
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا يا ابنَ عَمِّي قَد تَمادى التَّباعُدُ
عَلَــيَّ فأَضــحَى دَمـعُ عَينِـيَ يَـذرُفُ
أَرُومُ وِصـــالاً نَحــوَكُم فيعُــوقُنِي
زَمـانٌ عَلَـى التَّقـدِيرِ يُرضِي ويُسعِفُ
عَلـى أَنَّكُـم أَقصـَى مَرامِـي وَإِنَّمـا
تعُـوقُ الفَتَـى الأَقدارُ حِيناً وَتصرِفُ
وأَنتُـم مُنـائِي يـا سُوَيداءَ ناظِري
وراحَـةُ قَلبِـي الهـائِمِ المُتَلَهِّـفِ
فرِقُّـوا لِصـَبٍّ أَنحَـلَ البُعـدُ جِسـمَهُ
سـَهِيراً وَمـن حَـرِّ الجَوى كادَ يَتلَفُ
فأنتُم حِجا المَلهُوفِ إِن جاءَ صارِخاً
وأَنبَـلُ مَـن فـوقَ المِهـادِ وأَشـرَفُ
وسـاجَلتُكُم عَلِّـي أَفُـز مـن جَنابِكُم
بِطِــرسٍ فأَهنــا بالوِصـالِ وأَرشـُفُ
أَلا يـا ابـنَ عَمِّـي أَنتَ رِفدٌ لِقاصِدٍ
وَجُــودُكَ بَحــرٌ وَالبَرِيَّــةُ تَغــرِفُ
فجُـد بِرَقِيـمٍ يُنعِـشُ الـرُّوحَ نَسـجُهُ
فَفَضــلُكَ مَشــهورٌ وَبــالبِرِّ تُوصـَفُ
فـأَنتُم شـِفا سـُقمِي وَمَرتَـعُ ناظِرِي
وَغايــةُ آمــالي فَمُنُّـوا تَعَطَّفُـوا
فَيـا حبَّـذا ذاكَ التَّـزاوُرُ بَينَنـا
وَنُجـمُ السـَّما مِن حَولِ بَدرِهِمُ حَفُّوا
فَيـا لَيتَنـي معكـم أَحِبَّـةَ نـاظِري
فـأَجني ثِمـارَ العلـم منكم وأَقطُفُ
وَأُنبِئُكُـم يـا زِينَـةَ الـدَّهرِ أَنَّنِي
لِشــَطِّكُمُ نَــومي وعيشـِيَ لـم يَصـفُ
فـآهٍ عَسـى الأَيّـامُ تُدمِـجُ مـا مَضَى
بـأُنسٍ مَـعَ السـاداتِ وَالشَّملَ يَلتَفُّ
فَيُشـفى حَرِيـقُ القَلبِ مِن حَرِّ فَقدِكُم
وَيَنكَــفُّ دَمـعٌ بالخُـدودِ لـهُ وَكـفُ
فَعَبـد لَطيـفٍ أَنـتَ رُوحِـي وَراحَتِـي
وَقربُـكَ يُحيِينـي وَبُعـدُكَ لِـي حَتـفُ
وَلا زالَ لُطـفُ اللَّـه يا عَلَمَ الهُدى
يُغادِيـكَ ما قامَ المُصَلُّونَ واصطَفُّوا
علَيــكَ ســَلامي مـا ذَكَرتُـكَ سـاعَةً
فَأَسـبَلتُ دَمعـاً مِـن عُيونِي لهُ عُنفُ
وَأَختِــمُ نَظمِــي بالصــَّلاةِ مُسـَلِّماً
عَلَى المُصطَفى ما رُدَّ لِلنَّاظِرِ الطَّرفُ
وَآلٍ وَأَصـــحابٍ جَميعـــاً وَعِــترَةٍ
لأَنَّهُـمُ شـَمسُ الهُـداءِ لِمَـن يَقفُـو
الشيخ صالح بن محمد بن عبد اللطيف آل مبارك، من بني تميم.ولد في الأحساء، وتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن، ثم درس التوحيد والعلوم الدينية والعربية على والده وأعمامه.ثم رحل إلى البحرين وأقام بها مشاركاً عمه الشيخ حمد الإمامة والخطابة، ثم انفرد بهما بعد وفاة عمه.أصيب بالصمم، فعزله المرض عن الناس، واستمر به المرض إلى أن مات في البحرين.والشعر الذي وصلنا عنه قليل، ولعل شعره ذهب فيما ذهب من تراث الأحساء الأدبي والعلمي.