
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حشــاك ونـاراً فـي فـؤَاديَ قـادحه
ودعنــي وشـأني فـالرزيئة فـادحه
ولا تـرجُ لـي صـبراً فنفسـي حزينـة
وليسـت الـى غيـر التفجـع جـانحه
تـروح وتغـدو والرزايـا تسابق ال
رزايــا اليهــا غاديـات ورائحـه
أقـامت علـى قلـبي الغمـوم منيخة
بكلكلهـا طـول المـدى غيـر بارحه
أحـاول بالسلوى التثاماً لجرحى ال
قــديم فتـدميهِ الحـوادث جـارحه
ففـي كل يوم لي الى الحزن والبكا
دواع واســـبابٌ جفـــونيَ قــارحه
وفـي كلهـا ابكي فتروي الطيور عن
شـجوني وتغـدو متـن حزنـيَ شـارحه
اكتِــم مــا بـي والسـواجم لاتنـي
تنــمّ علــى رغمــي بسـريَ بـائحه
تســجّ وممــا يســتزيد انهمارهـا
دواهٍ شـــــداد للخلائق جــــائحه
دهتهــم واصـداءُ الـدمار أمامهـا
زواقٍ وغربـــان المنيــة صــائحه
دمــاءٌ أحلتهــا زبانيــة الشـقا
فكـانت لهـا فـي هذه الحرب سافحه
بحـرب محيـا الشـام غشـَّت خطوبهـا
لـهُ بسـموم الضـيم والضـنك لافحـه
ولكــن هــذي الحـرب ردَّت نعيمهـا
جحيمــاً والقاهــا البلاء مطـارحه
وعـاثت بهـا أيدي الرزايا لسعدها
بصمصـام نحـس مرهـف الحـد ذابحـه
وشـدت عليهـا ضـغطة الحصر فاغتدت
تقلَّـب تحـت البهـظ والخسـف رازحه
وسـدَّت علـى الاهليـن حتى منافذ ال
هـواء اليهـم للـردى الباب فاتحه
فـإن لم يموتوا فيهِ جوعاً فمن جرى
تباريــح كــرب ســانحات وبـارحه
وكممـن عزيـز بينهـم قـد قضى وما
سـمعنا عليـهِ بيننـا صـوت نـائحه
يشــق عليــهِ الاهــل ثَـم جيـوبهم
ونحـن هنـا نغشـى الهنـا ومسارحه
كـذا غـاب ابراهيـم عنـا ونحن في
توقـــع انــوار بلقيــاهُ لائحــه
تنــاقلت الأفــواه همســاً نعيَّــهُ
وظلّــت تــورّي عنـهُ غيـر مصـارحه
الـى أن تجلَّـى الامـر فيـهِ واصبحت
حقيقتــه لا تقبــل الشــكَّ واضـحه
أجـل دار ابرهيـم شيخ العلوم وال
معــارف شــطت عـن محـبيهِ نـازحه
مضـى تاركـاً فـي الشرق آثار فضلهِ
نوافجهـا تبقـى مـدى الدهر فائحه
وشــق علــى قلـب اليـراع فراقـهُ
فثلّــــم شــــقَّيهِ ودقَّ جـــوانحه
وفقــدانهُ هـال القريـض وآلـم ال
مصـــاب بــهِ اقطــابه وجحــاحجه
وهـل بعـد ابراهيـم للنـاس مطمـع
بسـاجعة فـي روضـة الشـعر صـادحه
ومـن بعـدهُ أن انشـد الشـعر شنفت
قصــائدهُ الاســماع بالـدرّ نـافحه
وهـل بعـدهُ فـي سـامر الحي تشتهي
مســاجلة زنــد القــرائح قـادحه
ومـن بعـده للكبـح والحـلِّ إن عصت
علينــا عويصـاتُ المسـائل جـامحه
وهــل بعـدهُ مـن صـالح لامـارة ال
بيــانِ فيحميــهِ ويرعــى مصـالحه
وهـل تسـمح الايـام للنـاس يا ترى
بثــانٍ لـهُ هيهـات ليسـت بسـامحه
عليـك أَيـا سـلفي العزيـز حشاشتي
تفيـض جـوى والعيـن بالـدم ناضحه
قف انظر فتلقى ابنيك وابنتك الالي
نعيَــك فيهــم كـان أكـبر فـادحه
فنجلاك فــي مصــر يــذوبان لوعـةً
ونجلاك فــي بيــروت تنحـب نـائحه
فقـدناك فقـد البـدر سـارٍ بمـتيهٍ
تعـدّتهُ آثـار الهـدى عنـهُ ما صحه
وليـس عجيبـاً أن يجـر عنـا الاسـى
عليــك كؤُوســاً بــالتفجّع طـافحه
فقـد كنـت ريحـان النفـوس وطيبها
وكــانت تــرى جـذلانه بـك فـارحه
ولمـا افترقنا منذ عامين كان بال
تلاقــي تأَســيّها فترتــاح طـامحه
ومـا كـان في حسباننا ان فرصة ال
لقـا واجتمـاع الشمل ليست بسانحه
تغمــدك الرحمـن بـالعفو والرضـى
وعمتــك منــهُ رحمـة عنـك صـافحه
ختمـت بتقـواهُ الحياة هنا ففي ال
حيـاة هنـاك انعـم بـأَيمن فـاتحه
إبراهيم بن عيسى بن يحيى بن يعقوب الحوراني.باحث أديب، من أهل حمص، أقام والداه مدة في حلب فولد بها وانتقل معهما إلى دمشق، وتعلم في مدرسة عبية (بلبنان) وطلبته الكلية الأمريكية (في بيروت) إليها سنة 1287 هـ، فأقام يعلم فيها تسع سنين، وتولى إنشاء (النشرة الأسبوعية) وعهدت إليه المطبعة الأمريكية بتصحيح مطبوعاتها، ومات في بيروت.له رسائل منها: (منهاج الحكماء في مذهب دروين- ط)، و(ديوان شعره) وفي بعض شعره رقة، و(مجموعة مقالاته) وهي كثيرة في مباحث مختلفة، و(الآيات البينات في غرائب الأرض والسماوات)، وترجم عن الإنكليزية كثيراً من (الروايات).