
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقـولُ مَقـالاً مُعجِبـاً لأُولـي الحِجـرِ
ولا فَخـرَ إن الفخرَ يَدعو إلى الكِبرِ
أُعَلِّــمُ فـي القـولِ التِلاوةَ عـائِذاً
بمـولايَ مـن شـَرِّ المُباهـاةِ والفَخرِ
وأَســأَلُه عَــوني علـى مـا نَـوَيتُه
وحِفظِـيَ فـي دينـي إِلى مُنتَهى عُمري
وأَســأَلُه عَنّــي التَجـاوزَ فـي غـدٍ
فمــازالَ ذا عَفـوٍ جميـلٍ وذا غَفـرِ
أَيــا قـارِئَ القـرآنِ أَحسـِن أَداءَهُ
يُضـاعِف لـكَ اللَـهُ الجزيلَ من الأَجرِ
فمـا كـلُّ مَـن يَتلـو الكتابَ يُقيمُهُ
ولا كـلُّ مَـن في الناسِ يُقرِئُهُم مُقري
وإنَّ لنــا أَخــذَ القــراءةِ ســُنَّةٌ
عـن الأَوَّليـنَ المُقـرِئنَ ذوي السـَبرِ
فللَسـبعَةِ القُـرّاءِ حـقٌّ فـي الـورى
لإِقرائِهِــم قــرآنَ ربِّهِــمُ الــوِترِ
فبــالحَرمَين ابـنُ الكَـثيرِ ونـافِعٌ
وبالبَصـرةِ ابـنُ العلاءِ أَبـو عَمـرو
وبالشـامِ عبـدُ اللَهِ وهو ابنُ عامرٍ
وعاصــمٌ الكــوفِيُّ وهـو أبـو بَكـرِ
وحمــزةُ أَيضــاً والكســائِيُّ بعـدَه
أَخو الحِذق بالقرآنِ والنَحوِ والشِعرِ
فـذو الحِـق مُعـطٍ للحـروفِ حُقوقَهـا
إذا رَتَّـلَ القـرآن أو كـانَ ذا حَدرِ
وَتَرتيلُنــا القــرآنَ أفضـلُ لِلـذي
أُمِرنـا بِـهِ مِـن مُكثِنا فيهِ والفِكرِ
وإِمّـــا حَــدَرنا دَرســنا فَمُرَخَّــصٌ
لنا فيه إِذ دينُ العبادِ إلى اليُسرِ
ألا فـاحفَظوا وَصفي لَكُم ما اختَصرتُه
لِيَـدري بـهِ مَـن لَم يَكُن مِنكُم يَدري
ففـي شـَربَةٍ لَـو كـان عِلمي سَقَيتُكُم
وَلَـم أُخـفِ عَنكُم ذلكَ العلمَ بالذُخرِ
فَقَـد قُلـتُ فـي حُسـنِ الأَداءِ قصـيدةً
رَجَــوتُ إِلهــي أَن يَحُـطَّ بهـا وِزري
وأبياتُهــا خَمســونَ بيتـاً وواحـدٌ
تُنَظَّـمُ بيتـاً بعـدَ بيـتٍ علـى الإِثرِ
وبـاللَهِ تَـوفيقي وأَجـري عَلَيـه في
إقامَتِنــا إِعــرابَ آيـاتِهِ الزُهـرِ
ومَـن يُقِـمِ القـرآنَ كالقِـدحِ فَليَكُن
مُطيعـاً لَمـرِ اللَه في السرِّ وَالجَهرِ
ألا اعلَـم أَخـي أَنَّ الفَصـاحةَ زَيَّنَـت
تِلاوةَ تــالٍ أدمَــنَ الـدرسِ للـذِكرِ
إِذا مــا تَلا التــالي أَرَقَّ لِسـانَهُ
وَأَذهَـبَ بِالإِدمـان عَنـهُ أَذى الصـَدرِ
فــأوَّلُ علـمِ الـذِكرِ إتقـانُ حِفظِـهِ
ومعرفـةٌ بـاللَحنِ مـن فيكَ إذ يَجري
فكُـن عارفـاً بـاللحنِ كيمـا تُزيلَهُ
ومـا للـذي لا يَعرِفُ اللحنض مِن عُذرِ
وإن أنـتَ حقَّقتَ القِراءَةَ فاحذَرِ الز
زِيادةُ فيها واسأَلِ العَونَ ذا القَهرِ
زِنِ الحـرفَ لا تُخرِجـه عـن حـدِّ وَزنِه
فـوزنُ حـروفِ الـذِكرِ من أَعظَمِ البِرِّ
وَحُكمَــكَ بـالتَحقيقِ إن كُنـتَ آخِـذاً
