
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مهلاً علــى رســلك حـادي الأينـق
ولا تكلّفهـــا بمــا لــم تطــق
فطالمـــا كلفتهـــا وســـُقتها
سـوق فـتى مـن حالهـا لـم يشفق
ولـم تـزل ترمـي بهـا يد النوى
بكـــــل فــــج وفلاة ســــملق
ومــا ائتلــت تـذرع كـل فدفـد
اذرعهـــا وكـــل قـــاع قــرق
وكـــل ابطـــح واجــرع وجــزع
وصـــــريمة وكـــــل أبــــرق
مجاهــلٌ تحــار فيهــنّ القطــا
لا دمنــةٌ لا رســم دار قـد بقـي
ليـسَ بهـا غيـرُ السوافى والحوا
صـــبِ الحراجيــج وكــلّ زحلِــق
والمـرخِ والعفـارِ والعضـاهِ وال
بشــامِ والأثــلِ ونَبــتِ الخربَـقِ
والرّمـــثِ والخُلَّــةِ والســعدانِ
والثغــرِ وشــَريٍ وســَنا وسَمسـَقِ
وعُشـــــَر ونشـــــَمٍ وإســــحَل
مـــعَ ثُمـــامٍ وبهـــارٍ مونِــقِ
والسـمعِ واليعقـوبِ والقِشـَّةِ وال
ســيد السـبَنتى والقطـا وجـورَقِ
والليـلِ والنهـارِ والـرئال وال
هيثـــم مـــع عكرَمَــةٍ وخرنــقِ
ولـم تـزل تقطـع جلبـاب الـدجى
بجَلَـــم اليــد وســيف العنُــق
فمـا اسـتراحت مـن عبـور جعفـر
ومـــن صـــعود بصـــعيد زلــق
ألا وفــي خضــخاض دمــع عينهـا
خاضــت وغــابت بســراب مطبــق
كأنمـــا رقراقُــه بحــرٌ طمــا
والنــوق أمــواج عليـه ترتقـي
وكـــل هــودج علــى أقتابهــا
مثـــل ســـفين مــاخر أو زورق
مـرّت بهـا هـوج الريـاح فهي في
تفــرّق حينــا وحينــا تلتقــى
وكـم بسـوط البغـي سـقم سـوقها
ســوق المعنّــف الـذي لـم يتـق
حــتى غـدت خوصـا عجافـا ضـمّرا
اعناقُهــا تشــكو طويـل العنَـق
مرثومـة الأيـدي شـكت فرط الوجا
لكنهـــا تشــكو لغيــر مشــفق
مـن بعـد مـا كـانت هنَيـدَة غدت
اكـــثر مـــن ذود ودون شـــنق
وان تمـــاديت علــى إتعابهــا
ولــم تكــن منتَهِيــا عـن رهَـق
فوســف تعــروك علــى اتلافهــا
نادمـــة الكســـعيّ والفــرزدق
وكنــت قـد عوّضـت عـن أخفافهـا
خفّـــي حنَيــن ظــافرا بــالأنَق
لأنــت اظلــم مــن ابــن ظـالم
ان كنـت مـن بعـد بهـا لم ترفق
رفقـا بهـا قد بلغ السيل الزبى
واتســع الخــرق علــى المرتّـق
وهـــب لأيــديهن ايــداً ولهــا
متنـا متينـا مـا خلا عـن مصـدق
فمــا لظُعــن حملــت مــن مـرة
بظعــن اودى بهــا فــي الغسـق
اســأت للغيــد وللنّــوق ولــي
اســـاءةً بتوبـــة لــم تمحــق
لــو لـم يكـن بحـب حلـم احنـف
والمنقـــري قلـــبيَ ذا تعلــق
حملــت رأسـك علـى شـبا القنـا
مروعـــا بـــه حــداة الاينــق
ودع يســوق بعضــها بعضـا فقـد
