
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ان الـــديار بجنــب ذات الجيــل
هــاجت عليــك عمايــةً لا تنجلــي
ممــا تــوهم أرســما لعبـت بهـا
أيـدي السـواري والغـوادي الهطـل
وسـفت بهـا هـوج الريـاح فأصـبحت
بعــد الأنيــس كأنهــا لـم توهـل
فتنكــــرت أعلامهــــن وعوّضــــَت
مــن حاليــات ظبائهــا بالعطّــل
فــوقفت فـي عرصـاتها أشـكو إلـى
ســفع رواكــد فــي معــرّس مرجـل
وكأنمــا العــبرات تغشـى لحيـتي
علــقٌ يســيل علــى ثغــام ممحـل
فلئن غـــدت أعلامهـــا مطموســـة
تـذور الريـاح بهـا مثـار القسطل
فلــرب يــوم صــالح فيهــا لنـا
لا نشـــتريه بيـــوم دارة جلجُــل
مــا زلـت أنـدبها واسـأل رسـمها
عــن مســتقَرّ خليطهــا المتحَمّــل
حـــتى دعـــاني مشـــمعل ناصــحٌ
مـن نـور جنـب الشـيخ ليـس بمؤتل
يأيهــا المســكين مالــك لا تنـي
دلهــا نحــن إلــى ربيبـة مجـول
تسـقى الـديار علـى تقـادم عهدها
ســربا تحــدّر مــن شــئون حفّــل
أو مـا سـمعت الغـوث تـدعو حـاله
يـا طالبـا نيـل المـراد إلا اعجل
فـــأجبته لبيـــك انــي عــاجلا
أغشـــى ذراه مــع الرعيــل الأول
متضـــرعا أشــكو إليــه بلابلــي
فعســاه يرحــم آهــتي وتململــي
يـا خيـر مـن لبس النعال ومن مشى
فـوق الـثرى بعـد النـبي المرسـل
لا زال مســجدك المبــارك مأمنــاً
للخــــائفين وعرضــــةً للنـــزّل
ومخيّمــا أمــد الزمـان لكـلّ مـا
مُتعلــــم أو ناســــك متبتّــــل
أنــي بغرتــك المبــارك ضــوؤها
نحــو المليــك تــوجّهي وتوســّلي
أنـــي أتيتــك راغبــا متضــرعا
فــارحم كمــال متلّقــي وتــذلّلي
أنـي لجـارك حيـث كنـت ومـن يكـن
جـــارا لمثلــك ســيدي لا يخــذل
فكـري جليسـك حيـث كنـت وان غـدا
جســمي ســرارك بعــد قفـر مجهـل
بــل مــا تخلــف عنــك الا بذلـة
ضــمت فصوصــا كالكعــاب المثــل
ومــديحكم بيــن الجوانــح طعمـه
كالزنجبيــل بــبرد مـاء المفصـل
ذاك الــذي قــد هزنـي للشـعر لا
دار الخليـــط بجنــب ذات الجيئل
إيــاك أدعــو للملــم إذا دهــا
وعليــك فـي نـوب الخطـوب معـوّلي
أدعــوك للنفـس اللجـوج إذا عنـت
أو مســنى منــه الزمــان بكلكـل
مــالي لمبلــغ مــا أؤملــه ولا
دفــع المخــوف سـواكم مـن مـوئل
فـارغب إلـى الرحمان في تفريج ما
أشـــكو واســـعافي بكــل مؤمّــل
واجعـل سـعادة هـذه مـع تلـك لـي
أعجولـــةً كـــالراكب المســتعجل
وارفــع مقــامي للشـماريخ العلا
بعــد التمــرغ بالحضــيض الأسـفل
دارك غريقـا غـاب فـي لجـج الهوى
وبأســهم الــدنيا مصـاب المقتـل
يـا غـوث لا تـدع اللجـوج تسـومني
فعــل المدجّــج بالضــعيف الأعـزل
فتلافنــي قبــل الفــوات فقلّمــا
يقـوى البغـاث علـى كفـاح الأجـدل
فتلافنـــي قبــل الفــوات بهمّــة
أجــدى إلــى مستصــرخ مـن جحفـل
فتلافنــي قبــل الفــوات فــإنّكم
أهــل الإغاثــة للحريــب المعـول
ولقــد شــكوتُ إلــى طـبيب مـاهر
بشــفائها لــذوي الضــنى متكفـل
ينقـي البصـائر مـن طخاها مثل ما
ينقــى مــن الأصـداء وجـه سـجنجل
متـــدرع زغــف الشــريعة راضــع
محــض المعــارف مــن ثــديّ حفّـل
فأدارهــا بيــن النــدامى قهـوةً
مزجـــت ســـلافتها بعــذب سلســل
حلــو الطبــاع مــوطىء أكنــافه
شــيحان محــترم الجنــاب مبجّــل
حـدب علـى الضـعفاء في اللأوا إذا
رجـفَ العضـاة مـن الـدبور شـمرذل
ضــرّاب عرقــوب الكهـاة إذا شـنا
هتــاك جلبــاب العــويص المشـكل
غـوث الـورى سـيديّ مصـباح الـدجى
مفتــاح مرتتَــج الملِــمّ المعضـل
