
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أوَّلُ مَـــا نَســـتَفتِحُ المَقَـــالا
بِـــذِكرِ حَمـــدِ رَبِّنَـــا تَعَــالَى
فَالحَمــدُ للّــهِ عَلَـى مَـا أنعمَـا
حَمـداً بِـهِ يَجلُـو عَنِ القَلبِ العَمى
ثُـــمَّ الصـــَّلاةُ بَعـــدُ وَالســَّلامُ
عَلَـــى نَبِـــيٍّ دِينُـــهُ الإِســـلامُ
مُحَمَّــــدٍ خـــاتَمِ رُســـلِ رَبِّـــهِ
وآلِـــهِ مِـــن بَعـــدِهِ وَصـــَحبِهِ
وَنَســـألُ اللــهَ لَنَــا الإِعَــانَه
فِيمـــا تَوَخَّينَــا مِــنَ الإبَــانَه
عَــن مَـذهَبِ الإِمَـامِ زَيـدِ الفَرَضـِي
إذ كَــانَ ذَاكَ مِــن أهَــمِّ الغَـرَضِ
عِلمـاً بـأَنَّ العِلـمَ خَيـرُ مَـا سُعِي
فِيــهِ وأولَـى مَـالَهُ العَبـدُ دُعِـي
وَأنَّ هــذَا العِلــمَ مَخصــُوصٌ بِمَـا
قَـد شـَاعَ فِيـه عِنـدَ كُـلِّ العُلَمَـا
بِـــــأَنَّهُ أوَّلُ عِلــــمٍ يُفقَــــدُ
فِــي الأرضِ حَتَّــى لا يَكــادُ يُوجَـدُ
وَأنَّ زَيــــداً خُــــصَّ لا مَحَـــالَه
بِمَـــا حَبَــاهُ خــاتَمُ الرِّســَالَه
مِــن قَــولِهِ فــي فَضــلِهِ مُنَبِّهَـا
أفرَضـــُكُم زَيــدٌ وَنَاهِيــكَ بِهَــا
فَكــانَ أولَــى بِاتبَـاعِ التَّـابِعِي
لا ســِيَّما وَقَــد نَحَــاهُ الشـَّافِعِي
فَهَــاكَ فِيِــه القَـولَ عَـن إِيجَـازِ
مُبَـــرَّأ عَـــن وَصـــمَةِ الأَلغَــازِ
أســبَابُ مِيــرَاثِ الــوَرَى ثَلاَثَــه
كُـــلٌّ يُفِيـــدُ رَبَّـــهُ الــوِرَاثَه
وَهــــيَ نِكــــاحٌ وَوَلاءٌ وَنَســــَب
مَـــا بَعــدَهُنَّ لِلمَــوَارِيثِ ســَبَب
وَيمنَــعُ الشــَّخصَ مِــنَ المِيــرَاثِ
وَاحِـــــدَةٌ مـــــن عِلَــــلٍ ثَلاثِ
رِقٌّ وَقَتــــــلٌ وَاختِلافُ دِيــــــنِ
فَــافهَم فَليــسَ الشــَّكُّ كَـاليَقِينِ
وَالوَارِثُــونَ مِــنَ الرِّجَـالِ عَشـَرَه
أســـمَاؤُهُم مَعرُوفَـــةٌ مُشـــتَهِرَه
الابــنُ وَابـنُ الإبـنِ مَهمَـا نَـزَلا
والأَبُ والجَـــــدُّ لَــــهُ وَإن عَلا
والأخُ مِـــن أيِّ الجِهَـــاتِ كَانَــا
قَــد أنــزَلََ اللـهُ بِـهِ القُرآنـا
وَابــنُ الأخِ المُـدلِي إلَيـهِ بِـالأَبِ
فَاســمَع مَقَــالاً لَيــسَ بِالمُكَــذَّبِ
والعَــمُّ وَابــنُ العَـمِّ مِـن أَبِيـهِ
فَاشــكُر لِــذِي الإِيجَـازِ وَالتَنيِـه
