
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
النــاس دأبـاً فـي طلاب الغنـى
وكلهـــم مــن شــأنه الخــتر
كــــــاذؤبٍ تنهثُهـــــا أذؤب
لهـــا عـــواءٌ ولهـــا زفــر
تراهــم فوضــى وأيــدي ســبا
كـــلّ لــه فــي نفثــهِ ســحرُ
تبــــارك اللّـــهُ وســـبحانه
بيــن يــديه النفــعُ والضــر
مــن خلقُــهُ فــي رزقـة كلُهـم
الذيـــخ والثيتـــل والغفــر
وســـكانُ الجـــو إذا مــاعلا
فيـــه ومــن مســكنهُ القفــرُ
والصــدع الأعصــمُ فــي شــاهقٍ
وجأبــــةٌ مســـكنها الـــوعرُ
والحيّــة الصــماء فـي جحرهـا
والتنفـــل الـــرائغ والــذرُ
وإلقــــة ترغــــث رباحهـــا
والســـهل والنوفــل والنضــر
وهقلـــةٌ ترتــاع مــن ظلّهــا
لهـــا عـــرارٌ ولهـــا زمــرُ
تلتهــم المــرو علــى شــهوةٍ
أحـــبّ شــيء عنــدها الجمــرُ
وضــــبة تأكــــل أولادهــــا
وعترفــــان بطنــــه صــــفر
يـــؤثر بـــالطعم وتـــأذينهُ
منجــــم ليـــس لـــه فكـــرُ
وكيـــف لا أعجــب مــن عــالم
حشـــوته التـــأبيس والــدغرُ
وحكمــــةٌ يبصــــرها عاقـــلٌ
ليــس لــه مــن دونهــا سـترُ
جــرادةٌ تخــرق متــن الصــفا
وأبغــــثٌ يصــــطادها صـــقرُ
ســـلاحُه رمـــحٌ فمـــا عُــذرهُ
وقـــد عــراه دونــه الــذعرُ
والـــدبّ والقــردُ إذا علّمــا
والفيـــلُ والكلبــةُ واليَعــرُ
يحجــم عــن فــرط أعاجيبهــا
وعــن مــدى غاياتهــا السـحرُ
وظبيـــةٌ تخضـــم فــي حنظــل
وعقــــرب يعبجهـــا التمـــر
وخنفــــسٌ يســــقى بجعلانـــه
يقوتهــــا الأوراث والبعــــرُ
يقتلهــا الــورد وتحيــا إذا
ضــم إليهــا الــروثُ والجعـرُ
وفــأرةٌ الــبيش إمــامٌ لهــا
والخلـــدُ فيـــه عجــب هــترُ
وقنفـــذٍ ســـيري إلــى حيــةٍ
وحيـــةٌ يخلــى لهــا الجحــرُ
وغضــــرفوط مــــاله قبلـــةٌ
وهدهـــــدُ يكفــــره بكــــر
وفــرة العقــرب مــن لســعها
تخـــبر أن ليــس لهــا عــذرُ
والـــبير فيــه عجــبٌ عــاجب
إذا تلاقـــى الليــثُ والــبير
وطــــائرٌ أشـــرف ذو جـــردةٍ
وطـــائر ليـــس لـــه وكـــرُ
وثرمـــل تــأوي إلــى دوبــل
وعســــكر يتبعــــه النســـر
يســـالم الضــبع بــذي مــرّة
أبرمَهــا فــي الرجــم العمـر
وتمســـــح خللّــــه طــــائرُ
وســـابح ليـــس لـــه ســـحر
والعـــث والخفــاثُ ذو فحفــح
وخرنـــــقٌ يســــفده وبــــرُ
وغــائصٌ فــي الرمــل ذو حـدةٍ
ليـــس لـــه نـــابٌ ولا ظفــرُ
حرباؤُهــا فــي قظيهــا شـامس
حــتى يــوافي وقتــهُ العصــرُ
يميــلُ بالشــق إليهــا كمــا
يميـــل فــي روضــته الزهــرُ
والظربــان الــورد قــد شـفّه
حــبّ الكشــى والــوحر الحمـرُ
يلــوذُ منــه الضــب مــذلوياً
ولـــو نجــا أهلكــه الــذعرُ
وليــس ينجيــه إذا مــا فــا
شـــيءٌ ولـــو أحـــرزهُ قصــرُ
وهيشــــةٌ تأكلهــــا ســـرفةٌ
وســــمعُ ذئب همُّـــهُ الحضـــرُ
