
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيقـظ جفونـك إنّ القلـب وسنانُ
وصـمم العـزم إن العـزم كسـلانُ
وجـدّ شـوقاً إلـى أخراك مبتدرا
ان اللـبيب إلـى أخـراه حنّـان
واعمـل لدار بها اللذات قاطبةً
روح وراح وراحـــات وريحـــان
ظــل ومــاء وأزهــار مفتّقَــة
عــن الكمـائم أشـكال وألـوان
قيعـان مسـك بها الانهار جاريةٌ
حمــر ومــاء ومــاذيٌّ وألبـان
فـي جنـة مـن نضار راق منظرها
ترابهـا المسك والجدران عقيان
مرعــى أنيـقٌ وكاسـات مشعشـعة
مــن الرحيـق وطاسـاتٌ وولـدان
بهـا المقاصـر والخيمات عاليةٌ
مـن اللئالي وفيها الحور سكان
بيــض نــواعم أبكــار منعّمـة
تحــار فيهــن ألبـابٌ وأذهـان
يرفلن من سندس الفردوس في حلَلٍ
مـن فوقهـا حلـلٌ من تحتها بان
نشــأن وســط مقاصـير مزخرفـة
لـم يطّمثهـا بهـا إنـس ولا جان
يبسـمن عـن درَرٍ راقـت لمبصرها
كالسـيف شيم ونصلُ السيف عريان
ريــق لذيــذ وأنفــاس معطّـرة
ومنطــق ســاحر الالفـاظ فتّـان
وقـد يُسـَوّرن دار الخلـد أسورَةً
فيهـــن درٌّ ويــاقوت ومرجــان
فـي مثـل ذاك فنافس كلّ ذي ورع
وجاهـد النفـس ان النفس شيطان
مهـــورهن صـــلاح دائمٌ وتقــىً
زهـــد وصــبر وإخلاص وإيمــان
جـزاء كـل علـى ما كان من عمل
ان الجـزاء علـى الإحسان إحسان
أذاك خيـرٌ أم الدار التي خلقَت
بــاد الهـوان فلا عـزٌّ ولا شـان
أفنـت قرونا وافنت بعدها أمما
بادوا جميعا وجفن الدهر يقظان
أهـون بـدار غـرور نفعهـا ضررٌ
لصـفوها كـدر فـي الوفر حرمان
لا بربحُ المرء من ءامالها أملاً
الا ســيعقب ذاك الربـح خسـران
لا يشـبع المرء من فقر ومن أشر
الا غـدا وهـو يوم الحشر جوعان
ولا يزيـد ثـراء المـال من طمعٍ
الا وبُــدِّلَ ذاك الحــقّ خســران
من كان يضحك في دنياه من فرح
فسـوف تبكيـه فـي أخراه أحزان
أمانــةٌ وعهـودٌ ليـس يحملهـا
الاجريىـء علـى الخيـرات معوان
لا تحسـب النظـم أقـوالا ملَفَّقَـة
كلا يصــــدقه نــــص وقـــرآن
فـاختر لنفسك ما تبقيه من جذل
وزن بعقلــك ان العقـل ميـزان
سيدي المختار بن أبي بكر الكنتي.عالم متفنن، وشيخ تصوف كبير، ومؤلف متبحر، من أفراد عصره علماً وصلاحاً، يتصل نسبه بعقبة بن نافع الفهري الصحابي، الذي فتح بلاد المغرب، وهذا يعارض ما ثبت عند النسابين في أرض الصحراء من أن كنت من بني أمية، ويمكن الجمع بينهما بأن الشيخ من كنت بطريق الموالاة لا بطريق النسب.ومن نظر في كتبه تبين له فضله، سواء كانت في الحقائق أو غيرها.