمع وابل
وإن جادهـا مـن ريـق المـزن هاطل
رســـالة مشـــتاق وتلــك تعّلــة
وهـل تنفع العاني المشوق الرسائل
ألا ليـت شـعري هـل إلى ذلك الحمى
ســبيل فــتزجي اليعملات المراقـل
ومــن لــي بالمـام عليـه ودونـه
سباســـب بهـــم دونهــن غــوائل
سـباريت لم تنسج بها الريح مطرفا
ولا وضـعت فيهـا الغـوادي الحوامل
يبــاب فلــو وهــم تخطـى بـدوّها
أصــاب نكـالا وانثنـى وهـو ناكـل
ومـا عـذر مثلـي لا يـروض صـعابها
ولا يصـطلي جمـر الغضـا وهـو شاعل
فمـا سـئمت نفـس السـري من السري
ولا عاقهــا عمــا تـروم الحبـائل
لـي اللـه لـم أدلجـت فيها تهزني
نـوازع نفسـي فـي العلـى ومخـائل
لـي الشـوق هـاد والعزيمـة مركـب
وحـــبي زاد والـــدموع مناهـــل
فلمـا انتهينـا للحمى لا خلا الحمى
إذ الـدار قفـرى والخليـط مزايـل
خليلـي قومـا واسـعداني فقـد طحا
بقلـبي داء مـن جـوى الـبين قاتل
لعمــر كمـا مـا شـب لاهـب لوعـتي
كــواعب مــن أحيـاء بكـر عقـائل
تثنـى بأعطـاف نشـاوي مـن الصـبا
كمــا يتثنــى الشـارب المتمايـل
ولكــن شـجاني مـا شـجاني وشـفني
مصــاب لــه فــي الخـافقين زلازل
فكـم ثـل عـرش منـه وأنهـار شامخ
وكــم خــرّ مصـعوق وألقـت حوامـل
قضـى شـمس ديـن الحق أكرم من قضى
ونـاحت على الدين الحنيف الثواكل
قضـى بـاقر العلـم الذي سن للهدى
طريقـــة حــق لا يــدانيه باطــل
قضـى بـاقر العلـم الـذي سن شرعة
عليهــا لــرواد الرشــاد دلايــل
وخــط لهـا رسـماً وأرسـى قواعـداً
لهــا فــوق هـام النيـرات كلاكـل
مراســم للــبيت الحــرام قواعـد
قواعــد للــدين الحنيــف معاقـل
تبسـم منهـا الـدهر والـدهر عابس
واخصـب منهـا القطر والقطر ما حل
وأشـرق منهـا الصـبح والليل سافع
وأسـفر منهـا العلـم والجهل شامل
وعبقــت الآفــاق بالنشـر والشـذا
وقـد وشـعت بـالنور تلـك الخمائل
وســار علــى منهاجهـا كـل عـالم
فمـا عـالم إلا بهـا اليـوم عامـل
تصــرم أعمــار الليـالي وتنطـوي
ولا تنطـوي تلـك العلـى والفضـائل
بنفســي حــي خالــد وهــو ميــت
مقيـم علـى طـول المـدى وهو راحل
بنفســي مــن أمسـى رهيـن جنـادل
ففـاخرت الشـهب الحصـى والجنـادل
بنفسـي مـن لا اختشـي بعـده الردى
ولسـت أبـالي مـن تغـول الغـوائل
لئن اقفـرت تلـك الربـوع فطالمـا
أنــاخ مــن الهلاك فيهــا قبـائل
فمـن سـائل فضـلا ومـن طـالب هـدى
أبـى اللـه فيهـا أن يخيّـب سـائل
لقــد انعــش اللـه الهـدى بخلائف
لــه فـي العلـى كـل لكـل يشـاكل
فمـا غـاض بحـر مـن نـداه تهللـت
ســـحائب غـــر موجهــا متواصــل
ومــا صــاح روض فـي ذراه ترنحـت
فــوارع للمجــد الأثيــل أماثــل
وليــس يــزول الهــم إلا برحلــة
إلـى منـزل مـن دونـه النجم نازل
إلــى روضــة غنــاء قــس وجـرول
وســحبان للإطــراء فيهــا عنـادل
إلـى بلـد فيهـا الشريف ابن فاطم
منيــل الأمــاني للبريــة كافــل
هـو السـيد المهـدي مـن سار ذكره
كما سار في الكون الصبا والشمائل
هـو البحـر علمـا والسحاب مواهباً
ومــا النــاس إلا ســائل ومسـائل
جـواد جـرى والغيث في حلبة الندى
فغـبر فـي وجـه الحيـا وهـو هاطل
لئن كـان قـد وافـى أخيـراً فـإنه
لآت بمـــا لـــم تســتطعه الأوائل
حسين بن أبي الحسن موسى بن حيدر بن أحمد بن إبراهيم الحسيني العاملي الشقرائي النجفي.عالم أديب، فقيه أصولي، شاعر.رحل إلى كربلاء وتعلم على محمد باقر البهبهاني، وبعد وفاته ارتحل إلى النجف.اتصل بأمير خزاعة الشيخ حمد آل حمود وتزوج ابنته.توفي بالنجف.