
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جـاء الربيـع والبطـر زال الشتاء والخطر
مــن فضــل ربّ عنـده كـل لخطايـا تُغتفـر
أوحــى إليكـم ربّكـم أنّـا غفرنـا ذنبكـم
فارضوا بما يُقضى لكم إنّ الرضا خير السير
كـم قـائلين فـي الخفـا غنّـا علمنـا برّه
فاحـك لـدينا سـرّه لا تشـتغل فيمـا اشتهر
السـرّ فيـك يـا فـتى لا تلتمـس ممـن أتـى
مـن ليـس سـرّ عنـده لـم ينتفـع ممـا ظهر
انظر إلى أهل الردى كم عاينوا نور الهدى
لـم ترتفع أستارهم من بعد ما انشقّ القمر
يـا ربّنـا ربَّ المنـن إن أنت لم ترحم فمن
منـك الهـدى منك الردى ما غيرُ ذا إلا غرر
يـا شـوق أين العافيه كي اضطفر بالقافيه
عنـدي صـفات صـافيه فـي جنبهـا نطقي كَدِر
إن كـان نُطقـي مُدرِسـي قد كان عشقي مُخرِسي
والعشـق قـرنٌ غـالبٌ فينـا وسـلطانُ الظفر
ســرٌّ كــتيم لفظُــه ســيفٌ جســيمٌ لحظُــه
شــمسُ الضــحى لا تختفــي إلا بسـحَّار سـحر
يـا سـاحراً أبصـارنا بـالغتَ فـي إسحارنا
فـارفق بنا أو دارِنا إنّا حضرنا في السفر
يـا قـوم موسى إنّنا في التيه تهنا مثلكم
كيف اهتديتم فاخبروا لا تكتموا عنّا الخبر
إن عوَّقـوا ترحالنـا فـالمنُّ والسـلوى لنا
أصـلحتَ ربّـي بالنـا طاب السفر طاب الحضر
إنَّ الهـوى قـد غَرَّنـا مـن بعد ما قد سَرَّنا
فاكشــف بلطـف ضـرَّنا قـال النـبيُّ لا ضـرر
قـالوا نـدبِّر شـأنكم نفتـح لكـم آذانكـم
نرفـع لكـم أركـانكم أنتـم مصابيح البشر
هـاكم معاريـجُ اللقـا فيها تداريجُ البقا
أنعـم بـه مـن مُسـتقى أكـرم به من مستقر
العيـش حقّـاً عيشـُكم والمـوت حقّـاً مـوتُكم
والـدين والـدنيا لكـم هـذا جزاء من شكر
اسـكت فلا تكـثر أخـي إن ظَلـت تُكثر ترتخي
الحبـل فـي ريـح الهـوى فاحفظه كلا لا وزر
محمد بن محمد بن الحسين بن أحمد البلخي القونوي الرومي، جلال الدين.عالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، متصوف (ترك الدنيا والتصنيف) كما يقول مؤرخو العرب، وهو عند غيرهم صاحب (المثنوي) المشهور بالفارسية، وصاحب الطريقة (المولوية) المنسوبة إلى (مولانا) جلال الدين، ولد في بلخ (بفارس) وانتقل مع أبيه إلى بغداد، في الرابعة من عمره، فترعرع بها في المدرسة المستنصرية حيث نزل أبوه، ولم تطل إقامته فإن أباه قام برحلة واسعة ومكث في بعض البلدان مدداً طويلة، وهو معه، ثم استقر في قونية سنة 623 هـ، وعرف جلال الدين بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس في القونية في أربع مدارس، بعد وفاة أبيه (سنة628) ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوف (سنة642) أو حولها، فشغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وإنشادها، نظم كتابه (المثنوي- ط) بالفارسية (وقد ترجم إلى التركية، وشرح، وطبع بها وبالعربية وبالفارسية)، وهو منظومة صوفية فلسفية في 25700 بيت، في ستة أجزاء، كتب مقدمتها بالعربية وتخللتها أبيات عربية من نظمه، واستمر يتكاثر مريدوه وتابعو طريقته إلى أن توفي بقونية، وقبره فيها معروف إلى اليوم، في تكية أصبحت (متحفاً) بضم بعض مخلفاته ومخلفات أحفاده وكتباً.