دنـــا ولوجهـــا بــوعر ضــيق
ولتتخـــــذني رائدا فــــإنني
ذو خـــبرة بمبهمـــات الطــرق
إن غرِثَــت علفتُهــا ولــو بمـا
جمعتــــه مــــن ذهــــب وورق
أو صــديت اوردتهـا مـن أدمعـي
نهـــرَ الأبلّـــة ونهـــر جلــق
رفقــا بهــا شــفيعها هــوادجٌ
غــدت ســماء كــل بــدر مشـرق
مــن كــل غيــداء عــروب بضـة
رعبوبـــة عيطـــاء ذات رونــق
خريــــدة ممســـودة رقراقـــة
وهنانـــة بهنانـــةِ المعتنــق
وقُــل لربــات الهـوادج انجلـي
ن آمنـــــات فــــزع وفــــرق
فـــإنني اشـــجع مــن ربيعــة
حـامي الظعينـة لـدى وقت اللقي
فربّمــا يبــدو إذا بـرزن لـي
ريــمٌ إليــه طــار بـي تشـوقي
لبُنـي ومـا ادرتـك ما لبني بها
عرفــت صــباً مغرمــاً ذا قلــق
تســـبي بثغــر اشــنب ومرشــف
قــد ارتــوى مــن قرقـف معتّـق
ونــــاعم مهَيكــــل وفــــاحم
مرجـــــل وحـــــاجب مرقــــق
وعقـــــب محجّـــــل ومعصــــم
مســـــوّر وحـــــاجب مرقّــــق
ومقلـــة ترمــي بقــوس حــاجبٍ
لاحظهــــا بســـهمها المفـــوّق
تمنـــع مــس جســمها لثوبهــا
ثلاثـةٌ مثـل الاثـافي فـي الرقـى
حقّــان مــن عــاج وقعــب فضـة
مـــن ظــاهر وبــاطن كالشــفق
وزاد مســك الخــال ورد خــدها
حســناً وقــد عــمّ بطيــب عبـق
وقبّلـــــت أقـــــدامها ذوائب
ســودٌ كقلــب العاشـق المحـترق
كـم أودعـت فـي مقلـتي مـن سهر
واضــرمت فــي مهجـتي مـن حـرق
ولا يــزال فــي ريــاض حســنها
يســـرح فكــري ويجــول رمقــي
ولا تســل عمــا أبــث مـن جـوى
ومــا تريــق مــن دمـوع حـدفي
يـوم اشـتكى كـل بمـا فـي قلبه
لحبّـــه بطرفـــه بمـــا لقــي
مـا عذرُ من يشكو الجوى لمن جفا
وهــو لــدمع عينــه لــم يـرق
آه علـــى ذكــر ليــالٍ ســلفت
لــي معهــا كالبـارق المؤتلـق
فــي معهــد كنــا بـه كنخلتَـي
حلـــوان فــي وصــل بلا تفــرّق
نلنـا بـه مـا نشـتهي مـن لـذة
ودعــة فــي ظــل عيــش دغفــق
ازمـان كـان السـعد لي مساعداً
ومقلـــةُ الرقيـــب ذات بخـــق
واليــوم قــد صــار سـلام عـزة
يقنـع مـن لبنـى إذا لـم نلتـق
واللّــه لـو حلـت ديـار قومهـا
واحتجبــت عنــي ببــاب مغلــق
لزرتهــا والليــل جــونٌ حالـك
وجفنهـــا لــم يكتحــل بــارق
مـــع ثلاثـــة تقـــي صــاحبها
مـا لـم تكـن نـون الوقاية تقي
ســيف كصمصــامة عمــرو بــاتر
لا يتقـــــــى بيلــــــب ودرق
وبيــن جنــبي فـؤاد ابـن ابـي
صــفرة قــاطع قـرا ابـن الازرق
وفــــرس كــــداحس أو لاحــــق
