
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وقفــت بهــا مستنشــقا لعبيرهــا
ودمعـــي مســـكوب وقلــبي واجــد
وكـم بيـن بـاك مسـتهام وبيـن مـن
تــراه كئيبــا وهـو للوجـد فاقـد
أســائلها مـا بالهـا حكـم البلـى
عليهــا وكيـف اسـتوطنتها الأوابـد
مهـــابط وحــي طامســات رســومها
معاهـــد ذكـــر أوحشــت ومســاجد
وعهــدي بهــا للوفـد كعبـة قاصـد
فـــذا صــادر عنهــا وذلــك وارد
وأيــن الألــى لا يســتظام نزيلهـم
إليهــم وإلا ليــس تلقـى المقالـد
ذوي الجبهـات المستنيرات في العلى
تقاصــر عنهــا المشــتري وعطـارد
ســما بهــم فـي العـز جـد ووالـد
ومجــد طريــف فـي الفخـار وتالـد
ومــا قصــبات الســبق إلا لماجــد
نمتــه إلــى العليــا غـر أماجـد
معــادن علــم اللَــه حكـام شـرعه
لــديهم وإلا ليــس ترجـى المقاصـد
تسـود بنـي الـدنيا وليسـت تسودهم
وهـــل أحـــد إلا مســـود وســائد
لتغـدو المنايـا بعـدهم حيث تبتغي
فمــا أنـا مـن رزء وإن جـل واجـد
سـأبكيهم مـا فـاض دمعـي وإن يفـض
فلــي كبـد مـا عشـت للوجـد كامـد
وأعظـــم أحــداث الزمــان رزيــة
بكتهــا الصـخور الصـم وهـي جلامـد
وداهيـــة دهيـــاء غــم نهارهــا
وطـار بهـا نقـع إلـى الافـق صـاعد
بهــا رقــدت عيــن الضـلال وسـهدت
عيــون حمــاة الحــق وهـي رواقـد
سـلام علـى الاسـلام مـن بعـد يومهـا
فليــس لــه راع عــن الضـيم ذائد
ســهدت وقــد نــامت عيـون كـثيرة
ومـا أنـا لـولا يـوم عاشـور سـاهد
سـل الليـل عنـي هـل مللـت سـهاده
وهــل ألفــت جنـبي فيـه المراقـد
ولـي مقلـة محلولـة الجفـن بالبكا
وقلــب علــى فـرط الصـبابة عاقـد
وفـي القلـب أشـجان وفي الصدر غلة
إذا رمــت ابــراداً لهــا تتزايـد
فلا وجـــد إلا وهــو عنــدي مخيــم
ولا صـــبر إلا وهـــو عنــي شــارد
أيمســـي حســين بــالطفوف مــروع
وطرفــي ريــان مــن الأمــن راقـد
ويمسـي صـريعا بـالعراء على الثرى
وتوضـع لـي فـوق الحشـايا الوسائد
فلا عــذب المــاء المعيــن لشـارب
وقــد منعـت ظلمـاً عليـه المـوارد
ولا حملــت ايــدي الرجـال سـيوفها
وقـد نهلـت منـه الرقـاق البـوارد
ومـا أنـس لا أنسـاه نـاء عن الحمى
غريبــا تواســيه الرجـال الأباعـد
ومــا أنــس لا أنســاه وهـو مـروع
يكابــد مــن أشــجانه مـا يكابـد
بنفسـي أبـي الضـيم لـم يلف ضارعا
وقــد أســلمته للمنــون الشـدائد
ولــم يــر مكثـورا أبيـدت حمـاته
وعـــز مواســـيه وقــل المســاعد
بـأربط جأشـاً منـه فـي حومة الوغى
إذ الــبيض فيهــا باديـات عـوائد
ينـادي بهـم هـل مـن مجيـر يجيرنا
ومـــا فيهـــم إلا قريــب وجاحــد
وينشـدهم هـم هـل تعرفـوني من أنا
وكيــف وهـل يسـتنطق العجـم ناشـد
فشـمر لا يلـوي إلـى الحـرب والردى
يمـــانعه عـــن نفســـه ويــراود
أمــام يــرد الجيــش وهـو كتـائب
بســطوته يــوم الـوغى وهـو واحـد
إذا ركــع الهنــدي يومــا بكفــه
لـدى الحـرب فإلها مات فيها سواجد
يلــوح الــردى فـي شـفرتيه كـأنه
شــهاب هــوى لمــا تطــرق مــارد
وان ظمـــي الخطـــي بــل أوامــه
