
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غُـرَّةُ وجـهٍ سـلبت قلـبَ جميع البشر
ضـاء بهـا إذ ظهـرت باطنُ ليل كَدِر
إنِّـي وجـدت امـرأة أو صفة تملكهم
أو قمـراً محتجبـاً تحت حجاب الفِكَر
داخلــةً خارجــةً شــارقةً بارقــةً
صـورتُها كالبشـر خِلقتُهـا مـن شرر
حيـن نـأت تنقصني حين دنت تُرقصني
كـادَ سـَنَا بَرقَتِها يُذهب نورَ البصر
قامتهــا عاليــةٌ قيمتهـا غاليـةٌ
غمزتهـا سـاحرةٌ ريقتُهـا مـن سـكر
هُدهُـدُها مـن سـبأ أتحفنـا من نبأ
منـذ بهـا أخـبرني غيّبنـي كالخبر
قلتُ لروحِ القُدُسِ ما هي قل لي عجباً
قـال أمـا تعرفها تلك لإحدى الكبر
محمد بن محمد بن الحسين بن أحمد البلخي القونوي الرومي، جلال الدين.عالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، متصوف (ترك الدنيا والتصنيف) كما يقول مؤرخو العرب، وهو عند غيرهم صاحب (المثنوي) المشهور بالفارسية، وصاحب الطريقة (المولوية) المنسوبة إلى (مولانا) جلال الدين، ولد في بلخ (بفارس) وانتقل مع أبيه إلى بغداد، في الرابعة من عمره، فترعرع بها في المدرسة المستنصرية حيث نزل أبوه، ولم تطل إقامته فإن أباه قام برحلة واسعة ومكث في بعض البلدان مدداً طويلة، وهو معه، ثم استقر في قونية سنة 623 هـ، وعرف جلال الدين بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس في القونية في أربع مدارس، بعد وفاة أبيه (سنة628) ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوف (سنة642) أو حولها، فشغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وإنشادها، نظم كتابه (المثنوي- ط) بالفارسية (وقد ترجم إلى التركية، وشرح، وطبع بها وبالعربية وبالفارسية)، وهو منظومة صوفية فلسفية في 25700 بيت، في ستة أجزاء، كتب مقدمتها بالعربية وتخللتها أبيات عربية من نظمه، واستمر يتكاثر مريدوه وتابعو طريقته إلى أن توفي بقونية، وقبره فيها معروف إلى اليوم، في تكية أصبحت (متحفاً) بضم بعض مخلفاته ومخلفات أحفاده وكتباً.