
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
المـا بهـا صـرفا فقـد ساغت الخمر
ولا تنكــروا فــالأمر يعقبـه الأمـر
ألا والحقــا كأســاً بكـأس تتابعـاً
وان نـم مـن اولي الكؤوس بي السكر
بكـف رشـاً يقضـي علـى حـدق المهـا
جفونـاً علـى أهدابها الكسر والجبر
صــقيل محيــا مــاج مــاء جمـاله
ومــن مـوجه فـي خـده ذكـي الجمـر
وتعتــاده مــن ميعـة الـتيه هـزة
كمـا اهـتز مرتـاح تخـامره الخمـر
فقــد نهــا رشــدي بســكر وصـبوة
فشــطر لهــا منـه ومنـه لـه شـطر
ويــا رب عصــر بالشــباب قضــيته
وقـد كـان فـي اسـتجلاب سلمى به سر
مضـى إذ مضـى غـض الأطـاريف والهوى
بــه ريــق والـدهر بالبشـر يفـتر
وكـم قـاد لـي سـعدي وسلمى وبيننا
علـى الـبين فيمـا بيننا مهمه قفر
وتطلـع شـمس الـراح فـي راح مقمـر
تهـاوت لنـا مـن كفـه الأنجم الزهر
وانــي لــولا غصـة الهجـر مـا ورت
بفـودي نـار الشيب واحد ودب الظهر
وعينــان نجلاوان وان تنظـر فيهمـا
مهـى الرمـل أو ظـبي يصـدره الذعر
مـن الهيـف يشكو الضعف مرهف خصرها
وانـي منهـا أشـكي ما اشتكى الخصر
لهــا نظــر شــزر تعــالق حبهــا
وسـيان حـد السـيف والنظـر الشـزر
ففــي كبــدي منهــا أمــض جراحـة
وليــس لهــا ثــار لــدي ولا وتـر
ولــو ان هارونـاً رأى غمـز عينهـا
لكـان يـرى غمـز الجفـون هو السحر
مـن الـبيض لو تبدو بمحلولك الدجى
ترى الشمس منها حيث لم يطلع الفجر
ولـو اوجسـت مـن حـرس الحـي خيفـة
تلــوذ بليــل بـث ظلمـائه الشـعر
وتبســـم عـــن در تحـــدث مثلــه
فــذا لؤلــؤ نظـم وذا لؤلـؤ نـثر
لقــد لامنـي بكـر عليهـا ولـو رأى
محاســـن راقتهــا لأعــذرني بكــر
فيا بكر خلي اللوم واذكر لي الهوى
فــان شـجي القلـب يرتـاحه الـذكر
وعـرج علـى ذكـر اللـوى من ديارها
ديـار بهـا الأفـراح اطلقهـا البشر
منـازل لـو جـرت بهـا الريح ذيلها
لضــمخه نشــر يفــوح بــه الضـفر
وقـد فـرش ابـن السـحب أسنى مطارف
علـى اجرعيهـا وهـي مـن سـندس خضر
أرحنـا بهـا الأنضـاء يومـاً وليلـة
بجثجاثــة غنـاء قـد بلهـا القطـر
كأنــا بــدارين اســتقلت ركابنـا
وإلا فمــن داريــن هــب لنـا عطـر
ويــا صـاحبي نجـواي بـاللَه هزجـا
بصـوتيكما جهـراً فقـد غفـل الـدهر
لقــد أقبلــت للهـو والانـس دولـة
علـى دولـة الأحـزان كان لها النصر
الا تشــمما عــرف المســرة سـاطعاً
ألـم تريـان الشـمس قارنهـا البدر
فــذي ليلــة زفــت بهــا فاطميـة
لعــرس علــي مـن تعـالى لـه قـدر
رأتــه لهـا كفـؤاً فـألقت قيادهـا
لــديه ولـولا ذاك مـا قادهـا مهـر
فهـن المعـالي الغـر أن ابـن ربها
اصــاب فقـل أرمـي فريسـته الصـقر
وهـن بـه الهـادي إلـى طـرق الندى
فامــا إليـه او فلا يهتـدي السـفر
طليــق محيــا اطلـق البشـر وجهـه
وكــل كريــم مــن ســجيته البشـر
ومـا الـروض غـاداه النسـيم مبكراً
وقـد ثـج وهنـأ فـوق جثجاثه القطر
بــاطيب مــن أخلاقــه وهــي الـتي
علـى كـل قطـر هـب مـن طيبهـا نشر
كفـى الـدهر فخـراً انـه بعـض ولده
وليــس لــه فـي غيـره أبـداً فخـر
همـام جـرى فـي حلبـة الفضل سابقاً
فلا زيـد يـدنو مـن مـداه ولا عمـرو
مليــك كفــاه الحــزم حمـل سـلاحه
ويـا رب حـزم دونـه الـبيض والسمر
لان انكـــر الحســاد نيــل اكفــه
فــأي يــد مــن صـفر عسـجده صـفر
لقـد شـبهوه البحـر جـوداً ولا كـذا
ألــم ترمــد البحــر يعقبـه جـزر
فلا بحـــر إلا جــوده فيــه زاخــر
ولا بــر إلا فيــه مــن جــوده بـر
اذا هــم فكــري ان يفــي بصـفاته
تعــاظم قـدراً ان يحـوط بهـا فكـر
وكــل صــفات المجــد فيـه عظيمـة
وأدنـى معـانيه بـه يزدهـي الشـعر
مــن القــوم امــا فخرهـم فمشـيد
وليـــس بعـــاليه لغيرهــم ذكــر
وامــا ســواهم فـي العلـى فنـازل
وهـم فـي علاهم حيث كانوا هم الصدر
فـديناك يـا مـن حلـق العزم طائراً
بــه لعلـى مـن دونـه وقـع النسـر
تـود السـموات العلـى ان تكـون في
ذراهــا وللأرض الكــواكب والبــدر
وتشــمخ أقطـار العـراق بانـك مـن
ذويهـا وقـد دانـت بهـذا لهـا مصر
فللــه مـا يحـويه مجـدك مـن علـى
ومــأثرة فــي كــل جـو لهـا اثـر
تتبعــت اقصــى المكرمـات فحزتهـا
جميعــاً ومــا شـئت عـوان ولا بكـر
ولا بــدع ان حــزت المكـارم كلهـا
ففي باء بسم اللَه ما قد حوى الذكر
تــدوم لــك البقيـا بارغـد عيشـة
منعمــة خــدامها العبــد والحــر
عباس بن عبد السادة بن مرتضى بن قاسم بن إبراهيم بن موسى بن محمد.ينتمي إلى أسرة نجفية عريقة.ولد في النجف، ونشأ يها يتيماً، فدرس المقدمات واختلف على المجالس العلمية والأدبية، فأخذ الفقه والأصول.توفي في النجف، وخلف ديواناً بخطه يحتوي على أكثر من ثلاثة آلاف بيت من الشعر الراقي.