
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـات الغريـب فعاش حزنك بعده
ومضـى العليـل فبت تشكو فقدهُ
وبكيتــه لمــا شـجاك فراقـه
حـتى سـقيت بـدمع عينـك لحده
حـدثٌ أبـان لنـا ذكـاء فراقه
وسـبى القلـوبَ به فباتت عنده
قصـد العلـوم وغابَ عن أوطانه
لكـن داعـي المـوت خيـب قصده
واتـى إلينـا كالمجاهد باذلاً
لبلـوغ هاتيـك الأمـاني جهـده
فاسـتقبل الأهوال بالحمى التي
فتكـت بـه حـتى أضـاعت رشـده
وقضـى شـهيداً فـي ربيع حياته
لينـال فـي دار السعادة سعده
هـذا غريـب الـدار حل بأرضنا
شـهماً فـادرك بالشـهامة مجده
والأرضُ قـد عطفـت عليـه كوالدٍ
قـد ضـم من بعد التناءي ولده
وكأنهـا حفظـت لـه عهد الولا
إذ كــان يحفـظ للأحبـة عهـده
أوطـانه نـاحت عليـه وأصـبحت
بعــد القطيعـة لا تلاقـي نـده
قـد كـان قبل الآن يشكو بعدها
والآن وا أســفاهُ نشـكو بعـده
ورأيتــه بـالأمس مـع أقرانـه
واليـوم فـي جـدثٍ أراه وحـده
تعسـاً لوالـدة شـجانا ثكلهـا
بفــتىً ودودٍ مــا نسـينا وده
وافـت إليـه فشـاهدت من دائه
خطـراً جسـيماً ما استطاعت صده
ورأتـه مقتحمـاً عـذاباً هائلاً
فبكـت وبلـت بالمـدامع مهـده
نـادته يا ولدي اتيتك فانتبه
واعطـف علـى قلـبي وخفف وجده
لكــن آلام العليــل تضــاعفت
فغـدا يـذوق مـن العذاب اشده
ومضـى عـن الـدنيا كعبدٍ صالحٍ
وهنالـك المـولى يجـازي عبده
حكـم القضـا برحيله وإذا جرى
حكـم الرحيـل فمـن يحاول رده
والأمُ خـاب رجاؤُهـا عند النوى
فتحملــت حزنـاً كسـاها بـرده
قد راعها الدهرُ الخؤونُ بحقده
والـدهر يبـدي كـل حيـن حقده
فجثـت لـدى ذاك السرير وقبلت
وجهـاً صـبيحاً لا بشاشـة بعـده
وقضـت وداع فقيـدها وهي التي
قـد ودعـت صـفو الزمان ورغده
يـا غصـن بـان في نضارته ذوي
مـن قبـل مـا قطف الأحبةُ ورده
يـا مؤنساً تلك القبور وموحشاً
كــل الربــوع وكـل قلـبٍ وده
هيجـت شـعري للرثـى حـتى بكا
فنظمـت مـن درر المدامع عقده
فلآل صــائغ حرقــةٌ ولحزنهــم
سـيف صـقيل بـات قلـبي غمـده
والقلـب يـألف بعد نأي حبيبه
أحزانـه والطـرف يـألف سـهده
لازلـتَ يا الياس حياً في السما
لتشـاهد الملـك العلـي وجنده
وانالـك الرحمـن يـوم ثـوابه
اكليــل مجــد للتقـاةِ اعـده
سليم نصر الله يعقوب جدي.شاعر وروائي لبناني.ولد في بيروت، وتوفي فيها بمرض التيفوئيد.تخرج من الكلية اليسوعية، واشتغل كاتباً تجارياً، وأدار مكتبة، وعمل في شركة المرفا.نظم الشعر في السابعة عشر من عمره، ومات ولم يتجاوز السادسة والعشرين.له ثلاث روايات (ألم الفراق، جزاء الشهامة، مثال الفضيلة).له (ديوان شعر - ط).