
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا لائمـي إن تـرم بالعنف تلحاني
وتــزدري جمــع أعـواني وألحـاني
أنـا الـذي حـق بالعصـيان خسراني
أنا الحقير الكسير المسرف العاني
أنا الذليل الضعيف العاجز الواني
أنــا المبـالغ فـي لهـوٍ وممـتزح
أنــا المشــتت فـي جمـع ومنـتزح
أنـا الحزيـن بمـا أبـديت من فرح
أنـا الضـعيف كـثير اللهو في مرح
أنا الجهول الغفول المذنب الجاني
أنـا المقيم على التسويف في كسلي
أنـا الغريـق ببحر اللهو في زللي
أنـا الـذي موقـع الإدبـار من قبل
أنـا الـذي لا أفي بالعلم في عملي
أنـا الـذي سـاءني جهلـي وعصياني
أنـا الملازم فـي الأعمـال أوضـعها
أنـا المفـارق فـي الأفعال أنفعها
أنـا المبـاين في العلياء أرفعها
أنـا المسـوف فـي الأيـام أقطعهـا
لهــواً وسـهواً بتفريطـي وإركـاني
أنـا المبـالغ فـي زهـوٍ وفـي كسلِ
أنـا الـذي تهـت فـي سهوٍ وفي خللِ
أنــا المفلــل فـي قـولٍ ومفتعـل
أنــا المضــيع أوقــاتي بلا عمـل
يرضــي الإلـه فيـا ذلـي وخسـراني
أنا الذي فات عمري في الزمان سدى
أنـا المقصـر فـي سـيري سبيل هدى
أنـا المبـاين عمـن للسـبيل هـدى
أنـا المسـيء ومـا لـي حجـةٌ أبدا
ســوى رســوبي بتقصـيري ونقصـاني
أنـا الـذي فعلـه المجهـول راكسه
أنـا الـذي درسـه المعلـوم دارسه
أنــا المضـاعة فـي خسـر مجالسـه
أنـا الـذي ضـاع مـن عمري نفائسه
واحســرتاه علــى تضـييع أزمـاني
أنـا الـذي لـو خيـم الذنب مقترف
أنـا الـذي بـان في أفعاله السرفُ
أنــا مــزل عـن التسـديد منحـرف
أنـا الـذي فـي مقـام الذل معترف
بســوء فعلــي وتقصـيري ونسـياني
كـم ليلـةٍ ذهبـت لـي غيـر باقيـةِ
ضــيعتها فــي ليـال فتـن فانيـةِ
بزهــو نفــس عـن التـذكار لاهيـةِ
كـم غفلـةٍ لي مضت في الليلِ قافيةِ
جـررت فيهـا بطـرف العجـب أرداني
كـم هفـوةٍ سـبقت لـي كنـت أرغبها
فـي فكرةٍ لم أكن في الفكر أحسبها
كـم فـاتني مـن كنـوزٍ لـت أرقبها
كـم لفظـةٍ بـرزت منـي وقعـت بهـا
فـي سـوء مـا كـان من إثمٍ وبهتان
كـم زلـةٍ عن هواها النفس ما نبأت
دنـت إليهـا وعـن عيـن الصلاح نأت
كـم شـهوةٍ تابعتها في الشقا نشأت
كـم شـبعةٍ من خبيث الزاد قد ملئت
بهــا الحشـا دون ملهـوفٍ وجوعـان
عُمــري مضـى وأرانـي غيـر منتبـهٍ
أردد الفكــر فــي حــق ومشــتبه
كمــن تمــادى بســوءٍ فـي مركَّبـه
يـا ضـيعة العمـر في لهوٍ سررت به
علـى سـروري بـه يـا طـول أحزاني
يــا غفلـة أذهبـت عمـري بلا حسـب
يرضـى بـه اللـه فـي جـد ولا طلـب
ولا ترقيـــت فـــي علـــم ولا أدب
يـا خيبـة السـعي في لهو وفي لعب
يــا صـفقة خسـرت مـن دون رجحـان
يـا خجلـة النفس من خسران مكسبها
ويــا شــقاها بخبـثٍ فـي مركبهـا
كـم في هواها ليالي العمر تذهبها
يـا مهلـة ذهبـت ضـاع الزمان بها
فـي غيـر نفع وحادي الموت ناداني
وحـل يرمـي حسـامي بالممـات فلـل
وحـل بـي عـن نهوضـي للمـرام كلل
وعـدت مـا بيـن أبناء الزمان مثل
وجـاءني الملكـان السـائلان عن ال