وَالـــزَّوجُ والمُعتِــقُ ذُو الــوَلاء
فَجُملَـــــة الــــذُّكُورِ هــــؤُلاءِ
وَالوارِثَــاتُ مِــنَ النِّســَاءِ سـَبعُ
لَــم يُعــطِ أُنـثى غَيرَهُـنَّ الشـَّرعُ
بِنــتٌ وَبِنــتُ ابــنٍ وأُمٌّ مُشــفِقَه
وزَوجَـــــةٌ وَجَــــدَّةٌ وَمُعتِقَــــه
وَالأخــتُ مِــن أيِّ الجِهَــاتِ كـانَت
فهـــــذِهِ عِـــــدَّتُهُنَّ بَـــــانَت
وَاعلَــم بِــأنَّ الإرثَ نَوعَـانِ هُمَـا
فَــرضٌ وَتَصــِيبٌ عَلَــى مَــا قُسـِما
فــالفَرضُ فــي نَـصِّ الكِتَـابِ سـِتَّه
لا فَــرضَ فـي الإِرثِ سـِوَاهَا البَتَّـه
نِصــفٌ وَرُبــعٌ ثُــمَّ نِصــفُ الرُّبـعِ
وَالثُّلــثُ وَالســُّدسُ بِنَــصِّ الشـَّرعِ
وَالثُّلُثَــــانِ وَهُمَـــا التَّمـــامُ
فَـــاحفَظ فَكُـــلُّ حَـــافِظٍ إمَــامُ
وَالنِّصـــفُ فَــرضُ خَمســَةٍ أفــرَادِ
الـــزَّوجُ وَالأنـــثى مِـــنَ الأَولادِ
وَبِنــتُ الابــنِ عِنـدَ فَقـدِ البنـتِ
وَالأخــتُُ فــي مَــذهَبِ كُــلِّ مُفتِـي
وَبعــدَهَا الأخــتُ الَّتِــي مِـنَ الأَبِ
عِنـــدَ انفِرَادِهِـــنَّ عَــن مُعَصــِّبِ
وَالرُّبـعُ فَـرضُ الـزَّوجِ إِن كَانَ مَعَه
مِـن وَلَـدِ الزَّوجَـةِ مَـن قَـد مَنَعَـه
وَهـــوَ لِكُــلِّ زَوجَــةٍ أو أكثَــرَا
مَــع عَــدمِ الأولادِ فِيمــا قُــدِّرَا
وَذِكـــرُ أولادِ البَنِيـــنَ يُعتَمَــد
حَيثُ اعَتَمدنَا القَولَ في ذِكرِ الوَلَد
وَالثُّمـــنُ لِلزَّوجَـــةِ وَالزَّوجَــاتِ
مَــعَ البَنِيــنَ أو مَــعَ البَنَــاتِ
أو مَـــعَ أولادِ البَنِيــنَ فَــاعلَمِ
وَلا تظُــنَّ الجَمــعَ شــَرطاً فَـافهَمِ
وَالثُّلُثَــــانِ لِلبَنَـــاتِ جَمعـــا
مَـــا زَادَ عَــن وَاحِــدَةٍ فَســَمعَا
وَهـــوَ كَـــذاكَ لِبنَـــاتِ الابــنِ
فَـافهَم مَقـالِي فَهـمَ صـَافِي الذِّهنِ
وَهـــوَ لِلاختَيـــنِ فَمَـــا يَزِيــدُ
قَضـــى بِــهِ الأحــرارُ والعَبِيــدُ
هـــــــذَا إِذَا كُــــــنَّ لأُمٍّ وَأبِ
أو لأبٍ فَاعمَــــل بِهـــذَا تُصـــِبِ
وَالثُّلــثُ فَــرضُ الأُمِّ حَيـثُ لاَ وَلَـد
وَلا مِــنَ الإِخــوًَةِ جَمــعٌ ذو عَــدَد
كَــــاثنَينِ أَو ثِنتَيــــنِ أَو ثَلاثِ
حُكـــمُ الــذُّكُورِ فِيــهِ كَالإِنَــاثِ
وَلا ابــنُ إبــنٍ مَعَهَــا أو بِنتُـهُ
