
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خـلّ يـا صـاح ذكـر ذات العقـود
واهجـر اللهـو بيـن نـاي وعـود
ودع الكــاس وابنــة العنقــود
للمعنّـــى المـــتيم المعمــود
ببيــاض الطلــى وورد الخــدود
خففـي اللوم واقصري العتب لبنى
لــم تقــولين شـاعر مـا تغنـى
بهوانــا ولــم يكــن بـالمعنى
انــا احببـت غيـر حسـنك حسـنا
انــا أوثقـت فـي سـواك عهـودي
أوسـعت عـن حمـاي لبنـي خطاهـا
ثـم راحـت تبكـي وتشـكو مناهـا
بيـن سـرب الحسـان كنـت اراهـا
يتهــادى مــن مقلتيهـا نـداها
وهـي تشـكو إلـى الحسـان صدودي
واتــاني الحســان لبنـى ودعـد
وســـعاد وزينـــب ثـــم هنــد
لمننــي ثـم قلـن لـي ليـس بـد
مـن قوافيـك يا فتى الشعر فاشد
وتغــن النشــيد بعــد النشـيد
قـد نصـبنا لـك الشـباك مـرارا
ورجعنــا ومــا شــفينا الأوارا
مــا عهــدنا بشــاعر يتــوارى
عـن هـوى الغيد قط قلت افتخارا
لســت للحــب بـالفتى المعمـود
يــا ذوات الجمــال لمتـن مـرا
وقعــه كــان فـي فـؤادي جمـرا
مـن عـذيري ولسـت احتـاج عـذرا
غيــر أنــي بحــب قـومي مغـرى
أتغنـــى بـــه بكـــل قصـــيد
قبــل الآنســات عــذري وقمنــا
ثــم صــافحنني بيســرى ويمنـى
قلـن لـي يـا فـتى القريـض تغن
وابـــن آي مجــد قومــك إنــا
عاشــقاتٌ لــذكر مجــد الجـدود
كــان فـي الشـام اسـرة عربيـه
قــد علـت محتـداً وعاشـت زكيـه
وتعــــالت بشــــيمة مضـــريه
فــوق هـام السـهى ونفـس أبيـه
ووفـــاء حـــر وخلـــق حميــد
اســرة خيــم الســرور عليهـا
وقـد انقـادت المعـالي اليهـا
والنـدى والوفـاء صـنع يـديها
طـاب فيـه الهنـا وجـر لـديها
ذيـــل عـــز ومنعـــة وســعود
كـان فيهـا الزعيـم شـيخ جليـلٌ
شـــرفت فيـــه اســرة وقبيــل
فهــو منــج مـن العثـار مقيـل
ومـــن المجــد زانــه اكليــل
فـــي لآل وفـــي جمــان نضــيد
كــان فـي قـومه مهيبـا مطاعـا
واليـه انصـاع الرجـال انصياعا
فيـرى الملتجـي لـديه امتناعـا
ويـرى الظـالمون منـه انصـداعا
فهــو فـي المعضـلات خيـر عميـد
كــان للشــيخ فــي حمــاه غلام
هـــو ســعد بزينــه الاحتشــام
وإذا شـــفه الضــنى والســقام
شـــف عيـــن الاب الجليــل ظلام
وتصـــدى منـــه لكــرب شــديد
وإذا افـــتر ثغـــره لابتســام
وتلهــــــى بــــــالطف الاحلام
قــر طـرف الاب الحزيـن الـدامي
ورأى النـــور بعــد ذاك الظلام
ورأى الرغـد بعـد تلـك النكـود
وإذا مــا بكـا بكـى الوالـدان
وإذا افـــتر ثغـــره يبســمان
وإذا نــــام ضـــمه ســـاعدان
وإذا قـــام رصـــعت قبلتـــان
فــوق خــد لــه كزهـر الـورود
عــاش بيـن الاقـران عيشـة رغـد
وتحلـــى بكـــل عـــزم وجـــد
ادرك العــز نــال أوفــر مجـد
ســار فـي جـده إلـى خيـر قصـد
وتعـــالى بالجــد لا بالجــدود
جـاز سـعد مـن عمـره العشـرينا
وتبـدى كالبـدر فـي العالمينـا
كــان عونـا وكـان بـرا حنونـا
مخلصـا عاطفـا علـى الوالـدينا
دأبـه فـي الحيـاة حفـظ العهود
لأبــي ســعد كـانت أخـت كريمـه
ولهـــا غــادة تســمى حليمــه
زانهـا اللـه بـالعيون الوسيمه
وبقــدر مــن القـدود القـويمه
وبجيــد يزهــو علــى كـل جيـد
قـــد تحلـــت حليمــة بخصــال
هـي احلـى مـن البهـا والجمـال
