
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ظلام النفس رفقاً بالأولى
ظلـم الـدهر وقـدما ظلمـوا
رقـدوا فـي سـاحة الهم وقد
كـانت الـدنيا لهـم تبتسـم
قـد طـوى الـدهر سماء لمعت
لهـم مـن قبـل فيهـا أنجـم
جفـت الخمـر ففـي الكأس دم
وكــذا الـدنيا خمـور فـدم
نكسـوا الطـرف وقد لاحت لهم
صــور عــن ســعدهم تزدحـم
نــدموا عمـا جنـت أيـديهم
حيــث لا ينفــع يومـا نـدم
فهمـو كـالليث يبكـي يائسا
وحــرام أن يضــام الضـيغم
انمــا الـدمع لسـان نـاطق
يتــولى قلــب مـن لا يرحـم
غيــر أن الـدهر سـيف حـده
قـاطع فيـه القضـاء المبرم
وقفـت فـي سـاحة القصر وقد
وقفــت فيــه قـديماً تظلـم
ترسـل الـدمع على الخد دما
والأســى فـي رأسـها يرتطـم
لا تـرى في يومها السعد وقد
حجــب الســعد غمـام مـرزم
فـإذا الصـبح أتاهـا ضاحكا
هالهــا منــه سـواد أقتـم
وغـذا الزخـر رنـا مبتسـما
وجـدت فـي الزهر ناراً تضرم
تســمع الجيــش يلـبى ربـه
ليـس فـي الجيـش أصـم أبكم
كـل مغـوار يـرى الروح فدى
لبلاد فـــي حماهــا يكــرم
وتـرى الأعـداء هبـوا للوغى
وعلـى النصـر جميعاً أقسموا
زمــر مــاجت كبحــر مزبـد
قادهــا مـن للـردى يقتحـم
اســد لا يرهـب المـوت وهـل
يرهـب الموت الجرىء المقدم
فكـــأن الأرض ميــدان بــه
كـــل حــي ثــائر منتقــم
خافت العقبى وما الخوف سوى
صــارم يقطــر منــه الألـم
هـي بيـن النصـر والأسر غدت
شـبحاً قـد غـاب عنـه الكلم
أسـلمت للشـك قلبـاً هالعـاً
فهــو مـن أظفـاره لا يسـلم
نـادت المـوت وما هابته إذ
كــل عيــش بـالردى يختتـم
كـان أنطنيـوس صـباً مغرمـا
فانقضـى الحـب ومات المغرم
مــــات والآلام تســــتهدفه
والأســى يلهـو بـه والتهـم
مـات مكلـوم الحشـا منتحراً
ناقمـاً طـورا وطـورا ينـدم
هــو والخنجـر فـي أحشـائه
شــبح لليـاس يعلـوه الـدم
جــاءه نعـى الـتي فارقهـا
حيــة يسـعى اليهـا الكـرم
لـم تكـن مـاتت ولكن هالها
موتهــا والصــب حـي ينعـم
أيـن مـن ضـحى لهـا أوطانه
لـم يعـض القلـب منه الندم
صـائخا للحـب لا يرعـى سـوى
عهــده ذاك الاثيـم المجـرم
ان رومــا مســتبدا ناسـيا
أن ركــن الحــق لا ينهــدم
كيـف تحيـا ربـة الحسن وقد
مـات مـن كـانت بـه تعتصـم
عقهـا الاعـوان فـي نكبتهـا
مثلا للغـــدر يــا ويحهــم
ليـس فـي النـاس وفـيّ صادق
فهـم إن مـاتت الـدنيا هـم
ايه كليو بطره اليوم انقضت
عنــك آمــال وزالــت أمـم
أنـت فـي القصـر خيال زائل
وهـو فـي العيـن مخيف مظلم
أنـت والارقـم يرنـو جائعـاً
حيــة يرنــو إليهـا أرقـم
لا تظنــى أن فـي حسـنك مـا
يســجد الليـث لـه يسـترحم
إن أوكتــاف جرىــء قــادر
ولــه النيــل ومصـر مغنـم
وجمــال العهـر مـاض ذاهـب
وجمــال الطهــر لا ينعــدم
وابتــداء الحـي منـا عـدم
وختــام الحــي منــا عـدم
محمد بن أحمد بن إسماعيل باشا تيمور.كاتب قصصي مصري، مولده ووفاته بالقاهرة، وهو ابن الأديب العالم أحمد تيمور باشا، سافر إلى برلين لتعلم الطب، ثم تركه وانتقل إلى باريس، وأقبل على قراءة كتب الأدب الفرنسي، وعاد بعد ثلاث سنوات إلى مصر، وأولع بالتمثيل فألف فرقة تمثيلية عائلية، كان هو بطلها ومؤلف رواياتها، وأجاد نظم المونولوجات التمثيلية وإلقاءها، وعاجلته الوفاة في الثلاثين من عمره.له: (وميض الروح- ط) يشتمل على مجموعة من نظمه ونثره، و(حياتنا التمثيلية- ط) وفيه روايتان فكاهيتان من قصصه احداهما (العصفور في القفص) والثانية (عبد الستار أفندي)، و(ما تراه العيون- ط) مجموعه من قصصه.