
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلى الفلك فانهض واغنم السير في البحر
إذا فــزت بالأمكــان مـن فرصـة الـدهر
وكـــن بــالجواري المنشــآت وســيرها
خــبيرا مـتى هبـت ريـاح السـرى فاسـر
وبـــادر لهاتيــك الســفينة واغتنــم
سـرى الليل أو فاستغنم السير في الفجر
ويمــم بهــا نحــو الحجـاز وعـج بهـا
علـى منبـع الخيـرات فـي ينبـع البحـر
هـي البلـدة المشـتاق قلـبي لمـن بهـا
ويحلــو لمســعني ذكرهــا طيـب النشـر
أميـــل لمـــن فيهــا بقلــب تقلبــت
حشاشــته مـن لوعـة الشـوق فـي الجمـر
وإن ذكـــرت يومـــا أهيـــم بــذكرها
وأســقى وهــاد الأرض بــالأدمع الحمــر
وقـد لامنـي قـومي إذا قمـت فـي الـدجى
أئن كمـــا أنّ الأســـير مـــن الأســـر
يقولـــون أقطـــار الحجـــاز بعيــدة
فـإن شـئت فاسـتبدل بهـا قطرنا المصري
فقلــــت أمـــا تســـتغفرون الهكـــم
أمــن بعـد إيمـاني أميـل إلـى الكفـر
وأســـلو هـــوى واد تـــراءت قبــابه
علــى أرضــه أبهـى مـن الأنجـم الزهـر
لقــد شــاد فـي رفـع المبـاني وإنمـا
جفـون الغـواني فيـه تبنـى علـى الكسر
وكــم فيــه مــن خــود ضـياء جبينهـا
إذا مـا بـدا بالليـل يغنـي عـن البدر
فتــاة فــتيت المســك مــن نفحاتهــا
يضــوع وقطـر الشـهد مـن ثغرهـا يجـري
إذا مــا رنــا صــب لضــاحي جمالهــا
يـروح رهينـا فـي قيـود الهـوى العذري
ومــن حــول هاتيــك المنــازل فتيــة
حمـوا قاصـرات الطـرف بـالبيض والسـمر
أســود يــرون الطعــن فرضــا وواجبـا
وســفك دم الأبطــال مــن أعظــم الأجـر
إذا جــردوا بيــض الصــوارم أشــبعوا
صـنوف جنـود الطيـر فـي الجـو والـوكر
ايــا عــرب وادي ينبــع البحـر إننـي
علـى عهـدكم بـاق مـدى العمـر والـدهر
ملكتــم فــؤادي مــذ ســكنتم بــبيته
وأدخلتـــم وجـــدي وأخرجتـــم صــبري
نــأيتم ولا زلتــم مقيميـن فـي الحشـا
وبنتـم ومـا بنتـم عـن البـال والفكـر
أمـــا وظبـــاء فــي ريــاض ديــاركم
يميســون كالأغصــان فـي الحلـل الخضـر
لقـــد ســـبقت للَـــه فيكـــم محبــة
فصــار ابــن عــواد لكـم والـي الأمـر
كــثير النـدا رب الصـنيعة فـي العـدا
طويـل المـدا وافـي الجـدا واحد العصر
كريـــم حــوى فــي بطــن راح يمينــه
ســبيلا بهــا الأرزاق تنســاب كــالنهر
ســـخي إذا مــا الغيــث ســح بوقــده
يســيح لنــا مــن جـوده وابـل القطـر
علــى المــال بــذلا ســلط اللَـه كفـه
فلـم يبـق منـه فـي الـديار سوى الذكر
وإن جئت تبغـــي منـــه أيـــة حاجــة
رأيــــت محيــــاه تهلـــل بالبشـــر
فمــن وجهــه تبــدو الســماحة للـورى
ومــن كفــه للنــاس أمــن مـن الفقـر
مضــت لــي أويقــات بهـا كنـت أجتنـي
ثمــار الهنــا مــن روض أيـامه الغـر
وكنــت أنــا الأوفــى لتحريــر نطقــه
وكنـت أميـن القـول فـي السـر والجهـر
أروح أجـــر الـــذيل تيهـــا بعـــزه
وأغــدو قريــر الطــرف منشـرح الصـدر
أمــا لــو وهبـت الـروح شـكرا لفضـله
لمـا قمتـب المعشـار مـن واجـب الشـكر
ولــم أنــس طــول الـدهر حسـن صـنيعه
إذا عشـت أو أن ضـمني اللحـد فـي قـبر
فكـــم غمرتنـــي بـــالنوال يمينـــه
وكـــم تـــوجتني بالمهابـــة والــبر
فنـــذرا إذا جــاد الزمــان بعــودتي