خلقهـا الطهـر وهـو خيـر الخلال
وعفــاف الفتــاة عيـن الكمـال
وكمــال الفتــاة عيـن السـعود
خطبوهــا زوجهــا لسـعد الأديـب
مــن ابيهـا ومـن اخيهـا نجيـب
والحسـيب الكريـم كفـؤ الحسـيب
وقريــب أولــى الــورى بقريـب
ومجيــــد أولاهــــم بمجيـــد
بعـد شـهر همـوا بعقـد القـران
للعروســين بعــد تلـك الامـاني
هــي هيفــاء ليـس غصـن البـان
مثلهــا فــي قوامهــا الفتـان
وهــو بالحســن فتنــة للغيــد
ضـربوا موعـد الزفـاف الخميسـا
واداروا مــن الصــفاء كؤوســا
هــي فــاقت بحســنها بلقيســا
وهـو كـابن البتـول مريـم عيسى
بقــــوام مهفهــــف أملــــود
هــب يــوم الخيــس سـعد وجـدا
وطــوى حيــن جـد غـورا ونجـدا
في الشرى يطرد المهى الغر طردا
ويصــيد الحمـام والطيـر صـيدا
بيـن تلـك الربـى وتلـك النجود
كــان ســعد يجــد خلــف غـزال
عـــن يميـــن بخفـــة وشــمال
فتصـــدى لــه فــتى باحتيــال
ورمــاه غــدرا بســهم اغتيـال
ثــم ولــى وكــان شــر شــريد
قـال سـعد اذ خـر فـوق الرغـام
وهـو طـوع الـردى صـريع الحمام
عــوجلت قبــل عهــدها ايــامي
وساقضــي ولــم افــز بمرامــي
ووعــــودي تصـــرمت وعهـــودي
طعــن الطعنــة الاثيــم وسـارا
وانــبرى يطلـب النجـاة فـرارا
وهـو يخشـى ان يطلب القوم ثارا
فــاعتراه رعــب وتــاه وحـارا
وذكــت فـي حشـاه نـار الوقـود
سـار حـتى ضـاقت عليـه السـبيل
وعليــه عــز الصــوى والـدليل
وتــــدلّت مـــن الظلام ســـدول
قـال هـل لـي مـن العثـار مقيل
ارتجيـــه لمحنـــتي ونكـــودي
حينــذاك التقــى بشــيخ كريـم
ذي جـــبين زاه ووجـــه وســيم
فـــأتى نحـــوه بصــوت رخيــم
يطلـب الغـوث منـه خـوف الخصوم
خـــوف خطــب معجــل التنكيــد
قـال انـي قتلـت يـا عـم خصـما
وأريــت اللـدود بالعضـب عـدما
فــأجرني إذا أخـو الثـار أمـا
يطلــب الثـار قـال نجيـت ممـا
تختشـــيه وكـــل خطــب شــديد
فادخــل الابلــق المنيـع فإنـا
نمنـع الجـار مـا بقـي وبقينـا
كــل خطــب عليـك تلقـاه هينـا
كــل خــوف تلقــاه بـدل امنـا
نحـن غـوث العـاني وكهف الطربد
دخـل الفاتـك الحمـى واسـتجارا
بــذويه وقــد قضــى الأوطــارا
قـال يـا دار بالوفـا عمت دارا
وســقاك الحيــا علــى وفخـارا
وتمنعــت عــن مــراد اللــدود
جهــل الشــيخ خصــمه فأجــاره
فـي حمـاه لمـا الاثيـم استجاره
والاثيــم اللئيــم اطفـى أواره
اذ رأى فـي الحمـى غـدا انصاره
كـــل ليـــث مجـــرب صـــنديد
مــالت الشـمس وانـبرت للـزوال
ومشـى النـاس في الحمى باختيال
ســحب القــوم ضــافي الاذيــال
وتســاقوا كــاس الصـفاء الحلال
وتغنــوا بــالانس اشــجى نشـيد
هـو يـوم الخمسـي يـوم القـران
هـو يـوم الصـفاء يـوم التهاني
هـو يـوم الـزواج يـوم الامـاني
هــو يــوم ســيلتقي الفرقـدان
فيــه لا شــك انــه يــوم عيـد
عـزف الانـس فـي الحمـى أي عـزف
ثــم زفــوا العــروس ابهـر زف
قـر بـالقوم فـي الحمـى كل طرف
ومشــى الصــف منهــم بعـد صـف
ووفــود الافــراح اثــر وفــود
ثـم بينـا كـانت وفـود التهاني
تتغنــــى بــــأطيب الالحـــان
اذ بصـــوت النعــي فــي الآذان
ناعيـــا للملا فــتى الفتيــان
ناعيــا للاســود شــبل الاســود
مــات سـعد فيـا لهـول المصـاب