عقيــدة الصـدق فـي سـري وإعلانـي
وخاطبـاني بمـا قـد كـان من قبلي
بسـوء فعلـي مـع التقصير في عملي
وطـول ميلـي إلى التسويف في زللي
فــرب إفحــام لفــظٍ مـوجب خجلـي
أو جـزل قـولٍ بلطـف اللـه أعلانـي
يقرعـــاني بأيــام أضــعت ســدى
وفــوت عمـري بلا نفـع قـد اطـردا
بـالعجز واللهـو خسراناً فني وعدا
والبعـث مـن بعد هذا والنشور غدا
والعـرض يوم الجزا في وضع ميزاني
فـــأي نازلــةٍ بــالخزي نازلــةٌ
فـي صـيحة الحشـر والآفـاق سـائلة
والنفـس تجـزى بما في الأمس عاملة
وقــد سـئلت ومـا لـي ثـم نافلـة
وحــق بيــن يــدي مـولاي خسـراني
يـا وقفـةً لـي غـدا بالذل في خجل
وليــس لـي حجـة تفضـي إلـي أمـل
أقيـم عـذري بـه فـي سـوء مفتعـل
بذلــةٍ واحتقــار فــي شـقا عمـل
فمـا انتفـاعي بأصـحابي وجيرانـي
أو كـان غصـن نظـامي قد ذوى وحني
ومـال بـي مشـتهى نفسـي إلى محني
وحــق بالجهـل والتسـويف ممتحنـي
أدعـوك مـن خجـل العصـيان تمنحني
بحســـن عفــو وألطــافٍ وغفــران
إليــك فيــك ملاذي خفيــة وعلــن
فاسـمح لعبـدك فيمـا قد خفى وكمن
ســواك لا ملجـأ قلـبي إليـه سـكن
إن تعــف عنـي فأهـل للسـماح وإن
عـاقبتني يـا شـقا حظـي وحرمـاني
رضـيت عـدلك فـي حكـم وفصـل قضـا
فـي كـل حـالٍ علـى ما يرتجى ومضى
وإن صـليت بمـا يرضـيك جمـر غضـا
بعـز عـزك يـا ذا العـز جُـد برضا
لـذل ذلـي فمـا لـي عنـك من ثاني
مـا لـي بحـر اللظـى صـبرٌ ولا جلد
وليـس لـي غيـر ظنـي فيـك معتمـد
فـاز الـذي بـك يـا مـولاي مسـتند
والحمـــد للــه رب واحــد أحــد
منـزه الـذات عـن كفـؤ وعـن ثاني
مقــدس عــن إشــاراتٍ وعــن عـدد
وعــن شـبيه وعـن مثـل وعـن جسـد
وعــن نظيــرٍ وعــن نــد وملتحـد
وعــن قريـن وعـن أهـل وعـن ولـد
وعـــن شــريك وأشــباه وأعــوان
حاشـاه مـن وصـف تكييـف ومـن جهة
وكـــل أيـــن وتحديــد بمعرفــة
وجــل عـن وصـف ألفـاظٍ وعـن لغـة
مقـدس الـذات عـن إسـمٍ وعـن صـفة
وعـــن إحاطــة أفكــار وأزمــان
والشــكر للـه شـكراً فـي متابعـة
علــى وفـا نعمـةٍ بالفضـل سـابقة
ونســــأل اللـــه آلاء بعافيـــة
وألــف ألــف صــلاة فــي مضـاعفة
تخــص خيـر الـورى مـن ال عـدنان
مـن بالهـدى لجميـع الخلـق مرسله
وبـــالنبوة والعليـــا مفضـــله
نهايــة الفضــل فيـه بـل وأولـه
وآلــه الشــرفا والتــابعين لـه
مـا مـال ريـح الصبا يوماً بأغصان
ومــا تــولى زمــان فــي تجـدده
ومــا تســامى ســماء فـي تأبـده
ومــا الرســول ترقـى فـي تأيـده
ومـــا ترنـــح ورق فــي تــردده
ومــا تتــابع بــالكر الجديـدان
العمـر يفنـى ويبقـى ما بدا وخفا
مـن كـل فعـل بمـا يأتي وما سلفا
طـوبى لمـن يجعـل التقوى له خلفا
إذا أتى الموت والعمر انقضى أسفا
أيـن الصـديق الـذي باللهو والاني
يحــوطني أصــدقاء دمعهــم يكــف
قـد أنكـروا فـوت أيام لها ألفوا
وغبـت عـن وطنـي فيمـا بـه عرفوا
وصـرت فـرداً إلـى مثواي وانصرفوا
عنـي جميعـاً وقـد فـارقت أوطـاني