
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا دارَ عَمْـرَةَ مِـنْ مُحتَلِّهـا الْجَرَعـا
هـاجَتْ لِـيَ الْهَـمَّ وَالْأَحْـزانَ وَالْوَجَعـا
تــامَتْ فُـؤادِي بِـذاتِ الْجِـزْعِ خَرْعَبَـةٌ
مَــرَّتْ تُرِيـدُ بِـذاتِ الْعَذْبَـةِ الْبِيَعـا
جَـرَّتْ لِمـا بَيْنَنـا حَبْـلَ الشـُّمُوسِ فَلا
يَأســاً مُبِينـاً تَـرى مِنْهـا وَلا طَمَعـا
فَمـــا أَزالُ عَلـــى شــَحْطٍ يُــؤَرِّقُنِي
طَيْــفٌ تَعَمَّــدَ رَحْلِــي حَيْثُمــا وُضـِعا
إِنِّـــي بِعَيْنَـــيَّ إِذْ أَمَّــتْ حُمُــولُهُمُ
بَطْــنَ السـَّلَوْطَحِ لا يَنْظُـرْنَ مَـنْ تَبِعـا
طَــوْراً أَراهُــمْ وَطَــوْراً لا أُبَيِّنُهُــمْ
إِذا تَواضـــَعَ خِـــدْرٌ ســاعَةً لَمَعــا
بَـلْ أَيُّهـا الرَّاكِـبُ الْمُزْجِـي عَلى عَجَلٍ
نَحْــوَ الْجَزِيــرَةِ مُرْتــاداً وَمُنْتَجِعـا
أَبْلِــغْ إِيــاداً وَخَلِّــلْ فِـي سـَراتِهِمِ
أَنِّـي أَرى الـرَّأْيَ إِنْ لَمْ أُعْصَ قَدْ نَصَعا
يــا لَهْــفَ نَفْسـِيَ أَنْ كـانَتْ أُمُـورُكُمُ
شــَتَّى وَأُحْكِـمَ أَمْـرُ النَّـاسِ فَاجْتَمَعـا
أَلا تَخـــافُونَ قَوْمــاً لا أَبــا لَكُــمُ
أَمْسـَوْا إِلَيْكُـمْ كَأَمْثـالِ الـدَّبا سُرُعا
أَبْنــاءُ قَــوْمٍ تَــأَوَّوْكُمْ عَلــى حَنَـقٍ
لا يَشــْعُرُونَ أَضــَرَّ اللــهُ أَمْ نَفَعــا
أَحْــرارُ فـارِسَ أَبْنـاءُ الْمُلُـوكِ لَهُـمْ
مِــنَ الْجُمُـوعِ جُمُـوعٌ تَزْدَهِـي الْقَلَعـا
فَهُــمْ ســِراعٌ إِلَيْكُــمْ بَيْــنَ مُلْتَقِـطٍ
شـَوْكاً وَآخَـرَ يَجْنِـي الصـَّابَ وَالسـَّلَعا
لَـــوْ أَنَّ جَمْعَهُـــمُ رامُــوا بِهَــدَّتِهِ
شــُمَّ الشــَّماريخِ مِــنْ ثَهْلانَ لَانْصـَدَعا
فِــي كُـلِّ يَـوْمٍ يَسـُنُّونَ الْحِـرابَ لَكُـمْ
لا يَهْجَعُــونَ إِذا مــا غافِــلٌ هَجَعــا
لا الْحَـرْثُ يَشـْغَلُهُمْ بَـلْ لا يَـرَوْنَ لَهُـمْ
مِــنْ دُونِ بَيْضــَتِكُمْ رِيّــاً وَلا شــِبَعا
وَأَنْتُـــمُ تَحْرُثُــونَ الْأَرْضَ عَــنْ ســَفَهٍ
فِــي كُــلِّ مُعْتَمَــلٍ تَبْغُــونَ مُزْدَرَعـا
وَتُلْقِحُـــونَ حِيـــالَ الشــَّوْلِ آوِنَــةً
وتَنْتِجُــونَ بِــدارِ الْقُلْعَــةِ الرُّبَعـا
أَنْتُــمْ فَرِيقــانِ هَــذا لا يَقُـومُ لَـهُ
هَصــْرُ اللُّيُــوثِ وَهَــذا هالِـكٌ صـَقَعا
وَقَـــدْ أَظَلَّكُــمُ مِــنْ شــَطْرِ ثَغْرِكُــمُ
هَـــوْلٌ لَــهُ ظُلَــمٌ تَغْشــاكُمُ قِطَعــا
مـا لِـي أَراكُـمْ نِيامـاً فِـي بُلَهْنِيَـةٍ
وَقَـدْ تَـرَوْنَ شـِهابَ الْحَـرْبِ قَـدْ سـَطَعا
فَاشــْفُوا غَلِيلِــي بِـرَأيٍ مِنْكُـمُ حَسـَنٍ