فَفرضــُهَا الثُّلــثُ كَمَــا بَيَّنتُــهُ
وَإن يَكُـــــــــــن زوجٌ وَأُمٌّ وَأبُ
فَثُلُـــثُ البَـــاقِي لَهَــا مُرَتَّــبُ
وَهكَـــذَا مَـــع زَوجَــةٍ فَصــَاعِدَا
فَلا تَكُــن عَــنِ العُلُــومِ قاعِــدا
وَهــــوَ لِلاثنَيـــنِ أوِ اثنتَيـــنِ
مِـــن وَلَـــدِ الأُمِّ بِغَيـــرِ مَيــنِ
وَهكَــــذَا إن كَثُـــرُوا أو زادُوا
فَمَـــا لَهُــم فِيمــا ســِوَاهُ زَادُ
وَيســــتَوِي الإِنَـــاثُ وَالـــذُّكُورُ
فِيــهِ كَمَــا قَـد أوضـَحَ المَسـطُورُ
وَالســُّدسُ فَـرضُ سـَبعَةٍ مِـنَ العَـدَد
أبٍ وَأُمٍّ ثُـــمَّ بِنــتِ ابــنِ وَجَــد
وَالأخــتِ بِنــتِ الإبـنِ ثُـمَّ الجَـدَّه
وَوَلَــــدُ الأُمِّ تَمَــــامُ العِـــدَّه
فَـــالأَبُ يَســـتَحِقُّهُ مَــعَ الوَلَــد
وَهكَـــذَا الأُمُّ بِتَنزِيـــلِ الصــَّمَد
وَهكَــذَا مَــع وَلَــدِ الإِبـنِ الَّـذِي
مَــا زَالَ يَقفُــو إثــرَهُ وَيحتَـذِي
وَهــوَ لَهَــا أَيضــاً مَـعَ الإثنَيـنِ
مِــن إخــوَةِ المَيــتِ فَقِـس هـذَينِ
وَالجــدُّ مِثــلُ الأبِ عِنــدَ فِقَــدِه
فــي حــوزِ مَــا يُصــيبُهُ وَمَــدِّهِ
إلاَّ إذَا كَــــانَ هُنَـــاكَ إخـــوَه
لِكَــونِهِم فـي القُـربِ وَهـوَ إسـوَه
أو أبَــــوَانِ مَعهُمَــــا زَوجٌ وَرِث
فَــالأُمُّ لِلثُّلــثِ مَــعَ الجَـدِّ تَـرِث
وَهكَـــذَا لَيـــسَ شــَبِيهاً بِــالأَبِ
فـــي زَوجَـــةِ المَيـــتِ وَأُمِّ وَأبِ
وَحُكمُــــهُ وَحكمُهُــــم ســــَيَأتِي
مُكَمَّـــلَ البَيَــانِ فــي الحَــالاتِ
وَبِنــتُ الابــنِ تَأخُـذُ السـُّدسَ إذَا
كــانَت مَـعَ البِنـتِ مِثَـالاً يُحتـذَى
وَهكَــذَا الأُخــتُ مَـعَ الأُخـتِ الَّتِـي
بِـــالأبَوَينِ يَـــا أُخَـــيَّ أدلَــتِ
وَالســُّدسُ فَــرضُ جَـدَّةٍ فـي النَّسـَبِ
وَاحِـــــــدَةٍ كَــــــانَت لأُمٍّ وَأبِ
وَوَلَــــدُ الأمِّ يَنَـــالُ السُّدســـَا
وَالشــَّرطُ فــي إفــرَادِهِ لا يُنسـى
وَإن تَســــَاوَى نَســـَبُ الجَـــدَّاتِ
وَكُـــــنَّ كُلُّهُـــــنُّ وَارِثَـــــاتِ
فَالســــُّدسُ بَينَهُـــنَّ بِالســـَّوِيَّه
فــي القِسـمَةِ العَادِلَـةِ الشـَّرعِيَّه
وَإن تَكُــــن قُربـــى لأُمٍّ حَجَبَـــت
أُمَّ أَبٍ بُعـــدَى وَسُدســـاً ســـَلَبَت
