
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دمــوع ليــس تنقـع مـن أوام
وان سـحت كمـاء المـزن هـامي
ووجــد كلمــا حــاولت أنــى
أبـــرده تلهـــب بالضـــرام
ولا تشـفي الـدموع حليـف وجـد
وان فاضـــت بأربعــة ســجام
ولا يجــدي جميـل الصـبر صـبا
شـــجيا لا ينهنـــه بــالملام
مــررت بكــربلا فاهـاج وجـدي
مصـــارع فتيــة غــر كــرام
حمــاة لا يضــام لهــم نزيـل
أماجــد بــرئوا مـن كـل ذام
قبــور تنطـف العـبرات فيهـا
كمـا نطـف العـبير على الأكام
قليـل ان تقـاد لهـا الغوادي
وينحــر عنـدها جـون الغمـام
وقفــت بهـا لالئم مـن ثراهـا
أريـج العـرف مفضـوض الختـام
وضـعت يـدي وقـد ضـمت لصـدري
كلــوم لا يقــوم بهــا كلامـي
وقـد نصـلت دمـوع العين فيها
نصـول الـدر سـل مـن النظـام
أســائل ربعهــا عـن سـاكنيه
ولات العــز والرتـب السـوامي
ومثـل لـي الحسـين بها غريبا
عنــائي للغريــب المستضــام
تكـاد النفـس ان ذكرتـه يوما
تفـر مـن الحيـاة إلى الحمام
أبـي الضـيم لـم يـألف قياداً
غــداة الطـف للجيـش اللهـام
يحــامي عــن حقيقتـه وحيـداً
بنفسـي ذلـك البطـل المحـامي
بعيــن للعـدى ترنـوا واخـرى
بهـا يرنـو إلـى نحـو الخيام
ســعى للحـرب يهـتز ارتياحـا
ونـار الحـرب موقـدة الضـرام
تقــارعه الهمــوم فيتقيهــا
بقلــب مثــل حــامله همــام
همــت كفــاه فـي سـلم وحـرب
علـى العـافين بالمنن الجسام
فلا يســـراه يشــغلها لجــام
ولا يمنــاه يشــغل بالحســام
تســل مـن الرقـاب لـه سـيوف
فتغمـد فـي المفـارق واللمام
اذ ركعـت رأيـت لهـا الأعـادي
سـجوداً فـي الـتراب بغير هام
كـأن عـداه يـوم الـروع نبـت
وبيـض ضـباه كـالنهم السـوام
إلـى أن خـر فـوق الترب ملقى
علـى الرمضـاء عز له المحامي
برغمـي ان خلا نـادي المعـالي
وخـر عـن الهـدى سامي الدعام
برغمــي للشـريعة قـد رماهـا
بصــدع ليــس يجـبر بـالتئام
ولـم أر مثـل يومـك والسبايا
علــى الاقتــاب تهـدى للشـآم
ولـم أر مثـل يومـك ليس ينسى
علـى الأيـام عامـا بعـد عـام
وكــل حشــى عليـك كـأن فيـه
لسـان الرمـح أو طـرف الحسام
هـوالرزء الذي ابتدع الرزايا
وقــال لا عيـن الأعـداء نـامي
ألا يــا كـربلا كـم فيـك بـدر
علاه الخسـف مـن قبـل التمـام
وكــم غصــن بأرضـك جـف غضـاً
يفـدى بـالنفوس معروق الفطام
وكــم مـن آل أحمـد مـن أبـي
قضـى ظمـا ولـج المـاء طـامي
بنفســي كـل ابلـج مـن قريـش
أشــم الانــف معـروق الفطـام
وكـل معـرق فـي المجـد منهـم
يــدار بــذكره كـأس المـدام
علـى الرمضاء دامي النحر عار
ولا ظــل لــه غيــر القتــام
ويـا لـك عصـبة لـم تـرع إلا
لا آل اللَـه فـي الشهر الحرام
فهـــذا موثــق عــان وهــذا
عليــل لا يفيــق مـن السـقام
وذاك مجــرع كــأس المنايــا
بضـرب السـيف أو رشـق السهام
وأفئدة العقايــل مــن معــد
لهــا خفقـان أجنحـة الحمـام
قريحـات الجفـون يضـيق فوهـا
بمـا في الصدر من صفة الغرام
سـقطن علـى الشـهيد بحـر قلب
إلــى تقبيــل منحـره ظـوامي
وان أبعــدن قسـراً عـن حمـاه
لحظنـــاه بأجفـــان دوامــي
ألا مــن مبلــغ عنــي نـزاراً
ببطحــاء المشــاعر والحـرام
لأنتــم أطـول الثقليـن باعـا
وأبعــد موطنــا عـن كـل ذام
فلا حملــت عــواتقكم ســيوفا
ورأس السـبط فـوق الرمح سامي
ولا ركبــت فوارســكم خيــولا
وصـدر السـبط مرضـوض العظـام
ولا حجبـــت كرائمكــم خيــام
ورحـل السـبط منهـوب الخيـام
ولا نقــع الغليــل لكـم رواء
ونجـل محمـد فـي الطـف ظـامي
ولا بلــغ الفطـام لكـم رضـيع
وطفـل السـبط يفطـم بالسـهام
وأنصـار لـه فـي اللَـه باعوا
حيـاة النفـس بـالموت الزوام
لقـد ألفوا الوغى قدما فحنوا
إلـى الهيجـاء حنين المستهام
إذا شـبت لظـى الهيجاء كانوا
أمـام الـدارعين إلـى الأمـام
حمـوا وسـموا فمـا حـام وسام
ســواهم مـن بنـي حـام وسـام
لقد نالوا المنى وجنوا ثماراً
مـن الشـرف الرفيـع المستدام
أيا بن القادمين على المنايا
إذا ما الصيد تحجم في الصدام
وهــم حجـج الإلـه علـى الـبر
بهـم عـرف الحلال مـن الحـرام
تحلــى بــالعلى قـوم سـواهم
فكـان نصـيبهم منهـا الأسـامي
مـتى أنـا قـائم أعلـى مقـام
ولاق ضـــوء وجهـــك بالســلام
وقـد نشـرت لـك الرايات تبدو
خوافقهـــا بمكــة فالمقــام
تقــود جوامــح الأيــام حـتى
جــرت بيــديك طيعـة اللجـام
وأشــرقت البلاد بجيــش نصــر
رمــاحهم أخــف مــن السـهام
تـدير السـمر فيـه عيـون زرق
فلا ينظـــرن إلا عـــن حمــام
وبيـض فـي سـواد النقـع تهوي
إلـى فيـض الـدما أبداً ظوامى
هنـاك يشـتفي الصـادي ويحظـى
وليكـــم بـــإدراك المــرام
الشيخ علي بن جعفر -صاحب كتاب كشف الغطاء- بن الشيخ خضر الجناجي.عالم كبير، وأديب متضلع، وشاعر معروف.ولد في النجف، ونشأ بها على أبيه وعلى جماعة من العلماء العظام.وقد منعه احتياطه وذمته من الإكثار في التصنيف سوى شرحه على الروضتين جملة من أبواب البيع إلى آخر الخيارات.توفي في كربلاء، وله شعر جيد.