يُضــْحِي فُـؤادِي لَـهُ رَيَّـانَ قَـدْ نَقِعـا
وَلا تَكُونُــوا كَمَـنْ قَـدْ بـاتَ مُكْتَنِعـاً
إِذا يُقــالُ لَــهُ افْــرِجْ غُمَّـةً كَنَعـا
صــُونُوا جِيــادَكُمُ وَاجْلُــوا سـُيوفَكُمُ
وَجَــدِّدوا لِلْقِســِيِّ النَّبْــلَ وَالشـِّرَعا
وَاشــْرُوا تِلادَكُــمُ فِـي حِـرْزِ أَنْفُسـِكُمْ
وَحِــرْزِ نِســْوَتِكُمْ لا تَهْلِكُــوا هَلَعــا
وَلا يَـــدَعْ بَعْضــُكُمْ بَعْضــاً لِنائِبَــةٍ
كَمــا تَرَكْتُـمْ بِـأَعْلَى بِيشـَةَ النَّخَعـا
أَذْكُـوا الْعُيُونَ وَراءَ السَّرْحِ وَاحْتَرِسُوا
حَتَّـى تُـرى الْخَيْـلُ مِـنْ تَعْدائِها رُجُعا
فَلا تَغُرَّنَّكُــــمْ دُنْيــــا وَلا طَمَــــعٌ
لَــنْ تَنْعَشــُوا بِزِمـاعٍ ذَلِـكَ الطَّمَعـا
يــا قَــوْمِ بَيْضــَتُكُمْ لا تُفْجَعُـنَّ بِهـا
إِنِّــي أَخـافُ عَلَيْهـا الْأَزْلَـمَ الْجَـذَعا
يـا قَـوْمِ لا تَـأْمَنُوا إِنْ كُنْتُـمُ غُيُـراً
عَلــى نِســائِكُمُ كِســْرَى وَمــا جَمَعـا
هُـــوَ الْجَلاءُ الَّــذِي يَجْتَــثُّ أَصــْلَكُمُ
فَمَـنْ رَأَى مِثْـلَ ذا رَأْيـاً وَمَـنْ سـَمِعا
فَقَلِّـــدُوا أَمْرَكُـــمْ لِلَّـــهِ دَرُّكُـــمُ
رَحْـبَ الـذِّراعِ بِـأَمْرِ الْحَـرْبِ مُضـْطَلِعا
لا مُشــْرِفاً إِنْ رَخــاءُ الْعَيْـشِ سـاعَدَهُ
وَلا إِذا عَـــضَّ مَكْـــرُوهٌ بِــهِ خَشــَعا
مُســـَهَّدَ النَّـــوْمِ تَعْنِيــهِ ثُغُــورُكُمُ
يَــرُومُ مِنْهــا إِلـى الْأَعْـداءِ مُطَّلَعـا
مــا انْفَـكَّ يَحْلُـبُ دَرَّ الـدَّهْرِ أَشـْطُرَهُ
يَكُـــونُ مُتَّبِعـــاً طَـــوْراً ومُتَّبَعــا
وَلَيْــــسَ يَشـــْغَلُهُ مـــالٌ يُثَمِّـــرُهُ
عَنْكُــمْ وَلا وَلَــدٌ يَبْغِـي لَـهُ الرَّفَعـا
حَتَّــى اســْتَمَرَّتْ عَلــى شـَزْرٍ مَرِيرَتُـهُ
مُســْتَحْكِمَ الســِّنِّ لا قَحْمــاً وَلا ضـَرَعا
كَمالِـــكِ بْـــنِ قَنــانٍ أَوْ كَصــاحِبِهِ
زَيْـدِ الْقَنـا يَـوْمَ لاقى الْحارِثَيْنِ مَعا
إِذْ عــابَهُ عــائِبٌ يَوْمــاً فَقـالَ لَـهُ
دَمِّــثْ لِجَنْبِــكَ قَبْـلَ اللَّيْـلِ مُضـْطَجَعا
فَســـاوَرُوهُ فَـــأَلْفَوْهُ أَخـــا عَلَــلٍ
فِـي الْحَـرْبِ يَحْتَبِـلُ الرِّئْبالَ وَالسَّبُعا
عَبْــلَ الــذِّراعِ أَبِيّــاً ذا مُزابَنَــةٍ
فِـي الْحَـرْبِ لا عـاجِزاً نِكْسـاً وَلا وَرَعا
مُســـْتَنْجِداً يَتَحَــدَّى النَّــاسَ كُلَّهُــمُ
لَـوْ قـارَعَ النَّـاسَ عَـنْ أَحْسابِهِمْ قَرَعا
لَقَــدْ بَــذَلْتُ لَكُــمْ نُصــْحِي بِلا دَخَـلٍ
فَاسـْتَيْقِظُوا إِنَّ خَيْـرَ الْعِلْـمِ ما نَفَعا