يــوم الرهـان شـأوه لـم يلحـق
تقــدح نيــران الحبــاحب حـوا
فــــرُه عنـــد خبـــب وطلـــق
كالريـح فـي هبـوبه والسمع في
وثـــوبه وكالمهــا فــي فشــَق
بـــه اجــوسُ فــي خلال دارهــا
وانثنـــي كالبــارق الموتلــق
فــإن تـك الزبـا دخلـت قصـرها
وكقصــــير ســــقتها للنفـــق
ومـــن حماهـــا ككليــب فلــه
جســـاس رمــح راصــد بــالطرق
لا بــد لــي منهــا وان تحصـّنت
بـــالأبلق الفــرد وبــالحَوَرنَق
لا بــد لــي منهــا وان عــثرَت
ذيــل الحســام والسـنان الازرق
وان ظفـرت بـالمنى مـن وصـلها
بـالغت فـي صـيانة العرض النقي
وان بقيــت مثــل مـا كنـت فلا
زلــت بغيــض مضــجعي ونمرقــي
أشــنّ كــل غــارة شـعوا علـى
مـن يحمهـا فـي مقنـب او فيلـق
وفــي خميــس مــن خيـار يعـرب
ذوي رمــــاح وخيــــول ســـبّق
مــن أســرتي بنــي ملـوك فهـم
اطــوع لـي مـن سـاعدي ومرفقـي
ســل ابـن خلـدون علينـا فلنـا
بيَمَـــنٍ مـــآثرٌ لـــم تمحـــق
وسـل سـليمان الكلاعـي كـم لنـا
مـــن خـــبر بخيـــبر وخنــدق
ويـــوم بـــدر وحُنَيــن وتبــو
كٍ والســـويق وبنــي المصــطلق
بهــم فخــرت ثــم زاد مفخــري
بــأدبي الغــض وحســن منطقــي
وزان علمــي أدبــي فلــن تـرى
مـــن شــعره كشــعري المنمــق
فــإن مــدحت فمــديحي يشــتفى
بـــه كمثــل العســل المــروّق
وان هجـــوت فهجــائي كالشــجى
يقــف فـي الحلـق ومثـل الشـرق
فـإن يـكُ الشـعرُ عصـى غيري فقد
أطـــاعني فـــي عيهَــق وحَنَــق
وإن يكُــن ســيفاً محلــىًّ فقَــد
أبلـــــى نجـــــادَهُ عُنُقــــي
وإن يكــن بُـرداً فقـد صـرتُ بـه
معتَجِـــزاً دونَ جميـــع الســوَقِ
وإن يكُــن تاجـا فقـد زاد سـناً
جــوهَرهُ مــذ حــلّ فـوق مفرقـي
وإن يكُـــن حديقـــةً فطالمـــا
نزّهــتُ فيهــا خــاطري وحــدقي
وإن يكـــن بحــراً غصــتُ علــى
جــوهرِه وكنــتُ نعــم المنتقـي
وهـل أنـا إلّا ابـنُ ونّـان الـذي
قرّبَــهُ كــم مــن أميـرٍ مرتقـي
أحــقُّ مــن حُلّــى بالأسـتاذِ وال
شــيخ الفقيـهِ العـالم المحقّـق
وبالمحَــــدِّثِ الشــــهير والأدي
ب والمجيــد والبليــغ المفلـق
وأعلــم النــاس بــدون مريَـةٍ
ســـيّانِ مـــن بمغــرِب ومشــرقِ
بالشـعرِ والتاريـخ والأمثال وال
أنســــــاب ســـــل تُصـــــَدِّق
فبشـــّرن ذاك الحســـود انـــه
يظفـر فـي بحـر الهجـا بـالغرق
وقــل لـه إذا اشـتكى مـن دنـس
أنــت الـذي سـلكت نهـج الزلـق
وفقــت فــي الجـأة خاصـي أسـد
فمــت بغيظــك وبــالريق اشـرق
