
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لبنـــان جــدد آيــة للنــاس
وأقـدم لهـم قبسـاً مـن الأقباس
علّمتهـم علـم السـماء فادغلوا
مــن دون مــا علّمـت بالأرجـاس
وظننـت أنـك صـنت قـدر نفوسهم
فـإذا النفـوس رهينـة الوسواس
طــرداء هــم لا يقــر قرارهـم
قلقــون بيــن الشـك والإيجـاس
ضــلوا الإلــه فكلهــم متـوهّم
فــي نفسـه ربـاً شـديد البـاس
واليـأس يحـترم القلـوب بيأسه
فيقضـــّب الأحلام حـــدّ الكــاس
أخـذوا بناحية الرياح وأمعنوا
فـي الفتـح مـن قدس إلى أقداس
فتكشـفت لَهُـمُ الـذرى عـن سرها
وانصـاع مكنـون الجماد القاسي
وإذا عصــارة كــل سـعي خيبـة
فمنــــائح فمـــآتم فمآســـي
مــن ذا لأقـوام مـدى أفراحهـم
يــأس أقــلّ علـى دروب البـاس
فـانهض وردّ إلى الصواب قياسهم
أو ضــلّ كـل فـتى صـريع قيـاس
انهــض فقـد أتـاك ربـك سـيداً
متحـــدراً مــن ســادة ســوّاس
الـرأي ما يبدي إذا طلب الحجى
أن يطمئنّ إلــى ركيــن أســاس
فاسـأله يمحضـك المشـورة انـه
الهـادي إلى المشكاة والنبراس
كـم محنـة بـك يا جبال أزاحها
وكريهـــة محبوكـــة الأمــراس
هلاّ ذكــرت غــداة ليلـك قـاتم
عجــز الأنيـس بـه عـن الاينـاس
وبنـوك أسـلاب الشـكوك أصـابهم
خـرس بمـا فـي الهول من أخراس
تلـك الخطـوب وقـاك شـر بلائها
ذاك الجريــح بهـا وذاك الآسـي
فـي رفقـة عهـد الزمان وفاءهم
خلـــواً مــن الأخلاف والأنكــاس
فـإذا دعـا داعي الجفاء أزاله
متفانيــاً وكأنمــا هـو ناسـي
فتعّلمــي كيـف السـخاء وعلّمـي
مـا طـاب مـن حلـم وصـدق مراس
يا ذا الرئيس لقد عصمت قصائدي
وجعلتهـــن مغـــانِي الإحســاس
أنـا مـا مدحتك غير أن شمائلاً
أملــت علــيّ وجــوّدت أنفاسـي
لبنــان أدرك أن فضــلك واحـد
يزهــى بـه أدبـاً وطيـب غـراس
الراســيات الشــامخات جبـاله
لــولا جلالــك كـنّ غيـر رواسـي
فلأنـت مـن يحمـي الحمى ببصيرة
عــزّت علـى الحكمـاء والفـرّاس
قـد جـددوا لك فالرئاسة تزدهي
والمجـد فـي لبنان عالي الراس
صلاح بن نعوم اللبكي.أديب لبناني. ولد في البرازيل، حيث كان أبوه، وجيء به إلى (بعبدات) في لبنان، وعمره سنتان، فتخرج بمدرستي الحكمة وعينطورة ثم بمعهد الحقوق الفرنسي (1930) وعمل في الصحافة والمحاماة وتوفي ببيروت.له نظم ونثر في رسائل، طبع منها (أرجوحة القمر)، و(مواعيد)، و(من أعماق الجبل)، و(سأم)، و(لبنان الشاعر)، و(حنين)، و(غرباء)، و(التيارات الأدبية الحديثة في لبنان) من منشورات الجامعة العربية.