
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كتـب العشـق بـأنِّي بهوى العاشق اعلم
فـــإليه نــتراجع وإليــه نتحــاكم
قمـرُ الحسـن أتاني وإلى الوصل دعاني
ورعـاني وسـقاني هـو فـي الفضل مُقدَّم
نُصِرَ العشقُ أجيبوا وغلى الوصل أنيبوا
طلـع البـدرُ فطيبـوا قدم الحبُّ وأَنعَم
لُمـع العشـقِ توالى وعلى الصبر تَعالى
طمـس البـدرُ هلالا خضـع القلـبُ وأسـلم
خــدعوني نهبــوني أخــذوني غلبـوني
وعــدوني كــذبوني فـإلى مـن أتظلّـم
ملـك الشـرق تَشـَرَّق وعلـى الروح تعلّق
غسـق النفـس تفـرّق رَبَـض الكفـر تهدَّم
نفـسُ العشـق عتـادي وعميـدي وعمـادي
فمـن العشـق تـدثّر ومـن العشـق تختّم
لـك يـا عشـق وجـودي وركـوعي وسجودي
لـك بخلـي لـك جـودي ولك الدهر مُنظَّم
ألـف الـدهرُ بعـادي جرح البعدُ فؤادي
فقــد النـوم وسـادي وسـعاداتَي نُـوّم
فـأرى الشـمل تفـرّق وأرى الستر تمزّق
وأرى السـقف تخـرّق وأرى المـوج تلاطم
وأرى البـدرَ تكـوَّر وأرى النجـمَ تكدَّر
وأرى البحـر تَسـَجَّر وأرى الهُلك تفاقم
فقـد اهـدانيَ رَبِّـي وأتـى الجـدّ بحبِّي
نهــض الحــبُّ لطبِّــي وتـداركَ وترحَّـم
نـزل العشـقُ بـداري معـه كـاس عقاري
هـومعراجُ سـواري وعلـى السـطح كسـُلَّم
بـك أحييـى وأمـوت بـك أمسـك وأفـوت
بـك فـي الـدهر سـكوت بك قلبي يتكلَّم
محمد بن محمد بن الحسين بن أحمد البلخي القونوي الرومي، جلال الدين.عالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، متصوف (ترك الدنيا والتصنيف) كما يقول مؤرخو العرب، وهو عند غيرهم صاحب (المثنوي) المشهور بالفارسية، وصاحب الطريقة (المولوية) المنسوبة إلى (مولانا) جلال الدين، ولد في بلخ (بفارس) وانتقل مع أبيه إلى بغداد، في الرابعة من عمره، فترعرع بها في المدرسة المستنصرية حيث نزل أبوه، ولم تطل إقامته فإن أباه قام برحلة واسعة ومكث في بعض البلدان مدداً طويلة، وهو معه، ثم استقر في قونية سنة 623 هـ، وعرف جلال الدين بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس في القونية في أربع مدارس، بعد وفاة أبيه (سنة628) ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوف (سنة642) أو حولها، فشغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وإنشادها، نظم كتابه (المثنوي- ط) بالفارسية (وقد ترجم إلى التركية، وشرح، وطبع بها وبالعربية وبالفارسية)، وهو منظومة صوفية فلسفية في 25700 بيت، في ستة أجزاء، كتب مقدمتها بالعربية وتخللتها أبيات عربية من نظمه، واستمر يتكاثر مريدوه وتابعو طريقته إلى أن توفي بقونية، وقبره فيها معروف إلى اليوم، في تكية أصبحت (متحفاً) بضم بعض مخلفاته ومخلفات أحفاده وكتباً.