ومـا الـذي دعـاك يـا خـب إلى
ذا الأفعـوان ذي اللسـان الفـرق
نطقــت بـالزور امـا كنـت تعـي
أن البلا موكّــــلٌ بــــالمنطق
ولـم تخـف مـن شاعر مهما انتضى
سـيف الهجـا فـرى حبـال العنـق
فلتــــق نفســــك بكفّـــك ولا
تســم فصــيح النطـق بالتمشـدق
فــذاك خيــرٌ لـك واسـتمع إلـى
نصــح الحكيـم المـاهر المـدقّق
فكــن مهــذّب الطبــاع حافظــا
لحكـــــــم وادب مفـــــــترق
وعاشـــر النــاس بخلــق حســن
تحمـــد عليــه زمــن التفــرق
ولا تصــاحب مــن يــرى لنفســه
فضــلا بلا فضــل وغيــر المتقـي
وكــل مــن ليـس لـه عليـك مـن
فضـــل فلا تطمعـــه بـــالتملق
وفــوّقن ســهم النميــري لمــن
لطـــرق العليــاء لــم يوفــق
وافعـل بمـن ترتـاب منه مثل فع
ل الملتمـــس اللــبيب الحــذق
ألقــى الصــحيفة بنهــر حيـرة
وقـال يـا ابـن هند ارعد وابرق
ولا تعــد بوعــد عرقــوب أخــا
وفـــه وفــا ســموأل بــالأبلق
شـح بـاذرع امرىـء القيـس وقـد
تـــرك نجلـــه غســيل العلــق
ومثـــل جـــار لأبـــي دؤاد لا
تطمـع بـه ان لـم تكـن بـالاحمق
واحمــد جليســا لا تخــاف شـره
وكـابن شـور لـن تـرى مـن مطرق
ونـم كنـوم الفهـد او عبـود عن
عيــب الــورى والظــن لا تحقـق
ولتـك ابصـر مـن الهدهـد والزر
قـــا بعيـــب نفســك المحقــق
وكـــن كمثـــل واســطي غفلــة
عــن شــم ضــارع وعتــب ســقق
واعـد علـى رجلـي سـليك هاربـا
مــن قــرب كــل خنبــق وسـهوق
وكـن نـديم الفرقـدين تنـج مـن
منقّـــص ومـــن طـــرو الرنــق
وكــن كعرقــب وضــب مــع مــن
عليـــك قلبـــه امتلا بــالحنق
ثمّــت لا تعجــل وكـن ابطـأ مـن
غــراب نـوح او كفنـد الموسـقى
مضــى لنـار طالبـاً وبعـد عـام
جابهـــا يســـبّ فــرط القلــق
وخــذ بتــارك وكــن كمـن اتـى
بـــالجيش خلـــف شــجر ذي ورق
وانتهــز الفرصــة مثــل بيهـس
وبالمــدى لحــم العــداة شـرق
وكــابن قيــس بهـم كـن مولمـا
وليمــــة شــــهيرة كـــالفلق
يـــوم ملاكـــه بـــأمّ فـــروة
عرقـــب كــل ذات اربــع لقــي
ولا تـــدع وان قـــدرت حيلـــة
فهـــي اجـــل عســـكر مدهــدق
إن كـان في سفك دم العدا الشفا
ســفك دم الــبريء غيــر أليَـق
ولا تحــارب ســاقط القـدر فكـم
مــن شــاهةٍ قــد غلبـت ببيـدق
وكــم حبــارى امهـا صـقر فلـم
يظفــر بغيــر حتفــه بالــذرق
وكـــم عيـــون لأســـود دميــت
بــالعض مــن بعوضـها الملتصـق
والخلــد قـد مـزق أقـوام سـبا
وهـــد ســـدا محكــم التــأنق
ولا تنقّــــص أحــــداً فكلنـــا
