
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بربـك أيهـا الفلـك المـدار
أقصـد ذا المسـير أم اضطرار
مـدارك قـل لنـا فـي أي شيء
ففـي أفهامنـا منـك ابتهـار
وفيـك نـرى الفضاء وهل فضاء
سـوى هـذا الفضـاء بـه تدار
وعنـدك ترفـع الأرواح أم هـل
مـع الأجسـاد يـدركها البوار
ومــوج ذا المجـرة أم فرنـد
علـى لجـج الـدروع لـه أوار
وفيـك الشـمس رافعـة شـعاعاً
بأجنحـــة قوادمهــا قصــار
وطـوقٌ في النجوم من الليالي
هلالــك أم يــد فيهـا سـوار
وشـهب ذا الخواطـف أم ذبـال
عليهـا المـرخ يقدح والعفار
وترصــيع نجومــك أم حبــاب
تؤلـف بينـه اللجـج الغـزار
تمــد رقومهــا ليلاً وتطــوى
نهـاراً مثـل مـا طـوى الإزار
فكـم بصـقالها صـدي البرايا
ومـا يصـدى لهـا أبـداً غرار
تبــاري ثــم تخنـس راجعـات
وتكنـس مثـل مـا كنس الصوار
فبينـا الشـرق يقدمها صعوداً
تلقاهـا مـن الغـرب انحـدار
علـى ذا مـا مضى وعليه يمضي
صــوالُ منــي وآجــال قصـار
وأيـــام تعرفنـــا مــداها
لهــا أنفاسـنا أبـداً شـفار
ودهــر ينـثر الأعمـار نـثراً
كمـا للغصـن بـالورد انتثار
ودنيــا كلمـا وضـعت جنينـاً
غــذاه مــن نوائبهـا ظـؤار
هـي العشـواء مـا خبطت هشيم
هـي العجمـاء مـا جرحت جبار
فمــن يــوم بلا أمــس ليـوم
بغيـر غـد إليـه بنـا يسـار
ومــن نفســين فـي أخـذ ورد
لروع المرء في الجسم انتشار
وكـم مـن بعـد ما ألفت نفوس
حســوماً عـن مجاثمهـا تطـار
ألــم تـك بـالجوارح آنسـات
فكـم بـالقرب عـاد لها نفار
فــإن يــك آدم أشـقى بنيـه
بــذنب مــاله منـه اعتـذار
ولــم ينفعـه بالأسـماء علـم
ومـا نفـع السجود ولا الجوار
فــاخرج ثـم أهبـط ثـم أودي
فــترب السـاقيات لـه شـعار
فــأدركه بعلــم اللّـه فيـه
مـن الكلمـات للـذنب اغتفار
ولكــن بعــد غفــران وعفـو
يُعَيَّـــر مــا تلا ليلاً نهــار
لقـد بلـغ العـدو بنـا مناه
وحــل بــآدم وبنـا الصـغار
وتهنـا ضـائعين كقـوم موسـى
ولا عجـــل أضـــل ولا خــوار
فيـا لـك أكلـة ما زال منها
علينــا نقمــة وعليـه عـار
تُعـاقب في الظهور وما ولدنا
ويُذبـح فـي حشـا الأم الحوار
وننتظــر الرزايـا والبلايـا
وبعـد فبالوعيـد لنا انتظار
ونخـرج كـارهين كمـا دخلنـا
خـروج الضـب أحـوجه الوجـار
فمـاذا الامتنـان علـى وجـود
لغيـر الموجـدين بـه الخيار
وكـانت أنعمـا لـو أن كونـاً
نخيـــر قبلــه أو نستشــار
أهـذا الـداء ليـس لـه دواء
وهـذا الكسـر ليس له انجبار
تحيــر فيـه كـل دقيـق فهـم
وليـس لعمـق جرحهـم انسـبار
إذا التكـوير غال الشمس عنا
وغـال كـواكب الليـل انتثار
وبــدلنا بهــذي الأرض أرضـاً
وطــوح بالســموات انفطــار
وأذهلـت المراضـعُ عـن بنيها
لحيرتهــا وعطلــت العشــار
وغشـى البـدر مـن فـرق وذعر
خســـوف للتوعـــد لا ســرار
وســيرت الجبـال فكـن كثبـاً
مهيلات وســــجرت البحــــار
فـأين ثبـات ذي الألبـاب منا
وأيـن مع الرجوم لنا اصطبار
وأيـن عقـول ذي الإفهـام مما
يــراد بنـا وأيـن الاعتبـار
وأيـن يغيـب لـب كـان فينـا
ضــياؤك مــن سـناه مسـتعار
ومــا أرض عصــته ولا ســماء
ففيـم يغـول أنجمهـا انكدار
وقــد وافتـه طائعـة وكـانت
دخانــاً مــا لفـاتره شـرار
قضــاها ســبعة والأرض مهـداً
دحاهــا فهــي للأمــوات دار
فمـا لسـمو مـا أعلا انتهـاء
ولا لســمو مــا أرسـى قـرار
ولكـن كـل ذا التهويـل فيـه
لـذي الألبـاب وعـظ وازدجـار
محمد بن الحسين ابن عبد الله بن أحمد بن يوسف بن الشِّبل بن أسامة، الشاعر أبو علي. شاعر من شعراء quotدمية القصرquot من كبار شعراء بغداد في عصره، قال الباخرزي: (أبو علي بن شبل البغدادي رأيته ببغداد سنة خمس وخمسين وأربعمائة، فوجدته وقد شدّ على الأدب الجزل أزرار ثيابه، وجمع أقسام الفضل مِلءَ إهابه. وذكرته في خُطبة هذا الكتاب عند ذكر السادة الأرباب. وفرغتُ ثم مما يليق بهذا الباب. وقد كان أعارني صدراً صالحاً من فوائده، وأهدى إليّ قدْراً كافياً من فرائده. ولم تُمتِّعني الأيام بها وزاحمتني الحوادث فيها، حتى عدمت من فضل ربيعها زهراً ووَرْداً، وبقيتُ بعدها كالسيف فرْداً. ثم أورد له 4 قطع في 11 بيتا).وترجم له أبو سعد السمعاني ترجمة مطولة نقلها القفطي في كتاب quotالمحمدون من الشعراءquot قال: كتب إليّ أبو شهاب ابن محمود الشَّذباني، أخبرنا أبو سعد عبد الكريم ابن محمد بن منصور المروزيُّ بالجامع القديم من كتابه قال: (محمد بن الحسين ابن عبد الله بن أحمد بن يوسف بن الشِّبل بن أسامة، الشاعر أبو علي من أهل شارع دار الرقيق ببغداد، أحد الشعراء الموجودين، وكان من ظريف البغداديين، مدح الناس، وكان قيِّماً بصناعة الشعر، انتشر ديوانه وشعره في الأقطار، وسمع غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام عن أحمد ابن علي بن البادا، وروى عن الأمير أبي محمد الحسين بن عيسى بن المقتدر بالله حكايات؛ روى لنا عنه أبو القاسم ابن السَّمرقندي وأبو الحسن ابن عبد السلام الكاتب وأبو السَّعادات ابن العطاري، وأبو سعد إبن الزَّوزنيَ ببغداد، ومحمد بن القاسم بن المظفر القاضي بالموصل).