
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لــي مــن الشــمس خِدمَــةٌ صـفراء
لا أُبـــالي إذا أتــاني الشــَّتاءُ
ومــن الزمهريــر إن حــدث الغَـي
مُ ثيـــابي وطَيلَســـاني الهــواءُ
بَيــتيَ الأرضُ والفضــاءُ بــه ســُو
رٌ مُــدَارٌ وســَقفُ بَيــتي الســَّمَاءُ
لو تراني في الشمس والبردُ قد أنح
لَ جســـمي لقلـــتَ إنـــي هَبَــاءُ
لـي مـن الليـل والنهار على الطو
لِ عــــزاءُ لا يَنقَضــــي وهَنَـــاءُ
فكــأنَّ الإِصــباحَ عنـدي لمَـا فيـه
حَـــــبيبٌ رقيبُـــــه الإمســــَاءُ
شـــنَعَّ النـــاسُ أننـــي جــاهليٌّ
مـــا نــوى ومــا لهــم أهــواءُ
أخــــذوني بظـــاهرٍ إذ رأونـــي
عَبـــدَ شـــمسٍ تَســُوءُه الظلمــاءُ
إنَّ فصــل الشــتاء منـذ نحـا جـس
ســـمي أبـــدت ثيــابَهُ الأعضــَاءُ
فيــــه عظمــــى المـــبرَّدُ إذ عَ
زَّ الكســـائيُّ واحتمَـــى الفَــرَّاءُ
آهِ واحســرتي لقــد ذهــبَ العُــم
رُ وحظـــــى تأســـــُّفٌ وعَنــــاءُ
كلمــا قلــتُ فـي غـدٍ أدرِكُ السـؤ
لَ أتـــاني غَـــدٌ بمــا لا أشــاءُ
لســتُ ممــن يخــصُّ يومــا بشـكوا
هُ لأن الأيــــام عنــــدي ســـواءُ
حــارَ فكـري وضـاق صـدري وإن حـا
زَ همومــاً يَضــيقُ عنهــا الفَضـاءُ
كــل يــوم أُنيــلُ قلــبيَ بالفـك
ر نعيمـــاً يعـــود وهــوَ شــقاءُ
ليــت شــعري مــتى يُنَــزَّهُ شـعري
عــن ظنــونٍ للفكــر فيهـا رجـاءُ
أتـرى هـل أعيـش حـتى يقـول الـن
اسُ فيـــــه نزاهــــةٌ وإبــــاءُ
يـا فـؤادي صـبراً فمـا زالـت الأَي
ام فيهـــا الســـراء والضـــَّرَّاءُ
أنـت يـا قَلـبُ بعـد فرقَتِـك الصـَّد
رَ غريــــبٌ وهكــــذا الغُرَبـــاء
لـــي مــن جــاهه وأخلاقــه عــن
د هجيـــر الخطـــوب ظــلٍّ ومــاءُ
أيهـــذا الرئيـــسُ دعــوةَ عَبــدٍ
أصــبح الحُــزنُ دَأبَــهُ والبكــاءُ
مــات فَقــراً وأَصــلُ ذلـك إذ مـا
تَــت مــن اللُّــؤم أنفُــسٌ أَحيَـاءُ
لا تَسـَلني عنهـم فعبـدك فـي الشـِّع
رِ حَـــبيبٌ وهـــم لـــه أعـــداء
أبعَــدوني مخافــةَ الشــكر حــتى
أوهمـــوني أنَّ المديـــحَ هجـــاءُ
وإلــى عَـدلك الكريـم أشـتكي جَـو
رَ الليـالي فاصـنع إِذا مـا تَشـَاءُ
يحيى بن عبد العظيم بن يحيى بن محمد، أبو الحسين الجزار، جمال الدين. شاعر مصري ظريف. كان جزاراً بالفسطاط، وكذلك أبوه وبعض أقاربه. وأقبل على الأدب، وأوصله شعره إلى السلاطين والملوك، فمدحهم وعاش بما كان يتلقى من جوائزهم. وكانت بينه وبين السراج الوراق وغيره مداعبات. وكان من أصدقاء (ابن سعيد) صاحب كتاب (المغرب في حلى المغرب) فملأ ابن سعيد خمسين صفحة من كتابه بما انتقى من شعره. له (العقود الدرية في الأمراء المصرية - خ) منظومة انتهى بها إلى أيام الظاهر بيبرس، و(ديوان شعر - خ) صغير، في المكتبة الصادقية بتونس، لعله مختارات من شعره، فإن ديوانه كبير كما يقول ابن تغري بردي، و(فوائد الموائد - خ)، و(الوسيلة إلى الحبيب في وصف الطيبات والطيب) ذكره بروكلمن، و(تقاطيف الجزار) شعر.