
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا يـا صـاح لا تعجـل بقتلـي قـد دنا المقتل
ترفّـق سـاعة واسـأل وصـِل مـن بـاد بالهجران
عــذيري منـك يـا مـولى فـإنّ الهـمّ إسـتولى
وأنـت بالوفـا أولـى فلا تشـمت بـيَ الشـيطان
ألا يــا مُتلفــي زُرنــي لتحيينــي وتنشـرني
قـد اسـتوليتَ فانصـرني فـإنّ الفضـلَ بالإحسان
ومـا ذنـبي سـوى أنـي عـديم الصـبر فـي فنّي
فلا تُعـرض بـذا عنـي وجُـد بـالعفو والغفـران
أتينـــاكم أتينـــاكم فأحيونــا بلقيــاكم
وسـاقونا بسـقياكم خـذوا بـالجود يـا إخوان
دخلـتُ النـار سـكرانا حسـبت النـار أوطانـا
ألِفـتُ النـار أحيانـا فمـن ذا يألف النيران
خليلــي قــد دنــا نقلــي بلا قلـب ولا عقـل
فلا تُعــرض ولا تَقُــل ولا تردينــي بالنســيان
يقــول خــادع المَعشــَر بلاء العشـق كالسـُكر
وشـوكُ الحـبِّ كـالعبهر فمـا يبكيـك يـا فتّان
جراحـاتُ الهـوى تشـفي كـدوراتُ الهـوى تُصـفي
بُـروداتُ الهـوى تُـدفي ونيـران الهـوى ريحان
إذا اسـتغنيتَ لا تبخـل تصـدَّق في الهوى وانخل
فبئس البخل في المأكل ونعم الجود في الإنسان
ألا يــا ســاقياً أوفِــر ولا تمنُــن لتسـتكثر
أدر كاســاتنا واسـكر فـإنّ العيـش للسـكران
فلا تَســـقِ بكاســـات صـــغارٍ بــل بطاســات
وأَمــددنا بجــرّات عظــامٍ يـا عظيـم الشـان
ســـقانا ربُّنــا كاســا مراعــاةً وإيناســا
فنعـم الكـأس مقياسـا وبئس الهـمّ كالسـرحان
ألا يــا سـاقي السـكرى أنـل كاسـاتنا تـترى
تُسـلّي القلـب بالبشـرى تصـفّينا عـن الشـنآن
ســـنا بـــرق لســاقينا بكاســات تلاقينــا
تضــيء فــي تراقينــا بنــور لاح كالفرقـان
إذا أفنــاك ســُقياها وزاد الشــرب طَغواهـا
فإيّــاكم وإيّاهــا وخلّــوا دهشــة الحيـران
محمد بن محمد بن الحسين بن أحمد البلخي القونوي الرومي، جلال الدين.عالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، متصوف (ترك الدنيا والتصنيف) كما يقول مؤرخو العرب، وهو عند غيرهم صاحب (المثنوي) المشهور بالفارسية، وصاحب الطريقة (المولوية) المنسوبة إلى (مولانا) جلال الدين، ولد في بلخ (بفارس) وانتقل مع أبيه إلى بغداد، في الرابعة من عمره، فترعرع بها في المدرسة المستنصرية حيث نزل أبوه، ولم تطل إقامته فإن أباه قام برحلة واسعة ومكث في بعض البلدان مدداً طويلة، وهو معه، ثم استقر في قونية سنة 623 هـ، وعرف جلال الدين بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس في القونية في أربع مدارس، بعد وفاة أبيه (سنة628) ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوف (سنة642) أو حولها، فشغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وإنشادها، نظم كتابه (المثنوي- ط) بالفارسية (وقد ترجم إلى التركية، وشرح، وطبع بها وبالعربية وبالفارسية)، وهو منظومة صوفية فلسفية في 25700 بيت، في ستة أجزاء، كتب مقدمتها بالعربية وتخللتها أبيات عربية من نظمه، واستمر يتكاثر مريدوه وتابعو طريقته إلى أن توفي بقونية، وقبره فيها معروف إلى اليوم، في تكية أصبحت (متحفاً) بضم بعض مخلفاته ومخلفات أحفاده وكتباً.