
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حـوادث الـدهر لا تبقـي علـى بشـر
وبــاطن الأرض يطــوي كــل منتشـر
كــم نغصــت عيشـة للنـاس منعشـة
وبــدلت صــفوة الاينــاس بالكـدر
يــود كــل امـرئي ابقـاءه أبـدا
وأمــره ليــس ألا فـي يـد القـدر
المــوت يحتــاطه حـتى اذا نفـذت
حيــاته اغتـاله كالضـيغم الـزئر
هـب أنـه فـي الـدنى طالت اقامته
لا بـد يومـا لـه مـن رحلـة السفر
ولـم يصـح لـه مـا عـاش مـن قـدر
سـوى معـاش لـه فـي اللـوح مستطر
كـم راح يا صاح في راح الهوى ثمل
ومـذ صـحا صـاح والهفي على العمر
واهـا لمـن هـام في دنياه مبتهجا
مــع أنــه وأرد منهـا علـى خطـر
أمــا درى انهـا تـذوي علـى عجـل
وعـن قريـب يـرى فـي بـاطن الحفر
فبينمـا المرء في اللذات اذ نشبت
فيـه المنايـا بحـد الناب والظفر
يــا حســرة للـذي غرتـه زينتهـا
ولـم يكـن مـن دواهيهـا علـى حذر
فـذا غـدا غـافلا عمـا يـراه غـدا
طـــوبى لمنتبــه منهــا ومــدكر
هـذا الاميـر الخطير المعتلي شرفا
سـليل خيـر الأنام المصطفى المضري
مـن كـان للقـادر الغفـار عابـده
صـافي السـريرة طبعـا طيـب السير
طواه عنا الردى من بعد ما انتشرت
أعلام شـــهرته فــي كــل مفتخــر
سـاء الاسـى بربيـع الفضـل في رجب
وســامنا بخطــوب الـدهر والعـبر
اصــم اســماعنا لمـا نعـاه لنـا
وهـو الاصـم وأرمـى العيـن بالعبر
بـدر من الغرب وافي الشرق في شرف
وفــاق بـالعلم والاحسـان بالبـدر
فـانقض مـن أوجـه لمـا قضـى وطرا
وغـاب تحـت الـثرى عـن كل ذي نظر
لفقـد ذا الحبر رحب الأرض ضاق بنا
حزنـا وهـل مثل ذا سهل على البشر
وأظلـم الافـق فـي الابصار اذ افلت
انـوار شـمس العلـى عنا مع القمر
وجنـة الشـام مـن حـزن ذوت وغـدت
عليـه كالشـامة السـوداء مـن حقر
لهفـي لحـبر كبحـر فـاض مـن كـرم
بمـــورد منــه للــوراد منهمــر
وعــالم عامــل آثــاره اشــتهرت
بين الورى كاشتهار الليث والطبري
أميــر مجــد يلــوذ اللائذون بـه
ويلتجـون بـه فـي البـدو والحضـر
ناهيـك مـن سـؤدد منـه ومـن حسـب
كـالفجر لاح لنـا بالمجـد والفخـر
قـد كـان للدين والدنيا منار هدى
وكــم لـه فيهمـا مـن طيـب الاثـر
عهــدته شــامخا للعــز منتصــبا
وخفضــه بعــد روح عـز عـن فكـري
يـا روض فضـل ذوى مـن بعـد نضرته
كـم كنـت تهـدي لنا من طيب الثمر
حرمـت عليـك جيـوب الصبر وانفطرت
بــك القلـوب لوجـد قـادح الشـرر
من كان غوثا لنا في النائبات غدا
فمـن مغيـث اذن مـن غـارة الغيـر
مــا امــه اقصــد يومـا بحـاجته
الا وقــد نـال منـه غايـة الـوطر
قـد عـم احسـانه الاقطـار اجمعهـا
وفضـله فـاض بيـن النـاس كـالمطر
فـان يمـت وهـو فـرد في الجلال فق