وَإن تَكُـــن بِـــالعَكسِ فــالقَولانِ
فــي كُتـبِ أهـلِ العِلـمِ مَنصُوصـَانِ
لا تَســقُطُ البُعــدَى عَلَـى الصـَّحِيحِ
وَاتَّفَــقَ الجُــلُّ عَلَــى التَّصــحِيحِ
وَكُـــلُّ مَــن أدلَــت بِغَيــرِ وَارِثِ
فَمَــا لَهَــا حَــظٌّ مِــنَ المَـوَارِثِ
وَتَســقُطُ البُعــدَى بِــذاتِ القُـربِ
فـي المَـذهَبِ الأَولَـى فَقُل لِي حَسبِي
وَقَـــد تَنَــاهَت قِســمَةُ الفُــرُوضِ
مِـــن غَيـــرِ إشــكالٍ وَلا غُمُــوضِ
وَحُــقَّ أَن نَشــرَعَ فــي التَّعصــِيبِ
بِكُــــلِّ قَـــولٍ مُـــوجَزٍ مُصـــِيبِ
فَكُــلُّ مَــن أحــرزَ كُــلَّ المَــالِ
مِـــنَ القَرَابَـــاتِ أوِ المــوَالِي
أو كـانَ مَـا يَفضـُلُ بَعد الفَرض لَه
فَهــوَ أخُــو العُصــُوبَةِ المُفضـَّلَه
كَـــالأَبِ وَالجَـــدِّ وَجـــدِّ الجَــدِّ
والإبـــنِ عِنــدَ قُربِــهِ وَالبُعــدِ
وَالأَخِ وَابـــــنِ الأَخِ وَالأَعمَــــامِ
وَالســـَّيِّدِ المُعتِــقِ ذِي الإِنعــامِ
وَهكَـــــذَا بَنُــــوهُمُ جَمِيعــــاً
فَكًُـــن لِمَـــا أَذكُـــرُهُ ســَمِيعاً
وَمَــا لِـذِي البُعـدَى مَـعَ القَرِيـب
فـــي الإِرثِ مِــن حَــظٍّ وَلا نَصــِيبِ
وَالأَخُ وَالعَـــــــــــــمُّ لأُمٍّ وَأبِ
أولَـى مِـنَ المُـدلِي بِشـَطرِ النَّسـَبِ
وَالإبــــنُ وَالأَخُ مَــــعَ الإِنَـــاثِ
يُعَصــــِّبَانِهِنَّ فــــي المِيـــراثِ
وَالأخَــــوَاتُ إِن تَكُــــن بَنَـــاتُ
فَهُـــــنَّ مَعهُـــــنَّ مُعصـــــَّبَاتُ
وَلَيــسَ فــي النِّسـَاءِ طُـرّاً عَصـَبَه
إلا الَّتِــي مَنَّــت بِعِتــقِ الرَّقَبَـه
وَالجَــدُ مَحجُــوبٌ عَــنِ المِيــرَاثِ
بِــــالأَبِ فـــي أحـــوَالِهِ الثَّلاثِ
وَتَســقُطُ الجَــدَّاتُ مِــن كُـلِّ جِهَـه
بِــالأُمِّ فَـافهَمهُ وَقِـس مَـا أَشـبَهَه
وَهكَــذَا ابــنُ الابـنِ بِـالإِبنِ فَلا
تَبـغِ عَـنِ الحُكـمِ الصـَّحِيحِ مَعـدِلا
وَتَســــقُطُ الإخـــوَةُ بِالبَنِينَـــا
وَبِـــالأَبِ الأَدنَــى كَمَــا رَوَينَــا
أو بِبَنِــي البَنِيــنَ كَيـفَ كَـانُوا
ســِيَّانِ فِيــهِ الجَمــعُ وَالوِحـدَانُ
وَيَفضـــُلُ ابـــنُ الأُمِّ بِالإِســـقَاطِ
بِالجَــدِّ فَــافهَمهُ عَلَــى احتِيَـاطِ
