
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أجــودُ ابــن زيــن أو غيــوثُ سـواجم
وأزهــــارُ روض أم ثغــــورُ بواســـم
فمـــا أخصـــبت غلا بغيـــثٍ مرابـــع
مــن الزمــن أو ممــن نمتـه الأكـارم
أرى النــاس يختــالون تيهــاً كأنمـا
ســقاهم حميــا أهيــف القــد نــاعم
أرى نضـــرةً فــي كــل شــيءٍ وبنجــةً
اذو الهمـــة العليــا محمــد قــادم
أرى فــي دبــي نهضــة مــا عهــدتها
أهــل شــيدت للعلــم فيهــا معــالم
دعـــوني قليلاً افتكـــر فــي تصــوري
أفــي يقظــةٍ مـا خلـت أو أنـا نـائم
نعـم جـاء مـن قـد سـار والشـمس ذكره
ففــي كــل مصـرٍ عنـه تـروى المكـارم
فيــا مرحبـاً بالأمجـد الحـائز الثنـا
قــدمت فثغــر الســعد بالبشـر باسـم
وإن بلاداً زرتهـــــــا لوضـــــــيئة
وإن احتفــالاً لــم يكــن بــك قــاتم
ملكــت قلــوب النــاس طــرا كأنمــا
هـــواك غـــدير والقلــوب الحــوائم
ومــا رى بــك الفخــر البـدور جلالـةٍ
وأزرى نــداك الغيــث والغيــث سـاجم
فكـــل لســـانٍ بالثنــا لــك نــاطق
وكـــل فـــؤادٍ فيـــه حبـــك حــاكم
فــأنت وســام العصــر فخــراً وهمــة
وذكــرك أســنى مــا تضــم الــتراجم
تنــــافس فيـــك الأمتـــان تشـــرقاً
بعليــــاك عـــرب فضـــلت وأعـــاجم
ومــا ضــل مــن ســماك رأيـاً محمـداً
علـــي المعـــالي أو هـــدته العلائم
عليـك الرضـى يـا مرتضـى نخبـة الرضى
لـــك الحــظ والإقبــال خــل وخــادم
فــأنت الــذي أيقضــت للعلــم أمــةً
علــى قلبهــا داج مــن الجهـل فـاحم
فلقــت لهــا صــبح العلــوم فأشـرقت
ضــحاها وجــدت فــي المضـي العـزائم
وكنــت لهـا داع إلـى المجـد والعلـى
مجــداً ولــم تشــغلك عنهـا المغـانم
وأنفقــت مـا تحـويه فـي رفـع شـانها
كـــأن بهــا أوصــاك مــن قبــل آدم
تيقنـــت أن لاحـــق إلا لـــذي قـــوي
يـــدافع عنـــه مــن بغــى ويهــاجم
ولا سـلم فـي الـدنيا لمستسـلم القضـا
مـــتى دهمتــه مــن أوربــا دواهــم
فحســـبك مــا شــيدت فخــراً مؤبــداً
لـــه المجــد أس والمعــالي دعــائم
ويـا أيهـا العـرب انظـروا في مئالكم
فســيل أوربــا مــالكم عنــه عاصــم
إلى العلم يا قومي إلى العلم فانهظوا
ولا تكســـلوا فـــالفوز للعلـــم لازم
إلـى العلـم يـا قومي إلى العلم إنما
ذوو الجهــل ســيان همــوا والبهـائم
وكــم أمــة عاشــت علــى الأرض برهـة
قــد انطمسـت بالجهـل منهـا المعـالم
ثقـــوا أن لا عهـــد يـــدوم لطــامع
وليــس ثغــاء الضـان تخشـى الضـراغم
خــذوا عـن أوربـا كلمـا يضـمن العلا
ولا تقبلــوا مـا عنـه تـأبى المكـارم
إذا لـــم تكـــن هماتنــا كســيوفنا
مضـــاءً فلا جــادت علينــا الغمــائم
وإنــي والأيــام ضــدان فــي الهــوى
ومــن لـي بنصـر الحـق والـوقت غاشـم
تخــاملت لمــا خلــت عصــري خــاملاً
بنــوه وهــذا مــا جنتــه العمــائم
تعمــم مــن لا يعــرف العلـم واحتـبى
ودلـــس فانقـــادت إليــه الســوائم
ولــو نـوروا الأذهـان بـالعلم لاهتـدت
إلــى رشــدها الأفهـام والفـدم راغـم
ومــا اسـقط الإنسـان فـي الغـي عقلـه
ولكــن دنــي قــد غــوى وهــو عـالم
ومــن أســفٍ ذو العلــم يبخــس حقــه
وذو دجـــل تهـــوي إليــه الغنــائم
ومــن يتــل آيــات الكتــاب حقيقــة
رأى أنــــه فيمـــا تخيـــل واهـــم
دعــوني أقــل فــالحق اقــرب للهـدى
ومــن يتبــع غيــر الهـدى فهـو آثـم
ابعــد إبــن عبــد اللـه جـاء مشـراً
وغيــر كتــاب اللــه بــالحق حــاكم
مبارك بن حمد آل مانع، ابن عقيل.شاعر علم من شعراء الإمارات، من فحول عصره، وهبه الله قدرة فائقة حيث جمع بين الإبداع في فني الشعر الفصيح والعامي، وكانت له القدرة على طرق جميع أغراض الشعر من مديح وهجاء وغزل وإخوانيات.ولد بالأحساء، إلا أنه هاجر في صغره من الأحساء إلى دبي فاستقر وعاش فيها، ومن دبي انطلقت شهرته كشاعر غزلي متميز.عنون الشاعر لديوانه الفصيح ب(كفاية المرام لأهل الغرام)، ولديوانه العامي ب(كفاية الغريم عن المدامة والنديم).توفي في دبي.