مــن رجــل وأصــلنا مــن علـق
لا تلــزم المــرء عيــوب أصـله
فالمســك أصــله دم فـي العنـق
والخمــر مهمــا طهـرت فبينهـا
وبيـــن اصـــلها بحكــم فــرّق
ولا تــؤيس طامعــا فــي رتبــة
لمثلهـــا نظيــرُه لــم يلحــق
فـالزّردُ يوم الغار لم يثبت له
فضــلٌ وكــان الفضــل للخـدَرنَق
وقـــوس حــاجب برهنهــا لــدى
كســرى اطمـأنّ قلبـه بمـا لقـي
لا تغـش دار الظلـم واعلـم أنها
أخــرب مــن جــوف حمــار خلـق
ولا تبـــع عرضــك بيعــة أبــي
غُبشــان بيـع الغبـن والتبلصـق
بــاع الســدانة قصــيّا آخــذاً
عوضــها نحيــا مــن أم زنبــق
ولا تكــــن كأشــــعب فربمـــا
تلحــق يومــا وافــد المحــرق
ولا تكـــن كــواو عمــرو زائداً
فـي القـوم او كمثـل نـون ملحق
لا ترجــون صــفواً بغيــر كــدر
فــذا لعمــر اللّــه لـم يتفـق
لا تكتــم الحــقّ وقلــه معلنـا
فهــو جمــال صــوتك الصّهصــلق
وصــح بــه شــبه شــبيب وأبـي
عــروة والعبــاس عنــد الزعـق
لا تــأمن الــدهر فــإن خطبــه
أرشــق نبلا مــن رمــاة الحـدق
لا تنـسَ مـا أوصى به البكري أخا
فهــو ســدادٌ فبـهِ السـوء اتّـقِ
ولا تنـس مـن دنيـاك حظـاً والـى
كالطلقــاني والخصــيب انطلــق
واعضــل كهمّــام بنــات فكــرة
ضـنا بهـا عـن غيـر فحـل معـرق
كــي لا تقــول بلســان حالهــا
مقــال هنـد ألـق مـن لـم يلـق
وســل مهــور كنــدة ان تهـدها
لــذي نــدى كـالبحر فـي تـدفق
لا تهـج مـن لم يعط واهج من اتى
إلــى الســراب بالـدلاء يسـتقي
وعـد لمـا عـودت مـن بذل اللها
فـــالعود احمــد لكــل مملــق
ولا تعــد لحــرب مــن مـنّ ولـو
مــنّ فمــا غــلّ يــداً كمطلــق
والعـود يختـار على من كان كال
مختــار أو مـن كـان ذا تزنـدق
والصـمت حصـن للفـتى مـن الردى
وقــلّ مــن شــرّ لســانه وقــي
وان وجـــــدت للكلام موضــــعاً
فكــن عــراراً فيـه أو كالأشـدق
لا تبخلــن بــردّ مــا اسـتعرته
كضــابيء فالبخــل شــر موبــق
شــح بــرد كلــب صــيد وهجــا
أربـــابه ظلمــا فلــم يصــدّق
ومـات فـي سـجن ابـن عفّـان كما
قضــى الالــه ميتــة المُحــزرَق
ونجلـــه مـــن أجلـــه أجلُــه
مـن سـطوة الحجـاج لـم يكن وقي
واســتر عـن الحسـاد كـل نعمـة
كــم فاضــل بكـأس مكرهـم سـقي
فصــــاعد علـــى مديـــح وردة
أصـــبح منحطّــاً بقــول ســهوق
وافخـر كفخـر خالد بالعير والن
فيـــر لا بحلّـــة مـــن ســـرق
واتخــذ الصــبر دلاصــا سـابغا
وبمجـــــنّ عمـــــر لا تتّــــق
