
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا نائبات الدهر صبري عليلا
والعيـش بعـد العز بات ثقيلا
اضـرمت لـي حرباً فرحت مدافعاً
حـتى رجعـت عـن الدفاع كليلا
وطرحـت بيـن يديك سيفي مغمداً
فعلامَ سـيفك لـم يـزل مسـلولا
امسـي واصـبح حـول كهـف مظلم
هيهـات ان القـى سـواه مقيلا
انفقـت تسـع سـنين فيه معذباً
وأنـا علـى حـالي ازيد خمولا
وظللـت ارعـى زوجتي وابني في
ليـل يجـر مـن الوبـال ذيولا
ليـل أرى بعد الصباح يزيدنني
غصصـاً علـى غصـص فبـات طويلا
احييـه واأسـفاه فـي يأس ولا
سـلوى سوى ذكر الليالي الأولى
لـم أمـس مغلول اليدين وإنما
امسـي فـؤادي بالأسـى مغلـولا
نـاء عـن الوطن العزيز مغادر
لـي فيه من صفو الحياة شمولا
فعلام يـا وطنـي تـروم قطيعتي
وإلـى مَ تبغـي ان اعيش ذليلا
دافعـت عنـك بحـد سيفي عندما
جـرت الدما يوم القتال سيولا
وفتكتـت بالرومان اعداك الألى
ظنـوا بـأن لهـم إليـك وصولا
فنسـيت لي صنع الجميل وسمتني
خسـفاً كـأني مـا صـنعت جميلا
وتركتنـي بتعاسـتي وأنا الذي
قد كنت في ماضي الزمان جليلا
مـا ذنـب طفلاي اللذين شجاهما
نـوحي فزادهمـا بكـا وعـويلا
طفلان مثــل حمـامتين أراهمـا
فـي حضـن والـدة تـذوب نحولا
رضــعا لبـان مـدامع ممزوجـة
بــدماء قلــب لا يـزال عليلا
مظلومــة مثلـي تعيـش بقفـرة
عـاينت فيهـا للشـقاء حلـولا
تبغـي نجـاة مـن شدائدها ولا
تلقـى إلـى سبل النجاة دليلا
لـولاهم مـا عشـت يومـاً واحداً
بـل مـت ما بين القفار جديلا
وجعلـت حـداً للعـذاب بخنجـري
يفري الحشا فينيلني المامولا
هــذا مجيـري مـن يـد فتاكـة
مـدت إلـى قلبي الكليم نصولا
ليـث القضـاء سطا عليّ وليتني
فـي سـاعة الهيجا سقطت قتيلا
بـل ليـث موبير الشقي أراحنا
مـن أسـر ذلّ لـم يعـد محمولا
مـوبير يا نذل الرجال ظلمتني
وحسـبت مـا فعلـت يداك قليلا
صـيرت ذكـري فـي بلادي خـاملاً
وجعلـت هاتيـك الربـوع طلولا
وغدرت بالشهم التعيس فهل ترى
لـم تروَ من هذا التعيس غليلا
فارهب سبينس وارتعد فلديه قد
امسـت جبـال النائبـات سهولا
لا لافلســت ســوى ضـعيف مـدنف
لا يسـتطيع إلـى الدفاع سبيلا
لـم يبـق لـي الاء خليـل واحد
وكفـى بـه عنـد الخطوب خليلا
يـأتي إلـي مواسـياً فـأرى به
فرجـاً ولا أرضـى سـواه بـديلا
لكنــه مــا زارنـا مـن مـدة
فبـأي أمـر قـد غـدا مشـغولا
سليم نصر الله يعقوب جدي.شاعر وروائي لبناني.ولد في بيروت، وتوفي فيها بمرض التيفوئيد.تخرج من الكلية اليسوعية، واشتغل كاتباً تجارياً، وأدار مكتبة، وعمل في شركة المرفا.نظم الشعر في السابعة عشر من عمره، ومات ولم يتجاوز السادسة والعشرين.له ثلاث روايات (ألم الفراق، جزاء الشهامة، مثال الفضيلة).له (ديوان شعر - ط).