هَــذا كِتـابي إِلَيْكُـمْ وَالنَّـذِيرُ لَكُـمْ
فَمَــنْ رَأَى رَأْيَــهُ مِنْكُـمْ وَمَـنْ سـَمِعا
بِمُقْلَتَــيْ خــاذِلٍ أَدْمــاءَ طـاعَ لَهـا
نَبْــتُ الرِّيــاضِ تُزَجِّــي وَسـْطَهُ ذَرَعـا
وَواضـــِحٍ أَشــْنَبِ الْأَنْيــابِ ذِي أُشــُرٍ
كَــالْأُقْحُوانِ إِذا مــا نَــوْرُهُ لَمَعــا
إِنِّــي أَراكُــمْ وَأَرْضـاً تُعْجَبُـونَ بِهـا
مِثْـلَ السـَّفِينَةِ تَغْشـَى الْوَعْثَ وَالطَّبَعا
خُـــزْراً عُيُـــونُهُمُ كَـــأَنَّ لَحْظَهُـــمُ
حَرِيـقُ نـارٍ تَـرى مِنـهُ السـَّنا قِطَعـا
وَتَلْبَســـُونَ ثِيـــابَ الْأَمْــنِ ضــاحِيَةً
لا تَجْمَعُــون وَهَـذا اللَّيْـثُ قَـدْ جَمَعـا
يَســْعَى وَيَحْســِبُ أَنَّ الْمــالَ مُخْلِــدُهُ
إِذا اســـْتَفادَ طَرِيفــاً زادَهُ طَمَعــا
فَــاقْنَوا جِيــادَكُمُ وَاحْمُـوا ذِمـارَكُمُ
وَاسْتَشْعِرُوا الصَّبْرَ لا تَسْتَشْعِرُوا الْجَزَعا
فَــإِنْ غُلِبْتُــمْ عَلــى ضــِنٍّ بِــدارِكُمُ
فَقَــدْ لَقِيتُــمْ بِــأَمْرٍ حــازِمٍ فَزَعـا
لا تُلْهِكُــمْ إِبِــلٌ لَيْســَتْ لَكُــمْ إِبِـلٌ
إِنَّ الْعَـــدُوَّ بِعَظْـــمٍ مِنْكُــمُ قَرَعــا
لا تُثْمِــرُوا الْمــالَ لِلْأَعْــداءِ إِنَّهُـمُ
إِنْ يَظْهَــرُوا يَحْتَــوُوكُمْ وَالتِّلادَ مَعـا
هَيْهــاتَ لا مــالَ مِــنْ زَرْعٍ وَلا إِبِــلٍ
يُرْجَــى لِغــابِرِكُمْ إِنْ أَنْفُكُــمْ جُـدِعا
وَاللـهِ مـا انْفَكَّـتِ الْأَمْـوالُ مُـذْ أَبَدٍ
لِأَهْلِهـــا إِنْ أُصــِيبُوا مَــرَّةً تَبَعــا
مــاذا يُــرَدُّ عَلَيْكُــمْ عِــزُّ أَوَّلِكُــمْ
إِنْ ضـــاعَ آخِـــرُهُ أَوْ ذَلَّ وَاتَّضـــَعا
قُومُـوا قِيامـاً عَلـى أَمْشـاطِ أَرْجُلِكُـمْ
ثُـمَّ افْزَعُـوا قَـدْ يَنالُ الْأَمْنَ مَنْ فَزِعا
لا يَطْعَــمُ النَّــوْمَ إِلَّا رَيْــثَ يَبْعَثُــهُ
هَــمٌّ يَكــادُ ســَناهُ يَقْصــِمُ الضـِّلَعا
يــا قَــوْمِ إِنَّ لَكُـمْ مِـنْ إِرْثِ أَوَّلِكُـمْ
مَجْـداً قَـدَ اشـْفَقْتُ أَنْ يَفْنَـى وَيَنْقَطِعا
لَقِيطُ بن يَعمُر بن خارجة بن عوثبان الإياديّ، شاعر جاهليّ فحل وخطيب مصقع، يُقدَّر أنّه من رجال القرن الرّابع الميلاديّ، وهو ما يجعله من أقدم الشّعراء، وهو مِن أهل الحيرة، كان يُحسن الفارسية واتّصل بكسرى سابور (ذي الأكتاف)، فكان من كتّابه والمطّلعين على أسرار دولته ومن مقدّمي مترجميه، وقد أنذر قبيلتَه إياداً في قصيدةٍ تُعَدُّ من غرر الشعر بأنّ كسرى وجّه جيشاً لغزوهم، وسقطت القصيدة في يد من أوصلها إلى كسرى فسخط عليه وقطع لسانه ثمّ قتله. لم يصل من شعره إلّا قصيدتُهُ تلك وقطعتين أخريين.