وان حملــت رايــة الامــر فكـن
كجعفـــــر أو دع ولا تســــتبق
قــد قطعــت يــداه يـوم موتـةٍ
ولـــم يـــدعها لكمــي ســحوق
لكنــــه احتضــــنها لحبهـــا
فيـــا لــه مــن ســيد موفــق
وكـن إذا اسـتنجت مثـل مـن غزا
ارض العــدا بكــل طــرف أبلـق
وسـم عـدوّ الـدين بالخسـف وكـن
مثــل أبــي يوســف ذي التخبّـق
ردّ كتــاب مــن دعــاه للــوغى
منهــم ممزّقــاً لفــرط الحنــق
وقـــال إنــي لا أجيــب بســوى
جيـــش عرمـــرم وخيـــل دلــق
وضـرب الفسـطاط فـي الحين وقد
أحــاط جيشــه بهــم كالشــوذق
وكـان مـا قـد ابصـروا من بأسه
أبلــغ مــن جــوابه المشــبرق
يـا صـاح واشغل فسحة العمر بما
يعنــي وزر غبّـا رسـوم العيهـق
وابـك علـى ذنـب وقلـب قـد قسا
كالصــخر مـن هـواه لـم يسـتفق
بمقلـــة كمقلــة الخنســاء إذ
بكـــت علـــى صــخر بلا ترفــق
أو كبكــا فارعـة علـى الوليـد
وبكـــــاء خنــــدف وخرنِــــق
أو كـــن متمّمــاً بكــا متمّــم
علــى الـذنوب وارج عفـو معتـق
وكـن خميـص البطن من زاد الربا
وخمـرة التقـوى اصـطبح واغتبـق
وحصــّل العلــمَ وزنــه بـالتقى
وســائر الأوقــات فيـه اسـتغرق
وليــك قلبــك لــه أفــرغَ مـن
حجّــام ســاباط ومـن لـم يعشـق
ولا تكـن مـن قـوم موسـى واصطبر
لكـــــــدّه وللملال طلّـــــــق
وخُـصَّ علـمَ الفقـهِ بالـدرسِ وكـن
كــالليثِ أو كاشــهَبٍ والعتقــى
وفـي الحـديث النبوى إن لّم تكن
مثــل البُخـاريّ فكُـن كـالبَيهَقي
فالعلم في الدنيا وفي الأخرى له
فضــلٌ فبشــر حزبــه شـرا وقـي
واعـن بقـول الشـعر فالشعر كما
لٌ للفــتى إن بــه لــم يرتـزق
والشــعر للمجــد نجــاد سـيفه
وللعلا كالعقـــد فــوق العنــق
فقلــه غيــر مكــثر منــه ولا
تعبــأ بقــول جاهــل أو أحمـق
وإن تكُــن منــهُ عــديمَ فكــرَةٍ
فــاعنَ بجمــعِ شــملهِ المفتَـرِقَ
مـــا عـــابه الا عيــيٌ مفحــم
لعرفــه الــذكي لــم يستنشــق
كــم حاجــة يســرها وكـم قضـى
بفـــك عـــان واســـير موثــق
وكـم أديـب عـاد كـالنطف غنـيً
وكـــان افقـــر مــن المــذلّق
وكـــم حــديث جاءنــا بفضــله
عـن سـيد عـن الهـوى لـم ينطـق
وقــد تمثــل بــه وكــان مــن
أصــحابه يســمعه فــي الحلــق
وقــد بنـى المنـبر لابـن ثـابت
فكــان للانشــاد فيــه يرتقــي
وقــال لابــن أهتــم فـي مـدحه
وذمّــــه للزبرقـــان الأســـمق
مقالــــةً ختمهــــا بقــــوله
إن مــن الشــعر لحكمــة تقــي
وعنــد مــا ســمع مــن قتيلـة
رثــي قتيلهـا الـذي لـم يعتـق