اذ رمـــوه واحســـرتا بحــراب
وقضــى وهــو بعــد غـض الاهـاب
مـات غـدرا فيـا فقيـد الشـباب
عشــت حــرا ومــت خيــر فقيـد
اصـبح القـوم فـي الربوع حيارى
وســـكارى ومــا هــم بســكارى
اجـج الحـزن في حشا القوم نارا
وعلـى الخطب لم يطيقوا اصطبارا
واضـــاع العــزاء كــل جليــد
ســمع الشـيخ نعـي سـعد فصـاحا
واجنــاحي فقـد عـدمت الجناحـا
وا وحيــدي وامهجـتي ثـم راحـا
مرســلا دمعــه الغزيــر وناحـا
صـــارخا بالعويــل والترديــد
أيــن سـعد ويلاه قـد مـات سـعد
وعلينــا قــد عــز انـس وسـعد
ليــس عـن خـوض سـوقها قـط بـد
وسيمشــي شــيب اليهــا ومــرد
فــوق بلــق مــن السـلاهب قـود
اقبلــوا للحمــى علـى الاعـواد
يحملــون الفقيـد ضـوء النـادي
يـــا لـــرزء تفتــت الاكبــاد
بعـده فـي الحمـى وجـرح الفؤاد
ونكـــود تحـــل بعـــد نكــود
يــا لـرزء علـى النفـوس عظيـم
يــا لخطـب علـى الفـؤاد جسـيم
لهـف نفسـي علـى الابـي الكريـم
لهـف نفسـي علـى الأبـر الرحيـم
لهـف نفسـي علـى الـوفي الودود
وانـبرى الشيخ يسأل الحاملينا
قــائلا أي علقــم قــد سـقينا
أي وغــد ارداه هــل تخبرونــا
أي نـذل سـقى الحـبيب المنونـا
أي نــذل بــل أي وغــد مريــد
اخـــبروه بـــأن قاتــل ســعد
هــو ذاك الاثيـم صـخر بـن هنـد
قــال شــلت يــداه انـذل وغـد
وذكــت فــي فــؤاده ذات وقــد
وغــدا مــن مصــابه فـي كمـود
ان صــخرا اردى بنــي الوحيـدا
بغــرار الظــبي فمــات شـهيدا
ليـس عيشـي مـن بعـد سعد سعيدا
كــان ســعد اخــا وفـاء ودودا
كــان ســعد وكـان بـدر سـعودي
ثـم قـالوا للشـيخ بـان الخصيم
وعرفنــا الاثيــم أيــن يقيــم
قـال أيـن الاثيـم أيـن الـذميم
هــو جــار احلمـى أجـاب سـليم
عـم سـعد والـدمع فـوق الخـدود
قــال ويلـي اصـبحت فـي ويليـن
أي أمــر اقضــي مــن الأمريــن
ســوف اختــار اهــون الشــرين
ســوف اجتــاز اقــو النهجيــن
سـوف امشـي إلـى الطريق السديد
ان صـخرا خصـمي عفـا اللـه عنه
هــو ضــيفي فكيــف اثـأر منـه
وعلــى العاديـات ان لـم اعنـه
ومــن النائباتــان لــم اصـنه
لا رعــى اللــه ذمــتي وعهـودي
ذهــب الشــيخ نحـو صـخر وصـخر
عمـــه اذ تبلــغ الأمــر ذعــر
قـــال يــا صــخر لا اصابكشــر
فـــي حمانــا ولا تلقــاك ضــر
طبــت رفــدا وعشـت خيـر سـعيد
أنـت جـاري ولـم اخـن قـط جاري
وشـعاري مـا عشـت حفـظ الـذمار
شــيمة قــد ورثتهـا عـن نـزار
مانعــا حافظــا حقـوق الجـوار
افتـدي الجـار فـي دمـاي وجيدي
سـر امينـا مـن الأذى والعـوادي
سـالما مـن يـد الـردى والاعادي
هــاك ســيفى وادرعــي وجـوادي
لـك فاشـدد يـا صخر ظعن البعاد
ذاك دابـي مـا خنـت قـط وعـودي
ليـس حـل فـي عرفنـا بعـد عقـد
ليــس نقــض لذمــة بعــد عهـد
ذاك عهـــد عرفتــه فــي معــد
يمنعــون العـانين مـن كـل ضـد
وترانــي اقتفيــت اثـر جـدودي
طـأطئي أيهـا النجـوم احترامـا
وانهضـي أيهـا الرواسـي قيامـا
واحملــي أيهـا الخزامـى سـلاما
لبنـــي يعــربٍ وحــيّ الشــآما
معهــد المكرمــات دار الوليـد
معهـدا انجـب الوفـا والمعـالي
وبــــه كـــل عـــزة وكمـــال
كــل ليــث بــه عـديم المثـال
مـا رأت مثلـه العصـور الخوالي
مـا عهـدنا بمثلـه فـي الوجـود