
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلا يـا مليكـاً يرتجـي ويهاب
وبحـر لـه في المكرمات عباب
ومـولى عدتني مذ نشأت مكارم
تصـوب بهـا مـن راتيـه سحاب
أطعتـك فـي سري وجهري جاهداً
فلـم يـك لـي إلا الملام ثواب
وأعملـت جهدي في رضاك مشمراً
ومـن دون أن أفضى إليه حجاب
ولمـا كبا جدي لديك ولم يسغ
لنفسـي على سوء المقام شراب
وقلا اصـطباري حين لالي عندكم
مـن العطـف إلا قسـوة وسـباب
فـررت بنفسي أبتغي فرجة لها
علـى أن حلو العيش بعدك صاب
ومـا هزنـي إلا رسولك إن جرت
إلـي بـه صـم الهضـاب ركـاب
فقـال مقالاً لم أجد عن مقاله
منابـاً وعـن بعض الأمور مناب
دعـاك أميـر المؤمنين مثوباً
فقلـت أميـر المـؤمنين مجاب
فجئت أغـد السـير حتى كأنما
يطيـر بسـرجي في الفلاة عقاب
وما كنت بعد البين إلا موطناً
بعزمـي علـى أن لا يكون أياب
ولكنـك الـدنيا إلـي حبيبـةٌ
فمـا عنـك لـي إلا إليك ذهاب
أصـب بالرضا عني مسرة مهجتي
وإن لـم يكن فيما أتيت صواب
وفضـلك فـي تـرك الملام فإنه
وحقـك فـي قلـبي ظـبى وحراب
إذا كانت النعمى تكدر بالأذى
فمــا هــي إلا محنـةً وعـذاب
ولا تقبضـن بـالمنع كفي فإنه
وجــدك نقــص للعلـى وخـراب
فواللَه ما أبغي بذلك غير أن
تحلـى بجـدوى راحتيـك رقـاب
ويهـدي إليك الناس دون تصنع
محبـة صـدقٍ لـم يشـبه كـذاب
فكـل نوالس لي إليك انتسابه
وأنــت عليـه بالثنـاء مئاب
بقيـت مكيـن الأمر ماذر شارق
ومـا لاح في أفق السماء رباب
عباد بن محمد بن إسماعيل، ابن عباد اللخمي، أبو عمرو، الملقب بالمعتضد بالله.صاحب إشبيلية، في عهد ملوك الطوائف، كان في أيام أبيه يقود جيشه لقتال بني الأفطس وغيرهم، وولى الأمر بعد وفاته (سنة 433هـ) فتلقب كأبيه بالحاجب، وأبقى الخطبة في إشبيلية وأكثر الكور باسم المؤيد بالله هشام بن الحكم الأموي وحجبه عن الناس، وصبر عليه طويلاً، ثم أعلن أنه قد مات (سنة 451) وأخذ البيعة لنفسه، وكان شجاعاً حازماً، ينعت بأسد الملوك.طمح إلى الاستيلاء على جزيرة الأندلس، فدان له أكثر ملوكها، واستولى على غربها، مثل شلب وشنت برية ولبلة وشلطيش وجبل العيون وغيرها، وولى عليها العمال (سنة 443) واتخذ خشباً في ساحة قصره جلّلها برؤوس الملوك والرؤساء، عوضاً عن الأشجار، وعلى آذانها رقاع بأسماء أصحابها، إرهاباً لأعدائه.واكتشف أن ابنه إسماعيل (وهو خليفته وولي عهده) يأتمر به، فحبسه في قصره، فرفع إليه أنه ماض في تدبير المؤامرة عليه، من مكان اعتقاله، فأحضره وقتله بيده (سنة 449) وقتل الوزير الذي تواطأ معه على ذلك وآخرين، وطالت مدته، ونفقت بضاعة الأدب في عصره، وكان يطرب للشعر، ويقوله، وقد جمع له ديوان في نحو ستين ورقة، وأخباره كثيرة. توفي بإشبيلية، بالذبحة الصدرية.