علــى أَحَــدٍ ألّا تزيــدَ علـى عَشـرِ
فَبَيِّــن إِذن مـا يَنبغـي أن تـبيِّنَه
وَأَدغِـم وَأَخفِ الحرفَ في غير ما عُسرِ
وَإِنَّ الــذث تُخفيــه ليــس بُمـدغمِ
وبينَهمــا فَــرقٌ فَعَرِّفــهُ باليُسـرِ
وقُــل إِنَّ تَسـكينَ الحـروفِ بِجزمِهـا
وَتحريكَهـا للرَفـعِ والنَصـبِ والجَـرِّ
فَحــرِّك وسـكِّن واقطَعَـن تـارةً وصـِل
ومَكِّــن وميِّــز بيـنَ مَـدِّكَ والقصـرِ
ومــا المَــدُّ إِلّا فـي ثلاثـةِ أَحـرفٍ
تُسـمّى حـروفَ اللّيـنِ باحَ بها ذِكري
هـي الأَلـفُ المعـروفُ فيهـا سُكونُها
ويــاءٌ وواوٌ يَسـكُنانا معـاً فـادرِ
وَخَفِّـف وثَقِّـل واشـدُدِ الفَـك عامِـداً
ولا تُفرِطَـن في الفَتح والضمِّ والكَسرِ
ومـا كـان مَهمـوزاً فكُـن هامِزاً لَهُ
ولا تَهمِزَن ما كانَ لَحناً لضدى النَثرِ
وإن يَـكُ قبـلَ اليـاءِ والواوِ فتحةٌ
وبعــدَهما همــزٌ هَمَـزتَ علـى قَـدرِ
وأرفِـــق بيــانَ الــراءِ يَنــدَرِب
لسـانُكَ حتّـى يَنظِـمَ القـولَ كالـدُرِّ
وأَنعِـم بيـانَ العَيـنِ والهاءِ كُلَّما
دَرَسـتَ وَكُـن فـي الدَرسِ معتدلَ الأَمرِ
وقــف عنـد إتمـام الكلام مُوافِقـاً
لمُصـــحفِنا فــي البَــرِّ والبحــرِ
ولا تُـــــدغِمَنَّ إِن جِئتَ بعـــــدَها
بحـرفٍ سـِواها واقبلِ العِلمَ بالشُكرِ
وضـمُّك قبـلَ الـواوِ كُـن مُشـبِعاً لَهُ
كَمـا أَشـبَعوا إِيّـاكَ نَعبُدُ في المَرِّ
وإن حـرفُ ليـنٍ كـان مـن قَبلِ مُدغمٍ
كـآخرِ ما في الحمدِ فامدُدهُ واستَحرِ
مـــددتَ لأَنَّ الســـاكنَين تَلاقَيـــا
فصـارَ كتَحريـكٍ كـذا قال ذو الخبر
وأُســـمي حُروفــاً ســتَّةً لتَخُصــَّها
بِإِظهـارِ نـونٍ قبلَهـا أبـدَ الـدَهرِ
فحــاءٌ وخــاءُ ثــم هــاءٌ وهمـزةٌ
وعيـــن وغيـــن ليـــسَ بــالنُكرِ
فهـذي حـروفُ الحلـقِ يَخفـى بيانُها
فــدونَك بيِّنهــا ولا تَعصـين أمـري
ولا تَشـدُدِ النـونَ الـتي يُظهِرونَهـا
كقَولِـكَ مـن خيـل لـدى سروةِ الحَشرِ
وإِظهــارُك التنـوينَ فهـو قياسـُها
فَقِسـهُ عليهـا فُـزتَ بالكاعِبِ البِكرِ
وقــد بقِيَــت أشـياءُ بعـدُ لطيفـةٌ
يُلَقَّنُهــا بــاغي التَعلُّـمِ بالصـبرِ
فلابـن عُبيـدِ اللَـه موسى عَلى الذي
يُعَلِّمُـه الخيـرَ الـدعاءُ لدى الفَجرِ
أَجابَــكَ فينــا ربُّنــا وأجابَنــا
أخـي فيـك بـالغُفرانِ مِنهُ وبالنَصرِ
موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، أبو مزاحم الخاقاني.أول من صنف في التجويد، كان عالماً بالعربية، شاعراً، من أهل بغداد.غلب عليه حب معاوية بن أبي سفيان، فقال فيه أشعاراً كثيرة دونها الناس، وكان راوية مأموناً.له (قصيدة في التجويد - خ)، و(قصيدة في الفقهاء -خ).