
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبـرق بـدا يـا صـاح أم طلـع الفجر
أم ابتســمت ليلـى فبـان لهـا ثغـر
أم الصـبح أم هـذا الجبين الذي بدا
أم الشـمس أم فـرق الحبيبـة أم بدر
رعـى اللـه خـودا قـد أرتنا محاسنا
مـن الصـبح وجهـا والظلام هـو الشعر
وثغــــراً كشـــهد والرضـــاب حلاوة
وأشــفاف يــا قــوت لقـد حفهـا در
ونهـــداً كرمـــان وصــدراً كرممــر
ومـا شـاقني منها سوى الردف والخصر
فللـه كـم قـد بـت منهـا علـى هنـا
تقضــت بــه أوقاتنــا حيـث لا عـذر
وقـد خان دهري وانقضى العمر بالجفا
ومـن اكـبر الآفـات فـي مثلـه العمر
ســقى اللــه أطلالا ضــممن رواتعهـا
كــأنهم مــن حســنهم أنجــم زهــر
بهـم ذبـت شـوقا فـي البعـاد وحرفة
فهيهــات أن يســمح بقربهـم الـدهر
فمــا كنـت أدري حيـن ينعـش خـاطري
بالفــاظ سـحر ذلـك اللفـظ أم سـحر
أم الريــق مــا يسـقينني أم سـلافة
مـن الثغـر أم شـهد رضـاب أم الخمر
تســامرني ريــم الفلاة وليــس لــي
سـوى الوصـل فـي اسـمارها أبداً سمر
كــأن الحسـين المجتـبى فـي لقـائه
إذا أمـــه راج وقـــد حفــه بشــر
همـــام إمــام بالمعــالي ومســند
لـه الفضـل والإحسـان والسعد والنصر
لـه الـراح الرحبـاء فـي كـل منهـل
تســح لنــا جـودا وفـي ذاتـه يسـر
غمـام لـه الفضـل العظيـم من العطا
وقطــر ولكــن وكفــه حيــث لا قطـر
تظللـــه يـــوم الحـــروب ســحائب
من الطير إذ ما انفك عن جيشه النسر
لــه فــي قراهــم كــل يــوم ولائم
سباســب تـدري فتكـه فـي العلا قفـر
هزبــر يقــد الهـام عنـد اصـطدامه
وليـــث ولكــن فــي توقــده جمــر
جســور ولكــن عنــد مشـتجر القنـا
حليــم ولكــن ليـس فـي حملـه نـزر
وزيـــر ولكـــن للـــوزارة مســند
كــبير ولكــن ليـس فـي طبعـه كـبر
هــو البــدر إلا أنــه شــمس وقتـه
هـو البحـر بـل فـي كـل كـف له بحر
فكـــل مكـــان حلـــه حلــه هنــا
وفــي كــل فــاه للأنــام لـه ذكـر
لـه فـي العلا والجـود والمجـد رتبة
وفـي كـل حـزب فـي الأنـام لـه نشـر
وزيـــر أميــر ســيد وابــن ســيد
علـى كـل ذي شـن لـه فـي العلا فخـر
لـه مـن ايـاد يقصـر المـدح عنـدها
ولا يتــأتى فــي لســان لهــا شـكر
وللجـــود مســك والمكــارم عنــبر
وللفضــل لــذ وهـو فـي ذاتـه عطـر
ففـي مجـده والجـود والبـذل والعطا
بحــور وكـل النـاس فـي بحـره غـدر
لكـم يـا بنـي عبـد الجليـل بشاشـة
لمــن أمكـم إذ أنتـم الأوجـه الغـر
أبـا سـالم فيكـم لقد سدت في الورى
وحــزت معــال دونهــا وقـع الفخـر
فــإني بكــم يــا ســيدي وحيـاتكم
ولـو كـان فـي هام السماكين لي قدر
بجــدي وجــدي نلــت مجــداً ورفعـة
ولكـن بكـم يـا سـيدي ينتهـي الأمـر
ومـن أمكـم قـد نـال مجـداً وسـؤدداً
وفـي بـابكم لـم يسـط للمنتمـي عسر
فانــك يـا مـولاي ذو الفضـل والعلا
وإنـــك ذو الأفضـــال علامــة حــبر
فجــد لسـت ممـن غيـر البعـد شـأنه
ففــي مقلـتي سـهد وفـي كبـدي جمـر
فــإني وإن أذنبــت فــاعف فقلمــا
يــرى محسـن مثلـي وحلمـك لـي عـذر
وإن ابعــدتني ســيدي شــقوتي فقـد
جـبرت انكسـاري إذ بكـم وقـع الجبر
وإن أزعجتنـــي عـــن علاك ركـــائي
فجــودك لــي حضـر وبـذلك لـي سـفر
تقبــل وخـذ منـي المديـح فبغيبـتي
رضــاك وإلا ليــس لــي أبــدا جـبر
قبولــك عـذري فـي الـورى لقصـيدتي
صــداق ودم واسـمح فهـذا لهـا مهـر
وجـد واعـل يا مولاي وارق إلى العلى
وعامــل بلطـف فـي الملا ولـك الأجـر
عثمان بن علي بن عمر بن عثمان العمري الدفتري، أبو النور، عصام الدين.شاعر، مؤرخ، أديب. ولد بالموصل ورحل إلى اليمن، ثم إلى القسطنطينية فولي ديوان المحاسبة ودفتر الأراضي ببغداد. وأقام في هذه أربع سنين، وعزل سنة 1175هـ، وسجن. وعاش معذباً بما أصابه من ظلم واليي بغداد في أيامه (علي باشا، وعمر باشا) فرحل إلى القسطنطينية شاكياً فتوفي فيها.له (الروض النضر، في تراجم أدباء العصر - ط)، و(راحة الروح - خ) في الأدب، و(المقامة العمرية- خ) في دار الكتب، و(تذكرة المعالم والطلول والرحلة في أربعة فصول).