وَبِالبَنَــــات وَبَنَــــاتِ الابـــنِ
جَمعــاً وَوِحـدَاناً فَقُـل لِـي زِدنِـي
ثُــمَّ بَنَــاتُ الابــنِ يَسـقُطنَ مَتَـى
حَـازَ البَنَـاتُ الثُّلُثَيـنِ يَـا فَتَـى
إلاَّ إذَا عَصــــــَّبَهُنَّ الــــــذَّكَرُ
مِـن وَلَـدِ الإِبـنِ عَلَـى مَـا ذَكَـرُوا
وَمِثلُهُــــنَّ الأخَـــوَاتُ اللَّلاتِـــي
يُــدلِينَ بِــالقُربِ مِــنَ الجِهَــاتِ
إذا أخَــــذنَ فَرضـــَهُنَّ وَافِِيَـــا
أســـقَطنَ أولاَدَ لا أبِ البَوَاكِيَـــا
وَإن يَكُــــن أخٌ لَهُـــنَّ حاضـــِرَا
عَصــــَّبَهُن بَاطِنــــاً وَظَــــاهِرَا
وَلَيــــسَ إبـــنُ الأخِ بِالمُعصـــِّبِ
مَــن مِثلَـهُ أَو فَـوقَهُ فـي النَّسـَبِ
وَإن تَجِــد زَوجــاً وَأُمّــاً وَرِثَــا
وَإخـــوَةً لِلامِّ حَـــازُوا الثُّلُثَــا
وَإخـــــــوَةً أَيضــــــاً لأُمٍّ وَأَبِ
وَاسـتَغرَقُوا المَـالَ بِفَـرضِ النُّصـُبِ
فَــــــــاجعَلهُمُ كُلَّهُـــــــمُ لأُمِّ
وَاجعَــل أبَـاهُم حَجَـراً فـي اليَـمَِّ
واقسـِم عَلَـى الإِخـوَة ثُلـثَ التَّرِكَه
فَهـــذِهِ المَســـألَةُ المُشـــتَرَكَه
وَنَبتَــــدِي الآنَ بِمَـــا أَردنَـــا
فــي الجَــدِّ وَالإِخــوَةِ إِذ وَعَـدنَا
فــألقِ نَحــوَ مَـا أَقُـولُ السـَّمعَا
وَاجمَــع حَوَاشــِي الكَلِمَـاتِ جَمعَـا
وَاعلَــم بِــأنَّ الجَــدَّ ذُو أحـوَالِ
أُنبِيــكَ عَنهُــنَّ عَلَــى التَّــوَالِي
يُقَاســــِمُ الإِخـــوَةَ فِيهِـــنَّ إذَا
لَــم يَعُــدِ القَسـمُ عَلَيـهِ بِـالأَذَى
فَتَـــارَةً يَأخُــذُ ثُلثــاً كَــامِلاً
إِن كَــانَ بِالقِســمَةِ عَنـهُ نَـازِلا
إن لَــم يَكُــن هُنَــاكَ ذُو ســِهَامِ
فَــاقنَع بِإِيضــَاحِي عَـنِ اسـتِفهَامِ
وَتَـــارَةً يَأخُــذُ ثُلــثَ البَــاقِي
بَعــــدَ ذَوِي الفُــــرُوضِ وَالأرزَاقِ
هــذَا إِذَا مَــا كَـانَتِ المُقَاسـَمَه
تَنقُصـــُهُ عَـــن ذَاكَ بِــالمُزَاحَمَه
وَتَـــارَةً يَأخُـــذُ ســُدسَ المَــالِ
وَلَيـــسَ عَنـــهُ نَـــازِلاً بَحَـــالِ
وهــوَ مَــعَ الإنَــاثِ عِنـدَ القَسـمِ
مِثـــلُ أخٍ فــي ســَهمِهِ وَالحُكــمِ
إِلا مَــــــعَ الأُمِّ فَلا يَحجُبُهَـــــا
بَــل ثُلُــثُ المَـالِ لَهَـا يَصـحَبُهَا
وَاحســُب بَنِــي الأَبِ لَـدَى الأَعـدَادِ