قمــر بــدا فـي جنـح ليـل حالـك
فســرت شــواعله نقــاب الغيطــل
بشـــرٌ كأشـــخاص الــورى لكنــه
عـن كـل نقـص فـي الرجـال بمعـزل
شـمس الضـحى نجم الهدى بحر الندى
مــأوى الأرامــل والضـئال الفحـل
عــم الحواضــر والبــداة بنـائل
مثــل الأتــى إذا تحــدّر مـن عـل
يهــب الحــزور والفتــاة كأنهـا
بيدانـــةٌ تعطـــو لغصــن معبــل
يهــب العتـاق الجـرد بيـن طمـرّة
نهـــد مراكلهـــا ونهــد هيكــل
والعــوذ تنضــح بالنشـيل وضـمّرا
مــا بيــن ناجيــة ونــاج أفتـل
والبيض والريط اليماني سابغ الأذي
ال بيـــــن منمنــــم ومرجّــــل
تهمـى علـى الجـار الجنيـب بنانُه
تــو كــاف منسـدل الربـاب مكلّـل
يُغشـــى ذراه فمــا تهــرّ كلابــه
مـن طـول مـا اعتـادت وقوع النزّل
يــدنى الجـزور إلـى حفيـر مـترع
صـمّ الجـذول مـع الهشـيم العـدمُل
والوســق تعلفــه الإمــا تلقامـة
مــا تبتلــع منــه سـريعا تتفـل
والقــدر هائلــةُ الهـدير كأنهـا
فحـــل يشقشــق بالســوام الأبّــل
يـزوى الـدخيس عـن العظام أزيزُها
نضــاخة بالنبــل وجــه المصـطلى
فـترى العفـاة تـدور بيـن جفـانه
مثــل الـدثور تعـل بعـد المنهـل
ردحــا تكلّــل بالســديف لقــانع
متعفــــف أو قــــانع متطفــــل
مثــل الجـوابي قـد وكلـن لقاسـم
لقــن بحســبان الوفــود همرجــل
فــي منــزل رحــب المنـاخ مـدمّث
دهـــس بأقــدام العفــاة مركّــل
فــي حضـرة شـبه الكهـول شـبابها
وغريبهــا مثــل المعــم المخـول
فــي ظــل محتضـر المنـافع حـائز
طـــرف العلاء لســـودد متسلســـل
بلــغ المشــارق والمغــرب صـيته
وثنــاؤه فتبـارك المـولى العلـي
وحبـــاه علّامُ الغيـــوب مكانـــة
فــوق النعــائم والسـماك الأعـزل
ومهابــة بيــن البريـة لـم تكـن
للضــيغم الطحطــاح وسـط الغيطـل
فــتراه أهيــب واحــدا إن تلقـه
منـــه بحلقــة محفــل أو جحفــل
وتــرى بحضــرته الجبــابر خضـّعا
مثــل البغـاث خشـين وقـع الأجـدل
مــا فــاته غيــر النبـؤة مفخـرٌ
فــاللّه بـارك فـي الإمـام الأمثـل
اللّـــه بـــارك فيكـــم فلأنتــم
زاد المســافر والمقيــم المرمـل
بــل رحمــة عمّـت جميـع الأرض مـن
عنــد الكريــم المنعـم المتفضـّل
يـاذا الـذي تـزن الكمـال بحـاتم
تــزن الرعــان بحبّــة مـن خـردل
أم أنــت وازنــه بســائر عصــره
الريــش يــوزن يـا هنـاه بجنـدل
بـل أيهـا الرجـل المحـاول حصرما
جمــع الكمــال مـن الخلال الكمّـل
أقصــر عليــك فهـل سـمعت بنـازح
لجـج الغطمطـم بالمغـارف والـدلى
أو حاســب حصــباء جنــبي عالــج
بالعــدّ أو قطـر الحيـا المتهلّـل
مــن ذا يصــور قــدر غـوث كامـل
صـــحت وراثتــه الرســول مكمّــل
وعلــى الرســول وآلــه وصــحابه
أزكــى الصـلاة مـع السـلام الأكمـل
مــا هــزّ عطفــي أن يحسـن عـارف
ســرد البليــغ ثنـاءه فـي محفـل
غـــوث البريــة ان هــذي مدحــة
نســجت علــى منــوال شــعر الأول
منــوال حســان المؤيّــد أو علـى
منـوال عنـترة بيـن شـدّاد العلـى
فـي زعـم قائلهـا فمـا لـم يستقم
منهــا إلــى مــا يسـتقيم فحـول
مـا ان حـوت كـذبا سـوى مـا تدعى
أنــي أحــن إلــى ربيبــة مجـول
فاســتوجبت ثـم القبـول وان ونـت
عـن حصـر عشر العشر من تلك الحلى
شــرواك يــا غـوث البريـة قابـل
جهــد المقــلّ إذا بـه لـم يبخـل
هبنــي مقــرّا بالقصـور إذا فمـا
قــد كــان مـن نقـص هنـاك فكمـل
محمذن بن السالم الحسني، البانعمري.شاعر مجيد من شعراء شنقيط، رقيق الألفاظ سلسها، وهو أسمر، كف بصره في آخر عمره، كان من تلاميذ الشيخ سيديا.