ردّ لهـــا ســـلبه وقــد بكــى
شــــفقةً بــــدمعه المنطلـــق
وقــد حبــا كعبـاً غـداة مـدحه
بـــبردة ومـــائة مــن أينــق
وبشــّر الجعــديّ وابــن ثــابت
بجنـــة جـــزاء شـــعر عنســق
كـم خامـل سـما بـه إلـى العلا
بيــت مديــح مــن بليــغ ذلـق
مثــل بنــي الأنــف ومثـل هـرم
وكالــــذي يعـــرف بـــالمحلّق
وكـم وكـم حـط الهجـا مـن ماجد
ذي رتبــة قعســا وقــدر ســمق
مثـل الربيـع وبنـي العجلان مـع
بنـــي نميــر جمــرات الحــرق
لـو لـم يكـن للشعر عند من مضى
قــدرٌ علــى الكعبـة لـم يعلّـق
لــو لـم يكـن فيـه بيـان آيـة
مــا فســّرت مسـائل ابـن الأزرق
مــا هــوَ إلا كالكتابــةِ ومــا
فضــــلُهُما إلّا كشـــمس الأفُـــق
وإنّمــا نُــزِّه عنهمــا النــبي
ليُـــدرَك الإعجـــازُ بـــالتحقق
فهِـــم بــه فــإنّهُ لاشــكّ عــن
وان الحجــا والفضـل والتحَـذلُقِ
وهـــو إكســيرُ وتَــدبيرٌ لمَــن
رامَ اصـــــطيادَ ورقٍ بـــــوَرَقِ
مــن غيـر تقطيـر وتصـعيد وتـك
ليـــس وترطيــب وقتــلِ زئبــقِ
وكـــن لَّــهُ راويــة كالأصــمعي
والجهـلُ أولـى بالـذي لـم يصدق
ولــك فيمَــن كــان مثـل الأمـو
يِّ أســوةٌ بهـا اقتـدى كـلُّ تقـي
هـذا هـو المجـدُ الأصـيل فـاتَّبع
ســبيله علــى الجميــع ترتَقـي
وان أردت أن تكــــون شـــاعراً
فحلاً فكــن مثــل أبـي الشـمقمق
مـا خلـتُ فـي العصـر له من مثل
غيــر أبــي فــي مغـرب ومشـرق
لـــذاك كنّـــاه بـــه ســيدنا
السـلطان عـزّ الدين تاج المفرق
محمّــدٌ ســبط الرسـول خيـرُ مـن
ســـاد بحُســـنِ خلقــهِ الخُلُــقِ
أعنـى أميـر المـؤمنين ابنَ أمي
ر المـؤمنين ابـن الأمير المتّقى
خيــرُ ملـوكِ الغـربِ مـن أسـرتِه
وغيرهــم علـى العمـوم المطلَـق
ودوحَــةُ المجـد الـتي أغصـانها
بهــــا الأرامـــلُ ذوو تعلّـــق
لـه محَيّـىً ضـاء فـي أوج الـدجا
ســناهُ مثــلَ القمــرِ المتّســق
وراحَـــةٌ تغــارُ مــن ســيولها
ســــيولُ ودق وركـــامٍ مطبـــق
فــاقَ الرشــيد وابنَــه بحلمِـه
وعلمــــه ورأيــــه الموفّـــق
وسـاد كعبـاً وابن سعدى وابن جُد
عــانَ وحاتِمــاً ببَــذلِ الــورِق
ولـم يـدع معنـىً لمعن في الندى
ولــم يكُــن كمثلِـه فـي الخلـقِ
مــذ كــان طفلاً والسـماحُ دأبـهُ
وغيــرَ مأخـذ الثنـا لـم يعشـِق
نشــَأ فــي حجــرِ الخلافَـةِ وقـد
شــبَّ فــتى بغيرهــا لـم يعلَـق
فبــايَعَتهُ النــاسُ طــراً دفعَـةً
لــم يــكُ فيهــا أحـدٌ بالأسـبَق
وأعطيـت قـوسُ العُلا مـن قـد بَرى