لـدى الروع من فيض الطلى فهو وارد
قريب الندى ناتي المدى مورد العدى
حيـاض الردى والضرب في الهام شاهد
يصـــول عليهـــم صــولة حيدريــة
يقيــم لـواء الـدين واللَـه عاقـد
يخـــوض عليهـــم صــولة حيدريــة
ويــوردهم حـوض الـردى وهـو راكـد
إلـى أن هـوى فـوق الصـعيد مجـدلا
بنفسـي وبـي ثـاو علـى الترب ساجد
فلا اخضـر عـود المجـد بعدك والعلى
ولا رار روض الـــدين بعـــدك رائد
ولا جــانب الــدنيا بسـهل ولا ضـحى
بطلـــق ولا غصــن المســرة مــائد
بنفسـي وبـي ملقـى ثلاثا على الثرى
تهــب عليــه الصــافنات الصـوارد
ومـا أسـفى للـراس يسمو على القنا
ترتــل آي الــذكر والركــب هاجـد
ولـم أر يومـا سـيم خسفا به الهدى
وهـــدت بــه أركــانه والقواعــد
كيــوم حســين والســبايا حواســر
تشـاهد مـن أسـر العـدى مـا تشاهد
تســير إلـى نحـو الشـئام شواخصـاً
علــى قتــب تطــوى بهـن الفراقـد
وتضــرب قســراً بالســياط متونهـا
وتنــــزع أقــــراط لهــــا قلائد
بنفسـي أبـو الفضـل المواسي بنفسه
أخــاه وبـاز الحـرب للمـوت صـائد
أخ ماجــد لــم يخــزه يـوم مشـهد
لــه عضــد فــي الحادثـات وسـاعد
بنفســـي زيـــن العابــدين مغللا
سـقيما لـوا الوجـد المـبرح عـائد
فــوا لهفتــاكم مـن نفـوس كريمـة
إليهــا وإلا ليــس تنمـى المحامـد
تســيل علــى زرق الأســنة والظبـا
ويشـــمت فيهـــا مبغــض ومعانــد
بنفســي وبـي تلـك الجسـوم كأنمـا
عليهــن مــن فيـض الـدماء مجاسـد
توفــوا عطاشــا بــالعراء كأنمـا
لهـم بالمنايـا فـي الطفـوف مواعد
وللَـــه أقـــوام فــدته نفوســهم
فكـان لهـم عـز علـى الـدهر خالـد
كــأنهم والخيــل تعــثر بالقنــا
أســـود رعــت اشــبالها وأســاود
بهـا ليـل منـاعون للضـيم أحسـنوا
بــآلائهم فــي اللَــه غــر أماجـد
وفرســـان مــوت مقــدمون كأنمــا
فناهـــا لاجــال الرجــال مقــاود
ومــا كـل مفتـول الـذراعين باسـل
ولا كــل ســام فـي السـماء فراقـد
لتــذهب بهـا مثـل الجبـال محامـد
علــى الــدهر أطــواق لهـا وقلائد
عسـى الغـائب الموتور قد حان وقته
فيجـــبر مكســـور ويصــلح فاســد
ويصــبح عــود الـدين بعـد ذبـوله
يميــس قوامــا وهــو ريـان مـائد
فـديناك قـد ضـاق الخنـاق ولم يزل
يعنفنــا فيــك العــدو المعانــد
فلا تــتركني قاعــداً أرقـب المنـى
أقيـم قنـاة الحـرب والحـرب قاعـد
ودونكموهـــا مــن عــتيق ولائكــم
قــواف علــى جيـد الزمـان فـرائد
جــواهر لـم تعلـق بهـا كـف نـاظم
ولا لامســـتهن الحســـان الخــرائد
ولــولاكم مافــاه بالشــعر مقـولي
ولا شــاع لــي بيـن الأنـام قصـائد
عليكـم سـلام اللَـه ما اهتزت الربى
وســحت عليهـا البارقـات الرواعـد
الشيخ علي بن جعفر -صاحب كتاب كشف الغطاء- بن الشيخ خضر الجناجي.عالم كبير، وأديب متضلع، وشاعر معروف.ولد في النجف، ونشأ بها على أبيه وعلى جماعة من العلماء العظام.وقد منعه احتياطه وذمته من الإكثار في التصنيف سوى شرحه على الروضتين جملة من أبواب البيع إلى آخر الخيارات.توفي في كربلاء، وله شعر جيد.