وَارفُــض بَنِــي الأُمِّ مَــعَ الأَجـدَادِ
وَاحكُــم عَلَـى الإِخـوَةِ بَعـدَ العَـدِّ
حُكمَــكَ فِيهِــم عِنــدَ فَقـدِ الجَـدِّ
وَاســقِط بَنِــي الإِخــوَةِ بِالأَجـدَادِ
حُكمـــاً بَعــدلٍ ظَــاهِرِ الإِرشــَادِ
وَالأخــتُ لا فَــرضَ مَـعَ الجَـدِّ لَهـا
فِيمـــا عَـــدَا مَســأَلَةً كَمَّلَهَــا
زوجٌ وَأُمٌّ وَهُمَــــــا تَمَامُهَـــــا
فَـــاعلَم فَخَيـــرُ أُمَّــةٍ عَلاَّمُهَــا
تُعـــرَفُ يَـــا صــاحِ بِالأكــدَرِيَّه
وَهـــيَ بِـــأَن تَعرِفَهَـــا حَرِيَّــه
فَيُفـرَضُ النِّصـفُ لَهَـا وَالسـُّدسُ لَـه
حَتَّــى تَعُــولَ بِـالفُرُوضِ المُجمَلَـه
ثُــمَّ يَعُــودَانِ إِلَــى المُقَاســَمَه
كَمَـا مَضـى فَـاحفَظه وَاشـكُر نَاظِمه
وَإن تُــــرِد مَعرفَـــةَ الحِســـَابِ
لِتَهتَـــدِي بِـــهِ إِلَــى الصــَّوَابِ
وَتَعـــرِفَ القســـِمَةَ وَالتَّفضــِيلا
وَتَعلَـمَ الـتَّ التَّصـحِيحَ وَالتَّأصِيلا
فاســتَخرِجِ الأُصــُولَ فـي المَسـَائِلِ
وَلا تَكُـــن عَــن حِفظِهَــا بِــذَاهِلِ
فَـــــإِنَّهُنَّ ســـــَبعَةٌ أُصـــــُولُ
ثَلاثَــــةٌ مِنهُـــنَّ قَـــد تَعُـــولُ
وَبَعـــــدَهَا أَربَعًَــــةٌ تَمَــــامُ
لا عَـــــولَ يَعرُوهَــــا وَلا انثِلامُ
فَالســُّدسُ مِــن ســِتَّةِ أسـهُمٍ يُـرَى
وَالثُّلـثُ وَالرُّبـعُ مِـنِ اثنَـي عَشَرَا
وَالثُّمــنُ إِن ضــُمَّ إِلَيــهِ السـُّدسُ
فَأصــلُهُ الصــَّادِقُ فِيــهِ الحَــدسُ
أربَعَــــةٌ يَتبَعُهَــــا عِشـــرُونَا
يَعرِفُهَـــا الحُســـَّابُ أجمَعُونَـــا
فهـــــذِهِ الثَّلاثَــــةُ الأُصــــُولُ
إن كَثُــــرَت فُرُوضــــُهَأ تَعُـــولُ
فَتَبلُــغُ الســِّتَّةُ عِقــدَ العَشــَرَه
فـــي صــُورَةٍ مَعرُوفَــةٍ مُشــتَهِرَه
وَتَلحَــقُ الَّتِـي تَلِيهَـا فـي الأَثَـر
بـالعَولِ إفـرَاداً إلَـى سـَبعَ عَشـَر
وَالعَـــدَدُ الثَّــالِثُ قَــد يَعُــولُ
بِثُمنِـــه فَاعمَـــل بِمَــا أقُــولُ
وَالنِّصــفُ وَالبَــاقِي أوِ النِّصـفَانِ
أصـــلُهُمَا فــي حُكمِهِــم إِثنَــانِ
وَالثُّلـــثُ مِـــن ثَلاثَـــةٍ يَكُــونُ
وَالرُّبـــعُ مِــن أربَعَــةٍ مَســنُونُ
وَالثُّمــنُ إن كَــانَ فَمِـن ثَمَـانِيَه
فَهـــذِهِ هِــيَ الأُصــُولُ الثَّــانِيَه
