
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألـم تـر كيـف الأرض تشقى وتسعد
وتصــلح طــوراً بـالولاة وتفسـد
وتحيـا كمـا تحيا الرجال ذليلة
مــراراً واحيانــاً تعـز وتنجـد
وكـم قـد رأينـا مـن بلاد مريضة
فاهـا بتريـاق التـدابير أصـيد
ومـن قطـر صـقع صـح من بعد علةٍ
فأمرضــه والٍ مـن الجـور أنكـد
وحسـبك فـي ميـدان بغـداد عبرة
وشـاهد عـدلٍ بالـذي قلـت يشـهد
مضـى مـا مضى والريح تستن فوقه
وتتهــم فيـه الرامسـات وتنجـد
وتعلـوه مـن وقـع الحوافر عبرة
تكـاد لهـا الشمس المنيرة ترمد
وكـم قـد تشكى واستغاث فلم يغث
ونـادى فلـم ينجده إذ ذاك منجد
فبينـاه فـي حـال تسـوؤك حـاله
غـدا وهو من بين الميادين يحسد
فمـن سـطر صفصـاف يروقـك منظراً
وســـطر فســيل حســنه يتجــدد
ومـن بيـن هاتيـك السطور جداول
مـن المـاء تجـري والحمام يغرد
وفـي الحلـة الفيحـاء أبلغ حجة
مـتى هـي قـامت منكر الحق يقعد
تصـدى لهـا والـى الولاية باذلاً
لجاشـته والنـافر الجـاش يرعـد
ونــاء إلـى سـدّ الفـرات بنيـة
حميديـة التوفيـق للرشـد ترشـد
وفـرق شـمل المال في جمع أهلها
ليكسـب باقي الذكر والسيف مغمد
وليـس بمغبـون لعمـري من اشترى
بنافـذ عاري المال ما ليس ينفد
فـألف مـا بيـن الفـرات وبينها
بعــزم لـدى التصـميم لا يـتردد
وقـد كـان عنهـا صـد لا عن ملالة
ولا عـن قلى في سالف الدهر يعهد
وكـان يصـافيها المـودة دائمـاً
ويسـعى لهـا سـعي المحـب ويجهد
وينهلهــا مــن مــائه ويعلهـا
وتصــدر عنــه بعــد ري وتـورد
ولكنهــا الأيــام تمنــع تـارة
وتفقــد تــارات وتـدني وتبعـد
ولـولا الهمام القرم سري تفرقوا
أيــادي سـبا سـكانها وتبـددوا
وأمســت خلاءً بعـد أنـس وأصـبحت
كـأن لـم تكن تلك المساكن توجد
وعـادت أحاديثـاً كأمثـال غيرها
إلـى بابل في الكتب تعزى وتسند
وزيــر أميـر المـؤمنين وسـيفه
وناصــحه ان غـش أو خـان ملحـد
وناصــره ان نـاب لا نـاب حـادث
بيـوم بـه الليـث الهزبر يعربد
ومـا تليـت في سورة الحمد جملة
مـن الفضـل إلا وهو بالمدح يفرد
وان أطـر أهـل العلم قوم بمحفل
عليـه مـن القـوم الخناصر تعقد
وان نشـأت مـن افـق ثغـر سحابة
تبــارق غيضــاً للعــدو وترعـد
كفــاه بلا حــرب غـوائل أمرهـا
بعـــارض فكــر برقــه يتوقــد
ضــروب مسـاعٍ طبـق الأرض نفعهـا
سيشـكرها المـولى الجليل وأحمد
فلا زال فــي كـل الأمـور موفقـاً
إلى الخير ما دامت علينا له يد
ولا برحـت أيـامه الغر في الورى
بطاعـة ظـل اللـه في الأرض تحمد
وان امامــاً كنــت أنـت سـميره
لحـقٌ بـأن يهـدى الأنام فيتهدوا
ويغمرهــم فــي بــره ويعمهــم
بإحسـانه الجـم الـذي ليس يجحد
فـدام علـى طـول الزمـان مظفراً
ودمـت لـه مـا لاح في الأفق فرقد
أحمد بن عبد الحميد بن أحمد بن سليمان بن عبد الله بن شاوي الشاهري الحميري، أبو عبد الحميد.شاعر، أديب، ينتمي إلى واحدة من أشهر الأسر العراقية مجداً وسؤدداً، ولد ببغداد، ودرس العلوم النقلية والعقلية حتى برع فيها، ووقف على كثير من أسرار الأدب واللغة وبرز بين صفوف الأفاضل فنال مقاماً بينهم.تقلد بعض المناصب الإدارية، وانتخب عام 1290هـ عضوا في مجلس الإدارة برآسة الوالي رديف باشا، ثم نصب مفتياً من قبل ولاية بغداد إلى البصرة، وبقي فيها إلى أن توفي.