هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚتبرع الانجميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
في البعيد البعيد خلف مدى الابصار
طيفــــانِ يســــحبانِ الهوانـــا
يســألانِ الينبــوعَ رِفــداً فيـأبى
الرفـــدَ حــتى ليَغتَــدِي ظمآنــا
تجـــدبُ التربــة الســخيّة انــى
وطئاهـــا فاســـتجدياها زمانــا
وتكـــــاد الأغصـــــانُ تَبخَــــلُ
بالظــل إذا مــا تفيّـا الأغصـانا
كــل خيــر جفاهمـا ونبـا الحسـن
واســـتردَّ الـــورودَ والريحانــا
فـــإذا يطلبـــان قوتـــا عصــى
القــوت ولـو دانيـاً وشـتّ وبانـا
الطريــدانِ فـي عـراك مـع الكـونِ
عنيـــــد يمـــــزّقُ الأبــــدانا
تنقصــــّاهما الزوابــــعُ حـــتى
لا يَقِــــرّان خــــاطراً ومكانـــا
مــن قتــالٍ مــع الســباعِ إلــى
حــرب مـع الطيـرِ تُرهِـقُ الأقرانـا
يــدفعان الغربــان حينـاً وحينـاً
يـــدفعان الكواســـر العقبانــا
اتُظناهُمـــا وقـــد كُــثرا عــداً
يَزيــــدان للشـــقا الوِلـــدانا
فيكونــون إن بلغــت مــدى الحـسِ
فـــــأدركتُ ذلــــك الإِنســــانا
يــذكُرُ المحتــدَ القــديمَ فيرنـو
صـــبوةً منــه للقــديمِ الكانــا
مقلــةق ترتعــي الــترابَ وأخـرى
فــي السـُهى وهـو يفتـدي حيرانـا
أبــداً يَطلُــب انفكاكـاً مـن الأرض
ويُمســـــــِي مكبِّلاً حســـــــرانا
والــثرى ممســكٌ بـه أبـدَ العمـرِ
إلـــــى أن يَضــــمه جثمانــــا
صلاح بن نعوم اللبكي.أديب لبناني. ولد في البرازيل، حيث كان أبوه، وجيء به إلى (بعبدات) في لبنان، وعمره سنتان، فتخرج بمدرستي الحكمة وعينطورة ثم بمعهد الحقوق الفرنسي (1930) وعمل في الصحافة والمحاماة وتوفي ببيروت.له نظم ونثر في رسائل، طبع منها (أرجوحة القمر)، و(مواعيد)، و(من أعماق الجبل)، و(سأم)، و(لبنان الشاعر)، و(حنين)، و(غرباء)، و(التيارات الأدبية الحديثة في لبنان) من منشورات الجامعة العربية.