لا يَــدخُلُ العَــولُ عَلَيهَـا فَـاعلَمِ
ثُـمَّ اسـلُكِ التَّصـحِيحَ فِيهَـا وَاقسِمِ
وَإن تَكُـــن مِـــن أصــلِهَا تَصــِحُّ
فَتَـــركُ تَطوِيــلِ الحِســَابِ رِبــحُ
فَـــأَعطِ كُلا ســَهمَهُ مِــن أصــلِهَا
مُكَمَّلاَ أَو عَـــائِلاً مِـــن عَولِهَـــا
وَإِن تَــرَ الســِّهَامَ لَيسـَت تَنقَسـِم
عَلَـى ذَوِي المِيـرَاثِ فَاتبَع مَا رُسِم
وَاطلُـب طَرِيـقَ الاختِصـَارِ في العَمَل
بـالوَفق والضـَّربِ يَجَانِبـكَ الزَّلَـل
وَاردُد إِلَـى الوَفـقِ الَّـذِي يُوَافِـقُ
وَأضـربهُ فـي الأَصـلِ فَـأَنتَ الحَأذِقُ
إن كَـانَ جِنسـاً وَاحِـداً أَو أكثَـرَا
فَـاتبَع سـَبِيلَ الحَـقِّ وَاطرَحِ المِرَا
وَإن تَــرَ الكَســرَ عَلَــى أجنَــاسِ
فَإِنَّهَــا فـي الحُكـمِ عِنـدَ النَّـاسِ
تُحصـــَرُ فـــي أربَعَـــةٍ أقســَامٍ
يَعرِفُهــا المَــاهِرُ فــي الأحكـامِ
مُمَاثِـــلٌ مِـــن بَعـــدِهِ مُنَاســِبُ
وَبَعـــــدَهُ مُوَافِــــقٌ مُصــــَاحِبُ
وَالرَّابِـــعُ المُبَــايِنُ المُخَــالِفُ
يُنبِيــكَ عَــن تَفصــِيلِهنَّ العَـارِفُ
فَخُــذ مِــنَ المُمَــاثِلَينِ وَاحِــدَا
وخُــذ مِــنَ المُناسـِبَينِ الـزَّائِدَا
وَاضـرِب جَمِيـعَ الوَفـقِ في المُوافِقِ
وَاســلُك بِــذَاكَ أنهَــج الطَّـرَائِقِ
وَخُــذ جَمِيــعَ العَــدَدِ المُبَــايِنِ
وَأضــرِبهُ فـي الثَّـانِي وَلا تُـداهِنِ
فَــذَاكَ جُــزءُ الســَّهمِ فَــاحفَظَنهُ
وَاحــذَر هُــدِيتَ أَن تَزِيــغَ عَنــهُ
واضـرِبهُ فـي الأَصـلِ الَّـذِي تَأَصـَّلا
وَأحــصِ مَــا انضــَمَّ وَمَـا تَحَصـَّلا
وَاقســـِمهُ فَالقَســـمُ إِذَاً صــَحِيحُ
يَعرِفُـــهُ الأعجَـــمُ وَالفصـــِيحيحُ
فَهـــذِهِ مِـــنَ الحِســـَابِ جُمَـــلُ
يَـــأتِي عَلَــى مِثَــالِهِنَّ العَمَــلُ
مِــن غَيــرِ تَطوِيــلٍ وَلا اعتِســَافِ
فَــاقنَع بِمَــا بُيِّــنَ فَهــوَ كـافِ
وإن يَمُــت آخَــرُ قَبــلَ القِســمَه
فصــَحِّحِ الحِســَابَ وَاعــرِف ســَهمَه
وَاجعَــل لَــهُ مَسـألَةً أخـرَى كَمَـا
قَــد بُيِّـنَ التَّفصـِيلُ فِيمـا قُـدِّمَا
وإن تَكُــن لَيســَت عَلَيهَـا تَنقَسـِم
فَـارجِع إِلَـى الوَفـقِ بِهَذا قَد حُكِم
وَانظُــر فَــإن وَافَقَــتِ السـِّهامَا
