
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ربـع لو كنت دمعا فيك منسكبا
قضـيت نحـبي ولـم أقـض الذي وجبا
لا ينكـرن ربعـك البـالي بلى جسدي
فقـد شـربت بكـأس الحـب مـا شربا
ولــو أفضـت دمـوعي حسـب واجبهـا
أفضـت مـن كـل عضـو مـدمعا سـربا
عهــدي بعهــدك للــذات مرتبعــا
فقـد غـدا لغـوادي السـحب منتحبا
فيـا سـقاك أخـو جفـن السحاب حيا
يحبو ربا الأرض من نور الرياض حبا
ذو بـارق كسـيوف الصـاحب انتضـيت
ووابـــل كعطايـــاه إذا وهبـــا
وعصـبة بـات فيهـا الغيـظ متقـدا
إذ شـدت لـي فوق أعناق العلا رتبا
فكنـت يوسـف والاسـباط هم وأبو ال
أسـباط أنـت ودعـواهم دمـا كـذبا
قد ينبح الكلب ما لم يلق ليث شرى
حـتى إذا مـا رأى ليثـا مضى هربا
أرى مــآربكم فــي نظــم قافيــة
ومـا أرى لـي فـي غيـر العلا أربا
عـدوا عـن الشـعر ان الشعر منقصة
لـذي العلاء وهاتوا المجد والحسبا
فالشـعر أقصـر مـن أن يسـتطال به
إن كـان مبتـدعا أو كـان مقتضـبا
أســير عنـك ولـي فـي كـل جارحـة
فــم يشــكرك يجــري مقـولا ذربـا
ومـن يـرد ضـياء الشـمس إن شـرقت
ومـن يـرد طريـق الغيـث إن سـكبا
إنـي لأهـوى مقـامي فـي ذراك كمـا
تهـوى يمينـك في العافين أن تهبا
لكـن لسـاني يهـوى السـير عنك لأن
يطبــق الأرض مــدحا فيـك منتخبـا
أظنــي بيــن أهلــي والأنـام هـم
إذا ترحلــت عــن مغنـاك مغتربـا
عبد السلام بن الحسين المأموني، أبو طالب. شاعر، من العلماء بالأدب، يتصل نسبه بالمأمون العباسي، ولد وتعلم ببغداد، وسافر إلى الري، فامتدح الصاحب بن عباد، وأقام عنده مدة في أرفع منزلة، فحسده ندماء الصاحب وسعوا فيه إليه بالأباطيل، فشعر بهم أبو طالب، فاستأذنه بالسفر، فأذن له، فانتقل إلى نيسابور ثم إلى بخارى، ولقي فيها بعض أولاد الخلفاء كابن المهدي وابن المستكفي وغيرهما، قال الثعالبي: (رأيت المأموني ببخارى سنة 382 وكان يسمو بهمته إلى الخلافة، ويمني نفسه في قصد بغداد بجيوش تنضم إليه من خراسان، لفتحها) ثم ذكر أنه عاجلته المنية بعلة الاستسقاء، ومات قبل أن يبلغ الأربعين.