أعوادَهــــا رعايَـــةٌ للأليـــق
فصــارَ فىـءُ العـدل فـي زمـانهِ
منتشــراً مثــل انتشـارِ الشـرَق
وشـادَ رُكـن الـدين بالسـيف وقد
حــازَ بتقــواهُ رضــي الموَفّــقِ
وقــد رقــى فـي ملكـه معارجـاً
لــم يــكُ غيـرهُ إليهـا يرتقـى
وردّ أرواح المكــــارم إلــــى
أجســادها بعــد ذهــاب الرمـق
والسـعد قـد ألقـى عصـى تسياره
بقصـــــر وخصـــــه بمَعشــــَقِ
يـا ملكـاً ألويـةُ النصـر علـى
نظيــره فــي غربنـا لـم تخفـق
طـاب القريـض فيكـم وازدان لي
وجــاش صـدري بالفريـد المونـق
لــولاك كنــت للمديــح تاركــاً
لعــــدم البـــاعث والمشـــوق
تـــرك الغــزال ظلّــه وواصــل
للــراء وابــن تــولب للملــق
وكنـت فـي تركـي لـه كـابن أبي
ربيعــة النــاذر عتـق الهنبـق
ومُـذ بـك الرحمـن مـنّ لـم يـزَل
فكـري فـي بحـر الثنـا ذا غـرَقِ
لازلـتَ بـدرا فـي بروج الشعر تن
ســــخُ بنــــورك ظلام الغســـَقِ
ولا برحـــتَ بالأمـــاني ظــافراً
ومــدركا لمــا تشــا مـن أنـقِ
بســورةِ الفتــحِ وطــهَ والضـحى
وآيـــة الكرســـي وآي الفلَــقِ
إليكَهــــا أرجـــوزة حُســـّانةً
لمثلهـــا ذو أدبٍ لـــم يســبقِ
كأنّهــــا أســــلاكُ درّ ويـــوا
قيــتُ تضــي كالبـارقِ المُؤتلـقِ
أعــزُّ مـن بيـضِ الأنـوقِ ومـن ال
عنقــا ومــن فحـلٍ عقـوق أبلـقِ
مــا روضــةٌ فينانَـةٌ غنّـاءُ قـد
جــادَت لهـا السـحبُ بمـاءٍ غَـدَقِ
فابتســَمَت أغصــانُها عـن أبيـض
وأحمــــــر وأصــــــفر وأزرَق
يومــاً بــأبهى للعيـون منظـرا
منهـــا ولا كلفظِهــا المرَونَــقِ
مـــا لجريــرِ وجميــل مثلُهــا
فــي غــزَلٍ وفــي نســيبٍ مونـقِ
فلـــو رآهــا الأصــمعيّ خطّهــا
كــي يســتفيد بســواد الحــدَقِ
أو فتــح الفتــح عليهـا طرفَـهُ
ســــــام قلائده بــــــالتَمَزُّقِ
أو وَصــَلت للموصـلي فيمـا مضـى
عنـد الغِنـا بغَيرهـا لـم ينطِـقِ
أو ابــن بســّامٍ رآهــا لتــدا
رك الــذخيرة بهــا عــن ملَــق
ولا أديـــبٌ فــي قــرى انــدلس
جــرت بهــا أقلامــهُ فـي مهـرق
مـن كـان يرجـو مـن سواي مثلها
رجــا مـن القربـة رشـح العـرق
حصـــّنتُها بســورة الضــحى إذا
هــوى مــن المنتحــل المشـترق
فالحمــد للّــه الــذي جعلهــا
إثمـــدَ عيـــن منصـــفٍ موفّــق
والحمــد للّــه الــذي جعلهــا
قَــذى بعيــن الحاســد الحفَلّـق
ثــم الصــلاة والســلام مـا تـغ
نّـــت أمّ مهــدِيٍّ بــروضٍ مــورق
علـــى النــبي وآلــه وصــحبه
وتــابعيهم مـن مضـى ومـن بقـي