ونــوديت بــالترحيب مـن جـانب القصـر
لأدخـــل مـــن أبـــواب ســاحة جــوده
وأملأ مـــن أصـــناف أمـــواله حجــري
وأرفــل بعــد الفقـر فـي حلـل الغنـى
وأغمــد سـيف اليسـر فـي هامـة العسـر
ألا إن عـــــوادا تعـــــود كلمـــــا
تجلــى لــه وجـه السـعادة فـي الـدهر
تمنــى علــى الرحمــن نســلا مباركــا
فجــاء بــإبراهيم فــي ليلــة القـدر
فطيــن بمــا يــأتي بصــير بمـا أتـى
خــبير بمـا يجريـه فـي النهـي والأمـر
رؤوف علــى المســكين يبــدي بشاشــته
ويعظــم فــي عيـن الـذي تـاه بـالكبر
ويعفــو عــن الجــاني المسـيء تكرمـا
ويقبــل أعــذار الــذي جــاء بالعـذر
إذا رام أمـــرا هـــم فيـــه بهمـــة
وعــزم قــوي جــل عــن قــوة الصــخر
لقـــد حـــاز بالإجمــال كــل فضــيلة
وفصـــل فــي أحكــامه حســبما يــدري
فلـــولاه مــا كــانت جهينــة تهتــدي
إلـى الحكـم والأحكـام فـي البر والبحر
ولـــولا أنـــاة فيـــه عــزت لأوقــدت
قبــائل حــرب زفــرة الحــرب بـالجمر
يقــود زمــام العـرب بـاللين والسـخا
ومـن لـم يقـد بـاللين ينقـاد بـالجبر
ومــــن يســـتحق الـــبر أولاه بـــره
ومــن يســتحق الزجــر وافـاه بـالزجر
ألا إن ابراهيــــم ســــاس أمــــورهم
وألــف بيـن الشـاة والـذئب فـي الـبر
وقــدم أنصــاف الضــعيف علــى القـوى
وقــام بنصــر العبـد رغمـا مـن الحـر
وقـــد جــد فــي إصــلاح كــل قبيلــة
وكـــف أكـــف المعتــدين عــن الشــر
فأمســـت بــه عيــن الزمــان قريــرة
كمــا دهــره أضــحى لـه باسـم الثغـر
ألـــم تـــر أن اللَـــه ثبــت قــوله
ونجــاه ممــن كــاد يرميــه بالغــدر
مضـــى كهلال الأفـــق مـــن أرض ينبــع
وقـد جـاء مـن أم القـرى وهـو كالبـدر
ومـــا راح إلا كارهـــا شـــر فتنـــة
ومـــا عـــاد إلا بالثنــاء وبالنصــر
ولــم يلتفــت بــالبغض يومــا لمبغـض
ولــم يخــف مكـرا للمصـر علـى المكـر
ولـــم ينتقـــم ممــن تفــوه بالأســى
ولــم يـدر عمـن مـات بـالغيظ والقهـر
علــى أنــه كــالطود لـم يكـترث لمـا
يــراه مــن الأهــوال فـي مـدة العمـر
تعلمــت نظــم الشــعر قصــدا لمــدحه
ففقـت جريـرا وامـرؤ القيـس فـي شـعري
فــإن رمـت فيـه المـدح جـادت قريحـتي
بمـا تـزدري بالـدر فـي النظـم والنثر
أمــا آن لــي وقــت أرى فيــه مـوقفي
تجاهــك فــي نــاد بــه مصــدر الأمـر
فمــا ضــر إبراهيــم يومــا لـو أنـه
بمجاســـه أجـــرى علــى فمــه ذكــري
ليلعلـم مـن فـي الشـرق والغـرب أننـي
لشـــاعره أزداد فخـــرا علــى فخــري
وخــذ بنــت فكــر فــي مـديحك أقبلـت
يفـوق عـبير المسـك منهـا شـذا العطـر
نســـجت لهــا بالمــدح فيــك ملابســا
وقلــدتها بالوصــف مــن جـوهر الفكـر
فقـــدم لهــا مهــر القبــول تكرمــا
فمــا ثــم مــن بكــر تفــض بلا مهــر
ومـــا مهرهـــا إلا لـــديك قبولهـــا
إذا مــا بـدت تختـال كالناهـد البكـر
تقــول وقــد وافتــك بالمـدح والثنـا
وقــد أقبلــت تسـعى علـى قـدم الشـكر
لمـــدحك أوقـــات الســـعادة أرخـــت
بــدا سـعد إبراهيـم فـي ليلـة القـدر
حسن بن عبد الرحيم بن علي الخطيب الخزرجي القفطي.من شعراء قفط بمصر، ولد ونشأ في بلدة القصير وتوفي بقفط.له (ديوان القفطي- ط) جمعه ابن له.