أمـات خلقـا كعـد الرمـل والمـدر
لأن أرواحهـا من فضل راحته الجاري
بهـا مثـل مجـرى المـاء في الخضر
للــه للــه مــا ابهــى شـمائله
كأنهــا روضــة الانــوار والزهـر
مــن لاح ســيمته أو حســن شـيمته
يقــول ذا ملــك حاشـاه مـن بشـر
مــن للمسـاكين يكفيهـا ويكفلهـا
مـن بعـد يسـرته فـي وقتنا العسر
مـن للقنـا والسيوف البيض يحملها
يـوم الحـروب لنيـل الفوز والظفر
قـد كان ان رجال يوم الحرب قسورة
تفــر مـن بطشـه الأعـداء كـالحمر
لهفــي عليــه لليـل كـان يقطعـه
نفلا وذكــرا وقرآنـا الـى السـحر
وإن تســل عـن مراقيـه فحـي علـى
أي المواقـف اذ كـانت مـن الخضـر
أحيـت منـاقب محـي الدين وافتتحت
شـرح الفتوحـات في أقوالها الغرر
وعــز خلاخلا منــه النهــى شــحبا
اذ حـل منـه محـل السـمع والبصـر
وقـل لـه حسـبنا مـا قد جرى وكفى
وكـف الـدموع مـن الاعيـان كالنهر
صـبرا جميلا علـى هـذا الأسـى ولنا
بالمصـطفى أسـوة تثنـي عـن الضجر
وقـل لشـانئه المغـرور ويحـك قـد
غرتــك نفســك بــالتعريض للضـرر
لــم تكــترث بمصـاب عمنـا اسـفا
بـل همـت بشـرا بـه نشوان من أثر
هيــا تهيــأ لــرزء مثلـه وكـان
قـدمت كرهـا وأنـت اليوم غير بري
وأن تــرد مــوردا اصـداء نهلتـه
مهلا ستشـكو الصـدى منـه من الصدر
أصـبحت تغـتر في الدنيا بطول بقا
والعمـر كالصـبح مقصود على القصر
قـد مـات مـولى له الآثار تشهد ان
قـد سـارعنا الـى الجنات وهو سري
طـوبى لـه مـذ قضى نحبا زهت فرحا
لوفـده العيـن واختـالت علـى خفر
عليـه سـحب الرضـا والعفـو هاطلة
مـا نـاحت الورق في الآصال والبكر
رسول النجاري.شاعر، أديب، ولد في حمص، وأولع في حداثته بالأدب والشعر، ورحل إلى القاهرة ودخل الأزهر وتخرج منه، ثم عاد إلى مسقط رأسه حمص ثم ما لبث أن غادرها إلى دمشق حيث تعرف على علمائها وأدبائها وتوطدت عرى الصداقة بينه وبين علمين من أعلامها هما: محمد المبارك وطاهر الجزائري وله معهما مطارحات ومراسلات نثرية وشعرية.ثم عاد إلى حمص ومنها إلى الأستانة حوالي عام 1875، وفي العاصمة العثمانية نظم قصائده في مدح رجالات العرب البارزين، وعمل مع أحمد فارس الشدياق في تحرير الجوائب وتصحيح مطبوعاتها، وكتب في (الاعتدال) و(الإنسان)، وكان يرسل مقاماته وأشعاره إلى جريدة (البيان) في القاهرة وإلى (التقدم) في بيروت، ثم عمل عضواً في محكمة بداية بنغازي سنة 1887م، ثم تنقل في السلك العدلي بين البلاد العربية الواقعة تحت السلطة العثمانية، حتى أصبح مدّعياً عامّاً لدى محكمة الاستئناف في حلب الشهباء إلى أن تقاعد فقفل عائداً إلى مسقط رأسه حمص حيث توفي فيها.له: (الجواهر الغالية الأثمان في الرحلة إلى دار خلافة آل عثمان).