
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كسـفَت خدود النرجس المصفرّ من
حسـَدٍ وقـد يدوى العدُوّ الحاسدُ
واصـفَرَّ حتّـى كاد أن يقضي أسَىً
لمّـا رأى الوَردَ الذي هو وارِدُ
هيهـات لِلـوَردِ الفضـائلُ كُلُّها
وإِن ادَّعـى التكذيب فيه معاندُ
فَصــلُ القَضـِيَّة أنّ هـذا مُمتـعٌ
فَصـلَ الربيـع وكُـلُّ نَـورٍ بائِدُ
يَـأتي ونـوَّارُ الرُبـى مُتَزَجـزحٌ
وكذا الرئيسُ من المَشابهِ واحدُ
هــذا مُقِــرٌ للسـَماءِ بفَضـلِها
فـي مـا غَـذَتهُ به وهذا جاحِدث
وتَـرى تبـاينَ ذاكَ في وَجهَيهما
بـاللَونِ والنشر الَّذي هو شاهدُ
كـم بيـن مُصـطَنَعَين هـذا كافِرٌ
أفضــالَ ســَيّدِهِ وهــذا حامِـدُ
هـذا لـه خَلـقُ العجـوز وهـذه
عَـذراءُ فـي حُمرِ المجاسِدِ ناهِدُ
وكفـى افتخـاراً انَّ هـذا نافِقٌ
غَضــّاً ومُبتــذَلاً وهــذا كاسـِدُ
لَـو لـم يَكُـن لِلـوَردِ إِلّا أنَّـهُ
يفنـى ويَبقـى مـاؤُه المتعاهِدُ
ولَــهُ مَنــافِعُ لا تجمـل كَـثرةً
وَمَرافِـــقٌ مشــكورَةٌ وفَــوائِدُ
والنَرجـسُ المصـفَرُّ ليـس بِنافعٍ
ميتاً ولا في الرَوض إذ هو وافِدُ
هــذا عقِيــمٌ لا يُشـادُ بـذكرِهِ
ابـداً وعَقـبُ الـوَردِ باقٍ خالِدُ
أخَـوانِ مَغـزُوّانِ لـم يتنازعَـا
شــِبهاً وبينهُمـا إخـاءٌ تالِـدُ
هـذا يُبَشـّرُ بالحَيـاةِ وذاكَ يُن
ذِرُ بالمَمـاتِ إذا أتاهُ العائِدُ
أيـن الحياةُ من المَماتِ نَفاسَةً
ورِياسـةً لَـولا القِيـاسُ الفاسِدُ
يا أيُّها القاضي المُصفّى جَوهَراً
والسـَيد النَدب الشريف الماجدُ
أُحكُـم فـإِن العَدلَ شِيمَتُكَ التي
أوصـى بِهـا جَـدٌّ إِلَيـكَ ووالِـدُ
فَغَدوتَ طفلاً في المهادِ وأنت لِل
حُكـم الـذي أعيى البَريَّةَ ماهِدُ
أيـن العُيُون منَ الخُدود نفاسةً
ورياسـَةً لـولا القيـاس الفاسِدُ
محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم الأندلسي، أبو بكر، المعروف بابن القوطية.مؤرخ، من أعلم أهل زمانه باللغة والأدب.أصله من إشبيلية، ومولده ووفاته بقرطبة.وكان شاعراً صحيح الألفاظ واضح المعاني، إلا أنه ترك الشعر في كبره.له: (الأفعال الثلاثية والرباعية - ط) وهو الذي فتح هذا الباب، و(المقصور والممدود)، و(تاريخ فتح الأندلس - ط)، و(شرح رسالة أدب الكتاب).