فَخُـــذ هُـــدِيتَ وَفقَهَــا تَمَامَــا
واضـرِبهُ أو جَمِيعَهَـأ فـي السَّابِقَه
إِن لَــم تَكُــن بينهُمــا مُـوَافَقَه
وَكُــلُّ ســهمٍ فـي جَمِيـعِ الثَّـانِيَه
يُضــرَبُ أَو فــي وَفقِهَــا عَلانِيَــه
وَأســهُمُ الأُخــرَى فَفِــي الســِّهامِ
تُضـــرَبُ أو فــي وَفقِهَــا تَمَــامِ
فَهــــذِهِ طَرِيقَــــةُ المُنَاســـَخه
فــارقَ بِهَــا رُتبَـة فَضـلٍ شـاِمخَه
وَإن يَكُــن فــي مُســتَحِقِّ المَــالِ
خُنثَـــى صـــَحِيحٌ بَيِّــنُ الإشــكالِ
فَاقســِم عَلَــى الأَقَــلِّ وَاليَقِيــنِ
تَحــــظَ بالقِســـمَةِ وَالتَّـــبيِينِ
وَاحكُـم عَلَـى المَفقُودِ حُكمَ الخُنثى
إِن ذَكَــراً يَكُــونُ أَو هُــو أُنـثى
وَهكَــــذَا حُكـــمُ ذَوَاتِ الحَمـــلِ
فَـــابنِ عَلَــى اليَقِيــنِ وَالأقَــلِّ
وَإن يَمُــت قَــومٌ بِهَــدمٍ أو غَـرَق
أو حــادِثٍ عَــمَّ الجَميـعَ كَـالحَرَق
ولَــم يَكُــن يُعلَـمُ حَـالُ السـَّابِقِ
فَلا تُـــوَرِّث زَاهِقــاَ مِــن زَاهِــقِ
وَعُـــــدَّهُم كَــــأَنَّهُم أجَــــانِبُ
فَهكَــذَا القُـولُ السـَّدِيدُ الصـَّائبُ
وقَـد أتَـى القَـولُ عَلَـى مَـا شِئنَا
مِــن قِســمَةِ المِيــرَاثِ إِذ بَيَّنَـا
عَلَــى طَرِيــقِ الرَّمــزِ وَالإشــَارَه
مُلَخَّصــــاً بِــــأَوجَزِ العِبَـــارَه
فَالحَمـــدُ للــهِ عَلَــى التَّمــامِ
حَمــداً كَثِيــراً تَـم فـي الـدَّوَامِ
نَســألُهُ العَفــوَ عَــنِ التَّقصــِيرِ
وَخيــرَ مَــا نَأمُــلُ فـي المَصـِيرِ
وغفــرَ مــا كَــأن مِــنَ الـذُّنُوبِ
وَســَترَ مَــا شــَانَ مِــنَ العُيُـوبِ
وَأَفضــــَلُ الصـــَّلاَةِ وَالتَّســـلِيمِ
عَلَــى النَّبِــيِّ المُصـطَفَى الكَرِيـمِ
مُحَمَّـــدٍ خَيــرِ الأنَــامِ العَــاقِب
وَآلِـــهِ الغُـــرِّ ذَوِي المَنَـــاقِبِ
وَصــــَحبِهِ الأمَاجِــــدِ الأبـــرَارِ
الصــــَّفوَةِ الأكَـــابِرِ الأخيَـــارِ
محمد بن علي بن محمد بن الحسن الرحبي، أبو عبد الله الفقيه الشافعي، المعروف بابن المتفننة، أو بابن المتقنة.عالم بالفرائض، شافعي، من أهل رحبة مالك بن طوق، مولداً ووفاة. وهو صاحب الأرجوزة المسماة (بغية الباحث - ط) المشهورة بالرحبية، في الفرائض. قال ياقوت: درس ببلده وصنف كتباً.