لا تــرد المـاء أفـاعي النقـا
لكنمــــا يعجبهـــا الخمـــرُ
وفــي ذرى الحرمــل ظــلّ لهـا
إذا غلا واحتـــــدمَ الهجــــرُ
فبعضـــُها طعــمٌ لبعــضٍ كمــا
أعطــى ســهام الميسـر القمـرُ
وتمســحُ النيــل عقـابُ الهـوا
والليـــث رأسُ ولـــه الأســـرُ
ثلاثـــةٌ ليـــس لهـــا غــالبٌ
إلّا بمــــا ينتقـــضُ الـــدهر
إنــي وإن كنــت ضـعيف القُـوى
فـــاللَه يقضــي ولــه الأمــرُ
لســـت إباضـــياً غبيـــاً ولا
كرافضــــيّ غــــرّةُ الجفــــرُ
كمـــا يغــرُ الآلُ فــي سبســب
ســفراً فــأودى عنــده السـفر
كلاهمــا وســع فــي جهــل مـا
فعــــالهُ عنــــدهما كفــــرُ
لسـنا مـن الحشو الجفاة الأولى
عـابوا الـذي عابوا ولم يدروا
إن غبـت لـم يسـلمك مـن تهمـة
وإن رنــــا فلحظــــه شـــزر
يعـــرضُ إن ســـالمته مــدبرا
كأنمــــا يلســــبه الـــدبرُ
أبلـــهُ خـــبٌ ضـــغِنٌ قلبُـــه
لـــه احتيـــال ولـــه مكــرُ
وانتحلـــوا جماعــةً باســمها
وفارقوهــــا فهُـــم اليعـــرُ
وأهــــوجٌ أعـــوجٌ ذو لوثـــةٍ
ليــــس لــــه رايٌ ولا قـــدرُ
قــد غــرّهُ فــي نفســه مثلـهُ
وغرهـــم أيضــاً كمــا غــروا
لا تنجــع الحكمــةُ فيهـم كمـا
ينبــو عــن الجرولــة القطـرُ
قلـــوبُهم شــتى فمــا منهــم
ثلاثـــــةٌ يجمعهــــم أمــــر
إلا الأذى أوبهــت أهــل التقـى
وإنهــــم أعينهــــم خــــزرُ
أولئك الــداء العضــال الـذي
أعيــا لــديه الصـبا والمقـرُ
حيلــةُ مــن ليســت لـه حيلـةٌ
حســن عــزاء النفــس والصـبرُ
بشر بن المعتمر البغدادي، أبو سهل. فقيه معتزلي مناظر؛ من أهل الكوفة، قال الشريف المرتضى: (يقال: إن جميع معتزلة بغداد كانوا من مستجيبيه). تنسب إليه الطائفة (البشرية) منهم، له مصنفات في الاعتزال. مات ببغداد. (وذكر الجاحظ أثناء التعريف به أنه كان نخاسا يبيع الرقيق. قال: الناس ومن مناكيره زعمه أن الإنسان يقدر أن يجعل لغيره لوناً وطعماً وإدراكاً وسمعاً ونظراً بالتولد إذا عرف انتظامها.قال: ولم أر أقوى منه على المخمّس المزدوجقال الصفدي في ترجمته في الوافي: (أفرط في التولد، وقال به حتى قال: يجوز أن تقع الأعراض من الطعوم والروائح، والادراكات متولدة في الجسم من فعل الغير، وإن النظر يولد العلم بالمنظور فيه.قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء"بشر بن المعتمر العلامة أبو سهل الكوفي ثم البغدادي شيخ المعتزلة وصاحب التصانيف. كان من القراء الكبار أخبارياً شاعراً متكلماً كانوا يفضلونه على أبان اللاحقي ولهقصيدة طويلة في مجلد تام فيها ألوان. (1)وكان أبرص ذكياً فطناً لم يؤت الهدى وطال عمره فما ارعوى وكان يقع في أبي الهذيل العلاف وينسبه إلى النفاق.وله كتاب تأويل المتشابه وكتاب الرد على الجهال وكتاب العدل وأشياء لم نرها ولله الحمد. مالت سنة عشر ومئتين.(1) وصف الذهبي القصيدة في التاريخ أيضا قال: وله قصيدة في نحو ثلاثمائة ورقة.