
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نضـت المنـون عليك سيفاً قاطعاً
فشـكا بنـو النقاش خطباً فاجعا
ووقفـت يـوم الـبين حول منازل
كــادت لوحشــتها تعـد بلاقعـاً
ولقـد بعثـت إليـك آخـر نظـرة
فـرددت طرفـي كالسـحابة هامعا
ولبثـت والحسـرات طـي اضـالعي
فلقيـت منهـا مـا يذيب اضالعا
قـد كـان عنـدي للقريـض عرائس
فغـدت نـوادب كالحمـام سواجعا
ارثـي ويرثيـك البديع وكم نقش
ت علـى الطروس فرائداً وبدائعا
وإذا ســئلت فلا تجيـب وطالمـا
شـنفت بالـدر النضـيد مسـامعا
مـا انـت إلا دوحـة منها اجتنى
أهـل الحجى ثمر المعارف يانعا
لـك فـي صـروح العلم خير مآثر
تبقـي مـدى الأيـام ذكرك شائعا
وكم انتصبت لدى المجالس حيثما
كنـا نـراك عـن الحقوق مدافعا
فغـزاك جيـش الحادثات فلم يكن
داعـي الـردى إلا بنفسـك طامعا
وقضــيت كهلاً إنمـا أدركـت مـن
دنيـاك أسـرار الحقـائق يافعا
وثـويت فـي ظلمـات قبرك تاركاً
ببلادنــا مصـباح فضـلك سـاطعا
وحرمـت آلـك مـذ تفـرق شـملهم
صـدراً رحيبـاً للمكـارم جامعـا
وبكـي العفيف غداة فقدك راجياً
ان تسـمع الشكو فلم تلك سامعا
كسـي الحداد على ابيه وما درى
أي الخطـوب أصـاب ذاك الطالعا
وبمهــــده ذاق البلاء وامـــه
قـد أرضـعته من اللبان مدامعا
ونأيت عنه وما رجعت إلى الحمى
والأنـس راح فليـس بعـدك راجعا
يا هاجعاً والحزن يمنعنا الكرى
حـتى م تمسـي فـي ضريحك هاجعا
يـا مـن تواضـع حيـن عز مقامه
هيهـات مثلـك أن يـرى متواضعا
قـد غاب تحت الترب نجمك بعدما
الفيتـه فـي أفـق مجـدك طالعا
واتيـت يوسـف وهـو أكـرم راحل
كـانت ترجـي الناس منه منافعا
دفنـوه فـي رمـس وطـول حيـاته
لـم يتخـذ غيـر القلوب مرابعا
مـا ضـاع طيـب ذكـائه إلا وقـد
حفظـت لـه الأوطـان ذكراً ضائعا
يتفنــن الكتــاب عنـد رثـائه
إذ كـان فـي فن الكتابة بارعا
والصـبر بعـد نواه يعصي مدنفا
يـزري علـى خـديه دمعـاً طائعا
ولقــد خلقنـا للشـقاء وكلنـا
يبقــى لاحكـام المنيـة خاضـعا
والمـرء يلهو بالحياة فان صفت
لا بــد ان تسـقيه سـماً ناقعـا
والـدهر جبـار يـروع فـؤاد من
تلقيـه فـي روض السعادة راتعا
وحسـبت هـذا الدهر ذئباً خاطفاً
إذ شـاهدت عينـاي منـه فظائعا
والموت كان مع الوجود ولم تزل
أرواحنـا فـي راحـتيه ودائعـا
سليم نصر الله يعقوب جدي.شاعر وروائي لبناني.ولد في بيروت، وتوفي فيها بمرض التيفوئيد.تخرج من الكلية اليسوعية، واشتغل كاتباً تجارياً، وأدار مكتبة، وعمل في شركة المرفا.نظم الشعر في السابعة عشر من عمره، ومات ولم يتجاوز السادسة والعشرين.له ثلاث روايات (ألم الفراق، جزاء الشهامة، مثال الفضيلة).له (ديوان شعر - ط).