
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غـابت مصـابيح انسـي بعـد أقمار
وقـد خبت بعد وقد في الدجى ناري
وروض عيشــي خبــت منـه خمـائله
وراح مــا كـان مـن عصـف ونـوار
إذ أهـل ودي خلـت منهـم ديـارهم
فليــل حزنــي بلا صــبح وأسـفار
حـداهم الـبين مـذ سارت ضعائنهم
علـى مطايـا المنايـا فوق أكوار
أفنـاهم عسـكر الطاعون مذ برزوا
مـن كـل ليـث بيـوم الـروع كرار
لـو كان حرب لما ذلوا وما قتلوا
لكـن ذلـك أمـر الخـالق البـاري
قد جاور المرتضى المولى أبا حسن
كهـف الطريـد وحـامي حوزة الجار
طـوبى لهـم جنـة الفردوس منزلهم
وحــالهم حــال ســلمان وعمــار
لكنهــم أورثونــا بعـدهم حزنـا
وأججـوا فـي ضـميري لاعـج النـار
لا ســيما والـدى ركنـي ومعتمـدي
فليـس أنسـاه فـي وردى وإصـداري
يـا شـمس مجد هوت من افق مطلعها
وبــدر فضـل تـوارى تحـت أحجـار
يـا غـرة لـم تـزل للسـعد جامعة
خبــا ضـياها وكـانت ذات أنـوار
يـا فـارس العلم لو كلت جها بذة
يصـول بالقول مثل الضيغم الضاري
يـا غائبـا لـم يزل قلبي يشاهده
ونازحــا أوحشــته غربـة الـدار
يا ثاوباً في الثرى واللحد منزله
وســاكناً وهــو ذو علـم وأخبـار
هلا عطفــت علــى المضـنى تكلمـه
فقــد عهــدتك ذا عطــف وأبـرار
مـن بعـدك العيـش مـر ماحلا أبداً
والـدمع كالسـحب فـي سـح وأدرار
قـد كان يسني العطايا من فواضله
ولا يحـــض علــى وفــر ودينــار
بشــارة الخيـر لا زالـت بشـائره
وناصـح فـي المسـاعي غيـر غـدار
يصـوم بالصـيف لـم يحفـل هواجره
وبكــرم الضــيف مـن ركـب وزوار
والشـوق قـد مـات لما غاض وابله
فـروض نظـم القـوافي غيـر معطار
هلا عفـا المـوت عنـه حيـن أبصره
وكــان يــأتي علـى صـلف وفجـار
خلعـت ثـوب التصـابي بعـد فرقته
فلسـت أصـبو إلـى نجـد وذي قـار
والــبين بلبـل لـي فـي نـوائبه
لـم يبـق منـي سوى شخصي واطماري
بـالَله يـا مـوت زرني غير مكترث
فقـد ختمـت حيـاتي بعـد أنصـاري
فلسـت أنسـاهم ذكـراً وإن درجـوا
مـا لاح نجـم بليـل أو سـرى ساري
إذا تجلــى نهـاري كنـت أبصـرهم
أو جـن ليلي فهم في الطيف سماري
يـا صـاح لسـت بصـاح من مصيبتهم
كأنمــا غـال عقلـي كـأس خمـاري
يـا نفـس قـري وكـوني غير جازعة
فــإن ربــي ســيجزي كــل صـبار
أبو عبد الرضا الشيخ محمد علي بن بشارة بن عبد الرحمن آل موحي الخاقاني النجفي.عالم أديب، وشاعر مجيد، من مشاهير عصره.ينتمي إلى بيت له كيانه ومكانته بين الأسر الروحية في عصره، حيث تمتع بشخصية ذات شأن وكرامة وعلم، واتصل بكثير من أعلام عصره، وكان له معهم مراسلات عدة، ومدحه مجموعة من الشعراء الذين عاصرهم.له العديد من المؤلفات منها: ريحانة النحو، نشوة السلافة ومحل الإضافة، شرح النهج، نتائج الأفكار في غرر الأشعار.له ديوان شعر.